الرب ضابط الكل يضع الإنجيل فى القرآن

الرب ضابط الكل يضع الإنجيل فى القرآن
مجدي تادروس
يتعجب كل من يقرأ القرآن عندما يفكر فى نصوصه غير مبال بالنص الوارد فى (سورة المائدة 5 : 101):
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا
وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)،
لينتفض خارجاً من محنة العقل ثائراً على تصخيره وتحجيره وتصحيره .. ليقرأه مستخدماً ملكاته الذهنية التى منحها له الله، وبينما هو يتجول بين شطوطه النصية يجد نفسه أمام ألغاز ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُا {تفسيرها} إِلَّا اللَّهُ .. بل ويصدمه كاتب القرآن بالحقيقة المرة التى تقول على المومنين به : “وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ” :
فقد قال كاتب القرآن فى ( سورة البقرة 2 : 8 – 9):
” وَمِنَ النَّاسِ
مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ
وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا
وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
وَمَا يَشْعُرُونَ (9)” .
وأمام هذا النص يقف المُسلم محتاراً متسرباً الشك لعقله سائلاً نفسه.. وهل أنا ممن لا يشعرون؟
ثم يسرع المُسلم الأمين ويقف أمام الله خائفاً مستغفراً متذللاً مستنكراً مما خطر على ذهنه متعوذاً بالله من الشيطان الرجيم .. وعندما يعاود القراءة مرة آخرى فى القرآن يجد رسالة تحذيرية جديدة تقول له أن كل المؤمنون فى الظلمات .. أى أنه لم ينتقل بعد إلى النور الإلهي ولا فى هداه .. ويتحير أمام تسريبات كاتب القرآن وتمريراته المشفرة التى تقول لكل مُسلم مُؤمن .. فى (سورة الأحزاب 33 :41- 43):
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) ” .
فى النص الإول يمرر كاتب القرآن القول لبعض المُسلمون القائلين أمنا بالله واليوم الآخر أنتم تخدعون أنفسكم.
بينما تم التعميم فى النص الثاني لكل الذين أمنوا بالإسلام قائلاً : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا … لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ” ..
أى جميعهم فى الظلمة وهو تعميم خطير وحُكم بَين على كل المُسلمون بأنهم فى الظلمات وأن الله يصلي وملائكته ليخرجهم من تلك الظلمات إلى النور ..
ولم يكتفي كاتب القرآن بهذه النصوص التحذيرية للمُسلم من إيمانه بل وتتوالي الرسائل المشفرة الواحدة تلو الأخرى فى كل القرآن حتى يصل إلى التقرير النهائي حيث قال كاتب القرآن فى (سورة مريم 19 : 71):
” وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا {جهنم}
كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ” ..
قال الطبري فى تفسيره للنص:
“يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَإِنَّ مِنْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلَّا وَارِدُ جَهَنَّمَ ،
كَانَ عَلَى رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ إِيرَادُهُمُ وهَا قَضَاءً مَقْضِيًّا ،
قَدْ قَضَى ذَلِكَ وَأَوْجَبَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ .”.
أنظر تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري – تفسير سورة مريم – ” القول في تأويل قوله تعالى “وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ” – الجزء الثامن عشر – [ ص: 230 ] – دار المعارف .
فينطبق على هؤلاء المخدعون قول الكتاب المقدس الوارد فى (سفر أشعياء 29 : 8 – 15):
” ٨ وَيَكُونُ كَمَا يَحْلُمُ الْجَائِعُ أَنَّهُ يَأْكُلُ،
ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ وَإِذَا نَفْسُهُ فَارِغَةٌ.
وَكَمَا يَحْلُمُ الْعَطْشَانُ أَنَّهُ يَشْرَبُ،
ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ وَإِذَا هُوَ رَازِحٌ وَنَفْسُهُ مُشْتَهِيَةٌ ….
٩ تَوَانَوْا وَابْهَتُوا.
تَلَذَّذُوا وَاعْمَوْا.
قَدْ سَكِرُوا وَلَيْسَ مِنَ الْخَمْرِ.
تَرَنَّحُوا وَلَيْسَ مِنَ الْمُسْكِرِ.
١٠ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَكَبَ عَلَيْكُمْ رُوحَ سُبَاتٍ وَأَغْمَضَ عُيُونَكُمُ.
الأَنْبِيَاءُ وَرُؤَسَاؤُكُمُ النَّاظِرُونَ غَطَّاهُمْ.
١١ وَصَارَتْ لَكُمْ رُؤْيَا الْكُلِّ مِثْلَ كَلاَمِ السِّفْرِ الْمَخْتُومِ {المغلق}
الَّذِي يَدْفَعُونَهُ لِعَارِفِ الْكِتَابَةِ قَائِلِينَ:
«اقْرَأْ هذَا». فَيَقُولُ:
«لاَ أَسْتَطِيعُ لأَنَّهُ مَخْتُومٌ».
١٢ أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ:
«اقْرَأْ هذَا». فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».
١٣ فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ،
وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي،
وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً.
١٤ لِذلِكَ هأَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهذَا الشَّعْبِ عَجَبًا وَعَجِيبًا،
فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ،
وَيَخْتَفِي فَهْمُ فُهَمَائِهِ».
١٥ وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ،
فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ،
وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟».” .
والسؤال الذى يرد هنا للذهن المفكر،
لماذا سرب كاتب القرآن هذه الرسائل التحذيرية المشفرة السرية للمؤمنين به؟
الجواب: أن كاتب القرآن قال فى (سورة الأحقاب 46: 9):
” قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ
وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) “.
أى أن هناك قوة يخضع لها كاتب القرآن تجعله لا يشعر بما يُفعل به ..
أى أنه أجبر على وضع جعله تحت السيطرة مع الإلتزام بعدم التدخل فى شخصيته ..
فالله ضابط الكل Pantocrator سمح بوجود مثل هذا الشخص وسمح بوجود القرآن ولكن الله وضع فيه ضوابط تجعل من يقراءه بعقله يكتشف:
1 – بشرية كاتبه.
2 – بعض الأساسيات الإيمانية السليمة التى تصل بقارئه إلى الحقيقة.
وهذه هى الرسائل المكنونة المخفية والمشفرة التى لا يمسها ولا يصل إليه إلا المطهرون من كل غرض خبيث شرير ليحذرهم من هذا الكتاب أى القرآن فيقول عنه محذراً أياهم على لسان كاتب القرآن {الذى لا يدري مايفعل به } من المتشابهات ( وهى النصوص الغير واضحات الدلالة وفيها التباس ) الموجودة فيه والتى تزيغ القلوب عن الحق، فقال فى (سورة آل عمران 3 : 7- 8) :
” هُوَ الَّذِي {ولا نعلم من هو، أذا كان المتكلم هو الله } أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ {أي بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس }
هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ { أى فيها اشتباه}
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ {ضلال}
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ {تفسيره} إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)” …
ولم يقل لنا المفسرين لهذا النص الخطير، أين نجد المتشابهات فى القرآن لنتجنبها ونهرب منها ..
وما هذه النصوص التى لا يعلم تأويلها إلا الله ..
وما على الراسخون فى العلم إلا أن يقولوا أمنا به كل من عند ربنا …
وعلى كل المسلمون أن يقفوا متضرعين لله حتى لا يزيغ قلوبهم بعدما هدى قلوبهم للإسلام ..
ولا نعلم كيف يشان الله بأنه يزيغ القلوب …. ؟
بل وسرب الشك فى قلوب المؤمنون بهذا الكتاب … قائلاً فى (سورة يونس 10: 94):
” فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
فَا سْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ “.
وأيضاً قال فى (سورة الأعراف 7: 2):
” كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ
فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ
لِتُنْذِرَ بِهِ
وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ “.
وفى (سورة الحجر 15 : 97):
” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ “.
بل ويأكد كاتب القرآن أن فى القرآن كتاب مخفي لا يصل إليه إلا المطهرون من كل غرض أثيم فيقول فى (سورة الواقعة 56 : 78 – 81):
” فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)
لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)
أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)“.
ويطلق كاتب القرآن على هذا الكتاب المكنون الكتاب الحق فقال فى (سورة هود 11 : 16 -17):
” أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ
وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ
وَمِنْ قَبْلِهِ {أى الإنجيل} كِتَابُ مُوسَى
إِمَامًا وَرَحْمَةً
أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ
فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ
إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)” .
أما عن محمد رسول الإسلام وكاتب القرآن فقد تم ضبطه ليمرر الكثير من الرسائل التحذيرية التى تكشف حقيقته وهو لا يدري مايفعل به .. سوف نكتفي ببعضها حتى لا نطيل عليكم ونعدكم بسردها فى باقى أبواب البحث:
لقد نجح ضابط الكل الإله الحقيقي فى تمرير رسائل خاصة للمُسلم بأن محمد لن ينفعه ولا يملك ضراً ولا رشداً لنفسه ولغيره وعلى سبيل المثال لا الحصر قال كاتب القرآن فى (سورة الأعراف 7 : 188):
” قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ” ….
