الإيمان المسيحيالله

Τάσος Κιουλάχογλου .. الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِ

الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِ

Τάσος Κιουλάχογλου

Τάσος Κιουλάχογλου .. الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِوصف الرب يسوع المسيح محبة بعضنا البعض في (إنجيل يوحنا 13: 34) بالوصية الجديدة. وقد يتحير بعضنا في سبب وصفه لها بذلك. هل لأنه أوصي بهذه الوصية للمرة الأولى؟ كلا من الواضح، لأنها وردت فى سفر اللاويين قبل مئات السنين. فيقول الوحي الإلهي فى (سفر اللاويين 19: 18):

«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.».

وبشكل حرفي إذاً، لم تكن وصية جديدة تلك التي أعطاها الرب يسوع المسيح لنا.

لماذا إذاً دعاها بالجديدة؟

السبب البسيط في ذلك، هو أنه على الرغم من كونها وصية بالناموس، إلا أنه حتى ذلك الوقت لم يكن من السهل على الناس حفظها.

فكون المحبة ثمرة من ثمر الروح القدس والطبيعة الجديدة بحسب ما قاله القديس بولس الرسول فى (رسالة غلاطية 5: 22) – أي الطبيعة الجديدة التي نستقبلها بالولادة الجديدة والتي تدعى أيضاً في الإنجيل «بالإنسان الجديد»(رسالة افسس 4: 24)، أو «الروح»(رسالة غلاطية 5: 5- 25) – فالمحبة تحتاج لهذه الطبيعة الجديدة حتى تنسكب وتنمو فينا، ولم تكن هذه الطبيعة الجديدة متاحة حتى ذلك اليوم. ومن ثم، فعلى الرغم من أن الناس قد أُوصُوا بأن يحبوا بعضهم بعضاً، إلا أنهم لم يقدروا على حفظ هذه الوصية. ومع ذلك، فمنذ يوم الخمسين وحلول الروح القدس وحتى الآن، يستطيع الناس بكل حرية أن يستقبلوا الطبيعة السماوية الجديدة عن طريق الاعتراف بأفواههم بالرب يسوع المسيح والإيمان بقلوبهم بأن الله أقامه من بين الأموات ومن ثم يقدرون على المحبة المنسكبة فى قلوبهم بالروح القدس. ولهذا السبب، دعى الرب يسوع المسيح محبة بعضنا بعضاً بالوصية الجديدة. فهي لم تكن جديدة لأنه أوصي بها للمرة الأولى، بل لأنه قريباً (منذ يوم الخمسين) سيصبح من الممكن حفظها من خلال الطبيعة الجديدة.

Τάσος Κιουλάχογλου .. الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِوفي الحقيقة، لم تكن وصية أن نحب بعضنا بعضاً هي الوحيدة في وصايا الناموس التي كان من المستحيل حفظها بسبب افتقاد الناس للطبيعة الجديدة. فيصف القديس بولس الرسول الناموس فى رسالته لأهل (رسالة رومية 8: 3) الناموس كله بأنه « كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ [الطبيعة القديمة]».. لم تكن مشكلة الوصية هي كونها صعبة. بل على النقيض، تخبرنا (رسالة رومية 7: 12) بأنها كانت «مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ ». ومع ذلك، لم تكن هناك طريقة لحفظها وكان السبب في ذلك هو عدم توافر الطبيعة الجديدة.

كما تقول لنا (الرسالة لأهل رومية 7: 14) أن «النَّامُوسَ رُوحِيٌّ». لكن كان «جَسَدِيٌّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ». ومن ثم، لم يقدر الناس على حفظ الوصية. ومع ذلك، فمنذ اليوم الذي أتيحت فيه الطبيعة الجديدة، أصبح هؤلاء الذين يملكونها قادرين على المحبة وبالمحبة يكملون الناموس ذاتياً تلقائياً. وبالفعل، يخبرنا القديس بولس الرسول فى (رسالته لأهل رومية 13: 8- 10) بالأتي:

«لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأَنَّ «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ، لاَ تَشْتَهِ»، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ».

وكذلك فى (رسالة غلاطية 5: 13- 14):

«فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».

أنهى يالرب سوع المسيح عصر الناموس بعمل فدائه وأتمام خلاصنا، فاتحاً بذلك وفي نفس الوقت عصراً جديداً هو عصر النعمة.

Τάσος Κιουλάχογλου .. الْمَحَبَّةُ: تَكْمِيلُ النَّامُوسِوفى عصر النعمة نحن نعيش ناموس البر ونسلك فى كل وصاياه الصالحة التى توصي بعدم السرقة أو الزنى أو الكذب فهي وصايا عصر النعمة، [أنظر رسالة غلاطية 5: 19- 23، رسالة كولوسي 3: 5- 14 ورسالة افسس 4: 17- 32].

مما سبق نستنتج أن تكميل وصايا الناموس، والتي قد تكون أيضاً وصايا لتنسيق أمورنا، لا نحتاج لشيء إلا المحبة. فالمحبة هي تكميل الناموس وكل الوصايا مجموعة في وصية أحبوا بعضكم كأنفسكم.

ليس علينا أن نركز تفكيرنا على قائمة من الأعمال التي يجب ولا يجب القيام بها مثل، «لا ينبغي أن أسرق، لا ينبغي أن أقتل، لا ينبغي أن أزني، لا ينبغي أن أكذب… إلخ». بل أن نحب وكل هذه الأشياء ستحدث ذاتياً… لأنه عندما نحب لن نكذب ولن نسرق ولن نقتل.. إلخ.

لا يجب أن نبدأ بتحديد السلبيات («لا يجب أن أفعل…كذا وكذا») بل أن نحب وسوف تتلاشي السلبيات ولا تحكم فينا ابداً. كما تقول (رسالة غلاطية 5: 16):

«وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ [الطبيعة الجديدة] [ونتيجة لذلك] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ [الطبيعة القديمة] ».

عندما تسلك بالمحبة، تسلك بالروح أو بالطبيعة الجديدة السماوية، ونتيجة لذلك، لن تكمل شهوة الجسد التي للطبيعة القديمة أي أنك لن تسرق أو تقتل أو تزني أو تفعل أي شيء آخر يكون نتاج لهذه الطبيعة.

نستخلص من ذلك إذاً أن المحبة هي بالفعل تكميل الناموس: «لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». (رسالة غلاطية 5: 14). كذلك المحبة هي بالفعل «وَصِيَّةً جَدِيدَةً». (إنجيل يوحنا 13: 34) لأنها ثمر الطبيعة الجديدة (رسالة غلاطية 5: 22)، الذي ينمو كلما سار بالطبيعة الجديدة هؤلاء الذين حصلوا عليها.

ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين.

تواضع المسيح

(( المرفوع )) Lifted Up

للمزيـــــــــــــــــــــــد:

القرآن يقر ويؤكد ان المسيح يصلي ويتشفع ليخرج المسلمين من الظلمات للنور

قوس القزح عهد الأمان لنوح وعائلته كان رمزاً لتجسد الرب يسوع المسيح

الأبوة والبنوة والمعاير المغلوطة عند محمد يتيم مكة

الأديب والمفكر محمد زكي عبد القادر.. عندما دخل المسيح قلبها!

القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن

كلمة السر فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

الصليب هو “شهادة الوفاة” التى تجعلك وارثاً للحياة الأبدية

القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن

فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود

كلمة السر فى “مثل العشاء العظيم” لو 14

اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ “الْحَيُّ الْقَيُّومُ” من أسماء المسيح فى الكتاب المقدس

قصة “ضرب الصخرة – الحجر” التى ذكرها القرآن كانت رمز نبوي لصلب المسيح

الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟

التوحيد الإسلامي هو عين الشِرك بالله

القديس المُتنصر.. المُعز لدين الله بن منصور الخليفة الفَاطمي

 

Tad Alexandrian

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى