مجدي تادروس .. الله فى القرآن – 17 – الأعتقاد بأن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال

الأعتقاد بأن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال
مجدي تادروس
لا يجد المدافعون عن إله الإسلام لنفسهم مخرجاً للدفاع عن قرآنهم وإلههم الذى نعته كاتب القرآن وشان تنزيهه بأكثر من خمسين نعتاً وأسماً هى من صفات الشيطان إلا أن يذهب للكتاب المقدس ويتطاول عليه دون علم أو فهم ..
قاطعاً النصوص من سياقها،
غير ملتزما بالمنهج التفكيري من خلال:
مناهج التحليل analizing , والمقارنة
comprehention وليس بالمنهج التلقيني.
-
وكما يقول الكتاب فى (الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 2 : 13):
” قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.” .
-
وعملاً بوصية الرب يسوع المسيح الواردة فى (إنجيل يوحنا 5 : 39):
“فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي”.
-
وفى (سفر دانيال 12 : 3):
” ٣ وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ،{السماء} وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ”.
الغريب أن أخونا المُسلم يقف متحيراً أمام قرآنه المملوء بالشبهات ومَا تَشَابَهَ مِنْهُ ، التى أعترف بها كاتب القرآن حينما قال فى (سورة آل عمران 3 : 7):
” هُوَ الَّذِي{ ولا نعلم من هو إذا كان الله هو المتكلم} أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ { أى ليس فيها إشتباه أو لبس ومعلوم تأويلها} هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ { أى فيها إشتباه غير معلومة التأويل والتفسير}
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ”.
ولم يحدد شيوخ الإسلام الأفاضل ماهى تلك الآيات المحكمات من المتشابهات التى يزغ بها إله الإسلام قلوب العباد ليضلهم عن الحق بسبب هذا القرآن الذى أختلط فيه الباطل بالحق كما السم فى االعسل…
وحتى لا يقف البسطاء المرعوبين أمام إله القرآن متضرعين قائلين فى (سورة آل عمران 3 : 8):
” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا { أى ربنا لا تضل قلوبنا } بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”.
فيرد عليهم هذا الإله قائلاً و محذراً فى (سورة المائدة 5 : 101):
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ” .
شبهات الإضلال الإلهي فى الكتاب المقدس
كيف أضلل الله ذلك النبي؟
وكيف سيرسل عمل الضلال؟
قال الرب فى العهد القديم من الكتاب المقدس فى (سفر حزقيال ١٤:٩):
” فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا،
فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ،
وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ”.
وقال الشعب الرب فى (سفر أشعياء 63 : 17):
” لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ،
قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟
ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ،
أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ”.
وقد ورد أيضاً فى الكتاب المقدس فى العهد الجديد قول الرسول بولس الرسول فى (رسالته الثانية لأهل تسالونيكى ٢:١١):
” وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ،
حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،”.
- هل معنى هذا إن الرب فى الكتاب المقدس أيضاً يضلّ البشر؟
- وكيف سيرسل إليهم روح الضلال ؟
- وهل يستخدم الرب الأرواح الشريرة فى أز الناس كما يفعل إله الإسلام؟
- أذاً ما هو الفرق إذاً بين الرب في المسيحية وإله الإسلام (المُضلّ) الذي يضل العباد و يقول عن نفسه أنه (يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء) ؟
أولاً
الله منزه عن كل ما يشين تنزيهه
من إسماء وصفات سالبية
إذ علمنا الكتاب المقدس أن:
1 – الله غير مُجرب بالشرور ولا يُجَرِّبُ احد بالشرور:
-
فقال معلمنا يعقوب فى رسالته فى (رسالة يعقوب 1 : 13 – 15):
” ١٣لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ:
“إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ”،
لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ {أى أن الله لا يأتى عليه أفكار شر}،
وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.
١٤وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ
إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.
١٥ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ
تَلِدُ خَطِيَّةً،
وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ
تُنْتِجُ مَوْتًا” .
-
ويكمل معلمنا يعقوب كلامه طالباً فى ( رسالة يعقوب 1 : 16 – 17):
” ١٦لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ.
١٧كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ
وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ
هِيَ مِنْ فَوْقُ،
نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ،
الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ
وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ “.
2 – مشيئة الله أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ:
-
حيث قال معلمنا بولس الرسول فى (الرسالة الإولي إلى تيموثاوس 2 : 3 – 4):
” لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ،
الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ،
وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ“،
-
وهو نفس ما أعلنه الرب وقاله فى الكتاب المقدس بالعهد القديم حيث ورد فى (سفر حزقيال 33 : 11):
” قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ،
إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ،
بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا.
اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ!
فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ “،
-
فمشيئة الله وارادته المُعلنة دائماً هي خلاص البشر، وقيادتهم في طريق مستقيمة تؤدي إلى الحياة الأبدية بسهولة ويسر وبدون أي ضلال أو تيه، حيث قال الروح القدس فى (سفر أشعياء 35 : 8 – 10):
” 8 وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا:
“الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ”.
لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ.
مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ.
9 لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ.
وَحْشٌ مُفْتَرِسٌ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْهَا.
لاَ يُوجَدُ هُنَاكَ.
بَلْ يَسْلُكُ الْمَفْدِيُّونَ فِيهَا.
10 وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ
وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ {محضر الرب} بِتَرَنُّمٍ،
وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ.
ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ.
وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ ” ،
-
وبهذا المفهوم فنحن كنا ضالين ولكن محبة الله ونعمته هي التي قادتنا إلى التوبة والخلاص حيث قاٍل معلمنا بولس الرسول فى (رسالة تيطس 3 : 3 – 5):
“3 لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ،
غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ،
عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا.
4 وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ
5 لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ،
بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا
بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي
وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ،”،
-
بل أن الرب يسوع المسيح ذكر لنا مثل الابن الضال الذى يعبر عن حالنا قبل ان نأتي إلى محبة الله الآب فيصورنا فيه بالابن الضال الذي عاد إلى آحضان أبيه فى (إنجيل لوقا 15 : 32):
” وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ،
لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ،
وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ“.
3 – يطلب الرب من الكاهن {الراعي} أن يكون مترفقاً مع الضالين:
-
حيث أخبرنا الوحي المقدس في رسالة العبرانيين ان الله في محبته أقام في العهد القديم نظام الكهنوت، ويجب على الكاهن الذي يقدم الذبيحة عن خطايا الشعب ان يكون مترفقاً بالجهال والضالين فقال فى (الرسالة إلى العبرانيين 5 : 1 – 3):
“1 لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ
يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَاِللهِ،
لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا،
2قَادِرًا أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ،
إِذْ هُوَ أَيْضًا مُحَاطٌ بِالضَّعْفِ.
3 وَلِهذَا الضَّعْفِ يَلْتَزِمُ أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ عَنِ الْخَطَايَا لأَجْلِ الشَّعْبِ
هكَذَا أَيْضًا لأَجْلِ نَفْسِهِ “،
- فكيف أذاً يقول قائلاً إن الله الذي يطلب من الكاهن ان يكون مترفقاً على الضالين يضلهم هو ؟!
-
– الكتاب المقدس يعلن أن الرب لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ:
-
حيث قال معلمنا يعقوب فى ( رسالة يعقوب 1 : 17):
“١٧كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ
وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ
هِيَ مِنْ فَوْقُ،
نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ،
الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ
وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.” .
-
– الكتاب يعلن أن مَنْ يُضِلُّ الناس يجلب اللعنة على نفسه:
-
حيث جاء في الناموس الذي اعطاه الرب لموسى ليقول للشعب فى (سفر التثنية 27 : 18):
” مَلْعُونٌ مَنْ يُضِلُّ الأَعْمَى عَنِ الطَّرِيقِ.
وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ”،
-
وقد جاء أيضاً في سفر الأمثال لمعلمنا سليمان الملك حيث قال فى (سفر الأمثال 28 : 10):
” مَنْ يُضِلُّ الْمُسْتَقِيمِينَ فِي طَرِيق رَدِيئَةٍ
فَفِي حُفْرَتِهِ يَسْقُطُ هُوَ،
أَمَّا الْكَمَلَةُ فَيَمْتَلِكُونَ خَيْرًا “،
وهنا نرى أن الرب ينظر للذى يضل غيره على أنه شخص غير كامل أى ناقص.
-
وقد حذرّنا الرب يسوع المسيح من الانسان الذى يضلل الناس أو من الذى يضع المعاثر الناس وبالذات أمام المؤمنين الجدد فقال فى إنجيل (أنجيل مرقس 9 : 42):
” وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي،
فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى
وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ”،
-
وقال أيضاً فى إنجيل (أنجيل متى 24 : 4 – 5):
” 4 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:
“انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ.
فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ:
أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ!
وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ“.
-
– الكتاب يحذرنا من الانسياق وراء المضلين:
-
حيث قال معلمنا يوحنا الحبيب محذراً فى (رسالة يوحنا الأولى 3 : 7 – 8):
” 7 أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ:
مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ،
كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ.
مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ،
لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ.
لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ
لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ”.
ثانياً
إبليس هو المُضلّ
حيث أعلن الكتاب المقدس بكل وضوح أن:
1 – المُضلّ هو إبليس نفسه:
-
وهو الذى يضلل الناس وهذا ما أعلنه الكتاب المقدس حيث قال معلمنا يوحنا الحبيب فى (رسالة يوحنا الثانية 1 : 7):
“لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ،
لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فِي الْجَسَدِ.
هذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ“،
2 – هو الذى أضلل ويضل العالم كله:
-
فقد قال معلمنا يوحنا الحبيب فى (سفر رؤيا 12 : 9):
” فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ،
الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ،
الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ،
طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ،
وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ”.
3 – الرب لم يخلق إبليس أو الشيطان بل خلق ملاكاً كروباً طاهراً وطغمة (أى رتبة) سماوية
-
أذ يدعى البعض أن الله هو الذى خلق إبليس (المُضلّ) ضالاً. وهنا يجب أن نؤكد ونقول أن الرب لم يخلق “إبليس” أو “شيطان” أو “أرواح شريرة”، بل خلق الله ملائكة أطهار وأعطاهم الحرية والإرادة الكاملة لخدمته أو الخروج من طاعته، فآختار هذا الكروب (الملاك) أن يخرج عن النظام الذي حدده الرب له “كأَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!.” (الرسالة إلى العبرانيين 1 : 14)، وبمجرد أن نظر إلى صلاحياته ومؤهلاته التى وضعها الله فيه للخدمة، مفكراً فى نفسه للاستعلاء راسماً لنفسه خطة خماسية التطلعات والخطوات قائلاً فى قلبه:
أ – أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ.
ب – أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ،.
جـ – وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. {تشبهاً بمجلس الله أى اجتماع الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس .. أى تطاول على مجد وحضور الله}.
د – أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ.{أى لم يكتفى ولا يقنع بل يريد أن يستمر فى الصعود ليحكم العالم الغير منظور والمنظور}،
هـ – أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. { وهذا هدفه الأول والأخير والذى يريد تحقيقه ليكون هو الإله.. وهو أول إنقلاب فاشل فى التاريخ ضد الله أى إنقلاب المخلوق ضد خالقه} .
أنظر ( سفر اشعياء 14 : 12 – 15).
وهذا هو نفس السُم الإنقلابي الذى نفثه الشيطان فى آدم حواء ليضللهما قائلاً فى (سفر التكوين 3 : 5):
“٥ بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ {أى من ثمر شجرة معرفة الخير والشر}
تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا
وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ“،
أيضاً قال الكتاب المقدس عن هذا الكروب (الملاك) يوم خلقه الرب فى (سفر حزقيال 28 : 14 – 19):
” ١٢ «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ:
هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ.
١٣ كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ.كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ،عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ.
١٤ أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ،وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ.
١٥ أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ.
١٦ بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ.
١٧ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ.أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ.سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ،وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ.
١٨ قَدْ نَجَّسْتَ مَقَادِسَكَ بِكَثْرَةِ آثَامِكَ بِظُلْمِ تِجَارَتِكَ، فَأُخْرِجُ نَارًا مِنْ وَسْطِكَ فَتَأْكُلُكَ، وَأُصَيِّرُكَ رَمَادًا عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ يَرَاكَ.
١٩ فَيَتَحَيَّرُ مِنْكَ جَمِيعُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ، وَتَكُونُ أَهْوَالاً وَلاَ تُوجَدُ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ»”.
ونلاحظ فى النص الكتابي السابق مايلي:
1 – أن الأوصاف المذكورة عن ملك صور إنما هي صفات إبليس نفسه لأن ما يقال عن ملك صور لا يمكن أن يقال عن أي كائن أو مخلوق بشري مهما كان، إنما الأوصاف تناسب مخلوق آخر كان في الأصل من أجمل مخلوقات الله وأعظمها.
2 – هذا المخلوق العجيب أصبح بعد سقوطه أكبر مقاوم لله وهكذا أصبح أعظم كل الملائكة أكبر عدو لله والإنسان.
3 – الوصف المُعطى عن الشيطان كمخلوق قبل السقوط يرينا أنه في الأصل كان كائناً عجيباً، فيقال عنه إنه: “خَاتِمُ الْكَمَالِ”، ولقد ذكر عنه في عدد 15 أنه كامل في طرقه من يوم خُلق حتى وُجٍد فيه إثم، ملآن حكمة وكامل الجمال.
4 – لقد كان في عدن جنة الله، وكل حجر كريم كان ستارته أو غطاؤه، وهو وصف نرى فيه عظمته وجماله. وأكثر من ذلك لقد أنشأوا فيه صنعة الفصوص وترصيعها يوم خلق.
5– هذا الكائن هو مخلوق. متى خُلق؟ خُلق مع خلق السماوات والأرض (سفر التكوين 1: 1) .. كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ (سفر حزقيال 28 : 13) .. ونجد في هذا الوصف أنه عند خلقه أُعد ليقود الملائكة في التسبيح “٧ عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟ ” (سفر أيوب 38: 7) فترنيم الملائكة هنا عندما خلق الله السماوات والأرض (سفر التكوين 1: 1) .
6 – كان الكروب المنبسط المظلل، أي كان قبل سقوطه مرتبطاً بالقضاء الذي لعرش الله (انظر سفر التكوين 3: 24؛ سفر الخروج 25: 18)، وقد أقامه الله على جبله المقدس.. أى فى محضر الله .. كل هذا يرينا أنه كان يمتلك مكانة عظيمة جداً قبل السقوط .. لقد تمشى بين حجارة النار أي تحركه باستمرار كان في نار المجد، نار مجد الله القدوس البار (انظر سفر الخروج 19: 18؛ سفر المزامير 18: 7- 10؛ سفر أشعياء 33 : 1 – 14).