وللجميع قال فى (سورة الجن 72 : 21):
” قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا{أى هدى} ” ….
وايضاً قال فى (سورة الأحقاف 46 : 9):
” قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ
وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ “.
أى أنه محكوم روحياً !!
بل وقال الحقيقة على نفسه وعلى من أتبعوه فى (سورة الزمر 39 : 30):
” إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ “.
وعندما كان محمد يصارع الموت طلب من الواقفين حوله أن يأتوه بكتاب ليكتب لهم كتاباً لا يضلوا من بعده:
فقد ورد فى صحيح البخاري:
4169 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ
فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ
وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ
فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُومُوا
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ
إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ ” .
*أنظر صحيح البخاري – محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي – كتاب المغازي – باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته – الحديث رقم 4169 – دار ابن كثير – سنة النشر: 1414هـ / 1993م .
وكم من مرة قال محمد لمن حوله والتابعين وكما ورد فى صحيح البخاري:
” 3261 حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ
فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ { أى عبد بن مريم}
فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ” ..
أنظر صحيح البخاري –محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي – كتاب الأنبياء – 49 – باب: “واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها” – مريم 19 : 16- الحديث رقم 3261 – دار ابن كثير – سنة النشر: 1414هـ / 1993م .
وبالرغم كل هذه التمريرات و الرسائل المشفرة إلا أن الحالة التبجيلية التقديسية زادت تصاعدياً حد التصور، حتى جعلوا من محمد قرين لله بل وأهم منه فى حياتهم …
فأَقحموه فى كل شاردة وواردة … صغيرة وكبيرة، وفي كل الميادين والمجالات، اقحموه بالعلوم الوضعية والمعاصرة ليبرهنوا على اعجازه النبوي فصيروه الرسول الفلكي والطبيب المداوي، والمهندس الجهبز، والجغرافي الرحالة، والبايولوجي … برغم أعترفه بأميته وشديد جهله وغباوته..
كما زَجو به بالسياسة وانواع الحكم فصّيرونه مبتدعاً للاشتراكية والديمقرطية والليبرالية بل ووضعوه أحياناً في اليسار وأحياناً في فى أقصى اليمين …
اقحموه بمعاركهم وعداواتهم وحروبهم فى كل الارض …
كم من مرة سرب لمن حوله فى القرآن أنه بشر عادي .. فقال لهم فى (سور ابراهيم 14 :11):
” قالت لهُم رُسلهُم إن نَّحنُ إلا بشرٌ مثلكم“..
وأيضاً قال فى (سورة الاسراء 17 :93):
” قُل سُبحانَ ربّي هَلْ كُنتُ إلاَّ بشراً رسولاً “…
وفى (سورة الكهف 18 :110):
” قُل أنما أنا بشرٌ مثلكمُ يُوحى إلي “…
وفي (سورة الاعراف 7 :188):
” لو كنتُ أعلمُ الغيبَ
لأستكثرتُ من الخير
وما مسني السوءُ إن أنا إلا نذيرٌ وبشيرٌ ” …
بل وأكد للجميع (سورة يونس 10 :49):
” قُل لا أملكُ لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاءَ اللهُ “…
وفي (سورة هود 11 :3):
” ولا أقولُ لكم عندي خزائنُ الله
ولا أعلمُ الغيب ولا أقول اني ملكٌ “…
وفى (سورة الفرقان 25 : 7):
” وقالوا مَالِ هذا الرسُلِ يأكلُ الطعامَ ويمشي في الاسواقِ “…
بل وأكد بالنص القرآني كيف أستقبل من حوله من العارفين لسانه القريشي الذى كتب به القرآن!!
وكيف أستهزءوا به حتى يلاحظ كل من يقرأ القرآن أن العارفين لسان قريش تيقنوا من أنه هذيان!!
فقال فى (سورة الحجر 15 :11):
” وما يأتيهم من رَسولٍ إلا كانوا به يَستهزءونَ “…
وفى (سورة الحجر15 :6):
” وقالوا يا أيُها الذي نُزلَ عليه الذكرُ إنكَ لمجنونٌ “…
وفى (سورة الرعد 13 :43):
” ويقولُ الذين كفروا لستَ مُرسلاً قُل كفى بالله شهيداً “…
وفى (سورة الانبياء 21 :4):
” بل قالوا أضغاثُ أحلام بل أفتراهُ بل هو شاعرٌ “…
وفى (سورة الاسراء 17 :47):
” يقولُ الظالمونَ إن تتبعونَ إلا رجلاً مسحوراً “…
وفى (المؤمنون 23 :70):
“أم يقولونَ به جِنةٌ بل جاءهمُ بالحقِ وأكثرهم للحقِ كارهونَ“…
وقد قام بتسريب الشك فى القرآن لعلهم يتنبهون … فقال كاتب القرآن في (سورة يونس 10: 94):
” فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
فَا سْأَلِ الذِينَ يَقْرَأُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ “.
وأعلن حرجه وصرح صدره وضيق قلبه من هذا القرآن فقال كاتب القرآن فى ( سورة الأعراف 7: 2):
” كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ
لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ “.
عزيزي .. قف وفكر ..
لقد سمح الله بوجود هذا القرآن المضاد للحق الإلهي ووضع داخله ضوابط تكشف مصدره الحقيقي وأنه ليس سماوي وبشرية مصدره بل ووضع فيه بعض الحقائق الإيمانية كاشارات على الطريق ليصل بها قارئه إلى الطريق والحق والحياة بعد أن ينحيه جانباً ..
وأنتشار الإسلام لا يعني سماوية مصدره لآنه أنتشر بالتناسل وترعرع فى الجهل، وهناك أكثر من 90% من المُسلمين لا يعرفون لغة القرآن ولا يفقهون معناه ولا يعرفون غير أقامة الفروض وتكاليف العبادات فقط وأهمها الصلاة للإله المجهول.
أحترس عزيزى قف وفكر .. فالكتاب المقدس يقول فى (سفر الأمثال 14 : 12):
” تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً،
وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ.”.
وقد وضع الرب يسوع المسيح لنا منهجاً بسيطاً يناسب كل المستويات الفكرية لمعرفة الحقيقة قائلاً فى ( إنجيل متى 7 : 13 – 23 ):
” اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ،
لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ
وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ،
وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ {الذاهبون للهلاك يندفعون دون تفكير والأنسياق فى تدافع كالقطيع فيسقطون فى جب الهاوية وبئس المصير}!
مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ،
وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!{لأنهم يبحثون عن الحق والحقيقة بكل جدية ومثابرة ليعرفون الأله الحقيقي }“اِحْتَرِزُوا {أحترسوا} مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ،
وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!
مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا،
أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟
هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً،
وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً،
وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً.
كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.
فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ
. “لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي {للمسيح}:
يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ :
يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا،
وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ،
وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ:
إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!”.
فأقبل النور الحقيقي المرسل للعالم ليضيئ على كل بني البشر ..
أذ يقول كاتب القرآن (سورة الزمر39 : 69):
” وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ ..”..
فمن هو نور الله الذى أشرق على الأرض وكان كتابه هو ” الْكِتَابِ الْمُنِيرِ ” (سورة آل عمران 3 : 184) و (فاطر 35 : 25)
وكتابه المنير هو الإنجيل حيث قال فى (سورة المائدة 5 : 46):
“.. وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ“..
أنه شمس الحقيقة والبر الذى يحمل لك الشفاء والحياة والفرح والمجد فى أشراقه عليك
وكما قال كاتب القرآن فى (سورة فاطر 35 :19 -21):
” وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)
وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20)
وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) ” .
عزيزي أقرأ الإنجيل ..
أذا أردت أن تعرف كيف أشرق الله بنوره على كل بني البشر ..
و تتعرف أكثر على الرب يسوع المسيح النور الحقيقي الذى أرسل إلى العالم ليضيء على الجالسين فى الظلمة وظلال الموت ..
أرفع يدك الأن لله وأطلبه من كل قلبك ..
قل له ..
أحبك سيدي
أشكرك لأنك تبحث عني
لتخرجنى من الظلمة لنورك العجيب ..
أقبلك الأن بكل قلبي ..
أدخل لقلبي الأن فى أسم المسيح أمين .
عزيزي نرحب بكل أسئلتك ويشرفنا أن تتواصل معنا..
المعنى السرياني (ألم،ألر،طه،كهيعص)
اخيراً تفسير لغز الحروف المقطعة في بداية سور القرآن الكريم
باحث في التراث الإسلامي: طه حسين قال إن الحروف المقطعة في أول السور لم تكن من القرآن
أين قال المسيح: أنا هو الله فاعبدوني؟ – يوسف رياض