الشيطاناللهحقيقة الإسلاممقالاتنا

مجدي تادروس .. الله فى القرآن – 16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس

الله فى القرآن – 16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس

 

مجدي تادروس

 

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 16 - الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناستحدثنا فى المقال السابق عن إدعاء كاتب القرآن بأن كاتب القرآن يقول أن الشيطان أيضاً يضل العباد ، وفى هذه المقالة سوف نبحث فى أدعاء كاتب القرآن بأن الأشرار هم من يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس:

 

1 – من يتبع هواه يضل نفسه

 

  • حيث عاد كاتب القرآن ويناقض نفسه ويقول أن من أتباع الأهواء يضل بالرغم من تأكيداته فى نصوص قرآنية أخرى بأن الضال يولد ضال والمهدي يخلق مهدي .. فيقول فى ( سورة ص 38 : 26 ):  

”  يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ

فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ

وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ” .

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص :

” هَذِهِ وَصِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – لِوُلَاةِ الْأُمُورِ أَنْ يَحْكُمُوا بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ الْمُنَزَّلِ مِنْ عِنْدِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا يَعْدِلُوا عَنْهُ فَيَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ وَقَدْ تَوَعَّدَ [ اللَّهُ ] تَعَالَى مَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَتَنَاسَى يَوْمَ الْحِسَابِ ، بِالْوَعِيدِ الْأَكِيدِ وَالْعَذَابِ الشَّدِيدِ . ” 

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  الجزء السابع – ص 63 .

 

  • ويطالب كاتب القرآن أهل الكتاب بعدم أتباع أهواء من ضلوا من قبلهم حتى لا يضلوا وفد نسي أنه كتب فى الفاتحة عن كل اليهود بأنهم المغضوب عليهم والنصارى هم الضالين .. فهل يناقض نفسه ويقدم لهم النصحية بعدم أتباع من قبلهم حيث قال فى (سورة المائدة 5 : 77) :

” قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ

وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ

وَأَضَلُّوا كَثِيرًا

وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ” …

 

قال القرطبي فى تفسيره للنص:

” قَوْلُهُ تَعَالَى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ 

أَيْ : لَا تُفَرِّطُوا كَمَا أَفْرَطَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِي عِيسَى ; 

غُلُوُّ الْيَهُودِ قَوْلُهُمْ فِي عِيسَى ، لَيْسَ وَلَدَ رِشْدَةٍ ،

وَغُلُوُّ النَّصَارَى قَوْلُهُمْ : إِنَّهُ إِلَهٌ ، وَالْغُلُوُّ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ. 
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ الْأَهْوَاءُ جَمْعُ هَوًى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ” الْبَقَرَةِ “،

وَسُمِّيَ الْهَوَى هَوًى لِأَنَّهُ يَهْوِي بِصَاحِبِهِ فِي النَّارِ.

قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ قَالَ مُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ : يَعْنِي الْيَهُودَ . 

وَأَضَلُّوا كَثِيرًا أَيْ : أَضَلُّوا كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ . 

وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ أَيْ : عَنْ قَصْدِ طَرِيقِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،

وَتَكْرِيرُ ضَلُّوا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُمْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَضَلُّوا مِنْ بَعْدُ ;

وَالْمُرَادُ الْأَسْلَافُ الَّذِينَ سَنُّوا الضَّلَالَةَ وَعَمِلُوا بِهَا مِنْ رُؤَسَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى .” 

*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر –  سورة المائدة -قوله تعالى قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق – الجزء السادس – ص 187 .

 

  • ويناقض كاتب القرآن نفسه فقال عن هؤلاء الضالين أنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا لأنهم أتخذوا أحبوا إلهتهم وأتخذوها هواهم حيث قال فى  (سورة الفرقان 25 :  42 – 44):

” إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا

لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا

وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ

إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا  ( 44 ).

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 16 - الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس” وَقَوْلُهُمْ : إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا 

يَعْنُونَ : أَنَّهُ كَادَ يَثْنِيهِمْ عَنْ عِبَادَةِ أَصْنَامِهِمْ ، لَوْلَا أَنْ صَبَرُوا وَتَجَلَّدُوا وَاسْتَمَرُّوا عَلَى عِبَادَتِهَا .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لَهُمْ وَمُتَهَدِّدًا: وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا 
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ، مُنَبِّهًا لَهُ أَنَّ مَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ الشَّقَاوَةَ وَالضَّلَالَ ، فَإِنَّهُ لَا يَهْدِيهِ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ . 
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ  أَيْ : مَهْمَا اسْتَحْسَنَ مِنْ شَيْءٍ وَرَآهُ حَسَنًا فِي هَوَى نَفْسِهِ ، كَانَ دِينَهُ وَمَذْهَبَهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ( فَاطِرٍ 35 : 8); وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا “..

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة الفرقان- تفسير قوله تعالى ” وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا ” – الجزء السادس– ص 113.

 

2 – من أشرك بالله فقد ضل

  • حيث ناقض كاتب القرآن نفسه وأدعي أن الضال قد أختار لنفسه الضلال وفى نصوص آخرى كتب أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء .. فقال فى (سورة النساء 4 : 116):

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ

فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” قَوْلُهُ : وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا 

 أَيْ : فَقَدْ سَلَكَ غَيْرَ الطَّرِيقِ الْحَقِّ ،

وَضَلَّ عَنِ الْهُدَى وَبَعُدَ عَنِ الصَّوَابِ ،

وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ وَخَسِرَهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ،

وَفَاتَتْهُ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .”  

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   الجزء الثاني – ص 415 .

 

ولا نعلم كيف يهلك الضال نفسه وهو أصلا مخلوق ضال وقد قدر الله الضلال له ؟

 

3 – من يضلل العباد أنما يضل نفسه

 

  • حيث أكد كاتب القرآن تناقضاته فى القرآن وأدعي أن الضال يضل نفسه بالرغم من أن النصوص السابقة تقول أن الضال مخلوق ضال .. فقال فى (سورة سبأ 34 : 50):

قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي

وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ “..

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” قَوْلُهُ : قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي 

أَيِ : الْخَيْرُ كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَفِيمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْوَحْيِ وَالْحَقِّ الْمُبِينِ فِيهِ الْهُدَى وَالْبَيَانُ وَالرَّشَادُ ، وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ ” .

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  تفسير سورة سبأ – تفسير قوله تعالى ” قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله ” –  الجزء السادس – ص 527 .

 

  • ويكمل كاتب القرآن آختلافاته وتناقضاته فيقول فى (سورة الأعراف 7  : 38):

” قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ

كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا

حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا

قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا

فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ

قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” وَقَوْلُهُ : ( قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ 

أَيْ : قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ وَجَازَيْنَا كُلًّا بِحَسْبِهِ ،

كَمَا قَالَ تَعَالَى : الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (النَّحْلِ 16 : 88 ).

وَقَالَ تَعَالَى” : وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ” (الْعَنْكَبُوتِ 29 : 13 ).

وَقَالَ : وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَّا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (النَّحْلِ 16 : 25 ) . 
وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ  أَيْ : قَالَ الْمَتْبُوعُونَ لِلْأَتْبَاعِ

فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ ) قَالَ السُّدِّيُّ : فَقَدْ ضَلَلْتُمْ كَمَا ضَلَلْنَا .” 

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة الأعراف –  تفسير قوله تعالى ” قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ” – الجزء الثالث – ص 411 .

 

ولا نعرف كيف يقبل إله الإسلام أدعاء الضالين على من أضلوهم وهو يتباهي فى كثير من النصوص القرآنية بأنه هو الذى أضل الضالين بل وقدر لهم الضلال فخلقهم ضالين ؟

ألا يصح أن يقر لهم ويعترف بأنه هو الذى أضلهم ؟؟

 

  • بل وواصل كاتب القرآن تناقضاته فيقول أن إله الإسلام سيسأل الذين أضلوا العباد عن أضلالهم لهم فيقول فى (سورة الفرقان 25 : 17):

” وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ “..

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 16 - الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس” فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى [ لِلْمَعْبُودِينَ ] أَأَنْتُمْ دَعَوْتُمْ هَؤُلَاءِ إِلَى عِبَادَتِكُمْ مِنْ دُونِي ، أَمْ هُمْ عَبَدُوكُمْ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ ، مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ مِنْكُمْ لَهُمْ؟

كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى) وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ ( إِلَى آخِرِ الْآيَةِ; [ الْمَائِدَةِ 5 : 116 – 117 ]

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا يُجيِبُ بِهِ الْمَعْبُودُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ 

قَرَأَ الْأَكْثَرُونَ بِفَتْحِ ” النُّونِ ” مِنْ قَوْلِهِ : ( نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ 

أَيْ : لَيْسَ لِلْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ أَنْ يَعْبُدُوا أَحَدًا سِوَاكَ ، لَا نَحْنُ وَلَا هُمْ ، فَنَحْنُ مَا دَعَوْنَاهُمْ إِلَى ذَلِكَ ، بَلْ هُمْ قَالُوا ذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَمْرِنَا وَلَا رِضَانَا وَنَحْنُ بُرَآءُ مِنْهُمْ وَمِنْ عِبَادَتِهِمْ ،

كَمَا قَالَ تَعَالَى : وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (سَبَأٍ 34 : 40 – 41 ).

وَقَرَأَ آخَرُونَ : ” مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخَذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ”

أَيْ : مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَعْبُدَنَا ، فَإِنَّا عَبِيدٌ لَكَ ، فُقَرَاءُ إِلَيْكَ . وَهِيَ قَرِيبَةُ الْمَعْنَى مِنَ الْأُولَى ” . 

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة الفرقان – تفسير قوله تعالى ” ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله ” الجزء السادس – ص 100 .  

 

4- الأشرار يشترون الضلالة و الثمن نفوسهم

  • حيث أصر كاتب القرآن على تناقضاته وأدعى أن الأشرار من أهل الكتاب يشترون الضلالة .. فقال فى (سورة النساء 4 : 44)  :

” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللَّهِ الْمُتَتَابِعَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،

أَنَّهُمْ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى

وَيُعْرِضُونَ عَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَيَتْرُكُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ الْأَوَّلِينَ فِي صِفَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا

وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ 

أَيْ يَوَدُّونَ لَوْ تَكْفُرُونَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ

وَتَتْرُكُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ النَّافِعِ . ” 

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –    تفسير سورة النساء – تفسير قوله تعالى ” ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ” – الجزء الثاني – ص 324 .

 

  • وأكد كاتب القرآن نفس الإدعاء فى (سورة البقرة 2 : 16):

” أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى

فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ” .

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

”  أَنَّ الْمُنَافِقِينَ عَدَلُوا عَنِ الْهُدَى إِلَى الضَّلَالِ،

وَاعْتَاضُوا عَنِ الْهُدَى بِالضَّلَالَةِ ،

 وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى)

أَيْ بَذَلُوا الْهُدَى ثَمَنًا لِلضَّلَالَةِ،

وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مِنْ كَانَ مِنْهُمْ قَدْ حَصَلَ لَهُ الْإِيمَانُ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ إِلَى الْكُفْرِ،

كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ) ( الْمُنَافِقُونَ : 3) ،

أَوْ أَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الضَّلَالَةَ عَلَى الْهُدَى،

كَمَا يَكُونُ حَالُ فَرِيقٍ آخَرَ مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ أَنْوَاعٌ وَأَقْسَامٌ؛

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)

أَيْ : مَا رَبِحَتْ صَفْقَتُهُمْ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ،

(وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )

أَيْ : رَاشِدِينَ فِي صَنِيعِهِمْ ذَلِكَ “.

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة البقرة –  تفسير قوله تعالى أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى –  الجزء الأول – ص 186 .

5 – من لا يؤمن ويتبع الإسلام ديناً هو فى ضلال مبين

  • حيث أكد كاتب القرآن عنصريته وقد قسم الناس إلى قسمين مؤمنون بالإسلام وضالين والغريب أن الأمر لا يتوقف على إيمانهم بل على ماقدر الله لهم فقال فى (سورة الجمعة 62 : 2):

” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ” .

  • وأكد أدعاءه فى (سورة النساء 4 : 136):

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ” …

 

  • وأيضاً فى (سورة سبأ 34 : 8):

” أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ { الكلام الذى قاله أهل قريش عن محمد}

بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ” ،

 

  • وأكد كاتب القرآن أن الكفار من أهل قريش انهم ليس لهم خلاص أو نجاة فيقول فى (سورة الإسراء 17 : 48)  :

” انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ

فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” نُغْذَى وَقَدْ صَوَّبَ هَذَا الْقَوْلَ ابْنُ جَرِيرٍ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَرَادُوا هَاهُنَا أَنَّهُ مَسْحُورٌ لَهُ رِئًى يَأْتِيهِ بِمَا اسْتَمَعُوهُ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي يَتْلُوهُ

وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ شَاعِرٌ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ كَاهِنٌ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ مَجْنُونٌ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ سَاحِرٌ

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا أَيْ فَلَا يَهْتَدُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَا يَجِدُونَ إِلَيْهِ مَخْلَصًا “.

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  الجزء الخامس – ص 84 .  

 

6 – من يعص الله والرسول فقد ضل ضلالاً مبيناً

  • حيث أكد كاتب القرآن على شِراكه محمد بإله الإسلام فجعل عصيان المخلوق محمد عصيان للخالق فقرن بين إله الإسلام ومحمد ومن عصا محمد فقد ضل ضلالاً مبيناً فيقول فى (سورة الأحزاب 33 : 36):

” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا

أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ” …

 

ويقول بن كثير فى تفسيره للنص :

” فَهَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ ،

وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا حَكَمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِشَيْءٍ ،

فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مُخَالَفَتُهُوَلَا اخْتِيَارَ لِأَحَدٍ هَاهُنَا ،

وَلَا رَأْيَ وَلَا قَوْلَ ،

كَمَا قَالَ تَعَالَى :

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( النِّسَاءِ 4 : 65)

وَفِي الْحَدِيثِ :

 “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ،

لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ ” 

وَلِهَذَا شَدَّدَ فِي خِلَافِ ذَلِكَ ،

فَقَالَ : ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) ،

كَقَوْلِهِ تَعَالَى:

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” ( النُّورِ 24 : 63) .

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة الأحزاب تفسير قوله تعالى ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ” –  الجزء السادس – ص 422 .

 

فهل يعد عصيان المخلوق كفراً وضلالاً مبيناً مساوياً للعصيان للخالق ؟

 

  • وقد أكد كاتب القرآن نفس المعنى فى قصة إبراهيم وعشيرته فقال فى (سورة إبراهيم 14 : 36):

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ

فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي

وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ “.

 

7 – الطواغيت المجرمون يضلون العباد بعبادتهم

  • حيث أقر كاتب القرآن معترفاً بانه لا يضل العباد إلا المجرمون فهل إله الإسلام يعد مجرماً ايضاً لأنه هو المسئول الأول على ضلال العباد ؟ فد قال فى (سورة الشعراء 26 : 97 –  99):

” تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)

إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)

وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) “.

 

يقول بن كثير فى تفسيره للنص :

” تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ” 

أَيْ : نَجْعَلُ أَمْرَكُمْ مُطَاعًا كَمَا يُطَاعُ أَمْرُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَعَبَدْنَاكُمْ مَعَ رَبِّ الْعَالَمِينَ . 
” وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ 

أَيْ : مَا دَعَانَا إِلَى ذَلِكَ إِلَّا الْمُجْرِمُونَ .” 

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة الشعراء – تفسير قوله تعالى ” وأزلفت الجنة للمتقين ” – الجزء السادس – ص 64.

 

  • وأدعي كاتب القرآن أن الضالين لا يعرفون الله إلا فى الضراء فقط وفى السراء يشركون به فيقول فى (سورة الزمر 39 : 8):

” وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ

دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ

ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ

نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ

وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ

قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا

إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ  أَيْ:

فِي حَالِ الْعَافِيَةِ يُشْرِكُ بِاللَّهِ ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا .

قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ 

أَيْ : قُلْ لِمَنْ هَذِهِ حَالُهُ وَطَرِيقَتُهُ وَمَسْلَكُهُ : تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا .

وَهَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ ، كَقَوْلِهِ :

” قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) (” إِبْرَاهِيمَ 14 : 30 ) ،

وَقَوْلُهُ”  : نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ” (لُقْمَانَ 31 : 24 ) ” .  

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  تفسير سورة الزمر- تفسير قوله تعالى ” إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ”  .

  • وأكد كاتب القرآن تحميل إله الإسلام للضالين أوزارهم لتأكيد ضلالهم الذى خلقهم عليه .. حيث قال فى (سورة النحل 16: 25) :

” لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ

أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ 

أَيْ : إِنَّمَا قَدَّرْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ يَقُولُوا ذَلِكَ

فَيَتَحَمَّلُوا أَوْزَارَهُمْ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يَتْبَعُونَهُمْ وَيُوَافِقُونَهُمْ ،

أَيْ : يَصِيرُ عَلَيْهِمْ خَطِيئَةُ ضَلَالِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ،

وَخَطِيئَةُ إِغْوَائِهِمْ لِغَيْرِهِمْ وَاقْتِدَاءِ أُولَئِكَ بِهِمْ ،

كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ :

 “مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ ،

لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ،

وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنِ اتَّبَعَهُ

لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا . ” .

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة النحل- تفسير قوله تعالى ” وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ” – الجزء الرابع – ص 566  .

 

  • فقد أكد كاتب القرآن تناقضاته فقال إن إله الإسلام قال للذين أضلهم إن الذين أضلوهم لم يكونوا أعوانه فى الخلق .. حيث قال فى (سورة الكهف 18 : 51):

” مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا “،

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 16 - الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس” يَقُولُ تَعَالَى : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذْتُمُوهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي عَبِيدٌ أَمْثَالُكُمْ ، لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا ، وَلَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقِي لِلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ،

وَلَا كَانُوا إِذْ ذَاكَ مَوْجُودِينَ ،

يَقُولُ تَعَالَى :

أَنَا الْمُسْتَقِلُّ بِخَلْقِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ،

وَمُدَبِّرُهَا وَمُقَدِّرُهَا وَحْدِي ،

لَيْسَ مَعِي فِي ذَلِكَ شَرِيكٌ وَلَا وَزِيرٌ ،

وَلَا مُشِيرٌ وَلَا نَظِيرٌ،

كَمَا قَالَ :

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ : الْآيَةَ  (سَبَإٍ 34 : 23 ، 22)؛

وَلِهَذَا قَالَ :

وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا .. قَالَ مَالِكٌ : أَعْوَانًا “.

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  تفسير سورة الكهف-  تفسير قوله تعالى ” ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم “.

 

  • وقد أكد كاتب القرآن نفس المعني فى (سورة لقمان 31 : 11):

” هَذَا خَلْقُ اللَّهِ

فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ

بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.

 

  • بل وأكد كاتب القرآن تناقضاته الفجة وأدعى أن فرعون هو الذى أضل قومه ونفسه وهذا تناقض مع القدَرية التى تقول أن إله الإسلام خلق المؤمن مؤمن والكافر كافر .. حيث قال فى (سورة طه 20 : 79):

وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى “.

 

قال القرطبي فى تفسيره للنص:

وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى أَيْ أَضَلَّهُمْ عَنِ الرُّشْدِ وَمَا هَدَاهُمْ إِلَى خَيْرٍ وَلَا نَجَاةٍ ؛

لِأَنَّهُ قَدَّرَ أَنَّ مُوسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ – وَمَنْ مَعَهُ لَا يَفُوتُونَهُ ؛ لِأَنَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ الْبَحْرَ .

فَلَمَّا ضَرَبَ مُوسَى الْبَحْرَ بِعَصَاهُ

انْفَلَقَ مِنْهُ اثْنَا عَشَرَ طَرِيقًا

وَبَيْنَ الطُّرُقِ الْمَاءُ قَائِمًا كَالْجِبَالِ .

وَفِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ

فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أَيِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ ؛

فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ طَرِيقًا .

وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى أَطْوَادِ الْمَاءِ

أَنْ تَشَبَّكِي فَصَارَتْ شَبَكَاتٍ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَسْمَعُ بَعْضُهُمْ كَلَامَ بَعْضٍ ،

وَكَانَ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْمُعْجِزَاتِ ، وَأَكْبَرِ الْآيَاتِ ،

فَلَمَّا أَقْبَلَ فِرْعَوْنُ وَرَأَى الطُّرُقَ فِي الْبَحْرِ وَالْمَاءَ قَائِمًا

أَوْهَمَهُمْ أَنَّ الْبَحْرَ فَعَلَ هَذَا لِهَيْبَتِهِ ،

فَدَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَانْطَبَقَ الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ .

وَقِيلَ إِنَّ قَوْلَهُ : وَمَا هَدَى تَأْكِيدٌ لِإِضْلَالِهِ إِيَّاهُمْ .

وَقِيلَ هُوَ جَوَابُ قَوْلِ فِرْعَوْنَ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ فَكَذَّبَهُ اللَّهُ تَعَالَى .

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ 

وَمَا هَدَى أَيْ مَا هَدَى نَفْسَهُ بَلْ أَهْلَكَ نَفْسَهُ وَقَوْمَهُ . ” 

*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر –  سورة طه عليه السلام – قوله تعالى ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا – الجزء الحادي عشر – ص 144 .

 

8 – المستهزؤن بآيات إله الإسلام يضلون الناس

  • حذر كاتب القرآن من المغنيين والمطربين وأصحاب المزامير أى الموسيقيين لأنهم ضالون مستهزؤن .. حيث قال فى  (سورة لقمان 31 : 6):

” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ

لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا

أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ “.

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 16 - الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس” عَطَفَ بِذِكْرِ حَالِ الْأَشْقِيَاءِ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنِ الِانْتِفَاعِ بِسَمَاعِ كَلَامِ اللَّهِ ،

وَأَقْبَلُوا عَلَى اسْتِمَاعِ الْمَزَامِيرِ وَالْغَنَاءِ بِالْأَلْحَانِ وَآلَاتِ الطَّرَبِ،

كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) قَالَ : هُوَ – وَاللَّهِ – الْغِنَاءُ. 
سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ  قَالَ : الْغِنَاءُ . 
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ  فِي الْغِنَاءِ وَالْمَزَامِيرِ . 
وَقَالَ قَتَادَةُ : قَوْلُهُ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ

لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ :وَاللَّهِ لَعَلَّهُ لَا يُنْفِقُ فِيهِ مَالًا وَلَكِنْ شِرَاؤُهُ اسْتِحْبَابُهُ ، بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الضَّلَالَةِ أَنْ يَخْتَارَ حَدِيثَ الْبَاطِلِ عَلَى حَدِيثِ الْحَقِّ ، وَمَا يَضُرُّ عَلَى مَا يَنْفَعُ . 
وَقِيلَ : عَنَى بِقَوْلِهِ : يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ  : اشْتِرَاءَ الْمُغَنِّيَاتِ مِنَ الْجَوَارِي . 
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَا يَحُلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ ،

وَأَكْلُ أَثْمَانِهِنَّ حَرَامٌ ، وَفِيهِنَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ  .
وَقَالَ الضَّحَّاكُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ يَعْنِي : الشِّرْكُ .

وَبِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ; وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهُ كُلُّ كَلَامٍ يَصُدُّ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ وَاتِّبَاعِ سَبِيلِهِ . 
وَقَوْلُهُ : لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ  أَيْ : إِنَّمَا يَصْنَعُ هَذَا لِلتَّخَالُفِ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ . 
وَقَوْلُهُ : وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا 

قَالَ مُجَاهِدٌ : وَيَتَّخِذُ سَبِيلَ اللَّهِ هُزُوًا ، يَسْتَهْزِئُ بِهَا . ” 

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  تفسير سورة لقمان- تفسير قوله تعالى ” ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ” – الجزء السادس – ص 331 .

 

9 – المَارُون فى الساعة

حيث أكد كاتب القرآن بأن الذين يحاجون فى يوم القيامة هم فى ضلال بعيد .. حيث قال فى  (سورة الشورى 42 : 18):

” يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا

وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا

وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ

أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ  .

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” وَقَوْلُهُ : أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ  أَيْ:

يُحَاجُّونَ فِي وُجُودِهَا وَيَدْفَعُونَ وُقُوعَهَا ،

لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ  أَيْ:

فِي جَهْلٍ بَيِّنٍ ; لِأَنَّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى ،

كَمَا قَالَ : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ( الرُّومِ : 27 ) “.

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  تفسير سورة الشورى- تفسير قوله تعالى ” والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم ” –  الجزء السابع – ص 197 .

 

  • وقد أكمل كاتب القرآن تناقضاته فى قوله إن إله الإسلام سيتمهل على الضالين ولا نعلم كيف وهو قد قدر لهم الضلال .. حيث قال فى (سورة مريم 19 :  75 – 76):

قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا

حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ

فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)

وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى

وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76) .

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” يَقُولُ تَعَالَى : ( قُلْ ) يَا مُحَمَّدُ ، لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِرَبِّهِمُ الْمُدَّعِينَ ،

أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّكُمْ عَلَى الْبَاطِلِ :

مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ  أَيْ : مِنَّا وَمِنْكُمْ ،

فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا  أَيْ : فَأَمْهَلَهُ الرَّحْمَنُ فِيمَا هُوَ فِيهِ ،

حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ وَيَنْقَضِيَ أَجْلُهُ ،

إِمَّا الْعَذَابَ  يُصِيبُهُ ، وَإِمَّا السَّاعَةَ  بَغْتَةً تَأْتِيهِ ،

فَسَيَعْلَمُونَ ) حِينَئِذٍ ( مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا 

 أَيْ : فِي مُقَابَلَةِ مَا احْتَجُّوا بِهِ مِنْ خَيْرِيَّةِ الْمَقَامِ وَحُسْنِ النَّدِيِّ .”  

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –   تفسير سورة مريم – تفسير قوله تعالى ” قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ” .

 

10 –  لولا فضل الله على محمد لأضله الضلون

  • حيث أكد كاتب القرآن إنه لولا فضل إله الإسلام على محمد لضل فقال فى (سورة النساء 4 : 113):

” وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ

لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ

وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ

وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ

وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ

وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا “،

 

قال القرطبي فى تفسيره للنص:

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ بِأَنْ نَبَّهَكَ عَلَى الْحَقِّ ،

وَقِيلَ : بِالنُّبُوءَةِ وَالْعِصْمَةِ . ” 

*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – سورة النساء- قوله تعالى ولولا فضل الله عليك ورحمته –  الجزء الخامس – ص 326 .

 

11 – إله الإسلام يطلب من عبدة الشيطان أن يعبدوه وأن يعقلون

  • حيث قال كاتب القرآن فى ( سورة يس 36 : 59- 62):

”  وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ

أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ

إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)

وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)

وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا { الخلق الكثير } كَثِيرًا

أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)” …

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص:

” قَوْلُهُ تَعَالَى : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ

أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ 

هَذَا تَقْرِيعٌ مِنَ اللَّهِ لِلْكَفَرَةِ مِنْ بَنِي آدَمَ ، 

الَّذِينَ أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ وَهُوَ عَدُوٌّ لَهُمْ مُبِينٌ ،

وَعَصَوُا الرَّحْمَنَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ وَرَزَقَهُمْ ;

وَلِهَذَا قَالَ : وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ  أَيْ:

قَدْ أَمَرْتُكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا بِعِصْيَانِ الشَّيْطَانِ ،

وَأَمَرْتُكُمْ بِعِبَادَتِي ،

وَهَذَا هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ،

فَسَلَكْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ وَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ ; وَلِهَذَا قَالَ :

وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا 

يُقَالُ : ” جِبِلًّا ” بِكَسْرِ الْجِيمِ ، وَتَشْدِيدِ اللَّامِ .

وَيُقَالُ : ” جُبُلًا ” بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْبَاءِ ، وَتَخْفِيفِ اللَّامِ . وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّنُ الْبَاءَ . وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ ” .

*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م –  تفسير سورة يس – تفسير قوله تعالى ” وامتازوا اليوم أيها المجرمون ” – الجزء السادس – ص 585 .

 

من النصوص السابقة نلاحظ تأكيد كاتب القرآن على :  

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 16 - الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس1 – التضليل والأضلال صفات مشتركة بين إله الإسلام والمضلين من البشر  .

2 – التناقض فى النصوص حول القدرية وإن الضلال قدر الضالين قدره الله على الكافريين .. فالله خلق الضال ضالاً والمؤمن مهدي فكيف يمهل الضالين أو يدينهم يوم الدين .

3 – أن المجرمين هم من يضلون العباد ونحن نسأل إذا كان الله يضل من يشاء فهل يحق لمن أضلهم أن يسبونه بنفس السباب ؟  .

4 –  أن يشين إلهه بصفة الأضلال وبالتالي يمكننا أن نطلق عليه المُضل وهى نفس صفة المُضلين للعباد .. مما يؤكد أنه ليس الإله الحقيقي المنزه عن كل صفات سالبية لا تليق بقداسته لأن الله نور من نور وليس فيه الظلمة البتة .

 

لكم مني جزيل الشكر وفائق الأحترام ..

وإلى اللقاء فى المقال القادم، حيث سنبحث فى أعتقاد المُسلم بأن إله الكتاب المقدس

هو الذى يضل العباد !

مجدي تادروس

معضلة القضاء والقدر في الإسلام

 

القدر والقدرية في الاسلام والمسيحية

للمــــــــــــــزيد:

17 – أعتقاد المُسلم فى أن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال !

15 – كاتب القرآن يقول أن الشيطان أيضاً يضل العباد

14إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين !!

13 – من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى !

12 – حينما يضرب إله الإسلام أمثاله لا يضربها إلا ليضل بها الفاسقين !

11 – إله الإسلام مسئول عن ضلال أعمال العباد وأحباطها !

10إله الإسلام يفتتن العباد ليضلهم !

9من أحب إلهه أضله إله الإسلام !

8إله الإسلام لا يزيد الظالمين إلا ضلالة وأضلال !

7من أهتدى فقد أهتدى لنفسه

6إله الإسلام يتحدى قُدرة أى أحد على هداية من أضلله !

5يمكن لإله الإسلام أن يضلل أى مؤمن بعد هدايته !

4من يضلله إله الإسلام فلا هاد له !!

3إله الإسلام خلق الضال ضالاً !!

2 – القرآن يقول أن إله الإسلام مُضل ويَضل العباد

1المضل الذى يضل العباد

Tad Alexandrian

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى