مجدي تادروس .. الأبوة والبنوة والمعاير المغلوطة عند محمد يتيم مكة

الأبوة والبنوة والمعاير المغلوطة عند محمد يتيم مكة
مجدي تادروس
(1) الأبوة ويتيم مكة:
وقف محمد يتيم مكة ليسأل ربه فى مسألة ود أن لا يسأله فيها قائلاً:
يَا رَبِّ، قَدْ كَانَتْ قَبْلِي رُسُلٌ،
مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُ الرِّيَاحَ
وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى،
فَقَالَ {له الله}: أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ؟
أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالًّا فَهَدَيْتُكَ؟
أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟
أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟
قَالَ {محمد} : قُلْتُ : بَلَى يَا رَبِّ. (1)
ولكي نعرف الظروف القاسية التى تعرض لها هذا اليتيم محمد أبن ابيه..
قال الإمام فخر الدين الرازي فى تفسيره لقَوْلُهُ تَعَالَى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى):
الْأَوَّلُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا ذَكَرَهُ أَهْلُ الْأَخْبَارِ تُوُفِّيَ وَأُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلٌ بِهِ،
ثُمَّ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ فَكَانَ مَعَ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَعَ أُمِّهِ آمِنَةَ،
فَهَلَكَتْ {ماتت} أُمُّهُ آمِنَةُ وَهُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ فَكَانَ مَعَ جَدِّهِ،
ثُمَّ هَلَكَ جَدُّهُ بَعْدَ أُمِّهِ بِسَنَتَيْنِ وَرَسُولُ اللَّهِ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ.
وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُوصِي أَبَا طَالِبٍ بِهِ لِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَأَبَا طَالِبٍ كَانَا مِنْ أُمٍّ وَاحِدَةٍ،
فَكَانَ أَبُو طَالِبٍ هُوَ الَّذِي يَكْفُلُ رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ جَدِّهِ إِلَى أَنَّ بَعَثَهُ اللَّهُ لِلنُّبُوَّةِ،
فَقَامَ بِنُصْرَتِهِ مُدَّةً مَدِيدَةً ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَظْهَرْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ يُتْمٌ الْبَتَّةَ فَأَذْكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ النِّعْمَةَ،
رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ أَبُو طَالِبٍ يَوْمًا لِأَخِيهِ الْعَبَّاسِ:
“أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ مُحَمَّدٍ بِمَا رَأَيْتُ مِنْهُ ؟
فَقَالَ: بَلَى
فَقَالَ: إِنِّي ضَمَمْتُهُ إِلَيَّ فَكَيْفَ لَا أُفَارِقُهُ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ; وَلَا أَأْتَمِنُ عَلَيْهِ أَحَدًا حَتَّى أَنِّي كُنْتُ أُنَوِّمُهُ فِي فِرَاشِي،
فَأَمَرْتُهُ لَيْلَةً أَنْ يَخْلَعَ ثِيَابَهُ وَيَنَامَ مَعِي ،
فَرَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهِ لَكِنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُخَالِفَنِي،
وَقَالَ : يَا عَمَّاهُ اصْرِفْ بِوَجْهِكَ عَنِّي حَتَّى أَخْلَعَ ثِيَابِي إِذْ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جَسَدِي،
فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَصَرَفْتُ بَصَرِي حَتَّى دَخَلَ الْفِرَاشَ فَلَمَّا دَخَلْتُ مَعَهُ الْفِرَاشَ إِذَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ثَوْبٌ وَاللَّهِ مَا أَدْخَلْتُهُ فِرَاشِي فَإِذَا هُوَ فِي غَايَةِ اللِّينِ وَطِيبِ الرَّائِحَةِ كَأَنَّهُ غُمِسَ فِي الْمِسْكِ ، فَجَهِدْتُ لِأَنْظُرَ إِلَى جَسَدِهِ فَمَا كُنْتُ أَرَى شَيْئًا وَكَثِيرًا مَا كُنْتُ أَفْتَقِدُهُ مِنْ فِرَاشِي فَإِذَا قُمْتُ لِأَطْلُبَهُ نَادَانِي هَا أَنَا يَا عَمُّ فَارْجِعْ،
وَلَقَدْ كُنْتُ كَثِيرًا مَا أَسْمَعُ مِنْهُ كَلَامًا يُعْجِبُنِي وَذَلِكَ عِنْدَ مُضِيِّ اللَّيْلِ وَكُنَّا لَا نُسَمِّي عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَلَا نَحْمَدُهُ بَعْدَهُ،
وَكَانَ يَقُولُ فِي أَوَّلِ الطَّعَامِ : بِسْمِ اللَّهِ الْأَحَدِ . فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ ، ثُمَّ لَمْ أَرَ مِنْهُ كِذْبَةً وَلَا ضَحِكًا وَلَا جَاهِلِيَّةً وَلَا وَقَفَ مَعَ صِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَجَائِبَ الْمَرْوِيَّةَ فِي حَقِّهِ مِنْ حَدِيثِ بَحِيرَى الرَّاهِبِ وَغَيْرِهِ مَشْهُورَةٌ .(2)
ملحوظة هامة:
ولا نعرف لماذا أمره عمه ابو طالب بأن يخلع ثيابه وينام معه على فراشه ؟!
إلا يكشف لنا هذا الأعتراف المزري حالة الشذوذ الذى كان يعيشه هذا المجتمع البداوي؟
وبسبب هذه الظروف القاسية والصعبة التى تعرض لها يتيم مكة محمد رسول الإسلام الذى لم يعرف معنى الأبوة ولم يذوق طعم البنوة :
1 – سب اليهود والنصارى فى قرآنه عندما قالوا أنهم أبناء الله وأحباءه فقد ورد فى (سورة المائدة 5 : 18):
“ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى
نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ
بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ
يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ”.
2 – ألغي يتيم مكة محمد رسول الإسلام التبني الذى كان يُعرف ويمارس فى الجاهلية الأولى {أى قبل الإسلام}، حتى أن هذه التسميات لصقت ببعض الصحابة كالمقداد بن الأسود حيث أن اسم أبيه (عمرو) ولكنه يقال له ابن الأسود باسم الذي تبناه.
وظل التبني كذلك في أول الإسلام حتى حرم يتيم مكة ذلك بقصة زيد بن حارثة الذى كان يدعى زيد بن محمد، وكان زوجاً لزينب بنت جحش فطلقها زيد ليتزوجها محمد عندما وقع هواها فى قلبه، فيقول كاتب القرآن فى (سورة الأحزاب 33 : 37):
“وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ {وهنا الهه يلومه لآنه أخفى هوى زينب فى قلبه}!!!
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا {قام زيد ودخل عليها محمد} لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا “…
ومن قباحة التراث الإسلامي أن يقص علينا كيف أمر محمد يتيم مكة زيد ابنه بالتبني ليحضر له زوجته ليدخل عليها بدون إذن أهلها، فيقول شرح النووي على مسلم:
حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ قَالَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنِ ثَابِتٍ عَنِ أَنَسٍ قَالَ:
” لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ
اذْهَبْ فَاذْكُرْهَا عَلَيَّ
قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَاهَا قَالَ وَهِيَ تُخَمِّرُ عَجِينَهَا فَلَمَّا رَأَيْتُهَا عَظُمَتْ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا فَوَلَّيْتُهَا ظَهْرِي وَرَكَضْتُ عَلَى عَقِبَيَّ فَقُلْتُ يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ
قَالَتْ مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ
فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا
وَنَزَلَ يَعْنِي الْقُرْآنَ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ
قَالَ وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْعَمَنَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ “. (3)
3 – ساوى محمد يتيم مكة بين التبني والكفر الأكبر، فقد ورد فى صحيح البخاري:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
“ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ
وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ” . (4)
وورد فى صحيح مسلم:
أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
” لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ
وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا
وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ
وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ ” . (5)
ملحوظة هامة:
معنى كفر: أي جاء بأفعال الكفار لا أنه خرج من الدين … لأن فيه تحريم لما أحل الله وتحليل لما حرم .
