الإنساندراسات قرأنيةمقالاتنا

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآن

قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآن

مجدي تادروس

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآنأولاً : الله يفكر فى خلق آدم ويستشير الملائكة

 حيث قال القرآن فى ( سورة البقرة 2 : 30):

” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ “.

قال ايضاً القرآن فى (سورة الحجر 15 : 28):

” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ “.

قال كاتب القرآن فى (سورة ص 38 : 71):

” إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ” .

أسئلة هامة:

س 1 – هل الله يستشير الملائكة فى خلق آدم؟

س 2 – آدم خليفة لمن ” إنى جاعل فى الأرض خليقة”؟

س 3 – هل للملائكة طبيعة الأنبياء وتعلم الغيب فتتنبئ بأن آدم سوف   يفسد فى الأرض ويسفك الدماء ؟

س 4 – هل للملائكة حق الأعتراض على المشيئة الإلهية ” أتجعل”؟

س 5 – هل الله خلق آدم ليكون فى الأرض ام فى الجنة .. ! ” إنى جاعل فى الأرض خليقة “؟

س 6 – هل الملائكة كانت تعلم إن آدم سيفسد فى الأرض ويسفك الدماء؟

س 7 – هل خلق الإنسان من تراب أم من طين؟

ثانياً من أى مادة خلق الله آدم؟

1 – صلصال من حما مسنون:

حيث قال القرآن فى (سورة الحجر 15: 26 – 29):

“وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ

مِنْ صَلْصَالٍ {طِين يَابِس يُسْمَع لَهُ صَلْصَلَة إذَا نُقِرَ}

مِنْ حَمَإٍ {طِين أَسْوَد}

مَسْنُونٍ {مُتَغَيِّر} (26)

وَالْجَانَّ {أَبَا الْجَانّ وَهُوَ إبْلِيس}

خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ {أَيْ قَبْل خَلْق آدَم}

مِنْ نَارِ السَّمُومِ {نَار لَا دُخَان لَهَا تَنْفُذ مِنْ الْمَسَامّ} (27)

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ

مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ {أَتْمَمْته}

وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي

فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ “.

2 – من طيناً:

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآنحيث قال القرآن فى (سورة الأسراء 17 : 61):

” قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا “.

وأيضا فى (سورة ص 38 : 71 – 73) يقول القرآن:

” إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)

فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) “.

وأيضاً فى (سورة الأنعام 6 : 2) يقول القرآن:

” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ

ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ

ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ “.

وفي (سورة الأعراف 7 : 12) يقول القرآن:

” قَالَ {الله} مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ

قَالَ {الشيطان} أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ” .

وفي (سورة السجدة 32 : 7) يقول القرآن:

” الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ

وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِنْ طِينٍ “.

3 – من تراب:

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآنحيث قال كاتب القرآن فى (سورة ال عمران3: 59):

” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ

خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ” .

وفي (سورة الحج 22 : 5) يقول القرآن:

” يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ

فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ

ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ {مَنِيّ}

ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ {الدَّم الْجَامِد}

ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ {لَحْمَة قَدْر مَا يُمْضَغ}

مُخَلَّقَةٍ {مُصَوَّرَة تَامَّة الْخَلْق}

وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ {أَيْ غَيْر تَامَّة الْخَلْق}

لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى

ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا

ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ

وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى

وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ

لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً

فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ

اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ “.

وفى (سورة الروم30 : 20) يقول القرآن :

” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ

ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ “.

وفى (سورة فاطر 35 : 11) يقول القرآن:

” وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ

ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا

وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ

وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ

إِلَّا فِي كِتَابٍ {اللوح المحفوظ}

إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ “.

وفي (الكهف 18: 37) يقول القرآن:

” قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ

أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ

ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ

ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا “.

4 – من طين لازب:

حيث قال القرآن فى (سورة الصافات 37 : 11):

” فَاسْتَفْتِهِمْ {اسْتَخْبِرْ كُفَّار مَكَّة تَقْرِيرًا أَوْ تَوْبِيخًا}

أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا

إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ {مخاط لَازِم يُلْصَق بِالْيَدِ}“.

5 – من سلالة من طين:

حيث قال القرآن فى (سورة المؤمنون 23 : 12 – 14):

“وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ {هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته} مِنْ طِينٍ (12)

ثُمَّ {تفيد التدرج} جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً {منيا} فِي قَرَارٍ مَكِينٍ { الرحم } (13)

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً {دما جامدا}

فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً {لحمة قدر ما يمضغ}

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا

فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا

ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ

فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)“.

6 – من صلصال كالفخار:

حيث قال القرآن فى (سورة الرحمن 55 : 14 – 15):

” خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ {طِين يَابِس يُسْمَع لَهُ صَلْصَلَة إذَا نُقِرَ}

كَالْفَخَّارِ {وَهُوَ مَا طُبِخَ مِنْ طِين} (14)

وَخَلَقَ الْجَانَّ {أَبَا الْجِنّ وَهُوَ إبْلِيس} مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ{ هُوَ لَهَبهَا الْخَالِص مِنْ الدُّخَانْ} (15)“. 

7 – من الإرض :

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآنحيث قال القرآن فى (سورة طه 20 : 55):

” مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ

وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ

وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى”.

وفي (سورة النجم 53 : 32) قال القرآن:

” الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ

إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ

إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ

وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ

فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ

هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى “.

وفي (سورة هود 11: 61) قال القرآن :

” وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا

قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ

هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ

وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ

ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ “.

وفي (سورة نوح 71: 17- 18) قال القرآن :

” وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)

ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا

وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) “.

8 – من ماء مهين:

حيث قال القرآن فى (سورة المرسلات 77: 20-21):

” الَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ {مني ضعيف حقي}

فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ {متمكن وهو الرحيم} “.

9 – من ماء دافق:

حيث قال القرآن فى (سورة الطارق 86: 5 – 6):

” فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)

خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ {ممتزج من ماءي الرجل والمرآة مصبون بدفع وسرعة فى الرحم} (6)“.

10 – من الماء:

حيث قال القرآن فى (سورة الفرقان 25 : 54):

” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا

فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا “.

11- من نطفة:

حيث قال القرآن فى (سورة النحل 16 : 4):

” خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ

فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ” .

وفى (سورة النجم 53 : 45 -47) يقول القرآن:

” وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45)

مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)

وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) “.

وفى ( سورة القيامة 75 : 37 – 40) يقول القرآن:

” أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)

ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)

فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (39)

أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) “.

وفى ( سورة عبس 80 : 17- 19) يقول القرآن :

” قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)

مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18)

مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19)“.

12- من علق:

حيث قال القرآن فى (سورة العلق 96 : 2):

” خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {دم جامد استحال اليه المنى}“.

13- من نفس واحدة ثم من أنفس متعددة:

حيث قال القرآن فى (سورة النساء 4 : 1):

“َ ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا

وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ

إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا “.

وفى (سورة  الأعراف 7 : 189) يقول القرآن:

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآن” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا

فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا

فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ

دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا

لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ ” .

أنظر أيضاً: (سورة الروم 30: 21) (سورة الزمر 39 : 6) (سورة لقمان 31 : 28).

ثالثاً تطور آدم!

1 – خليفة لمن، لله أم لبشر قبله؟

حيث يقول القرآن فى (سورة البقرة 2 : 30):

” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ

إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً .

2 – هل الملائكة يعترضون لخبرات سابقة أم يعلمون الغيب كالله علام الغيوب؟

حيث يقول القرآن فى (سورة البقــرة 2 : 30):

” قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ” .

3- هل خلق الله بشر ثم صور منهم آدم؟

حيث يقول القرآن فى (سورة الأعراف 7: 11):

– ” وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ

ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا

ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ

فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ “.

4 – من بين من أصطفى {أُفرز} الله آدم؟

حيث يقول القرآن فى (سورة ال عمران 3 : 33 – 34):

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ

وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)

ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (34)“.

5 – هل خلق الله الإنسان أكثر من مرة؟

حيث يقول القرآن فى (سورة الأنعام 6 : 133):

” وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ

إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ

كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ” .

وفى (سورة العنكبوت 29 : 19 – 20) قال كاتب القرآن:

” أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ

ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(19)

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ

فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ

ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ

إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) “.

– هل الإنسان أصله نبات وتطور؟

حيث يقول القرآن فى (سورة نوح 71 : 17 – 18):

وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)

ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) “.

7 – هل خلق الإنسان من سلالة من طين؟

حيث يقول القرآن فى (سورة المؤمنون 23 : 12 – 14):

“وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ {هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته} مِنْ طِينٍ (12)

ثُمَّ {تفيد التدرج} جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً {منيا} فِي قَرَارٍ مَكِينٍ {الرحم} (13)

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً {دما جامدا}

فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً { لحمة قدر ما يمضغ} *

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا

ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ           

فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) “.

8 – هل آدم خلق من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه روحه؟

حيث يقول القرآن فى (سورة السجدة 32 : 7 – 9):

” الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ

وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِنْ طِينٍ (7)

ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ {نتن} (8)

ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ

وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) ” .

9 – هل تزامن خلقة الإنسان مع الأنعام؟

حيث يقول القرآن فى (سورة الزمر 39 : 6):

” خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا

وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ

يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ

خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ

فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ

ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ

لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

فَأَنَّى تُصْرَفُونَ “.

ملحوظة هامة على النص السابق:

     أ – هل خُلق الإنسان فى الإرض (هل الجنة فى الارض)؟

     ب – هل كل زوجة مأخوذ من زوجها؟

     جـ – من أين أنزل الله الأنعام؟

     د – هل أنزل الله ثمانية انواع من الأنعام فقط؟

     هـ – ماهى الظلمات الثلاثة التى يمر بها الإنسان؟

 

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآن

10 – هل الإنسان أصله قرد أم القرد أصله إنسان ؟

حيث يقول كاتب القرآن فى (سورة البقرة 2 : 65):

” وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ

فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ “.

وأيضاً قال القرآن فى (سورة الأعراف 7 : 166):

” فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ

قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ “.

وفى (سورة المائدة 5 : 60) قال القرآن:

” قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ

مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ

وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ

أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ “.

رابعاً الصفات التى خُلق بها الانسان كما وردت في القرآن

1 ـ الكفر:

وهي أبرز الصفات الإنسانية، التى وردت خبراً عن الإنسان في ستة مواضع، وجاءت جميعها في صيغة المبالغة (كفور ـ كفار)، للدلالة على أن طبع الكُفر قدر متأصل في الإنسان حتى إن خالقه تعجب من إمعانه في الكفر .. فقال القرآن فى (سورة عبس 80 : 17):
” قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ” .

وفى (سورة هود 11 : 9) قال القرآن:

” وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً

ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ “.

وفى (سورة الإسراء 17 : 67) قال القرآن:

– ” وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ

ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ

فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ

وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا “.

وفى (سورة الحج 22 : 66) قال القرآن:

” وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ

ثُمَّ يُمِيتُكُمْ

ثُمَّ يُحْيِيكُمْ

إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ“.

وفى (سورة الشورى 42 : 48) يقول القرآن:

” فَإِنْ أَعْرَضُوا

فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا

إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ

وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ

فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ ” .

وفي (سورة الزخرف 43 : 15) يقول القرآن:

” وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا

إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ “.

وفى (سورة التغابن 64 : 2) يقول القرآن:

” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ

فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ

وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ “.

2 ـ الجحود والنكران:

حيث وسم القرآن الانسان بصفة الكنود وهي من جنس صفة الكفر، معناها الجحود والعصيان فقال (سورة العاديات100: 6):
” إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ” .

3 ـ الفُجُور:

حيث يقول القرأن فى (سورة القيامة 75 : 5):
” بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ {أمام الله}“.

وفى (سورة الشمس 91 : 7 – 8) يقول كاتب القرأن:

” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)

فَأَلْهَمَهَا {الله هو ملهم الفجور للانسان} فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)“.

وفى (سورة نوح 71 : 27) يقول القرآن:

” إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ

وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا “.

وفى (سوؤة عبس 80 : 42) يقول القرآن:

” أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ” .

4 ـ الطُغْيان:
حيث قال كاتب القرآن فى (سورة العلق 96 : 6):

” كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ” .

وفى (سورة الإسراء 17 : 60) قال القرآن:

” … وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ” .


5 ـ العَجَلة {التسرع}:
حيث قال القرآن فى (سورة الإسراء 17 : 11):

” وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ” .

وفى (سورة يونس 10 : 37) يقول القرآن:

خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ” .

وفى (سورة يونس 10 : 50 – 51 ) يقول القرآن:

” قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا

مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)

أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ

وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)“.             

6 ـ الهَلع:
حيث أدعى القرآن أن الله قد قدر للانسان الهلع من المجهول والمستتر صفة لازمة في الإنسان فى
(سورة المعارج 70 : 19):

”  إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا “.

7 ـ الضعف:
حيث أدعى القرآن أن الله خُلق الإنسان من مواد ضعيفة كالصلصال والعلقة والمضغة ليكون ضعيفاً عبداً ذليلاً فقال فى (سورة النساء 4 : 28):

” وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا .

8 ـ التقتير والبخل:
حيث أدعى القرآن
أن الله قدر للانسان الحرص على التقتير في إنفاق المال حيث أصل هذه الصفة في الناس، لأن الله لا يحب المسرفين .. فقال فى (سورة النساء 4 : 100):

”  وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا “.

9 – ظلوماً جهولاً:

حيث أدعى القرآن أن الله قدر للانسان الجهل ليظلم نفسه .. فقال فى (سورة الآحزاب 33 : 72):

” عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ

فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا

وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ” .

وفي (سورة إبراهيم 14 : 34) يقول القرآن:

” إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ” .

ملحوظة:

حين قبل الإنسان التكليف بخلافة الله في الأرض ظلم نفسه ودل على جهله بخطورة التكليف، لذلك وقع في (حيص بيص)، ولو أنه اعتذر كما اعتذرت الجبال والسموات والأرض لعاش عيشة هانئة .


10 ـ الجدل واللجاجة:
حيث يقول القرآن فى 
(سورة الكهف 18 : 54):

وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ” .

الإنسان وبخاصة من نال شيئا من التعليم والتثقيف بطبعه يكثر من الجدل والمحاججة بالحق والباطل فيما يفهمه ولا يفهمه.


11 ـ الخسران:
حيث أدعى القرآن أن الله
قدر للإنسان الخسران المبين ، فهو أكثر مخلوقات الله خسارة .. فقال فى(سورة العصر 103: 2):

إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ” .


12 ـ التملق:
وردت صفة الإنسان المتملق الذي يداري الله في السراء ويجحده ويتنكر له في الضراء في تسع (9) مواضع من القرآن الكريم ، نذكر منها موضعين على سبيل المثال لا الحصر:
حيث قال القرآن فى (سورة الزمر 39 : 8):

” وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ

ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ

وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ

قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ “.


وفى ( سورة الفجر 89 : 15 – 16) يقول القرآن:

” فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ

فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ

فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)

وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ

فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ

فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) “.

والإنسان لكونه ضعيفا يتملق من هو أقوى منه. 

خامساً مراحل تكوين الجنين بحسب الفكر الإسلامي

مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآن

ـ المرحلة الأولى:

   ( أصل الإنسان من طين ) : هذه الحقيقة معروفة عند الناس والعديد من العلماء وقد سبق الكتاب أن نبه إليها قبل محمد بأكثر من ألفين وثلاثمائة سنه (سفر التكوين 2 : 7) وبالتالي كانت شائعة حتى في شبه الجزيرة العربية بتواجد أهل الكتاب الذين يعرفون ذلك من كتابهم حق المعرفة ، وبالتالي ذكر القرآن لهذه الحقيقة ليس إعجازا بل إعادة لما سبقت معرفته .

ـ المرحلة الثانية:

   ( نطفة مني ) هذه الظاهرة معروفة ويمكن التوصل إليها بمجرد الملاحظة ، وذكر القرآن لها ليس بالغريب العجيب ولا بالشيء المعجزي ، وأكثر من ذلك نجد خطأ علميا ارتكبه الحديث حيث لا يحد هذه المرحلة حتى اليوم الأربعين في حين أن النطفة لا تمكث ـ حسب علم الأجنة ـ أكثر من أسبوع !!

ـ المرحلة الثالثة:

   ( العلقة ) لا وجود لأي مرحلة يكون فيها الجنين عبارة عن قطعة دم متجمد ، وهذا خطأ علمي فادح ، فكيف يكون إعجازا ؟؟

ـ المرحلة الرابعة:

   (المضغة) في هذه المرحلة هناك العديد من الصعوبات التي تواجهنا أثناء دراستها لذلك سنتتبعها بالترتيب لمزيد من الفهم:

   أ ـ مرحلة المضغة يذكرنا الحديث بأنها تكون مابين اليوم الثمانين واليوم المائة والعشرين ، والتفاسير تذكر بأنه لا شكل فيها ولا تخطيط والآية تصرح بأن مرحلة المضغة لا تحوي عظاماً ولا لحماً لأن هذه المراحل تأتي في ما بعد المضغة وهذا كله مخالف للحقائق العلمية تماما ، إذ ان الأطباء أثبتوا أن الجنين في نهاية الأسبوع الثامن أي (بعد 56 يوما من تلقيح البويضة) يكون قد أصبح   متوفرا على عضلات ، وتبدأ العظام في التكون ويكون الجنين في هذه المرحلة قد أصبح قادرا على القيام ببعض الحركات العضلية وهذه المرحلة التي يتكلم عنها الطب تبدأ ابتداء من اليوم السادس والخمسون وهي في نظر القرآن والحديث ليست سوى مرحلة العلقة (الدم الجامد)!!

   ب ـ المرحلة التي يحددها الحديث للمضغة هي مابين اليوم الثمانين واليوم المائة والعشرين وهي في الطب مرحلة تكون معظم الأعضاء قد ظهرت فيها وأصبحت متميزة ، وتكونت العديد من العظام أيضا ، في حين أن المضغة في نظر القرآن والمفسرين والحديث لا تحوي لا عظاما ولا عضلات ولا شيء من هذا القبيل إذ لا تخطيط ولا شكل فيها (كما قالوا) ، ومادامت هذه المرحلة تخالف الحقائق العلمية فسنتجاوزها هي الأخرى ونعتبرها من باب الهفوات والأخطاء التي وقع فيها “إعجاز القرآن” وبالتالي فإن هذه المرحلة بدورها تخلو من عنصر الإعجاز .

ـ المرحلة الخامسة:

   (مرحلة العظام) “فخلقنا المضغة عظاماً” من هذه الآية والتفاسير نستنتج أن الهيكل العظمي يوجد أولا لوحده لا لحم له ولا أي شيء آخر يكسوه ، في حين نجد الطب قد أثبت أن ظهور العظام يكون مرفوقا بتكون العضلات في نفس الوقت، بل قبل أن تتكون العظام يكون الجنين قادرا على القايم ببعض الحركات بفضل توفره على العضلات ، وبالتالي نثبت خطأ علميا آخر في التصوير القرآني لتطورات الجنين ، وبالنظر إلى الحديث نرى أن هذه المرحلة تقع مابين اليوم المائة والعشرين واليوم المائة والستين بينما في المعطيات الطبية نجد أن العظام تبدأ في التكون ابتداء من نهاية الأسبوع الثامن أي بعد 56 يوما من تلقيح البويضة (على الأكثر) وهذا خطأ آخر نضيفه إلى ما سبق إثباته من عجز الآية القرآنية والحديث.

ـ المرحلة السادسة:

   مجدي تادروس .. قصة خلق الإنسان (آدم) فى القرآنمرحلة تكون اللحم (فكسونا العظام لحماً) لقد أثبتنا أن اللحم وبالضبط العضلات تبدأ في الظهور مع ظهور العظام، وفي نفس الوقت، وبالتالي هناك خطأ كرونولوجي يرتكبه الحديث والآية، حيث يقولان أن العظام تظهر أولا منفصلة ثم بعد ذلك يكسوها اللحم، والخطأ الأعظم هو تصريح الحديث بأن هذه المرحلة توجد بين اليوم المائة والستين واليوم المائتين، بعكس ماأثبت الطب تماما إذ من المسلم به طبيا أن اللحم والعضلات تظهر ابتداء من الأسبوع الثامن على الأكثر، وهذا فرق زمني شاسع لا يمكننا تجاوزه على أساس الأخطاء البسيطة بل لا يمكننا اعتباره ضربا من الإعجاز .

ـ آخيراً المرحلة السابعة:

نفخ الروح (ثم أنشاناه خلقا آخر) في تعليق الباحث الإسلامي الأستاذ عفيف عبد الرحمن طبارة على هذا الشطر من الآية يقول أن هذا يعني أن الجنين يتحول من صورة حيوان مائي (ضفدعة) إلى صورة إنسان لكننا نرفض استنتاجه لثلاث أسباب :

               أ ـ لأنه ولا واحد من المفسرين يوافق هذا التفسير لأنه بإجماعهم ذكروا أن الآية تعني نفخ الروح ومن بينهم علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس حبر الأمة الأسلامية كما سماه محمد (ص).

             ب ـ لأن الحديث هو الآخر لا يوافق تفسير هذا الأستاذ لأنه يذكر نفخ الروح كآخر مرحلة وبالتالي فإنه يوافق الآية ويجعل مرحلة إنشاء الجنين خلقا آخر ، هي نفخ الروح ، والحديث أحق بالأسبقية من الإجتهاد كما علمتنا التشريعات الإسلامية .

             جـ ـ لأن المرحلة التي يتكلم عنها الأستاذ عبد الفتاح طبارة تبدأ من بداية الشهر الثاني أي بعد 30 يوما أما ما ذكره القرآن والحديث فهو يبدأ من اليوم المائتين !!

ـ أما عن الأخطاء التي في هذه المرحلة فهي فظيعة جدا فهو يذكر نفخ الروح (أي الحياة) بعد جميع أطوار التكوين للجنين لكننا نعلم ان الجنين هو حي ابتداء من تلقيح البويضة بل إن حياته هي في الحيوان المنوي حتى قبل التلقيح. فهل كان الجنين ميتا طيلة أطوار تكونه ثم أصبح حيا بعد مضي مائتي يوم؟؟ إني أكاد لا أعرف حتى أدنى سبب يجعلنا نخفي الحقائق ونظهرها في حلة الإعجاز !! فهل بعد كل هذه الأخطاء يمكن اعتبار ماذكره القرآن إعجازا ؟ إني أقول بعد هذه النظرة الملقاة على وصف القرآن لمراحل تطور الجنين ، أن القرآن لا يذكر إلا مجرد اعتقادات كانت سائدة في ذلك العصر عند العامة من الناس حول مراحل نمو الجنين وهي بعيدة كل البعد عن كونها حقائق علمية حديثة.

