نافع شابو وعادل حنالله … اضاءات تاريخية في بدايات الإسلام – الجزء الخامس

اضاءات تاريخية في بدايات الاسلام – الجزء الخامس
الباحثين نافع شابو وعادل حنالله
مقدمة
لقد عرف القرآن تطورات كثيرة عبر التاريخ بدءا من الصحف الأصلية الأولى التي كتبتها وبلورتها الطائفة اليهودية – النصرانية وصولا إلى النص النهائي للقرآن الذي بين أيدينا اليوم. لقد تعرض القران لعمليات طويلة ومعقدة من التغييرات في سيرورة التشكل التي مر بها، ولذلك فهو من النصوص الإسلامية التي عرفت سلسلة من الصياغات المستمرة والمتكررة إلى أن أصبح على ما هو عليه الآن نص يصعب فهمه وفي غالب الأحيان يستحيل فهمه من دون اللجوء إلى التفاسير والشروحات التي نسجت حولها.
تبدو المخطوطات القديمة للنص القرآني خالية من الشكل والتنقيط، ويصعب اليوم تحديد الوضع الزماني الذي وضعت فيه النقط.
. يبدو القرآن من حيث قدم لغته، وكثرة رموزه، وتكرار مقاطعه، وكثرة التناقض في مكوناته… عسير الفهم يحلّ للمترجمين والمفسّرين الوقوف على معنى دون الآخر حتى يفهم المقصود.
يقول معروف الرصافي:
لقد حكم القرآن على نفسه بالأدانة ! فما فيه من اختلافات وتحريف، وحذف واضافات ومعانٍ لامعنى لها ، وكلام لايليق أن يقوله الله.
مثال على ذلك كلمة “النكاح” ، وكلام غريب وعجيب غير مفهوم ومرتبك ، يفوق حد الكثرة . بل هو بؤرة لكلِّ خلاف واختلاف. ولم يبلغ الخلاف والاختلاف في أيّ كتاب في العالم كما بلغ القرآن . كما انه لا يحافظ على تسلسل تاريخي ولا اسلوبه قريب من منهجية علمية وغير منسق ولايمكن الوثوق به.
وعن الناسخ والمنسوخ يقول معروف الرصافي (نقلا عن الأتقان في تحريف القرآن) ما يلي:
في الأتقان عند الكلام على الناسخ والمنسوخ قال عن ابن عمر قال “ليقولن قد أخذت القرآن كُلَّه ، وما يدريه ما كُلُّه ، قد ذهب قرآن كثير ، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر”.
اما كاتب محنتي في القرآن فيقول
“إنَّ عقيدة اعجاز القرآن لا تعدو أن تكون اسطورة من ألأساطير. كلاّ ليس القرآن من ألأسرار ألألهية،إنَّه لايمت بأي صلة الى الألهام “السماوي” الذي يخرج عن حركة التاريخ . إنَّه انجاز بشري صرف تجري عليه قوانين البشر من قوة وضعف . وصواب وخطأ وإتفاق واختلاف وتماسك وتنافر واتساق واختلال وانتظام وتشويش .
لاتجد في القرآن صفحة واحدة تترابط فيها ألأفكار وتسلسل الأحداث، ويأخذ بعضها برقاب بعض مالم يكن النص مستفرقا في سرد قصة أو تعزيز حكم، يحتاج الى شيء من التطويل فما أن يفرغ منه حتى يقفز الى موضوع آخر لاصلة له به .
….وهناك صفحات كاملة في القرآن فيها تشويش كبير ، كما فيه أيضا الفاظ نابية وعبارات ركيكة ، وفيه تكَلُّف وصنعة (تصنُّع) وافتعال وغموض والفاظ ذات معان متضادة يصعب على المرء تقرير أي الوجهين المتضادين هو المقصود .
ولاننسى أن نضيف الى هذه السقطات والعيوب مافي القرآن من تناقضات لايخطئها البصر .وكم جهد الثرثارون لأخفائها واعطائها معاني غريبة، لجعلها عنوانا للحكمة والرصافة !!!.