7- لقد كان”١٥ أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ” .. والحكم بالقضاء المذكور في عدد 16 لم يتم بالكامل. لقد طُرح من جبل الله {حضور الرب} وأصبح مكانه الهواء كما يذكر الرسول بولس (رسالة أفسس 2: 2) : “رئيس سلطان الهواء” لكنه لم يُقضَ عليه نهائياُ بعد، فإبادته وإبطال عمله تعني طرحه في بحيرة النار وهذا لم يتم بعد. فالرب في أعمال حكمته أجّل تنفيذ هذا القضاء، لكن اليوم قادم الذي فيه سيُنفِّذ هذا القضاء. يا له أمر يدعو للدهشة فذاك الذي كان يتمشى بين حجارة النار سيُطرح في بحيرة النار حيث مقره الأبدي الذي أُعدّ له ولملائكته (إنجيل متى25: 41).
8- يذكر الرب لنا خطية هذا الكائن العجيب “قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ” فبسبب جماله ولمعانه ارتفع قلبه أي أن خطيته هي خطية الكبرياء كما يذكر الرسول بولس “٦ غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ.” (رسالة بولس الرسول الاولى لتيموثاوس 3: 6) .. وهي نفس الخطية المذكورة عنه في (نبوة أشعياء 14 : 12 -14) “كيف سقطت من السماء يا زهرة، بنت الصبح (لوسيفر)؟ ….. ” لنتذكر: “لأنه قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح” (سفر الأمثال16: 18).
9- “سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ” وفي هذا نجد إشارة إلى طرح الشيطان إلى الأرض في بداية الضيقة العظيمة (النصف الأخير من أسابيع دانيال السبعين) بعد الحرب التي ستحدث بينه وبين رئيس الملائكة ميخائيل (سفر الرؤيا 12: 7- 12).. وأخيراً “… إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،” (إنجيل متى 25 : 41).
وما هى النتيجة؟
-
لقد سقط هذا الكاروب (الملاك) الذى كان طاهر وخرج عن النظام الإلهي المرتب له كخادم وعبد تحت ترتيب وأصبح نجساً ساقطاً مضاداً لله ومشيئته .
ولم يسقط إبليس وحده بل أخذ فى ذنبه ثلث الملائكة الذين سقطوا معه،
أنظر (سفر رؤيا 12 : 4) …
وما جاء في (سفر حزقيال ١٤:٩) أو (الرسالة الثانية إلى أهلتسالونيكى ٢:١١) لايخرج عن تأكيد هذه الحقيقة ان المضلّ دائماُ هو “إبليس” أو “الشيطان”، وما يفعله الله بالنبي الكاذب أو “المضل” هو كشف ضلاله وكذبه وزيفه أمام الناس، وهذه هي طريقة الله لانقاذ الشعب من الضلال، وهذا ما سوف نعرفه عندما نأتي بالقرينة الكتابية ونقرئها كاملة في سياقها لنفهمها بوضوح.
ثالثاً
النبي الصادق والنبي الكاذب
من هو النبي المضلّ الذي يحاول تضليل البشر؟
- هو الفرق بين النبي الصادق والنبي الكاذب؟
عندما نعلم الفرق بين النبي الصادق والنبي الكاذب سنفهم، لماذا يقول الله انه (يضلّ الإنبياء الكذبة)؟ وقد أعطانا الرب مقياساً واضحاً وصريحاً لنفرق بين الصادق من الكاذب وهو كالأتي:
1 – صدق نبواته:
-
فأذا تكلم وتنبأ النبي بشيء عن المستقبل وحدث هذا الشيء فهو نبياً صادقاً، واذا لم يحدث ما آخبر به النبي فهو نبي كاذب ومضلّ ولم يرسله الله وهذا مايوضحة الرب فى الكتاب المقدس حيث قال الرب فى (سفر التثنية 18 : 20 – 22):
” 20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي،
فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ،
أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى،
فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ.
21 وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ:
كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟
22 فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ،
فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ،
بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ،
فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ “.
2 – واَّقف فى محضر الرب ليخبر الشعب بكلام الرب ويعلن أسراره :
-
قال عاموس النبى بالروح فى (سفر عاموس 3 : 7):
” إِنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْرًا
إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ.”.
أذاً النبى الصادق هو الذى يكشف له الرب أسراره التى يريد أن يعلنها للبشرية .
-
ويؤكد ارميا النبى بالروح أن الأنبياء واقفون في حضرة الله، وفى مجلسه السماوى، ويسمعون كلامه ومشورته الإلهية التى يريد أن يعلنها للبشرية .. حيث قال فى (سفر أرميا 23 : 18):
” لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟
مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ“،
-
بل وقال الرب عن الأنبياء الكذبة فى (سفر إرميا 23 : 22):
“وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي
وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ “.
3 – مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ:
-
حيث قول الرب يسوع المسيح فى (إنجيل متى 7 : 17):
” كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً،
وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،”..
-
ومنذ بداية الخليقة قد وضع الرب قوانين للطبيعة فقال الكتاب فى (سفر التكوين 1 : 11):
” وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا،
وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ،
بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ “،
-
وعندما يقبل اى أحد من الناس الرب يسوع المسيح { المرموز له بشجرة الحياة } مخلصاً شخصياً وفادي تظهر عليه سمات الرب يسوع التى تسرى فى أعضائه ( نفساً وروحاً وجسداً ) فقال معلمنا بولس الرسول فى (الرسالة إلى أهل غلاطية 6 : 17):
” لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ“.
-
أكد معلمنا بولس الرسول قائلاً فى (الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس 3 : 18):
“نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا{صورة الرب يسوع المسيح}،
مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ،
كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.”،
-
علمنا الرب بأننا نحن كأغصان ملتصقين بالكرمة الحقيقية (الرب يسوع المسيح ) ليظهر علينا ثمر هذه الكرمة التى قال عنها الرب يسوع فى (إنجيل يوحنا 15 : 5):
” أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ.
الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ،
لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” ،
-
وعرفنا معلمنا بولس الرسول هذا الثمر فى (الرسالة إلى أهل غلاطية 5 : 22 – 25):
“٢٢ وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُو:
مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ،
طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ
٢٣ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ.
ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.
٢٤ وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ
قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ.
٢٥ إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ،
فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ ” ،
-
وقال الرب يسوع المسيح له المجد فى (إنجيل متى 7 : 13 – 23):
” ١٣ “اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ،
لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ،
وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ{لأنهم يدخلون بقوة الدفع كالأنعام دون تفكير}!
١٤ مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ،
وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ{ لأنهم بحثوا عنه ودخلوه بعد أن أستخدموا أذهانهم ومشاعرهم وقرروا الدخول بكامل أرادتهم }!
١٥ “اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ
الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ،
وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!
١٦ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟
١٧ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً،
وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
١٨ لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً.
١٩ كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
٢٠ فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
٢١ “لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي:
يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
٢٢ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ:
يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا،
وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ،
وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
٢٣ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ:
إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ!
اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!”.
4 – ولكن ماذا إذا أعطى النبي الكاذب علامات وآيات وعجائب ؟
-
فهذا ليس مقياساً وحده لصدق النبي، بل يجب أن يكون المقياس الآخر هو تطابق كلام هذا النبي مع كلام كل الإنبياء السابقين، وأن تتفق رسالته مع ما أعلنه الله القدوس عن ذاته وعن مشيئته وأعلاناته للخلاص ولا تتعارض مع كلمات الله السابقة.. حيث قال الكتاب المقدس فى (سفر التثنية 13 : 1 – 5):
” 1 إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا،
وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً،
2 وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً:
لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا،
3 فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ،
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ
لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ.
4 وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ،
وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ،
وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ.
5 وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ،
لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ،
وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ،
لِكَيْ يُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا.
فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
ومن النصوص الكتابية السابقة نستنتج الأتي:
-
النبي الصادق يتكلم بكلام الله الحقيقي.
-
كل ما يقوله يتحقق،
-
النبي الكاذب يتكلم من نفسه،
-
النبي الكاذب يستخدم الرسالة لمصلحته الشخصية وينتظر منها آجرة الأثم،
-
ان الله يكشف كذبه وضلاله بعدم تحقيق كلامه،
-
وحتى ولو صنع النبي الكاذب آيات وعجايب وأزاغ الناس عن الإله الحقيقي ينكشف كذبه.
-
تأثير الرسالة وأفرازتها تظهر على أخلاق المُرسل إليهم الرسالة فيظهر حقيقة وأخلاق الراسل وتحدد هوية الرسول ومن أرسله.
رابعاً
هل الله يضلّ النبي الكاذب ؟
الله لا يضلّ أحد من الناس، وهو قادر أن يمنع ويبطل أعمال إبليس وأرواحه الشريرة المضلة للناس، ولكنه لا يمنع أرواح الضلال من أن تضلّ أى شخص خاضع لها أو واقع تحت سلطانها، والنبي الكذاب هو الخاضع تحت سلطان هذه الأرواح الشريرة بكامل إرادته وذهنه ومشاعره، وهذا النبي الكاذب ” .. لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ {يعرف الله} لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا {من هذه الأرواح الشريرة}.” (رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس 2 : 14) فيتشوش ذهن هذا الكذاب وينطق بأكاذيب فينكشف أمره وتظهر حقيقته فى كونه نبي كاذب وينفضح فيُنقذ الشعب من ضلالاته وزيغانه، بل ويَحكم الرب على نبؤات النبي الكاذب بعدم تحقيقها، فيظهر كذب وضلال هذا النبي أمام الناس والله يقول انه هو المسئول عن أظهار ضلالات هذا النبي الكاذب للناس، وهذا ماسوف يتضح لنا عند قراءة هذه الآيات وقرينتها الكتابية فى سياقها النصى ..
-
أذاً كيف نفهم أقول الكتاب المقدس فى ما جاء في سفر حزقيال والرسالة الى اهل تسالونيكي؟
-
من هو الذي يضلّ الناس ويحذرنا منه الوحي المقدس؟
-
هل هو الله ام شخص آخر؟
-
هل هو الله ام ابليس ؟
-
– نقرأ من (سفر حزقيال 14 : 1 -11):
-
” ١ فَجَاءَ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَلَسُوا أَمَامِي.
٢ فَصَارَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً:
٣ “يَا ابْنَ آدَمَ، هؤُلاَءِ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ {تركوا الرب وعبدوا الأصنام } إِلَى قُلُوبِهِمْ،
وَوَضَعُوا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ تِلْقَاءَ أَوْجُهِهِمْ.
فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْهُمْ سُؤَالاً؟
٤ لأَجْلِ ذلِكَ كَلِّمْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ:
هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ:
كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ
الَّذِي يُصْعِدُ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ،
وَيَضَعُ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ،
ثُمَّ يَأْتِي إِلَى النَّبِيِّ،
فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ،
٥ لِكَيْ آخُذَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِقُلُوبِهِم {التى عبدو بها الأصنام وخانوا الرب}ْ،
لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا عَنِّي بِأَصْنَامِهِمْ.
6 لِذلِكَ قُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ:
هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ:
تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ أَصْنَامِكُمْ،
وَعَنْ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمُ اصْرِفُوا وُجُوهَكُمْ.
٧ لأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُتَغَرِّبِينَ فِي إِسْرَائِيلَ،
إِذَا ارْتَدَّ عَنِّي وَأَصْعَدَ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ،
وَوَضَعَ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ،
ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ لِيَسْأَلَهُ عَنِّي،
فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ بِنَفْسِي.
٨ وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ
وَأَجْعَلُهُ آيَةً وَمَثَلاً،
وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي،
فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
٩ فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ {الكاذب}وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا،
فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ {أى تركته لضلاله}ذلِكَ النَّبِيَّ{الكاذب}،
وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.
١٠ وَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ.
كَإِثْمِ السَّائِلِ يَكُونُ إِثْمُ النَّبِيِّ .
١١لِكَيْ لاَ يَعُودَ يَضِلُّ عَنِّي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ،
وَلِكَيْ لاَ يَعُودُوا يَتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ مَعَاصِيهِمْ،
بَلْ لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا،
يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ” .
ومن سياق النص نفهم الأتي:
أ – من الآية (1 – 3) نجد أن بعض رجال من شيوخ إسرائيل وقادتهم جاءوا ووقفوا أمام حزقيال النبي، فصارت كلمة الرب إلى النبي لتخبره عن حقيقة هؤلاء الرجال،
فهم قد رفضوا الإله الحقيقي
وقد وضعوا في قلوبهم أصناماً أو آلهة مزيفة من صنعهم،
فهل بعد هذا يأتون إليّ لكي يسألوني {الرب} مرة آخرى
فهل يتوقعون إجابة مني
وهم لا يعترفون بي أنا الاله الحيّ الحقيقي الوحيد؟،
فكانت كلمة الرب أن يواجههم بحقيقة أمرهم وينصحهم قائلاً:
ب – من (4 – 7) كانت النصيحة بأن يتوبوا ويرجعوا إلى الله، بدلاً من العصيان والتمرد بالإرتداد عن الله الحيّ الذي عرفوه وآختبروه إلى عبادة الاصنام التي قلدوا فيها الشعوب الوثنية المحيطة بهم،
فإذا أصرّوا على أن يسألوا النبي فأن الله سوف يجاوبه بنفسه بطريقة آخرى .
جـ – من (8 – 11) وهنا إنتبه معي في كلام الرب،
فهو يقول إنه بأصرار الشعب على سؤال الأنبياء الكذبة المضلين
فأن الله سيضل النبي،
أي يشوش عليه ويحجب عنه الرب الحقيقية فيتكلم النبي الكاذب كلاماً من عنده،
ولن يعطيه الرب كلاماً صادقاً ويمنع عنه النبؤة الحقيقية التى تتحقق مع الأيام !!،
فالله يعطي الكلام الصادق فقط للانبياء الصادقين،
أما الانبياء الكذبة الذين يخدمون الأصنام فأن الله لن يعطيهم كلاماً صادقاً أو نبؤات حقيقية تنتهي بالتحقيق فينطقون بالكذب والضلال الذى يعيشونه وتحت سلطانه
( ٩ فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا، فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ،)،
بل سيجعل كل كلامهم ينتهي إلى غير الحقيقة
أو إلى فضح الكذب الذي نطقوا به،
وهذه هي الطريقة التي يصنعها الله لكي ينقذ شعبه من الوقوع تحت خديعة هؤلاء الانبياء الكذبة،
فهذا هو وعد الله الصادق دائماً أنه سوف يمد يده ويعاقب الانبياء الكذبة بفضح أكاذيبهم
١١ لِكَيْ لاَ يَعُودَ يَضِلُّ عَنِّي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ،
وهذا كله لحماية الشعب من الضلال والمضليّن
“ ١١ لِكَيْ لاَ يَعُودَ يَضِلُّ عَنِّي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ،
وَلِكَيْ لاَ يَعُودُوا يَتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ مَعَاصِيهِمْ،
بَلْ لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا
وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ “. وهناك حالة مماثلة في تاريخ الشعب اليهودي والقصة تشرح وتفسر المعنى بأكثر وضوحاً وقد صنع الله تماماً مثلما آخبر في سفر حزقيال،
والقصة مذكورة في (سفر آخبار الأيام الثاني 18) , (سفر الملوك الأول 22)، حيث يسرد لنا الوحى القصة (التى حدثت بعد إنقسام المملكة الموحدة) والتى تخبرنا عن ملك مملكة إسرائيل الشرير “آخاب” عندما كان يجلس مع ملك مملكة يهوذا “يهوشافاط”
وقد أعتاد الملك الشرير “آخاب” ان يحيط نفسه بأنبياء كذبة ( يقول الكتاب أن عددهم 400 وزعيمهم صدقيا بن كنعنة) ليسألهم ويجاوبوه بحسب ما يرغب هو ويريد وليس بحسب كلام الله الحقيقي،
وكان سؤال الملك “آخاب” هل نصعد إلى حرب “راموت جلعاد” ؟
وكانت إجابة الانبياء الكذبة (أصعد إلى راموت جلعاد وافلح فيدفعها الرب ليد الملك)،
فسأل الملك “يهوشافاط” (أليس هناك نبي {حقيقي صادق} للرب نسأله ؟)
فأجاب “آخاب” ان هناك النبي “ميخا بن يملة”
ولكنه بحسب كلام “آخاب”(بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكنني ابغضه لانه لا يتنبأ علي خيراً بل شراً كل أيامه .. أى بعد أنحرافه ومخالفة الرب يريد النبي أن يتملقه ويول فيه خيراً !) …
وما حيلة النبي الصادق أذا كان الملك شرير ويطلب كلام الله ؟
فهل المطلوب ان يعدّل النبي الصادق من كلام الله لكي يرضي ويتملق آخاب الملك وشروره ؟
يقول الكتاب ان بعد ذلك عندما جاء النبي “ميخا” آخبره الرسل أن يقول للملك ما يرضيه،
ولكن “ميخا” قال لهم انه لن يجاوب إلا مايخبره الرب به،
وعندما وصل “ميخا” إلى الملك أجابه بسخرية مقلداً كلام الأنبياء الكذبة،
ولكن الملك طلب منه أن لا يكذب ويقول له الحقيقة،
وعندما تكلم النبي “ميخا” بالحقيقة وآخبر الملك عن الرؤيا التي رآها وأخبره بها الله ،
وهذه هي الرؤيا وسببها :
* أولاً سبب الرؤيا :
كان آخاب قد طمع في حقل جميل يملكه “نابوت الييزرعيلي” وطلبه أن يشتريه منه، ولكن “نابوت” رفض وفضّل الأحتفاظ بحديقته وميراثه، فقام “آخاب”بقتل“نابوت” بدم بارد لكي يرث حقله بحسب الشريعة اليهودية من ليس له أولاد يرث الملك ارضه، وكان هذا الأمر سيئاً جداً في عيني الرب، فقضى على “آخاب” بالموت في المكان الذي قتل فيه “نابوت اليزرعيلي” (سفر ملوك الأول 21 : 1 – 22).
* ثانياً الرؤيا نفسها:
أن الوقت قد لتحقيق كلام الرب بفم النبي “إيليا” بموت الملك “آخاب”
فرأي النبي “ميخا” أن الرب يسأل من الذي يغوي الملك “آخاب” للصعود إلى “راموت جلعا” في حرب ليموت هناك؟
فتقدم الروح الشرير الشيطاني وقال أنا أفعل،
فترك الله هذا الروح الشرير الذي كان دائماً يستمع إليه الملك “آخاب”على فم هؤلاء الانبياء الكذبة لأنه كان يرفض أن يستمع إلى كلام الأنبياء الصادقين من الله،
وهكذا هو حال الانبياء الكذبة دائماً،
الذين يزعمون أنهم يحملون رسالة الله إلى الناس ولكنهم على العكس تماماً، فهم ينقلون رسالة الكذب الشيطانية ،
ولكن الله دائما يعطي الانسان حرية الآختيار بين الأستماع وتصديق الصدق أو الكذب، وسوف ينال كل انسان دينونته العادلة بناء على آختياراته.
ان الملك يريد فقط تصديق الانبياء الكذبة مهما كلف الأمر (والوحي المقدس اسماهم – انبيائه أى إنبياء آخاب – وليس انبياء الرب ) ولهذا فان الله قد تركه لهم ولن يعطيه النبؤة الحقيقة،
وعند هذا تقدم النبي الكاذب ليلطم النبي “ميخا” الذي قال له أنك سوف ترى ان كلامي هو الصادق عند تحقيقه،
وأترك لكم قراءة النص الذي يخبرنا عن هذا الموقف وما حدث به:
” ١٢وَأَمَّاَ الرَّسُولُ الَّذِي ذَهَبَ لِيَدْعُوَ مِيخَا فَكَلَّمَهُ قَائِلاً:
“هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ { انبياء أَخْآبَ الكذبة} بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ.
فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ”.
١٣فَقَالَ مِيخَا: “حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ إِلهِي فَبِهِ أَتَكَلَّمُ”.
١٤وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْمَلِكِ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ:
“يَا مِيخَا، أَنَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟
” فَقَالَ: “اصْعَدُوا وَأَفْلِحُوا فَيُدْفَعُوا لِيَدِكُمْ”.
١٥ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: “كَمْ مَرَّةٍ أَسْتَحْلِفُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ الْحَقَّ بِاسْمِ الرَّبِّ؟”
١٦ فَقَالَ: “رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى الْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا.
فَقَالَ الرَّبُّ: لَيْسَ لِهؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ”.
١٧ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ:
“أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا؟”
١٨ وَقَالَ: “فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ.
قَدْ رَأَيْتُ {أى رؤيا توضيخية لأظهار ضلالة بني إسرائيل} الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ،
وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.
١٩ فَقَالَ الرَّبُّ : مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟
فَقَالَ هذَا هكَذَا، وَقَالَ ذَاكَ هكَذَا.
٢٠ ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ
وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ.
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟
٢١ فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ لِرُوحِ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ {انبياء أَخْآبَ الكذبة} .
فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ.
فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا.
٢٢ وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، { انبياء أَخْآبَ الكذبة}
وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ”.
٢٣ فَتَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ { واحد من انبياء أَخْآبَ من الأنبياء الكذبة} وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى الْفَكِّ
وَقَالَ: “مِنْ أَيِّ طَرِيق عَبَرَ رُوحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَك؟”.
٢٤ فَقَالَ مِيخَا: “إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مُخْدَعٍ إِلَى مُخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ”.
٢٥ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: “خُذُوا مِيخَا وَرُدُّوهُ إِلَى أَمُّونَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ وَإِلَى يُوآشَ ابْنِ الْمَلِكِ،
٢٦ وَقُولُوا هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: ضَعُوا هذَا فِي السِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ حَتَّى أَرْجعَ بِسَلاَمٍ”.
٢٧ فَقَالَ مِيخَا: “إِنْ رَجَعْتَ رُجُوعًا بِسَلاَمٍ، فَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِي”.
وَقَالَ: “اسْمَعُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ أَجْمَعُونَ”
( سفر آخبار الأيام الثاني 18 : 12 – 27 ) …
وتستمر القصة لتخبرنا أن النهاية كانت بالفعل كما آخبر النبي “ميخا” الصادق وليس الانبياء الكذبة، وهي تخبرنا أيضاً أن الله أعطى الإرادة وحرية الآختيار التامة للملك الذي أعتاد أن يحيط نفسه بالأنبياء الكذبة الذين ضللوه وآختار أن يصدقهم ولا يصدق الحقيقة مهما سمعها،
وكما قلنا فان الوحي المقدس ذكر أن الشيطان قال (اخرج واكون روح كذب في افواه جميع انبيائه) فقد أطلق على الأنبياء الكذبة (أى انبياء الملك آخاب ) وليس (انبياء الله) فهم يتكلمون بما يرضي الملك وليس بما يرضي الله، فالله هنا لم يضلّ الملك، ولكنه تركه إلى آختياراته الفاسدة، فالله يعطي الانسان الحرية الكاملة للاختيار بين الحق والكذب،
والله ملتزم بتفعيل أختيار الانسان وإرادته الحرة.
ولكن كيف يقف الشيطان فى محضر الله ويقف أمام الرب …
كما يقول النبي:
١٨وَقَالَ: “فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ.
قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ،
وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.
٢٠ ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ …
(سفر آخبار الأيام الثاني 18 : 18 و 20) …
أليس هذا هو نفس ماحدث فى قصة أيوب البار عندما جربه الشيطان .. حيث يقول الكتاب المقدس:
” ٦ وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ {الملائكة} لِيَمْثُلُوا {كوكلاء عن الأعمال القائمين عليها من قبل الرب} أَمَامَ الرَّبِّ،
وَجَاءَ الشَّيْطَانُ {اسم عبرى معناه الخصم، المقاوم، المفترى} أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ.
٧ فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: “مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟”.
فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ:
“مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا”.
٨ فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ:
“هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟
لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ.
رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ”.
٩ فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ:
“هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟
١٠ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟
بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ.
١١ وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ،
فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ”.
١٢ فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ:
“هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ”.
ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ. ”
( سفر أيوب 1 : 6 – 12) .
ومن الشاهدين السابقان ومن خلال درستنا للكتاب المقدس قد علمنا أن :
1 – خلق الله آدم على صورته وشبهه وله كل الصلاحيات والسلطات ليعمل الأرض ويحفظها ووكيلاً لأسرارها براً وبحراً وجواً وهذا ما قال الكتاب المقدس (مزمور 115 : 16) :
” ١٦السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ،
أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ.”.
أى وكله وجعله وَصي على الارض .
وفى (سفر التكوين 1 : 26 – 29) :
” ٢٦ وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا،
فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ {بحراً} وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ {جواً} وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ {براً} ».
٢٧ فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.
عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
٢٨ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ:
«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ،
وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ {بحراً}
وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ {جواً}
وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ {براً} ».”.
بعدها قال الكتاب المقدس فى (سفر التكوين 2 : 15 – 17):
” ١٥ وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا
١٦ وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً:
«مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً،{ لاحظ أن الوصية لآدم وحده للدخول فى عهد مع الله بكامل ذهنه ومشاعره وارادته، ممثلاً عن كل الأرض، لأنه الإنسان الأول على هذه الأرض}.
١٧ وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا{ لو تعلم آدم،
لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ» {موت أدبى وموت جسدى وموت أبدى}“.
وتفعيلاً لإرادة آدم وضعه الرب الإله للأختيار أو الرفض للدخول فى عهد معه بأن يأكل من كل شجر الجنة بما فيهم شجرة الحياة التى هى رمز للرب يسوع المسيح مصدر الحياة فيحيا معه للأبد.. أو يرفضه ويختار الموت بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر فينفصل عن مصدر الحياة للأبد .. وكما قل الرب فى (سفر التثنية 30 : 19):
” ١٩ أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ.
قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ.
الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ.
فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ،”.
صدق آدم الحية حينما شككت حواء فى كلام الرب .. كما ورد فى (سفر التكوين 3 : 4 – 6):
” ٤ فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا!
٥ بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا
وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
٦ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ،
وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ،
وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ.
فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ،
وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.”.
وبأكل آدم من الشجرة نقض العهد مع الله بكامل آرادته ومشاعره وذهنه وكما قال الكتاب فى (سفر هوشع 6 :7):
” وَلكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ.
هُنَاكَ غَدَرُوا بِي.” ..
وبتصديق آدم وطاعته لأبليس أصبح عبد له وكما قال الكتاب المقدس فى (رسالة رومية 6 : 16):
” ١٦ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ،
أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ:
إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟ “..
وهكذا سلب الشيطان كل صلاحيات آدم وأصبح هو سيد الأرض ورئيس سلطان الهواء ورئيس العالم مغتصباً الأرض براً وبحراً وجواً ووكيلاً عن كل الأرض ومن عليها من ممالك وأعطاه الحق فى الوقوف أمام الرب كوكيل عنها ليشتكي على الانسان أمام الله ..
2 – أذاً للشيطان الحق فى الوقف أمام الله ممثلاً ووكيلاً عن الارض وليشتكي على الانسان فى العهد القديم أى قبل موت الرب يسوع المسيح الكفاري على الصليب بسبب عصيان آدم {سيد كل الأرض ووكيلها الذى يتسلط عليها ويخضعها ويحفظها براً وبحراً وجواً} الذى أسلم كل سلطاته وصلاحياته للشيطان الذى أدخله وكل ذريته فى دائرة الموت بسبب إنفصاله وخروجه من الحضور الإلهي.. حتى جاء آدم الآخير {رب المجد يسوع المسيح} لأتمام الفداء وأخراج بني البشر من دائرة الموت بالصليب وأسترداد النفس البشرية من قبضة الشيطان وسجن الهاوية حيث طرح الرب يسوع المسيح هذا المشتكي وأبطل وكالته عن الأرض كما يقول الكتاب فى (سفر الرؤيا 12 : 10):
” وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ:
«الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ،
لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا،
الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً. “..
وأكد الرب يسوع المسيح كسر سلطان إبليس على الأرض .. عندما قال فى (إنجيل لوقا 10 : 17 – 19):
” ١٧ فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ :
«يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!».
١٨ فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ.
19 هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.” .
3 – أستمد الشيطان سلطاته فى الوقوف أمام الرب ممثلاً الانسان والأرض بكل ممالكها:
-
كرئيس للعالم:
” اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.” (إنجيل يوحنا 12 : 31).
” لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ.” (إنجيل يوحنا 14 : 30).
” وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.” (إنجيل يوحنا 16 : 12).
-
كرئيس سلطان الهواء:
” رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ،
الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،” (رسالة بولس الرسول لأهل أفسس 2 : 2).
-
كإله هذا الدهر:
” الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ،
لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ،
الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.” (الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 4 : 4).
ومما ورد من قصص سابقة شرح لنا الكتاب المقدس ووضح وأشار على المضلّ، فهو ليس الله بل الشيطان الذى أستخدم الانبياء الكذبة الذين يخدمون الأصنام ولا يعرفون الله الحقيقي وليس لهم أي صلة به،
فمن أين لهم أذاً بكلام الحق وهم لا يعرفون مصدر الحق وهو الله الحقيقي؟
لذلك توعد الرب أن يكشف كذب وضلال الأنبياء الكذبة لينال الذين يضلون الشعب جزائهم العادل كما قال الكتاب فى (سفر ميخا 3 : 5 -7 ):
” 5 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يُضِلُّونَ شَعْبِي،
الَّذِينَ يَنْهَشُونَ بِأَسْنَانِهِمْ،
وَيُنَادُونَ: “سَلاَمٌ”!
وَالَّذِي لاَ يَجْعَلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ شَيْئًا،
يَفْتَحُونَ عَلَيْهِ حَرْبًا:
٦ “لِذلِكَ تَكُونُ لَكُمْ لَيْلَةٌ بِلاَ رُؤْيَا.
ظَلاَمٌ لَكُمْ بِدُونِ عِرَافَةٍ.
وَتَغِيبُ الشَّمْسُ عَنِ الأَنْبِيَاءِ،
وَيُظْلِمُ عَلَيْهِمِ النَّهَارُ.
7 فَيَخْزَى الرَّاؤُونَ،
وَيَخْجَلُ الْعَرَّافُونَ،
وَيُغَطُّونَ كُلُّهُمْ شَوَارِبَهُمْ،
لأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابٌ مِنَ اللهِ”.
وأيضاً قال الكتاب فى (سفر أرميا 23 : 32):
” ٣٢هأَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ،
يَقُولُ الرَّبُّ،
الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا
وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ
وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ.
فَلَمْ يُفِيدُوا هذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً،
يَقُولُ الرَّبُّ”.
وختاماً يتكلم الكتاب المقدس عن الله كضابط الكل حيث قال فى (سفر أيوب 12 : 16):
” ١٦ عِنْدَهُ الْعِزُّ وَالْفَهْمُ.
لَهُ الْمُضِلُّ وَالْمُضَلُّ ” .
خامساً
الأصل العبري لكلمة “ضل”
بالرجوع إلى الكلمة المترجمة “ضلّ” في الأصل العبري
וְהַנָּבִיא כִֽי־יְפֻתֶּה וְדִבֶּר דָּבָר אֲנִי יְהוָה פִּתֵּיתִי אֵת הַנָּבִיא הַהוּא
فاذا ضل النبي وتكلم كلاما فانا الرب قد اضللت ذلك النبي
וְנָטִיתִי אֶת־יָדִי עָלָיו וְהִשְׁמַדְתִּיו מִתֹּוךְ עַמִּי יִשְׂרָאֵֽל׃
وسأمد يدي عليه وابيده من وسط شعبي اسرائيل .
جاءت الكلمة في الأصل العبري (פָּתָה) = ف ت ح
وردت حوالي 28 مرة بالكتاب المقدس، وترجمت بحسب ترجمة الملك جيمس الانجليزية الى ما يلي:
entice 10, deceive 8, persuade 4, flatter 2, allure 1, enlarge 1, silly one 1, silly 1
وقد جاءت نفس الكلمة بمعني السعي بالوشاية في (سفر الامثال 20: 19)
גֹּֽולֶה־סֹּוד הֹולֵךְ רָכִיל וּלְפֹתֶה שְׂפָתָיו לֹא תִתְעָרָֽב׃
الساعي بالوشاية يفشي السر.فلا تخالط المفتّح شفتيه.
وجاءت أيضاً بمعنى الخداع في (المزمور 78: 36)
וַיְפַתּוּהוּ בְּפִיהֶם וּבִלְשֹׁונָם יְכַזְּבוּ־לֹֽו׃
فخادعوه بأفواههم وكذبوا عليه بألسنتهم.
وجاءت أيضاً بمعنى التملق في (سفر الامثال 10: 1)
בְּנִי אִם־יְפַתּוּךָ חַטָּאִים אַל־תֹּבֵֽא׃
يا ابني أن تملقك الخطاة فلا ترض.
وجاءت أيضاً بمعنى الأغواء في (سفر الامثال 16: 29 )
אִישׁ חָמָס יְפַתֶּה רֵעֵהוּ וְהֹולִיכֹו בְּדֶרֶךְ לֹא־טֹֽוב׃
الرجل الظالم يغوي صاحبه ويسوقه إلى طريق غير صالحة.
وجاءت أيضاً الخداع في (سفر الامثال 28: 24)
אַל־תְּהִי עֵד־חִנָּם בְּרֵעֶךָ וַהֲפִתִּיתָ בִּשְׂפָתֶֽיךָ׃
لا تكن شاهدا على قريبك بلا سبب.فهل تخادع بشفتيك.
ومن كل ما تقدم فان الكلمة في سياقها لا تقول أن الله هو الذي (يُضلل) البشر، ولكن الله يترك النبي الكاذب لأكاذيبه فيكون (كاذباً) ويتركه لخداعه فيكون (مخادعاً) ويتركه لضلالاته فيكون (مُضلاً) بأن يجعل الله كل ما يقوله لا يتحقق وهذا هو الفارق الجوهري بين النبي الحقيقي والنبي الكاذب.
وقد قال الوحي المقدس (سفر التثنية 18 : 20 – 22):
” ٢٠وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي،
فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ،
أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى،
فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ.
٢١ وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ:
كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟
٢٢ فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ،
فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ،
بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ،
فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ ” .
2 – النص الكتابي الثاني الوارد فى:
(الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي 2 : 1 – 12)
حيث قال معلمنا بولس الرسول:
“١ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ،
٢ أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ،
وَلاَ تَرْتَاعُوا،
لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا:
أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ.
٣ لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا،
لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً،
وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ،
٤ الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا،
حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ،
مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ.
٥ أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا؟
٦ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ.
٧ لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ،
إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ،
٨ وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ،
الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ،
وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ.
٩ الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ،
بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،
١٠ وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ،
لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا.
١١ وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ،
حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،
١٢ لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ،
بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ“.
أن الحقيقة التي عرفناها في أجابة الجزء الأول، لازالت تصاحبنا هنا في قراءة هذا النص في سياقه،
فالله ليس هو المضلّ ولا يضلّ البشر،
بل إبليس الشيطان،
والنص فى سياقه يخبرنا عن نبؤة وقت تحقيقها هو نهاية الأزمنة،
فقال القديس بولس فى (الرسال الثانية لأهل تسالونيكي 2 : 1):
” ١ ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ”،
ثم أستمر القديس بولس الرسول وطلب منهم الثبات على الحق الذي عرفوه فلا يصدقوا أي رسالة مخالفة فقال فى (الرسال الثانية لأهل تسالونيكي 2 : 2):
” ،٢أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا،
لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا:
أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ”،
ثم حذرهم أن لا يقعوا تحت الخديعة أو الضلال لأي تعليم بخصوص نهاية الأيام ومجيء المسيح الثاني الذي يجب أن يسبقه زمن الأرتداد وإستعلان انسان الخطية ابن الهلاك الذي ينفذ مشيئة الشيطان الذي يرغب في سجود البشر له ليعبدوه كإله فقال القديس بولس الرسول فى (الرسال الثانية لأهل تسالونيكي 2 : 3 – 4):
” ٣ لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا،
لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً،
وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ،
٤ الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا،
حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ،
مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ “،
ثم تكلم الوحي المقدس بروح النبؤة عن آخر الأيام فقال أنه سيرفع من الارض ما يحجز إستعلان الدينونة الآخيرة على الارض ونهاية الأيام وسيكون المؤمنون الحقيقيون قد اخذوا مكانهم في السماء بالأختطاف وملاقاة الرب فى السحاب، فقال فى (رسالة بولس الرسول إلى تسالونيكى الاولى ٤ : ١٧):
” ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ
سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ
لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ،
وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.”.