وقد يتساءل أحد القراء عن الحديث المروي عن عبد الله وسبب تواجده في هذا الموضوع لكني هدفت بتواجده أن أظهر مدى بعد فكر محمد عن الإكتشافات العلمية المعاصرة ويكفيني عن التعليق أن أتساءل :

س : هل حقا إن مني الرجل غليظ تتكون منه العظام والأعصاب وبويضة المرأة رقيقة يتكون منها اللحم والدم ؟

س : هل أخطاء بمثل هذه الجسامة تصدرعن نبي من أنبياء الله ؟

س : هل الله لا يعلم مراحل نمو أحد خلقه حتى يُخطئ في وصفه ؟

 

ملحوظة هامة:

يدعى رواد مدرسة الإعجاز العلمي الذين الذي ملأوا الفضائيات والصحف والمجلات، أن الآيات السابقة هى قمة الإعجاز وأن القرآن سباق كشف أغوار العلم وفك ألغازه … ويلخص لنا الأستاذ / عفيف عبد الفتاح طبارة قائلا:

” إذا أمعنا النظر في هذه الآيات وجدنا أنها دلت بوضوح على ما دل العلم عليه بعد ذلك من ان الإنسان خلق من طين، فإن النطفة في كل من الذكر والأنثى التي يتكون منها الجنين هي وليدة عملية التغذية التي تيغذى بها الإنسان وأصل هذه التغذية ومنشؤها التراب ..”.

ثم يضيف قائلاً:

   ” ثم يخبرنا تعالى بأنه يصير علقة … على ان الجنين يصير بعد ذلك مستديرا بغير انتظام ومكورا ويبقى كذلك بعد بضعة أسابيع وقد سماه الله ( مضغة ) لكثرة الشبه بينه وبين قطعة اللحم الممضوغة ، وهي في الإصطلاح الطبي عبارة عن نمو العلقة وتنوع خلاياها وتميز بعض أجزائها عن البعض الآخر ، وهنا يبدأ طور التكوين وتظهر آثار العظام في المضغة . وبعد أن تتكون العظام يبدأ اللحم في التكون بظهور العضلات وذلك بتنوع الخلايا التي تحيط بالعظام ، وبينما تظهر العظام والعضلات تتكون بقية أعضاء الجسم ، وفي قوله ( ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) معجزة دقيقة من معجزات القرآن ، فقد ثبت أن الجنين في بداية الشهر الثاني بعيد الشبه بالإنسان فهو أقرب في شكله إلى الضفدعة في دور التكوين ، وفي خلال الشهر الثاني تطرأ على الجنين تغيرات تشريحية تنقله من طبقة الحيوانات المائية إلى الصورة الإنسانية ، فهذا التحول هو إنشاؤه خلقا آخر . ومن هذا كله يتبين لنا بوضوح أن أطوار الجني المذكورة في القرآن هي نفس الحقائق التي نقب عنها العلم الحديث حتى اكتشفها ، أيكون ذلك في مقدور أمي في جزيرة العرب منذ أربعة عشر قرنا أن يأتي بها من عنده ؟ إلا أن تكون وحيا أوحاه الله إليه . ” .

* أنظر كتاب ” روح الدين الإسلامي ” لعفيف عبد الفتاح طبارة – ص 61.

أما الحافظ ابن كثير فيفسر الآيات المذكورة آنفا بما يلي : ” (سلالة من طين) وهو آدم خلقه الله من صلصال من حمإ مسنون … (ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) يعني الرحم (ثم خلقنا النطفة علقة) أي ثم صيرنا النطفة وهي الماء الدافق الذي يخرج من صلب الرجل وهو ظهره وترائب المرأة وهي عظام صدرها مابين الترقوة إلى السرة فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة (فخلقنا العلقة مضغة) وهي قطعة كالبضعة من اللحم لا شكل فيها ولا تخطيط ( فخلقنا المضغة عظاما) يعني شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين بعظامها وعصبها وعروقها ، وقرأ آخرون ( فخلقنا المضغة عظما ) قال ابن عباس وهو عظم الصلب (فكسونا العظام لحما) أي جعلنا على ذلك ما يستره ويشده ويقويه (ثم أنشاناه خلقا آخر) أي ثم نفخنا فيه الروح فتحرك وصار خلقا آخر ذا سمع وبصر وإدراك وحركة واضطراب ” .

* أنظر ابن كثير في تفسيره لــــ (سورة المؤمنون 23 : 12 – 14).

ـ عن علي ابن أبي طالب قال :” إذا أتت على النطفة أربعة أشهر بعث الله إليها ملكا (ملاك) فنفخ فيها الروح فى ظلمات ثلاث فذلك قوله (ثم أنشأناه خلقا آخر) يعني نفخنا فيه الروح “.

– وروي عن أبي سعيد الخدري أنه نفخ الروح ، قال ابن عباس (ثم أنشاناه خلقا آخر) يعني نفخنا فيه الروح ، وكذا قال مجاهد وعكرمة والشعبي والحسن وأبوالعالية والضحاك والربيع بن أنس والسدي … وغيرهم ” .

* أنظر ابن كثير في تفسيره لــــ (سورة المؤمنون 23 : 12 – 14).

ـ وعن عبد الله قال:” مر يهودي برسول الله وهو يحدث أصحابه فقالت قريش يايهودي إن هذا يزعم أنه نبي، فقال لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي قال فجاءه حتى جلس فقال: يامحمد مم يُخلق الإنسان؟ فقال : يا يهودي من كل من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة ، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب ، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم ، فقال : هكذا كان يقول من قبلك ” .

* أنظر ابن كثير في تفسيره لـــــ (سورة المؤمنون 23 : 12 – 14).

ـ عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ” إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات رزقه وأجله وعمله وهل هو شقي أو سعيد ” .

* أنظر ابن كثير في تفسيره لـــــ (سورة المؤمنون 23 : 12 – 14).

ـ قال الرازي في تفسيره لقول الآية (ثم انشاناه خلقا آخر) :”أي جعلناه مخالفا للخلق الأول حيث صار إنسانا وكان جمادا وناطقا وكان أبكما ، وسميعا وكان أصما وبصيرا وكان أكمها وأودع كل عضو من أعضائه عجائب فطرة وغرائب حكمة لا يحيط بها وصف الواصفين” .

* أنظر تفسير الفخر الرازي جـ 23 ص 85 .

مجدي تادروس

1 / 9 / 2015

للمــــــــــــــزيد:

17 – أعتقاد المُسلم فى أن إله الكتاب المقدس هو الذى يضل العباد بل ويرسل عليهم روح الضلال !

16 – الأشرار يضلون أنفسهم وغيرهم من الناس !

14 – إله الإسلام يعلم الضالون من المهتدين !!

13 – من أتبع هدى إله الإسلام لا يشقى !

12 – حينما يضرب إله الإسلام أمثاله لا يضربها إلا ليضل بها الفاسقين !

11 – إله الإسلام مسئول عن ضلال أعمال العباد وأحباطها !

10 –إله الإسلام يفتتن العباد ليضلهم !

9 – من أحب إلهه أضله إله الإسلام !

8 – إله الإسلام لا يزيد الظالمين إلا ضلالة وأضلال !

7 – من أهتدى فقد أهتدى لنفسه

6 –إله الإسلام يتحدى قُدرة أى أحد على هداية من أضلله !

5 – يمكن لإله الإسلام أن يضلل أى مؤمن بعد هدايته !

4 – من يضلله إله الإسلام فلا هاد له !!

3 – إله الإسلام خلق الضال ضالاً !!

2 – القرآن يقول أن إله الإسلام مُضل ويَضل العباد

1 –المضل الذى يضل العباد

 

 

Tad Alexandrian

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى