الشيطاناللهحقيقة الإسلاممقالاتنا

مجدي تادروس .. الله فى القرآن – 5 – يمكنه أن يضلل عباده بعد هدايتهم

الله فى القرآن – 5 –  يمكنه أن يضلل عباده بعد هدايتهم

 

 مجدي تادروس 

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 5 - يمكنه أن يضلل عباده بعد هدايتهمتحدثنا فى المقال السابق عن إدعاء كاتب القرآن بأن من يضلله إله الإسلام فلا هاد له له وما له من نصير، وفى هذه المقالة سوف نبحث فى إدعاء كاتب القرآن بأن إله الإسلام يمكنه أن يضلل مؤمن بعد هدايته :

 

  • حيث أقر كاتب القرآن وأعترف أن إله الإسلام متقلب ويمكنه أن يقوم بأضلال العباد ليبين لهم ما يتقون فقد قال فى (سورة التوبة 9 : 115) :

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ {وهناك سبب لأضلالهم أى يضللهم عن قصد}

حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ

إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)

إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

يُحْيِي وَيُمِيتُ

وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (116)

لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ

الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ

مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ

ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ

إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)“.

 

قال القرطبي فى تفسيره للنص:

” قَوْلُهُ تَعَالَى وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ 

أَيْ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُوقِعَ الضَّلَالَةَ فِي قُلُوبِهِمْ بَعْدَ الْهُدَى

حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ فَلَا يَتَّقُوهُ

فَعِنْدَ ذَلِكَ يَسْتَحِقُّونَ الْإِضْلَالَ .” 

قُلْتُ : فَفِي هَذَا أَدَلُّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ الْمَعَاصِيَ إِذَا ارْتُكِبَتْ وَانْتُهِكَ حِجَابُهَا كَانَتْ سَبَبًا إِلَى الضَّلَالَةِ وَالرَّدَى وَسُلَّمًا إِلَى تَرْكِ الرَّشَادِ وَالْهُدَى.

*أنظر تفسير القرطبي –  الجامع لأحكام القرآن- محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – دار الفكر – سورة براءة – قوله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم – الجزء الثامن – ص 196.

 

  • ويكمل كاتب القرآن تقلب إله الإسلام حيث قال فى (سورة التوبة 9 : 116 – 117):

” إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (116) لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)“.

 

قال ابن كثير فى تفسيره للنص:

” يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ نَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ وَحُكْمِهِ الْعَادِلِ :

إِنَّهُ لَا يُضِلُّ قَوْمًا بَعْدَ بَلَاغِ الرِّسَالَةِ إِلَيْهِمْ، حَتَّى يَكُونُوا قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ ،

كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) الْآيَةَ [ فُصِّلَتْ : 17].

 

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَقْضِيَ عَلَيْكُمْ فِي اسْتِغْفَارِكُمْ لِمَوْتَاكُمُ الْمُشْرِكِينَ بِالضَّلَالِ بَعْدَ إِذْ رَزَقَكُمُ الْهِدَايَةَ وَوَفَّقَكُمْ لِلْإِيمَانِ بِهِ وَبِرَسُولِهِ ، حَتَّى يَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ بِالنَّهْيِ عَنْهُ فَتَتْرُكُوا ، فَأَمَّا قَبْلَ أَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ كَرَاهِيَتَهُ ذَلِكَ بِالنَّهْيِ عَنْهُ ، ثُمَّ تَتَعَدَّوْا نَهْيَهُ إِلَى مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَحْكُمُ عَلَيْكُمْ بِالضَّلَالِ ، فَإِنَّ الطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ إِنَّمَا يَكُونَانِ مِنَ الْمَأْمُورِ وَالْمَنْهِيِّ ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُؤْمَرْ وَلَمْ يُنْهَ فَغَيْرُ كَائِنٍ مُطِيعًا أَوْ عَاصِيًا فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ .  

*أنظر تفسير ابن كثير  – تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م  – سورة براءة – قوله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم – الجزء الرابع – ص : 128.

 

قال البغوي فى تفسيره:

مجدي تادروس .. الله فى القرآن - 5 - يمكنه أن يضلل عباده بعد هدايتهم” وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ :

هَذَا فِي الْمَنْسُوخِ وَذَلِكَ أَنَّ قَوْمًا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا ، وَلَمْ تَكُنِ الْخَمْرُ حَرَامًا ، وَلَا الْقِبْلَةُ مَصْرُوفَةً إِلَى الْكَعْبَةِ ، فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَصُرِفَتِ الْقِبْلَةُ ، وَلَا عِلْمَ لَهُمْ بِذَلِكَ ، ثُمَّ قَدِمُوا بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدُوا الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ وَالْقِبْلَةَ قَدْ صُرِفَتْ ،

فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كُنْتَ عَلَى دِينٍ وَنَحْنُ عَلَى غَيْرِهِ فَنَحْنُ ضُلَّالٌ؟

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ) يَعْنِي : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُبْطِلَ عَمَلَ قَوْمٍ قَدْ عَلِمُوا بِالْمَنْسُوخِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمُ النَّاسِخُ .

( إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ” .

أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – سورة التوبة – تفسير قوله تعالى ” وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ” دار طيبة .

 

ولا حول ولا قوة للمُسلم أمام هذا التقلب اللإلهي إلا أن يملء الدنيا صراخاً ذليلاً مرعوباً قائلاً ما علمه له كاتب القرآن قائلاً فى (سورة آل عمران 3 : 8):

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا

وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً

إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”.

 

لكم مني جزيل الشكر وفائق الأحترام ..

وإلى اللقاء فى المقال القادم، حيث سنبحث فى إدعاء كاتب القرآن بأن إله الإسلام

يتحدى بقُدرته أى أحد على هداية من أضلله !!

 

مجدي تادروس

للمــــــــــــــزيد:

17 – أعتقاد المُسلم فى أن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال !

16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس !

15 – كاتب القرآن يقول أن الشيطان أيضاً يضل العباد

14إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين !!

13 – من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى !

12 – حينما يضرب إله الإسلام أمثاله لا يضربها إلا ليضل بها الفاسقين !

11 – إله الإسلام مسئول عن ضلال أعمال العباد وأحباطها !

10إله الإسلام يفتتن العباد ليضلهم !

9من أحب إلهه أضله إله الإسلام !

8إله الإسلام لا يزيد الظالمين إلا ضلالة وأضلال !

7من أهتدى فقد أهتدى لنفسه

6إله الإسلام يتحدى قُدرة أى أحد على هداية من أضلله !

4من يضلله إله الإسلام فلا هاد له !!

3إله الإسلام خلق الضال ضالاً !!

2 – القرآن يقول أن إله الإسلام مُضل ويَضل العباد

1المضل الذى يضل العباد

Tad Alexandrian

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى