إبراهيم عيسى: قضايا ازدراء الأديان في عصر السيسي أكثر من عصر مرسي

إبراهيم عيسى: قضايا ازدراء الأديان في عصر السيسي أكثر من عصر مرسي
30 يونيو أسقطت حكم الجماعة وتركت أفكارها تسيطر
“مشي مرشد جالنا 20 آخرين”!
القاهرة – ماريا ألفي
قال إبراهيم عيسى، الكاتب الصحفي والإعلامي، تعليقًا على الحكم بحبس الكاتبة “فاطمة ناعوت”، 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان،: «ليس هناك تناقض أكبر من ما تقوله الدولة عن نفسها، وبين الواقع والحقيقة، هناك ازدواج واضح في شخصية الدولة إلى حد يهدد هوية الدولة نفسها». وتابع أن “قضايا ازدراء الأديان في عصر الرئيس السيسي أكثر من عصر مرسي”.
وأضاف خلال تقديمه برنامج «مع إبراهيم عيسى»، عبر فضائية «القاهرة والناس»، مساء أمس، «الدولة المصرية تقول ما لا تفعل، الرئيس ينادي دائمًا بتجديد الخطاب الديني بينما يشهد عصره أكبر عدد بلاغات وقضايا ازدراء أديان، وحبس كتاب أكثر من فترة ولاية الرئيس الإخواني».
وتابع: «قضايا ازدراء الأديان في عصر الرئيس السيسي أكثر من قضايا ازدراء الأديان في عصر مرسي، والأحكام على الكتاب والمفكرين والمجتهدين بالسجن، في عصر الرئيس الذي نادي بتجديد الخطاب الديني، أضعاف الأحكام التي صدرت في عهد العصابة الإخوانية، هو ده تجديد الخطاب الديني؟».
وأضاف أنه “لو لم يتم تغيير الوعي المصري فستفشل كافة دعوات التنمية والتطوير التي تتبناها الدولة الآن”.
وتابع: «كل ما تفكر أن تبنيه الدولة سيذهب أدراج الرياح طالما معايير الفتنة والتطرف هي السائدة.. المجتمع يتم تسليمه للوهابية والسلفيين.. بعد ما مشي مرشد جالنا 20 آخرين».
وأوضح أن “ثورة 30 يونيو جاءت من أجل التخلص من الحكم الديني، ولكن هذا ما لم يحدث الآن”، مستطردا: «الآن تتم مصادرة للآراء والأفكار ويتم الحكم على الكتاب بالسحن.. 30 يونيو أسقطت حكم الجماعة وتركت أفكارها تسيطر».
وأكمل: «الدولة المدنية لم تعد، والخناق ضاق على كل من يحاول أن يفكر.. استخدام سيف القانون ضد الكتاب لم يحدث في عصر الإخوان والآن نراه يحدث بكل سهولة».
وقال عيسى، إنه “موجود على قوائم الاغتيال من سنة 1992، أي منذ 24 عاما”، موضحاً أنه “لا يخاف من الموت وبالتالي لا يخاف من السجن في سبيل توصيل أفكاره ومعتقداته إلى الناس”.
وأضاف “عيسى” ، أن “الإنسان يدفع حياته ثمنا من أجل آراءه وأفكاره.. فالإرهابيون يضحون بحياتهم في سبيل أهدافهم، ورجال الجيش والشرطة يضحون بحياتهم في سبيل أمن الوطن والمواطنين”، موضحا أن “الكُتاب والمفكرين يضحون بحياتهم أيضا في سبيل توصيل آرائهم وأفكارهم مثل الكاتبة فاطمة ناعوت، والباحث الإسلامي إسلام البحيري”.
وأشار “عيسى” إلى أن “الدولة التي تُبدع في سجن الأدباء والمفكرين ستفشل”.
جدير بالذكر أن محكمة جنح الخليفة قضت بمعاقبة الكاتبة فاطمة ناعوت بالحبس 3 سنوات والغرامة 20 ألف جنيه لاتهامها بازدراء الأديان .
يذكر أن نيابة السيدة زينب، برئاسة المستشار أحمد الأبرق، أحالت “ناعوت” إلى محكمة الجنح، وواجهتها بارتكاب جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية وهى “الأضحية”، من خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”.
فيما نفت الكاتبة الصحفية أمام النيابة، أن يكون هدفها هو ازدراء الدين، موضحة أن تناولها القضية غير مخالف للشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذى يحمل “استعارة مكنية”، وأن ذلك كان على سبيل الدعابة.
ومن جانبها، قالت فاطمة ناعوت، في تعليقها على الحكم، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم: “لست حزينة بسبب حكم الحبس ضدي سنوات ثلاثًا بسبب بوست على فيس بوك. فالكتّاب أمثالنا عائشون في سجن طوعيّ طوال أعمارهم، مسجونون بين دفّات الكتب، محبوسون بين أسوار عوالم افتراضية مع أموات من المبدعين والفنانين قضوا نحبهم قبل قرون. لست حزينة لحكم الحبس الذي صدر ضدي فقد حققتُ تقريبًا كل أحلامي في الحياة، أصدرت عشرات الكتب، وأنجبت ولدين جميلين كبرا وأصبحا شابين جميلين، السجن لا يُرعبني ما دام معي حفنة من كتب وحقول من خيال”.
وأضافت: “ما يحزنني حقًا هو هدر قرون من التنوير وإحباط أعمال حملة مشاعل كبار أضاءوا العالم بنورهم ودفعوا أعمارهم من أجل صالح البشرية منذ القرن الثاني عشر، وحتى الأمس القريب. ابن رشد وضربه، وحتى طه حسين وضربه، أين راح جهدهم وفكرهم؟ ما يحزنني هو ثورتان عظيمتان أخفقتا أن تضعا مصر على طريق التنوير. ما يحزنني حقًا أن النور الذي كنتُ أراه في نهاية النفق وأدعو قرائي أن يروه معي، غلّلته اليوم غيومٌ وضباب”.
وقالت ختامًا :”أيها المثقفون، أيها المستنيرون، لأننا أخفقنا أن نكوّن جبهة صلبة واحدة في وجه الظلام، انتظروا أدوراكم، فمهووسو الشهرة يستمدون قوتهم من شتاتكم”.
ومن جانبه، قال إسحق إبراهيم، مسؤول الملف الديني وحرية المعتقد بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، عبر خسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم: “حكم حبس فاطمة ناعوت 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان هو رقم 3 خلال يناير فقط بخلاف التحقيق مع شعبان عبد الرحيم وإخلاء سبيله بكفالة. إسلام البحيري سنة، جاد يونان 3 سنوات”.
وأضاف :”تعكس هذه الأحكام الانحيازات والمشاعر الدينية المحافظة أكثر منها تطبيقاً لنماذج عقابية في قانون العقوبات. وتفتقر لمعايير المحاكمة العادلة. هذا، بالإضافة لعدم وضوح التهمة وتعارضها مع نصوص المواثيق الدولية والدستور حول حرية الاعتقاد والرأي والتعبير”.
الإسلام يزدري الأديان
الله والشيطان
المـــــــــــــــــزيد:
تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم
من هو الحيوان عيسى ابن مريم وأمه الذى يتكلم عنهما القرآن؟