ثم يأتي الشيطان بكل قوته وكامل طاقته مع أتباعه محاولاً تضليل الناس بالإنبياء الكذبة والآيات الكاذبة أيضاً، لمعرفته ان زمان دينونته قد أقترب وسيبيده الرب بنفخة فمه بمجيء المسيح الثاني وظهوره المبارك، حيث سيعطي الشيطان للانسان ضد المسيح قوة الخديعة ليحاول أن يخدع ويوهم الناس على أنه هو الله، هؤلاء هم الذين رفضوا أعلان المسيح الصادق إنه هو الله الظاهر في الجسد، سوف يصدقون ان ضد المسيح هو الله، وهذا هو عمل الضلال والكذب الذي سيسلمهم أى سيتركهم الله له، وهذا ما قاله القديس بولس فى (الرسال الثانية لأهل تسالونيكي 2 : 6 – 8):
” ٦ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ.
٧ لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ،
إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ،
٨ وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ،
الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ،
وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ.”،
ثم يحدثنا معلمنا بولس الرسول عن ظهور المسيح المبارك في مجيئه الثاني ليكون الأعلان النهائي لكل من أصروا على تصديق الكذب والانبياء الكذبة،
ولهذا فسوف {والكلام في صيغة المستقبل لانه يختص بنبؤة عن نهاية الايام} سوف يرسل الله لكل من لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا ويؤمنوا في المسيح الذي جاء متواضعاً للخلاص والفداء،
فلم يصدق الناس ان المسيح هو الله الظاهر في الجسد برغم أعماله ومعجزاته وموته وقيامته وصعوده، وارادوا ان يصدقوا الأنبياء الكذبة الذين قالوا ان الله لا يمكن ان يتجسد متواضعاً في عمل المسيح للفداء بالموت على الصليب، ولم يتمم الصليب ولا القبر ولا القيامة،
كل ما آخبر به انبياء الله الحقيقيون في الكتاب المقدس مؤيداً بالآيات التابعة الظاهرة بشفاء المرضى واقامة الموتى، بل وقيامته وصعوده إلى السماء، ولكنهم سيصدقوا أعمال الشيطان المبهرة بدون فائدة حقيقية تعود عليهم بالشفاء أو الفداء،
وسيصدقوا أن ضد المسيح هو الله، فقال فى (الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي 2 : 10 –12):
” ١٠ وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ،
لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا.
١١ وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ،
حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،
١٢ لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ”،
وهكذا سيترك الله الشيطان ليقوم بعمل الضلال حتى يصدقوا الاكاذيب التي صدقوها سابقاً ورفضوا تصديق الحقيقة، وهذا كله لكي تتم الدينونة وتقام الحجة على كل انسان بإختياره .
* راجع أيضاً نبؤات الرب يسوع المسيح عن نهاية العالم والأيام الآخيرة وعن ظهور ضد المسيح أو المسحاء الكذبة فى ( إنجيل متى 24 : 8 – 14 ) , ( إنجيل متى 24 : 24 – 28 ) , ( إنجيل مرقس 13 : 22 – 23 ) , ( رسالة القديس بطرس الثانية 2 : 1 – 4 ) , (رسالة القديس يوحنا الأولى 2 : 22 ) , (رسالة القديس يوحنا الأولى 4 : 1 – 3) ,.
وهذا حصاد الأشرار نتيجة لزرعهم الشرير وذهنهم الملتوى وكما قال الكتاب فى (الرسالة لأهل غلاطية 6 :7):
” لاَ تَضِلُّوا!
اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ.
فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا.”،
هذه النبؤات كلها تتفق مع ما جاء في سفر الرؤيا عن نهاية الأيام، فقال ان الله سوف يطلق الشيطان لكي تتم الدينونة عليه وعلى من صدق أكاذيبه وآخاديعه من البشر فقال الوحي فى (سفر الرؤيا 20 : 1 – 3):
” ١ وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ
مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ،
وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ.
٢ فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ،
الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ،
الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ،
وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،
٣ وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ
وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ،
وَخَتَمَ عَلَيْهِ
لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ،
حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ.
وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا “،
وهكذا سوف تقام الحجة على الشيطان وعلى كل من رفضوا تصديق الحق وفضلوا ان يتبعوا الأكاذيب والأضاليل، فسوف يستمرون مرة آخرى في تصديق الكذب والضلال الذي أضلهم به الشيطان وليس الله، فقال الوحي المقدس فى (سفر الرؤيا 20 : 7 – 10):
” ٧ ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ
يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ،
٨ وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ:
جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ،
الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ.
٩ فَصَعِدُوا عَلَى عَرْضِ الأَرْضِ،
وَأَحَاطُوا بِمُعَسْكَرِ الْقِدِّيسِينَ
وَبِالْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ،
فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ .
١٠ وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ
طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ،
حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ.
وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ”،
مما سبق يتبين أن الكتاب المقدس يعلن:
ان الرب الإله الحقيقي مشيئته دائماً عودة الخاطيء إلى التوبة والخلاص والحياة الأبدية،
ولكن الشيطان أرادته هي ان يضلّ ويخدع الانسان،
وقد اعطى الله الانسان حرية الآرادة وكامل الآختيار،
الرب يحذر الخاطى بكافة الطرق القانونية وبدون ترهيب للبعد عن شره ولكن لا يمنعه من أرتكابه،
الله يلتزم ويُفَعل آختيارات الانسان مهما كانت،
برغم من حزن الله على آختيار الانسان الشرير للموت الأبدي والهلاك فضلاً عن الحياة الابدية،
وتصديق الاكاذيب والخدع والضلالات الشيطانية عوضاً عن الحق المعلن بوضوح،
فأنت أمام طريقين ولك وحدك الآختيار،
أما أن تختار الله وأعلاناته الصادقة فتحيا،
أو أن تختار المُضلّ وتصدق أكاذيبه فتحكم على نفسك بالدينونة العادلة والموت الأبدي وبئس المصير.
لكم مني جزيل الشكر وفائق الأحترام ..
مجدي تادروس
صفات وأعمال مشتركة بين الشيطان وإله القرآن
للمــــــــــــــزيد:
16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس !
15 – كاتب القرآن يقول أن الشيطان أيضاً يضل العباد
14 – إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين !!
13 – من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى !
12 – حينما يضرب إله الإسلام أمثاله لا يضربها إلا ليضل بها الفاسقين !
11 – إله الإسلام مسئول عن ضلال أعمال العباد وأحباطها !
10 –إله الإسلام يفتتن العباد ليضلهم !
9 – من أحب إلهه أضله إله الإسلام !
8 – إله الإسلام لا يزيد الظالمين إلا ضلالة وأضلال !
6 –إله الإسلام يتحدى قُدرة أى أحد على هداية من أضلله !
5 – يمكن لإله الإسلام أن يضلل أى مؤمن بعد هدايته !
4 – من يضلله إله الإسلام فلا هاد له !!
3 – إله الإسلام خلق الضال ضالاً !!