راجع مقال للباحث نافع شابو كما في الموقع التالي:
القرآن من خلال ألأبحاث والدراسات النقدية ج3 ماقاله الباحثون عن تحريف القرآن
تاريخ اول طبعة للقران
إن الاعتقاد السائد بأن القرآن له قراءة واحدة لا لبس فيها يرجع قبل كل شيء إلى النجاح الرائع للطبعة المصرية القياسية للقرآن، التي نشرت لأول مرة في 10 يوليو 1924 (الموافق 7 ذو الحجة 1342) في القاهرة، طبعة ينظر إليها الآن على نطاق واسع على أنها النص الرسمي للقرآن. في البداية، كان نشر هذه الطبعة شأنا مصريا بحتا. كان عمل لجنة معينة من قبل الحكومة، بقيادة محمد بن علي الحسيني الحداد، وهو الذي كان يهدف إلى إنشاء نص موحد للتعليم الديني في مصر.
تم إجراء تعديلات طفيفة لاحقا على هذا النص في الطبعات التالية، نشرت إحداها لاحقا في عام 1924 وأخرى في عام 1936. أصبح النص الذي صدر في عام 1936 يعرف باسم طبعة فاروق/ تكريما للملك المصري فاروق (حكم من 1936 إلى 1952) ومع ذلك، سرعان ما انتشر تأثير نص القاهرة خارج مصر. وقد تم تبنيه عالميا تقريبا من قبل كل من المسلمين السنة والشيعة.
كتب أوتو بريتزل في عام 1938 ، وأشار بدهشة إلى أنه في أيامه ولأول مرة، ظهر نص قانوني بحكم الأمر الواقع للقران، ذلك لوجود عدد منفصل من القراءات المختلفة وكلها قانونية على قدم المساواة قبل القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، حيث أدت الانقسامات الكبيرة حول النص القرآني برعاية ابن مجاهد (المتوفى ٣٢٤ l ٩٣٦م) في العصر العباسي ، حيث كان هناك 14 قراءات صالحة على قدم المساواة. فلا يوجد إجماع على الشكل الدقيق لقراءة حفص عن عاصم. وتمت المطالبة بأربعة صيغ مختلفة للكتابة، وتكثر التناقضات في النصوص المختلفة التي تدعي نقلها في أوائل القرن العشرين، كان شكل القرآن يبدو غير واضح. وفي الواقع، كانت الحكومة المصرية متحمسة لبدء المشروع الذي من شأنه أن يؤدي إلى طبعة القاهرة للقرآن بسبب الاختلافات (أو “الأخطاء”، كما يصفها ملحق طبعة القاهرة) الموجودة في النصوص القرآنية التي كانوا يقرّونها للمدارس الحكومية. ردا على ذلك، دمرت الحكومة عددا كبيرا من هذه النصوص بإغراقها في نهر النيل وأصدرت نصها الخاص. وهكذا سار مشروع القاهرة بروح الخليفة عثمان والوالي الحجاج بن يوسف الثقفي (هجري٩٥/م٧١٤)، الذين يقال إنهم دمروا النسخ المتنافسة ووزعوا نصوصهم الخاصة للقرآن في القرن الإسلامي الأول. (1)
- كيف أُلِّف القران
يقول الدكتور خالد بلكين، أستاذ الحضارة في الجامعة التونسية:
” القرآن الذي بين أيدينا ليس من تأليف محمد بالكامل إنما جل القرآن المسمى مكيا أو كله كان من تأليف أنبياء (مدّعين النبوة) عرب آخرين عاشوا قبله وكتبوا قبل الإسلام ب(العربية الفصحى). ثم دخلت بعض الكتابات منه إلى مكة. أغلب ما كان من تأليف محمد في المصحف الذي بين أيدينا ليس سوى فقرات تحدث فيها عن زوجاته وأصحابه وخصومه. كان ذلك في وقت يثرب بعد الهجرة وهو ما سيعرف لاحقا بالقرآن المدني.”
“بدأت قصة القرآن قبل الإسلام بزمن طويل، أعراب انشقوا عن الكنيسة الأم بعد أن رفضوا أن يكون المسيح أحد الأقانيم الثلاثة، وعرب لم يعرفوا الآثار القانونية للكتاب المقدس وعرب مزجوا بين المسيحية ومعتقدات وأفكار أخرى. ترجمت تلك الجماعات المسيحية العربية، بمختلف أرومتها، كتابات ألفها أحبار اليهود لتفسير وحشو ونصوص الكتاب المقدس العبري ، لكنهم أساءوا قراءتها وفهمها وترجمة معانيها .”
“ثم إن الأنبياء العرب أنشأوا نصوصهم الطريفة الخاصة بهم تضمنت إعلاناتهم وجدالاتهم مع خصومهم فكانت نشأة القرآن العربي قبل الإسلام بقرون. ومع بداية القرن السابع الميلادي كان بعض من تلك الكتابات العربية القرآنية من نصيب محمد. فكانت خليطا من جدالات ووعظ الأنبياء العرب في أقوامهم ومن ترجمتهم لمؤلفات حاخامات يهود وأبو كريفه (أناجيل منحولة غير قانونية) العهد الجديد وغير ذلك ولا شيء يمنع أن يكون بعضها وقع بين أيدي أنبياء عرب آخرين عاصروه مثل مسيلمة الحنفي” (2)
ويضيف خالد بلكين:
“جاء في الروايات ان القران جمع في مكان واحد لأول مرة في خلافة أبوبكر بعد ان قُتل عدد من القراء يوم اليمامة. جمعه زيد بن ثابت فكان في صحف احتفظ بها في بيت أبي بكر ثم انتقلت إلى عمر ابن الخطاب ثم إلى حفصة بنت عمر وبقيت عندها حتى كانت خلافة عثمان. ثم جاء حذيفة بن اليمان ليقترح على الخليفة جمع الناس على مصحف واحد بعد أن وقف على اختلاف بعضهم في قراءة القرآن.
أرسل عثمان إلى حفصة في طلب الصحف البكرية وأمر زيد وثلاثة قرشيين معه بنسخها في مصاحف أرسلها إلى بعض الأمصار. رد الصحف البكرية إلى حفصة ثم أمر بحرق كل مصحف أو صحيفة فيها قرآن يخالف ما في تلك المصاحف الرسمية.
قُتل عثمان عام 35 هجرية، ثم ماتت حفصة في خلافة معاوية فأرسل مروان بن الحكم إلى أخيها في طلب الصحف البكرية فأبادها وقد قال مروان في سبب إبادتها: ” خشيت بإن يطال بالناس زمان ان يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب” .(ملاحظة رقم 1)
تلك القصة تعتبر الرواية الرسمية عند الفرقة السنية لكن بقية الفرق لا تعترف بها وتدَّعي نشأت المصحف الإمامي في حياة النبي محمد مثل الإباضية والمعتزلة أو تحكي قصة مختلفة جذريا كما هو الحال مع الفرقة الإمامية. (ملاحظة رقم 2).
في رواية عن الإمام جعفر الصادق يقول النبي لعلي بن أبي طالب: “إن القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس، خذوه وأجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيع اليهود التوراة.” فانطلق علي فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته وقرر ان لا يرتدي برداء حتى يجمعه.(ملاحظة رقم 3)
بقية القصة في رواية تقول إن عمر بن الخطاب جعل يطوف في المدينة يطالب الناس بمبايعة أبي بكر الصديق ثم جاء بعد أيام إلى دار علي يطالبه بالخروج إلى البيعة فرفض علي الخروج. فدعا عمر بحطب وهدد بإحراق البيت عليهم في حال لم يخرج. راسلهم علي وقال إنه لا سبيل إلى الخروج بأنه منشغل بجمع القرآن. (ملاحظة رقم 4)
وفي رواية أن سلمان الفارسي جاء عليا وهو يغسل جثة النبي ثم أخبره بشأن البيعة وفي تلك الليلة حمل علي فاطمة على حمار وصاحبها أنحاء يثرب على بيوت المهاجرين والأنصار يطلب نصرتهم، فلم يستجب له إلا عدد قليل. وبعد مضي ليلتين أخريين عكف على جمع القرآن في منزله فجمعه علي بترتيب النزول، وكتب الناسخ والمنسوخ ثم خرج به إلى الناس الذين كانوا مجتمعين مع أبي بكر وعرضه عليهم فكان جوابهم أنه لا حاجة لهم به وأنه عندهم مثله. (ملاحظة رقم 5)
أبو ذر الغفاري يحكي نفس القصة لكنه يضيف بعض التفاصيل المثيرة فقد فوجئ أبو بكر بأسماء المنافقين في أول صفحة من القرآن الذي جاء به علي. فقال عمر إنه لا حاجة لهم به فأخد علي قرآنه وانصرف. (ملاحظة رقم 6)
ثم جاء أبو بكر وعمر بزيد بن ثابت الذي كان قارئا للقرآن وطلبوا منه أن يؤلف لهما قرآنا خاليا من فضائح المهاجرين والأنصار لكن زيد استشكل عليه فقال: “ان أنا فرغت من القرآن على ما سألته وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس فقط بطل كل ما عملته؟”. (ملاحظة رقم 7)
حين ذاك دبر عمر بن الخطاب مع خالد بن الوليد من أجل قتل علي، لكن المحاولة باءت بالفشل. ثم لما كانت خلافة عمر طلب من علي أن يدفع إليهم القرآن في حرفه فيما بينهم فقال إنه لا سبيل إلى ذلك. سأله عمر: وإن كان لإظهار القرآن وقت معلوم؟ فكان جوابه أن القرآن لم يظهر إلا مع القائم وهو المهدي المنتظر في عقيدة الشيعة الإمامية. تجدر الإشارة إلى أن القرآن الذي أخذه علي من بيت النبي كان يبلغ نحو ثلاثة أضعاف القرآن الذي بين أيدينا حسب مصادر الشيعة الإمامية. (ملاحظة رقم 8). (3&4)
أسئلة مطروحة على شيوخ وعلماء المسلمين للأجابة عليها وهي:
- 1. لماذا لم يكن حفاظ القران يحفظونه على طريقة واحدة؟ وإذا كان محمد قد نقله على سبعة أحرف فلماذا يريد الصحابة توحيده؟ واذا كان المسلمون في هذه المرحلة الاولى، بعد موت النبي، مختلفين فما هو معنى الحفظ في الصدور، وهي العبارة التي يرددها المسلمين دائما!؟ وماذا بقي من القرآن صحيحا بعد 1400سنة؟
- 2. لماذا تختلف الفرق الاسلامية في نقل قصة كتابة القرآن في الأحاديث؟ هل يعنى ذلك ان المسلمين لا يصدقون الأحاديث المنقولة؟
- 3. هل ما جمعه علي كان مما كتبه النبي؟ يعنى النبي يعرف الكتابة والقراءة عكس ما يردده المسلمين؟ وإذا كان ما اخذه علي هو ما امر به النبي نفسه، فمن اين جاءت القرائين الاخرى؟ ولماذا يرفض الصحابة ما اتى به علي؟
- 4. نرى هنا ان الصحابي عمر بن الخطاب يطلب البيعة بالقوة وحرق المنازل على المعارضين، وهذا ولا شك الغاء حرية الإرادة للإنسان الذي منحها له الله وهو دليل قاطع على استعمال القوة المفرطة لفرض الرأي على الانسان والخضوع للأقوى حتى على أقرب الصحابة للنبي!
- 5. لماذا يرفض الصحابة مصحف علي الذى هو موصى به من محمد ويتمسكون بما جمعوه هم الا بسبب وجود آيات تدينهم كما سنرى؟ وإذا كان الامر كذلك فما بين يد الصحابة مصحف مختلف عما اوصى به رسول الله حتى يكون مع الناس مصحف واحد صحيح ؟.
- 6. هل كانت اسماء الصحابة أبو بكر وعمر، من اسماء المنافقين في مصحف علي، ولذلك رفضوا المصحف الذي جمعه علي بأمر من رسول الله؟.