فأى دين هذا الذى يحرم البشرية من أجمل وأعظم سماتها وهي أعمال الرحمة .. ولا تتعجبوا حينما تخبرنا الإحصائيات الرسمية أن فى مصر فقط حوالي ثلاثة ملايين طفل من أطفال الشوارع ومجهولي النسب بسبب نزوات شخص يتيم شيطاني أدعى النبوة وتحولت سنته لشريعة جعلت مليار وستمائة مليون مُسلم يعيشون اليتم الروحي والتفسي وقساوة العبودية لإله مجهول لا يعرفه بل ومملوء بالصفات والسمات الشيطانية فله أسماء تشينه مثل الجبار المتكبر والذى يضل العباد ويزيغ القلوب ويلهم الفجور ويترصد العباد ويتخذهم أعداء ويحرض عليهم الأرهابيون …
أسمع ماذا يقول الشيخ احمد القبانجي يتحدث عن سبب تحريم التبني في الإسلام
ولتسمع طفح النجاسة على فم الشيخ القرضاوي فى أسباب تحريم التبني في الإسلام؟
لماذا حرم التبني في الإسلام الشيخ د.عثمان الخميس
أذاً ما الفرق بين التبني والكفالة؟
الكفالة هى أن تتكفل وتعول اليتيم مسدداً له كل إحتياجاته دون أن ينسب إليك أويُضم إلى قيدك العائلي، فأذا وجد لقيط بلا أب أو أم .. فيكتب أسم هذا الطفل فى شهادة الميلاد بلا قيد أي فى خانة الأب توضع شرطة (-) .. فأذا دخل هذا الطفل المدرسة فلا يكون فلا يكني أو ينادي باسم كافله .. فيكبر هذا الطفل لينتحر فى النهاية أو يتحول لمجرم ناقم على مجتمعه مدمر..
أما التبني: فهو أن تتخذ يتيماً من الأيتام فتجعله أبنك كالذين هم فى صلبك ويدعى باسمك، ويصبح زوجتك أمه وأولادك أخوة له وبناتك أخواته … وله مالهم من كل الحقوق والوجبات … كالأرث وخلافه.
أن مشاعر الُيتم والرفض من الأهل ومحاولة عمه أبو طالب أغتصابه فى طفولته حولت يتيم مكة لشخص فوضوي مكسور لا يحترم ولا يخضع لأى سلطة، بل وجعلته مُستحل مُستبيح يده على الجميع ويد الجميع عليه متربص بالجميع ولا يقبل الأخر لأنه أمام أخوته يسكن ولا يندمج معهم لأنه لا يعرف إلا مشاعر التوحد .. وتقوقع يتيم مكة وأنغلاقه يمشاعر الشفقة على نفسه وعدم معرفته للإله الحقيقي أفرزت لنا قرأننا يحمل نصوصه تحمل كل مشاعر الُيتم والخوف وعدم الشعور بالأمان يتكلم أن شبحٌ مجهول لا يعرف غير العنف والأنتقام ولغة الأرهاب..
ولكن هناك أخبار سارة لكل شخص أفرزت فيه النصوص القرأنية وسنة يتيم مكة مشاعر اليتم والتشرد وفزع التوحد، فالكتاب يقول:
“إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي” (مزمور 27 : 10).
(2) أعظم رب هو أحن أب ولي أطيب قلب
أنه أعظم أكتشاف سوف تعرفه فى حياتك يوم أن تكتشفت إن:
” أعظم رب فى الوجود هو أبي الودود (6) ” .. أنه الخبر السار الذى سيقودك لقمة الدهشة والإنبهار، بل والتلذذ بهذا الحق العجيب الذى يعلن أن الله المهوب الخالق العظيم ملك الملوك ورب الأرباب هو أبوك .. نعم لقد أعلن الحبيب يوحنا نفسه، أنبهاره ودهشته هو أيضاً قائلاً : ” اُنْظُرُوا {أى تعجبوا – أندهشوا} أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (رسالة يوحنا الأولي 3 : 1).
هذا هو الخبر السار الذى أعلنه لنا الوحي الإلهي قائلاً:
” اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. {أى أعلن الله بأنه أب لنا }” (أنجيل يوحنا 1 : 18).
فلم يجسر أحد من أعظم الأتقياء فى العهد القديم أن يخاطب الله كالآب … ولا إبراهيم أبو الإيمان والمؤمنين وخليل الله … ولا موسى كليم الله نفسه…
أما الرب يسوع المسيح له كل المجد فقد قال لنا:
” مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ،… “ (أنجيل لوقا 11 : 2 – 4)..
وقال لنا أيضاً أن الذى يكسو الزهور ويعتني بالطيور هو أبونا … مخبراً إيانا بالقول:
” … وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ.” (أنجيل لوقا 12 : 30)…
وقال له كل المجد للآب:
” وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».” (أنجيل يوحنا 17 : 26)…
عزيزي يمكنك أن تعرف وتتلذذ بأبوة الله لك عندما تفتح له قلبك وتقول له:
” بابا أقبلك … أحبك ” .
معنى كلمة أب:
كلمة ” أب ” كلمة سريانية الأصل وتعني مصدر أو بداية وكقولنا ” ذهاب وآياب ” … وأبَ تعني عاد لمصدره الذى خرج منه …
وكما قال الكتاب عن الله:
” كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.” (أنجيل يوحنا 1 : 3 )…
وقديماً قال الرب:
” أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ {benai elohim} رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. ” (سفر التكوين 6 : 2) …
ويقول الملك داود كاتب المزامير:
” قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا. ” (مزمور 29 : 1) …
ويقول هوشع النبي:
“وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ “(سفر هوشع 1 : 10).
ويقول القديس بولس الرسول:
” وَاللهُ نَفْسُهُ أَبُونَا … ” (الرسالة الأولى لأهل تسالونيكي 3 : 11)…
الأب فى القرآن:
بل أطلق كاتب القرآن كلمة “الأواب” على العائد إلى مصدره والتواب العائد إلى الله مصدره وجابله أى الأب أى مصدره حيث قال كاتب القرآن فى (سورة ص 38 : 17 – 19):
” اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19)“.
وقول أبن كثير فى تفسيره للنص:
{كل له أواب} أي مطيع يسبح تابعاً له “أي مطيع” .
ويقول القرطبي فى تفسيره للنص:
“إنه أواب” قال الضحاك : أي تواب … ويقال آب يؤوب إذا رجع إلى الله.
ويقول القرآن أيضاً فى ( سورة الإسراء 17 : 25):
” رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ
فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا” …
ويقول الجلالين فى تفسيره:
(فإنه كان للأوابين) الرجاعين إلى طاعة الله.
وأيضاً يقول القرآن فى (سورة ص 38 : 30):
” وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ “.
وفى (سورة ص 38 : 44):
” وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ
وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ “.
وفى ( سورة ق 50 : 32):
” هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ” .
ويقول الطبري:
أَوَّابٌ أَيْ : رَجَّاعٌ إِلَى اللَّهِ عَنِ الْمَعَاصِي … آيبون تائبون, عابدون لربنا حامدون.
نعم فمن يرجع لله فهو تاب و آب أي عاد إلى الأبأى المصدر ..
يمكنك الأن أن تشكر الله على أبوته ومحبته الكاملة والغير محدودة لك .
(3) أنت مخلوق على صورة الله فأنت ابن لله:
قبل أن نتكلم عن الانسان بين حياة البنوية والعبودية، أود أن أعلن لك الخبر الرائع بأن الله خلق الإنسان مشابهاً طبيعته وعلى صورته .. (7)
حيث ” قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا { فالله روح وجبل الانسان روح له نفس التى هى المشاعر و الذهن و الأرادة … ويحملهما جسداً } فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض { أى سلطهم على كل البر والبحر والجو } … فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً و أنثى خلقهم {أى أن كل رجل وامرأة على صورة الله} … و باركهم الله و قال لهم أثمروا و أكثروا و أملاوا الارض و أخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض. ” (سفر التكوين 1 : 26 – 28) ..
وهذا ما أقتبسه كاتب القرآن من الكتاب المقدس عندما قال فى ( سورة البقرة 2 : 30):
” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ {وليس خالق} فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً … ” …
وكالعادة أختلف الفقهاء فى كلمة ” خليفة ” لأن الخلف لايأتى إلا من السلف …
فهل أدم ابن لبشر قبله أم هو أبن لله بالخليقة ؟
إذ أن القرأن يقول فى (سورة أل عمران 3 : 33):
” إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى {أختار من بين من؟} آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ”.
وهناك حديثاً ثابتاً صحيح ورد فى صحيح البخاري … رواه بن عمر عن محمد قال:
” أن الله جل وعز خلق آدم على صورة الرحمن ” …
أنظر كتاب ” عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن ” ص 6 و 8 و 12 و 14 تأليف حمود بن عبدالله بن حمود التويجري – الطبعة الثانية 1989 – المملكة العربية السعودية الرياض تحت رقم 11461 – دار اللواء .
