مجدي تادروس .. الله فى القرآن – 14 – يعلم الضالون من المهتدين

الله فى القرآن – 14 – يعلم الضالون من المهتدين
مجدي تادروس
تحدثنا فى المقال السابق عن إدعاء كاتب القرآن بأن من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى ولا يعرف العيش الضنك، وفى هذه المقالة سوف نبحث فى إدعاء كاتب القرآن بأن إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين:
-
حيث أقر كاتب القرآن بهذا فى (سورة القلم 68 : 7):
” إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” .
قال بن كثير فى تفسيره للنص:
” هُوَ يَعْلَمُ تَعَالَى أَيَّ الْفَرِيقَيْنِ مِنْكُمْ وَمِنْهُمْ هُوَ الْمُهْتَدِي ،
وَيَعْلَمُ الْحِزْبَ الضَّالَّ عَنِ الْحَقِّ .”
*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة ” ن “- تفسير قوله تعالى ” ن والقلم وما يسطرون ” – الجزء الثامن – ص 184 .
-
وأكد كاتب القرآن بأن إله الإسلام يعلم الذين ضلوا عن سبيله لأنه قدر لهم الضلال ..فقال فى (سورة الأنعام 6 : 116 – 117):
” وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)“.
قال بن كثير فى تفسيره للنص:
” يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ حَالِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ بَنِي آدَمَ أَنَّهُ الضَّلَالُ ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى : “وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ(” الصَّافَّاتِ 37 : 71 ) ،
وَقَالَ تَعَالَى”:وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (” يُوسُفَ 12 : 103)،
وَهُمْ فِي ضَلَالِهِمْ لَيْسُوا عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَمْرِهِمْ ،
وَإِنَّمَا هُمْ فِي ظُنُونٍ كَاذِبَةٍ وَحُسْبَانٍ بَاطِلٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ فَإِنَّ الْخَرْصَ هُوَ الْحَزْرُ ، وَمِنْهُ خَرْصُ النَّخْلِ ، وَهُوَ حَزْرُ مَا عَلَيْهَا مِنَ التَّمْرِ
وَكَذَلِكَ كُلُّهُ قَدَرُ اللَّهِ وَمَشِيئَتُهُ ،
وَ(هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ) فَيُيَسِّرُهُ لِذَلِكَ
( وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فَيُيَسِّرُهُمْ لِذَلِكَ ،وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ”.
*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة الأنعام – تفسير قوله تعالى ” وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ” .
ونحن نسأل هل أعمال الذين أضلهم هذا الإله هى التي تحددهم كضالين .. أمْ سلوكهم الضال ؟
بل وأن كاتب القرآن قد أقر بأن الله هو الذى خلق المهتدي مؤمن وهو الذى أضل الكافرون .. بل وأعترف كاتب القرآن بأن الله خلق الضالين بضلالتهم وأن أهتدوا فمسيرهم إلى جهنم وبئس المصير فقال فى (سورة الأعراف 7 : 30):
” فَرِيقًا هَدَى
وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ
إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ “.
قال القرطبي فى تفسير للنص:
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ قَالَ :
مَنِ ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَهُ لِلضَّلَالَةِ صَيَّرَهُ إِلَى الضَّلَالَةِ ،
وَإِنْ عَمِلَ بِأَعْمَالِ الْهُدَى .
وَمَنِ ابْتَدَأَ اللَّهَ خَلْقَهُ عَلَى الْهُدَى صَيَّرَهُ إِلَى الْهُدَى ،
وَإِنْ عَمِلَ بِأَعْمَالِ الضَّلَالَةِ .
ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَ إِبْلِيسَ عَلَى الضَّلَالَةِ ،
وَعَمِلَ بِأَعْمَالِ السَّعَادَةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ،
ثُمَّ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى مَا ابْتَدَأَ عَلَيْهِ خَلْقَهُ .
قَالَ : وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
وَفِي هَذَا رَدٌّ وَاضِحٌ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ وَمَنْ تَابِعْهُمْ .
وَقِيلَ : فَرِيقًا نُصِبَ بِ هَدَى
وَفَرِيقًا الثَّانِي نُصِبَ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ ;
أَيْ وَأَضَلَّ فَرِيقًا .
*تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – الجزء السابع – ص169
بل وقال كاتب القرآن وأقر أن الضلال والهدي يرجع لمشيئة الله وقدره للعبد .. حيث قال فى (سورة التكوير 81 : 28 – 29):
” لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ” …
وقال بن كثير فى تفسيره بالنص:
“وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ “أَيْ لَيْسَتِ الْمَشِيئَةُ مَوْكُولَةً إِلَيْكُمْ
فَمَنْ شَاءَ اهْتَدَى وَمَنْ شَاءَ ضَلَّ
بَلْ ذَلِكَ كُلُّهُ تَابِعٌ لِمَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قَالَ أَبُو جَهْلٍ الْأَمْرُ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) .
*أنظر – تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة التكوير- تفسير قوله تعالى ” فلا أقسم بالخنس ” – الجزء الثامن – ص 337 .
وقال بن كثير فى تفسيره للنص:
“وَقَالَ وِقَاءُ بْنُ إِيَاسٍ أَبُو يَزِيدَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُون
قَالَ : يُبْعَثُ الْمُسْلِمُ مُسْلِمًا ، وَالْكَافِرُ كَافِرًا .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
مَنِ ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَهُ عَلَى الشَّقَاوَةِ صَارَ إِلَى مَا ابْتُدِئَ عَلَيْهِ خَلْقُهُ ،
وَإِنْ عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ،
كَمَا أَنَّ إِبْلِيسَ عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ،
ثُمَّ صَارَ إِلَى مَا ابْتُدِئَ عَلَيْهِ خَلْقُهُ .
وَمَنِ ابْتُدِئَ خَلْقُهُ عَلَى السَّعَادَةِ ،
صَارَ إِلَى مَا ابْتُدِئَ خَلْقُهُ عَلَيْهِ ،
وَإِنْ عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهَّلِ الشَّقَاءِ ،
كَمَا أَنَّ السَّحَرَةَ عَمِلَتْ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الشَّقَاءِ ،
ثُمَّ صَارُوا إِلَى مَا ابْتُدِئُوا عَلَيْهِ .
وَقَالَ السُّدِّيُّ” : كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ”
يَقُولُ:
كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ ،
فَرِيقٌ مُهْتَدُونَ وَفَرِيقٌ ضُلَّالٌ ،
كَذَلِكَ تَعُودُونَ وَتُخْرَجُونَ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ:
كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ قَالَ:
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَدَأَ خَلْقَ ابْنِ آدَمَ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا،
كَمَا قَالَ تَعَالَى“: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ” (سورة التَّغَابُنِ 64 : 2)
ثُمَّ يُعِيدُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا بَدَأَهُمْ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا .
قُلْتُ : وَيَتَأَيَّدُ هَذَا الْقَوْلُ بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ “
فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا بَاعٌ – أَوْ : ذِرَاعٌ – فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، فَيَدْخُلُهَا ،
وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لِيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا بَاعٌ – أَوْ : ذِرَاعٌ – فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ”
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
“إِنَّ الْعَبْدَ لِيَعْمَلُ – فِيمَا يَرَى النَّاسُ – بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ . وَإِنَّهُ لِيَعْمَلُ – فِيمَا يَرَى النَّاسُ – بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ ”
هَذَا قِطْعَةٌ مِنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرَّفٍ الْمَدَنِيِّ ، فِي قِصَّةِ ” قُزْمَانَ ” يَوْمَ أُحُدٍ” . .
*أنظر – تفسير ابن كثير-تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة الأعراف– تفسير قوله تعالى ” وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا ” الجزء الثالث – ص 403.
ومن هنا نسأل كيف يحاسب الضال على ماقدره الله له ؟
وما ذنب ذلك المسكين إذ هو مبرمج على الضلال ولا حول له ولا قوة فى أمر قدره الله وماشاء فعل ؟
لكم منا جزيل الشكر وفائق الأحترام ..
وإلى اللقاء فى المقال القادم، حيث سنبحث فى أقرار كاتب القرآن معترفاً بأن الشيطان أيضاً يضل العباد بل وأن مشيئة الشيطان أضلال العباد !
مجدي تادروس
https://www.youtube.com/watch?v=CxuNlYMreI0
للمــــــــــــــزيد:
17 – أعتقاد المُسلم فى أن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال !
16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس !
15 – كاتب القرآن يقول أن الشيطان أيضاً يضل العباد
13 – من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى !
12 – حينما يضرب إله الإسلام أمثاله لا يضربها إلا ليضل بها الفاسقين !
11 – إله الإسلام مسئول عن ضلال أعمال العباد وأحباطها !
10 –إله الإسلام يفتتن العباد ليضلهم !
9 – من أحب إلهه أضله إله الإسلام !
8 – إله الإسلام لا يزيد الظالمين إلا ضلالة وأضلال !
6 –إله الإسلام يتحدى قُدرة أى أحد على هداية من أضلله !
5 – يمكن لإله الإسلام أن يضلل أى مؤمن بعد هدايته !
4 – من يضلله إله الإسلام فلا هاد له !!
3 – إله الإسلام خلق الضال ضالاً !!