مجدي تادروس .. الله فى القرآن – 15- الشيطان أيضاً يضل العباد

الله فى القرآن – 15- الشيطان أيضاً يضل العباد
مجدي تادروس
تحدثنا فى المقال السابق عن إدعاء كاتب القرآن بأن إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين ، وفى هذه المقالة سوف نبحث حول أدعاء كاتب القرآن بأن الشيطان أيضاً يضل العباد وهو نفس ما يعمله إله الإسلام :
-
– وكمشيئة الله أيضاً مشيئة الشيطان أضلال العباد:
حيث أقر كاتب القرآن أن الشيطان له نفس مشيئة إله الإسلام ويشترك معه فى إضلال العباد فيقول فى (سورة النساء 4 : 60):
” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا
بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ
وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ” .
وقال الطبري فى تفسيره للنص:
” يَعْنِي : أَنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّ هَؤُلَاءِ الْمُتَحَاكِمِينَ إِلَى الطَّاغُوتِ عَنْ سَبِيلِ الْحَقِّ وَالْهُدَى
فَيُضِلَّهُمْ عَنْهَا ضَلَالًا بَعِيدًا يَعْنِي:
فَيَجُورُ بِهِمْ عَنْهَا جَوْرًا شَدِيدًا . ”
*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – تفسير سورة النساء – القول في تأويل قوله تعالى ” ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ” – الجزء الثامن – ص 508 .
-
– للشيطان نصيباً مفروضاً على الله فى العباد:
حيث أدعى كاتب القرآن إن للشيطان نصيباً مفروضاً فى العباد وكأن إله الإسلام قَسم العباد فيضل من يشاء ويسلمهم للشيطان ويهدي من يشاء ويكونون له مسلمون .. فقال فى (سورة النساء 4 : 118 – 121):
” لَعَنَهُ اللَّهُ {وكأن كاتب القرآن يدعو على الشيطان وهو أسلوب لا يليق بالله إذا كان هو القائل للكلام} وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ
وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)
أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ
وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) “.
ولنقرأ العجب فى التفاسير الإسلامية
فقال تفسير بن كثير للنص:
” وَقَالَ : لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا
أَيْ : مُعَيَّنًا مُقَدَّرًا مَعْلُومًا.
قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٌ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ إِلَى النَّارِ ، وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ.
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ)
أَيْ : عَنِ الْحَقِّ
(وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ)
أَيْ : أُزَيِّنُ لَهُمْ تَرْكَ التَّوْبَةِ، وَأَعِدُهُمُ الْأَمَانِيَ ، وَآمُرُهُمْ بِالتَّسْوِيفِ وَالتَّأْخِيرِ ، وَأَغُرُّهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.
وَقَوْلُهُ : وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ
قَالَ قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ وَغَيْرُهُمَا : يَعْنِي تَشْقِيقَهَا وَجَعْلَهَا سِمَةً وَعَلَامَةً لِلْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ.
)وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي بِذَلِكَ خِصَاءَ الدَّوَابِّ . وَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَأَنَسٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَأَبِي عِيَاضٍ ، وَأَبِي صَالِحٍ ، وَقَتَادَةَ ، وَالثَّوْرِيِّ . وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثٍ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ : يَعْنِي بِذَلِكَ الْوَشْمَ .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ النَّهْيُ عَنِ الْوَشْمِ فِي الْوَجْهِ
وَفِي لَفْظٍ : ” لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ “.
وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ،
ثُمَّ قَالَ : أَلَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَعْنِي قَوْلَهُ : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا “(الْحَشْرِ59 : 7).
*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة النساء – تفسير قوله تعالى” إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك ” – الجزء الثاني – ص 514 .
وقال القرطبي فى تفسيره للنص:
” قَوْلُهُ تَعَالَى : لَعَنَهُ اللَّهُ أَصْلُ اللَّعْنِ الْإِبْعَادُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ .
وَهُوَ فِي الْعُرْفِ إِبْعَادٌ مُقْتَرِنٌ بِسُخْطٍ وَغَضَبٍ ؛ فَلَعْنَةُ إِبْلِيسَ – عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ – عَلَى التَّعْيِينِ جَائِزَةٌ ،
وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْكَفَرَةِ الْمَوْتَى كَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأَبِي جَهْلٍ ؛
فَأَمَّا الْأَحْيَاءُ فَقَدْ مَضَى الْكَلَامُ فِيهِ فِي ” الْبَقَرَةِ ” .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا أَيْ وَقَالَ الشَّيْطَانُ ؛ وَالْمَعْنَى : لَأَسْتَخْلِصَنَّهُمْ . بِغِوَايَتِي وَأُضِلَّنَّهُمْ بِإِضْلَالِي ،
وَهُمُ الْكَفَرَةُ وَالْعُصَاةُ .
وَفِي الْخَبَرِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ وَاحِدٌ لِلَّهِ وَالْبَاقِي لِلشَّيْطَانِ“.
*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – سورة النساء- قوله تعالى لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا – الجزء الخامس – ص 332 .
وتؤكد التفاسير أن نصيب الشيطان من خلق الله تِسْعُمِائَةٌ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ أى ولله واحد .. إليس هذا أنتصار وتعظيم لإبليس على الله ..
وذلك بعد أن أكد كاتب القرآن وأدعى أن:
1 – الشيطان تحدى الله : ” وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا “.
2 – الله هو الذى أضل هؤلاء الضالين ..
مما يدل أن إله الإسلام يعمل لحساب هذا الشيطان .
3 – من يتولى الشيطان يهديه إلى عذاب النار:
حيث أكد كاتب القرآن عمل الشيطان كخادم لقدارية إله الإسلام فى أضلال الضالين الذين قُدر لهم الضلال .. فيقول فى (سورة الحج 22 : 3 – 4):
” وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُفَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) “.
قال بن كثير فى تفسيره للنص:
” قَالَ مُجَاهِدٌ : يَعْنِي الشَّيْطَانَ،
يَعْنِي : كُتِبَ عَلَيْهِ كِتَابَةً قَدَرِيَّةً
(أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ ) أَيِ : اتَّبَعَهُ وَقَلَّدَهُ،
(فَإِنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)
أَيْ : يُضِلُّهُ فِي الدُّنْيَا وَيَقُودُهُ فِي الْآخِرَةِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ،
وَهُوَ الْحَارُّ الْمُؤْلِمُ الْمُزْعِجُ الْمُقْلِقُ”.
*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة الحج – تفسير قوله تعالى ” ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ” .
-
– الشيطان يضل الناس عن ذكر الله:
حيث أقر كاتب القرآن بأن الشيطان هو الذي يضلل العباد وكأن كاتب القرآن يريد أن يؤكد ويمرر إن إله الإسلام هو الشيطان نفسه .. فقال فى (سورة الفرقان 25 : 28 – 29):
” يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا(29) “.
وقال القرطبي فى تفسيره للنص:
“لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
أَيْ يَقُولُ هَذَا النَّادِمُ : لَقَدْ أَضَلَّنِي مَنِ اتَّخَذْتُهُ فِي الدُّنْيَا خَلِيلًا عَنِ الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ بِهِ .
وَقِيلَ : عَنِ الذِّكْرِ أَيْ عَنِ الرَّسُولِ .
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا
قِيلَ : هَذَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ لَا مِنْ قَوْلِ الظَّالِمِ .
وَتَمَامُ الْكَلَامِ عَلَى هَذَا عِنْدَ قَوْلِهِ : بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي .
وَالْخَذْلُ : التَّرْكُ مِنَ الْإِعَانَةِ،
وَمِنْهُ خِذْلَانُ إِبْلِيسَ لِلْمُشْرِكِينَ لَمَّا ظَهَرَ لَهُمْ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ،
فَلَمَّا رَأَى الْمَلَائِكَةَ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ.
وَكُلُّ مَنْ صَدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَأُطِيعَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهُوَ شَيْطَانٌ لِلْإِنْسَانِ ،
خَذُولًا عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ وَالْبَلَاءِ .”
*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – سورة الفرقان – قوله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه – الجزء الثالث عشر – ص 26 .
-
– الشيطان أفتتن موسى وجعله قاتلاً:
حيث أقر كاتب القرآن بأن الشيطان هو الذي أفتتن موسى وجعله قاتلاً وكأن كاتب القرآن يريد أن يؤكد ويمرر إن إله الإسلام هو الشيطان نفسه .. فقال فى (سورة القصص 28 : 15):
” وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا
فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ
هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ
فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ
فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ
قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ” .
قال القرطبي فى تفسيره للنص:
” قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ أَيْ مِنْ إِغْوَائِهِ.
قَالَ الْحَسَنُ : لَمْ يَكُنْ يَحِلُّ قَتْلُ الْكَافِرِ يَوْمَئِذٍ فِي تِلْكَ الْحَالِ ; لِأَنَّهَا كَانَتْ حَالَ كَفٍّ عَنِ الْقِتَالِ .
إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ.
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ نَدِمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى ذَلِكَ الْوَكْزِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ذَهَابُ النَّفْسِ ، فَحَمَلَهُ نَدَمُهُ عَلَى الْخُضُوعِ لِرَبِّهِ وَالِاسْتِغْفَارِ مِنْ ذَنْبِهِ
قَالَ قَتَادَةُ : عَرَفَ – وَاللَّهِ – الْمَخْرَجَ فَاسْتَغْفَرَ ; ثُمَّ لَمْ يَزَلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَدِّدُ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ ، مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ،
حَتَّى إِنَّهُ فِي الْقِيَامَةِ يَقُولُ {موسى}: إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا ،
وَإِنَّمَا عَدَّدَهُ عَلَى نَفْسِهِ ذَنْبًا
وَقَالَ : ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَقْتُلَ حَتَّى يُؤْمَرَ ،
وَأَيْضًا فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ يُشْفِقُونَ مِمَّا لَا يُشْفِقُ مِنْهُ غَيْرُهُمْ .
قَالَ النَّقَّاشُ : لَمْ يَقْتُلْهُ عَنْ عَمْدٍ مُرِيدًا لِلْقَتْلِ ، وَإِنَّمَا وَكَزَهُ وَكْزَةً يُرِيدُ بِهَا دَفْعَ ظُلْمِهِ ،
قَالَ : وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ .
وَقَالَ كَعْبٌ : كَانَ إِذْ ذَاكَ ابْنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ،
وَكَانَ قَتْلُهُ مَعَ ذَلِكَ خَطَأً ;
فَإِنَّ الْوَكْزَةَ وَاللَّكْزَةَ فِي الْغَالِبِ لَا تَقْتُلُ .”
*أنظر تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – سورة القصص – قوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها – الجزء الثالث عشر – ص 240 .
-
– الشيطان يضلل وإله الإسلام يهدى:
حيث أكد القرآن أضلال الشيطان لمحمد فوجده إله الإسلام فهدى .. فقال فى (سورة الضحى 93 : 7):
” وَوَجَدَكَ ضَالًّا {أى أن الله وجد محمد قد أضله الشيطان} فَهَدَى ” .
قال بن كثير فى تفسيره للنص:
” وَقَوْلُهُ : وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى كَقَوْلِهِ:
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُمِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (” الشُّورَى 42 : 52).
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ [ إِنَّ ] الْمُرَادَ بِهَذَا أَنَّهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ،
ضَلَّ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ صَغِيرٌ ، ثُمَّ رَجَعَ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ ضَلَّ وَهُوَ مَعَ عَمِّهِ فِي طَرِيقِ الشَّامِ، وَكَانَ رَاكِبًا نَاقَةً فِي اللَّيْلِ،
فَجَاءَ إِبْلِيسُ يَعْدِلُ بِهَا عَنِ الطَّرِيقِ،
فَجَاءَ جِبْرِيلُ ، فَنَفَخَ إِبْلِيسَ نَفْخَةً ذَهَبَ مِنْهَا إِلَى الْحَبَشَةِ،
ثُمَّ عَدَلَ بِالرَّاحِلَةِ إِلَى الطَّرِيقِ.
حَكَاهُمَا الْبَغَوِيُّ .”
*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة الضحى – الجزء الثامن – ص 423.
وحيث إن الضلال كان هو قدرهم فلماذا يتكلم إبراهيم مع عشيرته موبخاً أياهم .. فقال فى (سورة الإنبياء 21 : 54):
” قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)
قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54)“.
قال بن كثير فى تفسيره للنص:
” قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
: لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حُجَّةٌ سِوَى صَنِيعِ آبَائِهِمُ الضُّلَّالِ;
وَلِهَذَا قَالَ : لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
أَيِ : الْكَلَامُ مَعَ آبَائِكُمُ الَّذِينَ احْتَجَجْتُمْ بِصَنِيعِهِمْ كَالْكَلَامِ مَعَكُمْ،
فَأَنْتُمْ وَهُمْ فِي ضَلَالٍ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ”.
*أنظر تفسير ابن كثير- تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – تفسير سورة الأنبياء – تفسير قوله تعالى ” ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ” – الجزء الخامس – ص 348 .
-
– من يتخذ الشيطان ولياً حق عليه الضلالة:
حيث أكد كاتب القرآن القدرية بل وجعل الشيطان شريك لله فى جعل الضال ضالاً وأتخاذه والياً فيحق فيه الضلال .. فقال فى (سورة الأعراف 7 : 30):
” كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ
إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) ” .
قال الطبري فى تفسيره للنص:
” الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ :كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : تَأْوِيلُهُ : كَمَا بَدَأَكُمْ أَشْقِيَاءً وَسُعَدَاءً ، كَذَلِكَ تَبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
14478 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَدَأَ خَلْقَ ابْنِ آدَمَ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا ،
كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ (سُورَةُ التَّغَابُنِ 64 : 2)،
ثُمَّ يُعِيدُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا بَدَأَ خَلْقَهُمْ ، مُؤْمِنًا وَكَافِرًا .
14479 – حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ،
قَالَ : يَبْعَثُ الْمُؤْمِنَ مُؤْمِنًا ، وَالْكَافِرَ كَافِرًا
14480 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
يُبْعَثُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ ، الْمُؤْمِنُ عَلَى إِيمَانِهِ ، وَالْمُنَافِقُ عَلَى نِفَاقِهِ .
14481 – حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : عَادُوا إِلَى عِلْمِهِ فِيهِمْ ،
أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ فِيهِمْ : كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ؟
أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ : فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ
14482 – حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ : ( كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ، قَالَ : رُدُّوا إِلَى عِلْمِهِ فِيهِمْ .
14483 – حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ : كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ قَالَ : مَنِ ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَهُ عَلَى الشِّقْوَةِ صَارَ إِلَى مَا ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَهُ عَلَيْهِ ، وَإِنْ عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ،
كَمَا أَنَّ إِبْلِيسَ عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى مَا ابْتُدِئَ عَلَيْهِ خَلْقُهُ .
وَمَنِ ابْتُدِئَ خَلْقُهُ عَلَى السَّعَادَةِ ،
صَارَ إِلَى مَا ابْتُدِئَ عَلَيْهِ خَلْقُهُ ، وَإِنْ عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهَّلِ الشَّقَاءِ ،
كَمَا أَنَّ السَّحَرَةَ عَمِلَتْ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الشَّقَاءِ ،
ثُمَّ صَارُوا إِلَى مَا ابْتُدِئَ عَلَيْهِ خَلْقُهُمْ .
14484 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ مُجَاهِدٍ
: كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ قَالَ : يَبْعَثُ الْمُسْلِمَ مُسْلِمًا ، وَالْكَافِرَ كَافِرًا.
14486 – حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ قَالَ : كَمَا كَتَبَ عَلَيْكُمْ تَكُونُونَ “.
*أنظر تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري – دار المعارف – تفسير سورة الأعراف – القول في تأويل قوله تعالى ” كما بدأكم تعودون ” – الجزء الثاني عشر – ص 382 .
من النصوص السابقة نلاحظ تأكيد كاتب القرآن على:
1 – التضليل والأضلال صفات مشتركة بين إله الإسلام والشيطان.
2 – الضلال قدر الضالين المحتوم الذى قدره إله الإسلام على الكافريين .. فالله خلق الضال ضالاً والمؤمن مهدياً.
3 – تعظيم وتفوق الشيطان على إله الإسلام فى عدد التابعين فمِنْ كُلِّ أَلْفٍ وَاحِدٌ لِلَّهِ وَالْبَاقِي لِلشَّيْطَانِ .
4 – هذا النصيب من العباد الذي يفوز به إبليس على إله الإسلام نصيباً مفروضاً عليه .
5 – إستخدام إله الإسلام لإبليس لتنفيذ مشيئته الشريرة فى الضالين بأتخاذ الشيطان ولياً .
6- تفوق إله الإسلام فى الإضلال فلا هاد لمن أضله ولا ولياً .
7 – يشين كاتب القرآن إلهه بصفة الأضلال وبالتالي يمكننا أن نطلق عليه المُضل وهى نفس صفة الشيطان .. مما يؤكد أنه ليس الإله الحقيقي المنزه عن كل صفات سالبية لا تليق بقداسته لأن الله نور من نور وليس فيه الظلمة البتة .
لكم مني جزيل الشكر وفائق الأحترام ..
وإلى اللقاء فى المقال القادم، حيث سنبحث فى أدعاء كاتب القرآن بأن الضالين يضلون انفسهم والناس من حولهم !
مجدي تادروس
اله القران هو الشيطان!!
صفات وأعمال مشتركة بين الشيطان وإله القرآن
للمــــــــــــــزيد:
17 – أعتقاد المُسلم فى أن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال !
16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس !
14 – إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين !!
13 – من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى !
12 – حينما يضرب إله الإسلام أمثاله لا يضربها إلا ليضل بها الفاسقين !
11 – إله الإسلام مسئول عن ضلال أعمال العباد وأحباطها !
10 –إله الإسلام يفتتن العباد ليضلهم !
9 – من أحب إلهه أضله إله الإسلام !
8 – إله الإسلام لا يزيد الظالمين إلا ضلالة وأضلال !
6 –إله الإسلام يتحدى قُدرة أى أحد على هداية من أضلله !
5 – يمكن لإله الإسلام أن يضلل أى مؤمن بعد هدايته !
4 – من يضلله إله الإسلام فلا هاد له !!
3 – إله الإسلام خلق الضال ضالاً !!