- 7. اذا كان مصحف علي يحوي على فضائح عن المهاجرين والانصار ومنهم أبو بكر وعمر لدرجة خطيرة تكشفهم حتى فكروا وخططوا وحاولوا قتل صحابي هام وزوج ابنة رسول الله أي “علي” . واشترك معهم خالد بن الوليد وزيد بن ثابت، الذي اراد تأليف قرآن اخر، وقد فعل ذلك فيما بعد. فأي مصداقية في القران الذي بين يدي المسلمين اليوم؟!
- 8. لماذا اختفى قران “علي”؟، وهل يعلم المسلمون انّ المصحف الذي بين ايديهم لم يوصي به رسول الله وانه من تأليف زيد بن ثابت؟
- 9. فهل ضاع ثلثي القرآن ام انَّه قران الَّفهُ الصحابة؟
يقول أبو منصور في برنامج نهاية اسطوره: روي عن الامام الصادق، قال: ان القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وآله كان يحتوي على 17,000 آية والآن القرآن الذي بأيدينا 6000 اية او إلى حدود ذلك. يعني بعبارة أخرى ان المصحف فقد ضعفان منه.
لقد عرف القرآن تطورات كثيرة عبر التاريخ بدءا من الصحف الأصلية الأولى التي كتبتها وبلورتها الطائفة اليهودية – النصرانية وصولا إلى النص النهائي للقرآن الذي بين أيدينا اليوم. لقد تعرض القران لعمليات طويلة ومعقدة من التغييرات في سيرورة التشكل التي مر بها، ولذلك فهو من النصوص الإسلامية التي عرفت سلسلة من الصياغات المستمرة والمتكررة إلى أن أصبح على ما هو عليه الآن نص يصعب فهمه وفي غالب الأحيان يستحيل فهمه من دون اللجوء إلى التفاسير والشروحات التي نسجت حولها.
إحدى الأدلة التاريخية على أن الرواية الرسمية الإسلامية العباسية لم يكن متفق عليها من طرف الكل. هذا الدليل هو ما يعرفه بمصحف فاطمة أو كتاب علي أو وثيقة فاطمة التي يروي لنا الموروث الشيعي قصصا كثيرة عنها.
قضية وجود قراءات عربية متعددة هي مسألة غير مستبعدة من الناحية التاريخية فهي عملية تحاكي طبيعة الصراعات والحروب الأهلية التي عاشها الإسلام المبكر والتي تلت خيبة فشل المشروع النصراني – اليهودي بإعادة بناء الهيكل وعودة المسيح إلى أورشليم.
يضاف إليها مسألة تحريف القرآن بعد أن تم اعتماد قرآن واحد أيام عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وإحراق وإتلاف باقي الصحف والكتب الأخرى التي ورثها العرب من الطائفة ليهودية- النصرانية. فمسألة تحريف القرآن هي من المسائل المقلقة في التراث الإسلامي العباسي نظرا لوجود آية” إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون” صورة الحجر 9.
الآية أعلاه يفسرها جمهور المسلمين بأنها تعني تعهدا إلهيا بصون القرآن من أي تحريف، رغم أن الآية قد تحتمل تفسيرا آخر ربما يكون هو الأرجح وهو حفظ القرآن في اللوح المحفوظ “بل هو القرآن مجيد في لوح محفوظ” سورة البروج الآيتين 21 و.22.
ويبقى تفسير الأول هو الشائع على الرغم من أن “الذكر” هو أحد أسماء التوراة في القرآن. يرد فيه “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”. أية النحل الآية 43. “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون” سورة الأنبياء الآية 105. بالإضافة إلى أن القرآن نفسه أقسم بالتوراة في سورة الطور الآية واحد “والطور وكتاب مستور في رقاق منشور “. ونحن نعلم أن التوراة كانت تكتب في رقوق. لكن الاعتقاد الغالب بين المسلمين أن الله سمح بتحريف التوراة والإنجيل بخلاف القرآن، ما قد يظهر ازدواجيه واضحة فيما يتعلق بمسألة عصمة الوحي الإلهي في العقيدة الإسلامية. (راجع مقال للكاتب نافع شابو بعنوان: “خدعوك أيُّها المسلم عندما قالوا لك: -أنَّ الكتاب المقدَّس قد حُرِّفَ “(5)
يخبرنا الموروث الإسلامي العباسي السني أنه بوفاة النبي محمد عام 11 هجرية (632 ميلاديا) انقطعت علاقة الملاك جبريل بإرسال وحي إلى الأرض. أما في الوجه المقابل في العقيدة الشيعية فإن الملائكة بما فيها جبريل داومت على زيارة السيدة فاطمة ابنة النبي محمد بحسب روايات تكررت في مصادر شيعية واستندت إليها آراء كثيرين من المعاصرين.
حدَّث ابن رستم الطبري في كتابه دلائل الإمامة عن جعفر الصادق: أن فاطمة سُمِّيَت “محدثه” لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم بنت عمران فتقول: “يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهَّركِ واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين” . وتحدثهم ويحدثونها ونتج عن هذه الزيارات الملائكية كتاب سمي ب “مصحف فاطمة”.
يقول فيه جعفر صادق المتوفى عام 148 هجرية، وهو الإمام السادس بحسب مذهب الشيعي الاثنا عشري، حيث سئل” وما مصحف فاطمة عليها السلام” قال: “مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد”. (6)
والسؤال: هل ما كان مع محمد قرآن ناقص ولم يكمل الله له القران حتى ينزل قران اخر، اعنى قران فاطمة؟ وهل معنى ذلك ان الله نسخ قران محمد بقران فاطمة الذي فقد هو الاخر؟
الم يؤكد هذا البحث ما قاله الامبراطور ليو الثالث في خطابه للخليفة “عمر بن عبد العزيز”- كما ذكرنا سابقا – أنّ الذين ألّفوا القرآن هم: “عمر بن الخطاب” و”علي” (أبو تراب) و”سلمان الفارسي”؟
في القرن التاسع الميلادي، في زمن الخليفة عبد الله المأمون، كتب مُسلِم تقي هو عبد الله بن إسماعيل الهاشمي رسالة لصديق له مسيحي، هو عبد المسيح بن اسحق الكِنْدي، يَدعوه فيها إلى الإسلام. وكان عبد الله معروفاً بالتقوى وشدَّة القيام بفروض الإسلام، كما كان عبد المسيح مشهوراً بتقواه وتمسكه بالمسيحية، كما كان في خدمة الخليفة مقرَّبا إليه. يقول الهاشمي في رسالته:
“ناظرت …. مركيانوس الملك على عهد الشقاق الواقع بین نسطوريوس وكيرلس وهم الريم ، واليعقوبية وهم اكفر القوم وأخبثهم قولا واشرهم اعتقادا وأبعدهم من الحق القائلون بمقالة كيرلوس الاسكندراني ويعقوب البردعاني وساويرس صاحب کرسي أنطاكية . والنسطورية اصحابك وهم لعمري أقرب وأشبه بأقاويل المنصفين من أهل الكلام والنظر واكثرهم ميلا الى قولنا معشر المسلمين وهم الذين حمد نبينا صلى الله عليه وسلم أمرهم ومدحهم واعطاهم العهود والمواثيق وجعل لهم من الذمة في عنقه واعناق اصحابه ما جعل وكتب لهم في ذلك الكتب وسجل لهم السجلات واكد امرهم عندما صاروا اليه، حين قضي الأمر اليه، واستوثق له قانون وتحرموا بحرمته وذكروه بمعونتهم إياه على اعلان امره واظهار دعوته وما مكن الله له (صلعم) وذلك أن الرهبان كانوا يبشرونه ويخبرونه قبل نزول الوحي عليه بما مكن الله له وصار اليه فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر تواده لهم وأطاله محادثتهم ويُرى كثيرا عندهم مخاطبا لهم في تردده الى الشام وغيرها وكان الرهبان واصحاب الاديرة يكرمونه ويجلونه طوعا ويخبرون اصحابهم بما يريد الله أن يرفع من أمره . وتعلن من ذكره وكانت النصارى تميل اليه وتخبره بمكيدة اليهود ومشركي قريش وما يبتغونه له من الشر ويريدونه من الغوائل مع مودتهم له وإجلالهم اياه واصحابه. فعند ذلك نزل الوحي على نبينا عليه السلام وشهد الله لهم في القرآن قائلا :” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا (يعني مشركي قريش) وتجدنّ أقربهم مودة الذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون .‘‘ (مائدة 85) .وعرف النبي عليه السلام بما أنزل عليه من الوحي صحة ضمائرهم ونياتهم وانهم أصحاب المسيح حقا السائرون بسيرته الآخذون بسنته اذ كانوا لا يرون القتال ،ولا يستحلون المال ولا يغشون أحدا ولا يريدون بالبأس سوءا ولا مكروهاً ” …
تعليق
من الواضح ان محمد نبي المسلمين قد تعلم على يد النساطرة والنصارى من الرهبان في الشام.
من الواضح أيضا ان هناك فئة مميزة هي النصارى وهي هرطقة خرجت عن المسيحية
- ان المقصود بالمشركين في القران ليسوا المسيحيين، ولكن مشركي قريش
- من الواضح من محتوى رسالة الهاشمي انّ حتى النصارى والنساطرة كانوا لا يؤمنون بالحروب والقتال والغزوات ولا يغشّون ولا يعملون شيئا مكروها. فلماذا لم يقتدي محمد والمسلمون بهم، حيث شرّع محمد القتال والغزوات والسرقات؟
ثم نختار هذا الجزء من رسالة الهاشمي لنظهر هل احترم الإسلام المرأة ام كانت له سلعة. نجده يقول:
” وتنكح من النساء ما أحببت ان تنكح لا عليك في ذلك لوم ولا اثم ولا عيب اذا انت تزوجتها بولي وشاهدين واتيتها من المهر ما طابت به نفسك ونفسها مما تيسر ولك ان تجمع بين اربع نساء وتطلق من شئت اذا كرهتها أو مللتها او شبعت منها ولك أن تراجع بعد الاستدلال من أحببت منهن ایتهن بعتها نفسك. قال الله تعالى عز وجل ” من طلقها لا جناح عليهما أن يتراجعا ” و تتمتع من الأماء بما ملكت، يداك . “
تعليق
هنا نرى كيف عظم الإسلام المرأة.
ثم ننقل القليل مما جاء في رد الكندي على الهاشمي إذ يقول:
” فنقول إنه ينبغي لك أن تعلم أولاً كيف كان السبب في هذا الكتاب (القرآن)، ذلك أن رجلاً من رهبان النصارى اسمه سرجيوس (بحيرى الراهب) أحدث حَدَثاً أنكره عليه أصحابه، فحرموه من الدخول إلى الكنيسة وامتنعوا عن كلامه ومخاطبته، على ما جرت به العادة منهم في مثل هذا الموقف. فندم على ما كان منه، فأراد أن يفعل فعلاً يكون له حجة عند أصحابه النصارى، فذهب إلى تُهامة فجالها حتى بلغ مكة، فنظر البلد غالباً فيها صنفان من الديانة: دين اليهود وعبادة الأصنام، فلم يزل يتلطف ويحتال بصاحبك حتى استماله وتسمَّى عنده نسطوريوس، وذلك أنه أراد بتغيير اسمه إثبات رأي نسطوريوس الذي كان يعتقده ويتديَّن به. فلم يزل يخلو به ويكثر مجالسته ومحادثته إلى أن أزاله عن عبادة الأصنام ثم صيّره داعياً وتلميذاً له يدعو إلى دين نسطوريوس. فلما أحست اليهود بذلك ناصبته العداوة، فطالبته بالسبب القديم الذي بينهم وبين النصارى. فلم يزل يتزايد به الأمر إلى أن بلغ به ما بلغ. فهذا سبب ما في كتابه من ذكر المسيح والنصرانية والدفاع عنها وتزكية أهلها والشهادة لهم أنهم أقرب مودّة، وأنَّ منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون (مائدة 85).”
وأنت تعلم أن الحجاج بن يوسف أيضاً جمع المصاحف وأسقط منها أشياء كثيرة؟ وأنت تعلم أيضاً أنهم رووا أن النسخة الأولى هي التي كانت بين القرشيين، فأمر علي بن أبي طالب بأخذها لما اشتد عليه الأمر لئلا يقع فيها الزيادة والنقصان، وهي النسخة التي كانت متفقة مع الإنجيل الذي دفعه إليه نسطوريوس، وكان يسميه عند أصحابه “جبريل” مرة و “الروح الأمين” مرة”
تعليق
هكذا بحث الاب الحقيقي (بحيرى/جبريل/ الروح الامين) عن ابنه محمد/اياس/يزدين الذي كان زردشتى وثني وحوَّلهُ الى النسطورية وأعطاه انجيل النصرانية/الابيونية، وهو انجيل متى العبراني.
بل تعلم محمد/يزدين على يد رهبان كثر مثل ورقة بن نوفل وعداس وغيرهم من النصارى(كما ذكر ذلك الهاشمي في رسالته الى الكندي) (8&7)
باقي الأجزاء بالترتيب:
نافع شابو وعادل حنالله .. إضاءات تاريخية على بدايات الأسلام .. الجزء الأول
الباحثان نافع شابو وعادل حناالله .. اضاءات تاريخية على بدايات الإسلام – الجزء الثاني
نافع شابو و عادل حنالله .. اضاءات تاريخية على بدايات الإسلام – الجزء الثالث
نافع شابو وعادل حنااللة .. إضاءات تاريخية على بدايات الإسلام .. الجزء الرابع
نافع شابو وعادل حنالله … اضاءات تاريخية في بدايات الإسلام – الجزء الخامس
للباحثين نافع شابو وعادل حنالله .. اضاءات على التاريخ المبكر للإسلام – الجزء السادس
للباحثين نافع شابو وعادل حنالله … أضاءات تاريخية على بدايات الإسلام .. الجزء السابع
نافع شابو وعادل حنالله .. أضاءات تاريخية على بدايات الإسلام . الجزء الثامن
—————————————————————————————————–
المصادر
- 1. Gabriel Said Reynolds, in On the shape of the Qur’an, in THE QUR’AN IN ITS HISTORICAL, p21, Qur’anic studies and its controversies1, First published 2008 by Routledge 2 Park Square, Milton Park, Abingdon, Oxon OX14 4RN, 2007
- 2. قصة الإسلام ـ الجزء الأول | خالد بلكين. يوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=VMmOoCm7vB8&ab_channel=KhaledBalkin
- 3. قصة الإسلام ـ الجزء الأول | خالد بلكين. يوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=VMmOoCm7vB8&ab_channel=KhaledBalkin
- 4. علي بن أبي طالب هو المسؤول عن ضياع القرآن حسب المصادر الشيعية | خالد بلكين.يوتيوب.
https://www.youtube.com/watch?v=BiMdcMpVEDQ&ab_channel=KhaledBalkin
- 5. نافع شابو : “خدعوك أيُّها المسلم عندما قالوا لك: -أنَّ الكتاب المقدَّس قد حُرِّفَ –”
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=60794
- 6. مصحف فاطمة مصحف علي هل هي قرآنيات منقرضة . نهاية اسطورة. يوتيوب
- 8. تحميل كتاب رساله عبد الله بن اسماعيل الهاشمي الي عبد المسيح بن اسحاق الكندي 1484،
المـــــــــــــــــزيد:
بالصوت والصورة.. تجارة القمل والصبان بين النساء فى الكويت والسعودية
قرآن رابسو – سُوَرةْ الْبَراَغَيِثْ
ابن القيم الجوزية – رَسُولُ الزِنـَـــا
ابن القيم الجوزية – رَسُولُ الشُذوذِ
ابن القيم الجوزية – رَسُولُ الدَعَارَةِ
شذوذ النبي محمد (ص) مع زاهر بن حرام (ر)
للكبار فقط (+18) : رهط من الصعاليك العراة ينتهكون عرض النبي محمد (ص) ويركبونه حتى الصباح
للكبار فقط (+ 18): هل كان الرسول محمد (ص) شاذاً لوطي ؟
الخليفة عمر ابن الخطاب يقر ويعترف بأنه لوطي وشاذ جنسياً
محمد يأتيه الوحي وهو فى ثوب عائشة
قتيلة بنت قيس زوجة محمد (ص) التي إرتدت عن الإسلام وتزوجت بعد موته