أنت من أفراد عائلة الله أى أهل بيته:
أن الله خلق الانسان ليكُون عائلة أنسانية رائعة تحمل صورته الروحية للتمتع والتلذذ من خلال أعظم علاقة انسانية وهى علاقة الأب والابن … ويخطئ من يدعى أن الله قال فى (سورة الذاريات 51 : 56):
” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”.
لآن الله غنى عن كل الخلائق .. وهل كانت صفة الربوبية فى الله معطلة غير مفعلة حتى خلق العبيد لتفعيل ربوبيته المعطلة !!!
ولكن الكتاب المقدس يقول فى (سفر الامثال 8 : 31):
” … لذاتي {كل تلذذي} مع بني آدم ” .
معنى كلمة “ابن”
قال كاتب القرآن فى (سورة المائدة 5 : 18):
” وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ….”.
وقد رفض كاتب القرآن كون اليهود والنصارى أبناء لله لأنه لم يفهم معني ” البنوة والأبوة ” التى أنحسرت لديه فى مدلولها الجنسي فقط فى إتخاذ الصاحبة والولد ، ولا يعلم للبنوة معاني إخرى مثل:
أ – حامل الطبيعة … فأنا من خلال هذه العلاقة صرت أحمل طبيعة الله وتسرى سماته فى أعضائي … على صورته كشبهه … وهو القادر أن يغيرني لتلك الصورة عينها..
ب – الملازمة وعدم الإنفصال … فأن أسكن فى ستر العلي الأن فى ظل القدير أبيت أى أصبحت فى المسيح يسوع … وكما قال كاتب القرآن “ابن السبيل” أى الملازم للطريق …
جـ – تأصيل المعني … كما نقول على أحد أنه عربي بن عربي أى تأصيل العروبة فى هذا الشخص …
د – المساواة … كقولنا ابناء العشرين أى متساون فى السن أن سن العشرون.
وتعبر كلمة “ابن” عن الكثير من المعاني ولا تنحسر فى معنى الولد الذى فهمه كاتب القرآن …
(4) البنوة بين الكفالة والتبني
الإتجاه الأول : بنوة بالكفالة
عندما خرج آدم من الحضور الإلهي .. فقد بنويته لله (8) ليقع تحت سلطان أبليس الكذاب وأبو كل كذاب .. أصبح أدم ونسله تحت سلطان إبليس بل وعبداً له، وقد يعتقد البعض أن الله خُلق الانسان ليكون عبداً لله .. ولا يعلمون أن الله لم يخلق عبيد بل إبناء أحباء آحرار على صورته، وفى العهد القديم وقبل الصليب وبسبب خطية آدم الذى هو أصل الشجرة الإنسانية .. كان الله يطلق على إنبيائه الأبرار عبيد مثل موسى الذى قال عنه لله فى (سفر العدد 12 : 7):
” وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هكَذَا، بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي.“، أى أنه كان لله عبيداً أمناء من المختارين أما باقى خلقه هم كانوا عبيداً لإبليس الذى قال الرب عنه أنه:
رئيس هذا العالم (أنجيل يوحنا 12: 31)،
ورئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (رسالة أفسس 2: 2).
وإله هذا الدهر (الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 4: 4)..
فهم عبيد إبليس لأن إبليس ساد عليهم بسبب الخطية، لأن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية (إنجيل يوحنا 8 : 34)..
وبسبب خطية آدم وتعديه على العهد مع الله وسوء آختياره (سفر هوشع 6 : 7).. أصبح الجميع تحت الدينونة والقصاص وكما يقول الحديث:
” فَجَحَدَ ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ وَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ “. (9)
وبالرغم من سقوط الانسان إلا أن الله ظل ” يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.” (انجيل متى 5 : 25) … وكما قلنا سابقاً لم يتجاسر أو يُجسر أحد من أعظم الأتقياء فى العهد القديم أن يخاطب الله كالآب .. وعاش الكل تحت كفالة الله ولكنه فاقد للبنوية الإلهية الكاملة الصورة الإلهية التى خلقه الله عليها … وهذه هى الكفالة التى يُبسطها الله فوق جميع خلائقه فيقول الرب يسوع:
” ٢٦ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ ” (انجيل متى 6 : 26)…
فالانسان الطبيعي البعيد عن الله الذى لم يقبل أبوة الله والفداء الذى عمله الرب يسوع على الصليب من أجله، بالرغم من أنه مرتد لصورة آدم الخاطي الميت روحياً، لأنه لم يقبل أن يكون فى آدم الثاني الرب يسوع المسيح .. ومع ذلك فأنه يحيا تحت كفالة الله .. لكنه لايحمل اسمه .. ويظل فاقد للحضور الالهي .. فلا يبيت فى ستر العلي ولا يسكن فى ظل القدير ولا يكون له الرب ملجأ حصناً ولا عليه يتكل (مزمور 91) .. لأنه محكوم فيه روحياً أى تحت سلطان إبليس. (10)
أما الإتجاه الثاني : وهو التبني .. فأدعو الله أبي
أبوة الله للمؤمنين بالنعمة أى مجاناً بل مقابل .. التي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالفداء من خلال عمل الصليب .. فهذا الخبر العجيب الذى أتى به إلينا الرب يسوع المسيح إلهنا نفسه لأن ” اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.{ أى أعلن أبوة الله لنا} ” (انجيل يوحنا 1 : 18).
فأقنوم (11) الابن هو ” ٦ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ. ٧ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.٨ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.” (رسالة فيليبي 2 : 6 – 8)، وهو نفس ماذكره كاتب القرآن فى (سورة النساء 4 : 172):
” لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ .. ” أى أن المسيح لم يتكبر أ يكون عبداً ؟!
وحينما مات المسيح فادياً لكل البشر، كنا فيه على الصليب ممثلاً لبشريتنا الخاطئة فمتنا فيه، وعندما قام من الأموات وأقامنا معه، لندخل مع الله فى العهد الأبدي ونسترد صورته التى خُلق عليها أصل جنسنا آدم قبل الخطية …
لذلك يحق لكل مؤمن بعمل الله الكفاري {أى دفع الكفارة} على الصليب أن يقول:
” مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.” (رسالة غلاطية 2 : 20).
ومن هنا يسترد الانسان بنويته الكاملة فى الله الأب السماوي بالإيمان والقبول وكما يقول الكتاب:
” ١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.١٣ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. ” (انجيل يوحنا 1 : 12 – 13)،
” ١٥ إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ».” (رسالة رومية 8 : 15)،
وكما دخلت للعالم بالولادة فلا يمكن لك أن تدخل لملكوت الله أى ملك الله عليك إلا بالميلاد الجديد .. لذلك تعجب نيقوديموس الفريسي (12) الذى كان رئيس لليهود عندما قال له الرب يسوع المسيح:
” ٣ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» {ملكوت الله أى ملك الله على الانسان} .٤ قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟»٥ أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. ٦ اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.” (انجيل يوحنا 3 : 3 – 6) …
أنه الأمر الوحيد الذى يدخلك فى القيد العائلي لعائلة الله ويكتب أسمك فى سفر الحياة لتأخذ الخلود للأبد هو قبولك بالإيمان لتكون ابناً لله من خلال الولادة من فوق لتتحول من الكفالة إلى البنوية أى تدعى ابناً حقيقياً لله وارثاً له كل هبات المسيح ..
لا تتعجب أخى الحبيب عندما تفتح الإنجيل {أى الخبر المفرح} لتجد القيد العائلي لعائلة للرب يسوع المسيح موجوداً فى أول أصحاحات الإنجيل، فى الأصحاح الأول من بشارة متى فيقول : ” ١ كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: …. ” (انجيل متى 1 : 1 – 16).. وكأن الروح القدس يقول لك ..
نعم لن تنعم وتفوز بالبشارة المفرحة إلا بقبولك الأنضمام إلى هذا القيد العائلي لعائلة الله … أى تكون فى المسيح يسوع .
وستقاد بالروح القدوس كابن حامل سمات الله فى أعضاءك ” ١٤ لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.١٥ إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ». ١٦ اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.١٧ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. ” (رسالة رومية 8 : 14 – 17).
لذلك فالمسيحي الحقيقي هو من حمل أسم المسيح وسماته بالإيمان والداخل فى قيده العائلي ليكون وارثاً لحياة المجد والخلود التى أنارها لنا المسيح بالإنجيل.
يارب أقبلك الأن وأقبل عملك ومحبتك من أجلي لأنك أعظم رب أحن أب
أفتح قلبي إليك وأقبلك مخلص شخصي لحياتي
وأقبل الدخول فى قيدك العائلي لأكون ابن لك
أحمل سماتك ولي أخلاقك أعمل اعمالك فى حياتي على الارض
أحبك يارب ياقوتي
يارب وأب وأحن قلب..
(5) أنت وارث لأنك ابن لله:
تقابل الرب يسوع المسيح فى رحلته الارضية مع شخص يدعى الشاب الغني .. وقد سأل هذا الشاب الرب سؤالاً غايه من العجب قائلاً :
… «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»..
فالرد الطبيعي على السؤال هو أن تكون ابن لصاحب الحياة الأبدية ورب الحياة يموت فترثه بحسب قوانين المواريث، ولكن الرب لم يجب علي السؤال بل نبهه لعلته الحقيقية وهى محبة المال وعبدويته له .. فَاغْتَمَّ عَلَى الْقَوْلِ وَمَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ .. ( انجيل مرقس 10: 17 – 22).
وكما قال كاتب (رسالة العبرنيين 9 : 16 – 17):
” ١٦ لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي.١٧ لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا.”..
أى أنه مدام الله أوصى لنا بالأمجاد فعليه أن يموت لنرث أمجاده السماوية، ولأن الله لا يموت فلم يستنكف أن يرسل لنا كلمته المسيح متجسداً على صورتنا ليهبنا الحياة والخلود بموته على الصليب ويقوم بقوة ألوهيته المحيية ” لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى” (سفر دانيال 6 : 26).
المورث والوارث والارث فى القرآن:
عندما نتكلم عن المواريث فى القرآن نجد أن:
الله وارث؟
قال كاتب القرآن فى (سورة الحجر 15 : 23):
” وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ “.
بل و كلمة الوارث هى من اسماء الله الحسنى.
وعندما نسأل آخونا المُسلم:
كيف يكون الله وارث؟
وارث لمن؟
ماهو نوع الأرث؟
يرد البعض أن الله له مافى السماوات والأرض ، هو رب كل شيء ووارثه ، وهو الباقي بعد فناء خلقه الذى لا يشركه فى ملكه أحد وإليه يرجع كل شيء وكما قال كاتب القرآن فى (سورة مريم 19 : 40):
” إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ” .
وأيضاً فى ( سورة الأنبياء 21 : 89):
” وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ”.
نعود ونسأل أخونا المُسلم:
نفترض أن أحد اللصوص سرق أمتعتي وبينما أنا أطارده حدث له حادثة سوء ومات، فأخذت ما سرقه مني .. آبعد موت الحرامي أكون أنا وارث له أم مسترداً لما سرقه؟
ومن القرآن أيضاً نعلم لا إرث ولا مورث ولا وارث مادام المورث حياً فقال كاتب القرآن فى ( سورة النمل 27 : 16):
” وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ….. ” أى بعد موته،
ووقف زكريا أبو يحيى {يوحنا المعمدان} طالباً من الله وارثاً يرثه بعد موته .. فقد قال كاتب القرآن فى ( سورة مريم 19 : 5 – 7 ) :
” فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) “..أى يرثه بعد موته .
المؤمنون وارثون:
بل ويؤكد كاتب القرآن أن الجنات لن يدخلها إلا الوارثون فقال فى (سورة المؤمنون 23 : 10 – 11):
” أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) ” .
وأيضاً فى (سورة القصص 28 : 5):
” وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ “،
وكان لسان حال المؤمنين فى (سورة القصص 28 : 58):
” …. وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ” .
وفى (سورة الأعراف 7 : 43):
” …. وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ “،
وفى (سورة مريم 19 : 63):
” تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا “،
وفى ( سورة الشعراء 26 : 85):
” وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ “،
وفى (سورة الزخرف 43 : 72 – 73):
” وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)“،
ونعود لنطرح أهم سؤال على آخونا المُسلم كيف سترث الجنة ؟
لترث الجنة عليك أن تكون أبن للمَورث والمَورث يموت…
وكاتب القرآن شهد لليهود والمسيحين يقولون أنهم أبناء الله وأحباءه كما ورد فى (سورة المائدة 5 : 18):
” وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ”.
اشكر الرب لآن الوحدانية المسيحية والصليب حققا لي المعادلة لكى أكون وارثاً لله بموت يسوع المسيح الكفاري على الصليب … فأصبح الأب وارثاً للمؤمنين بموت ابنه على الصليب وجعل المؤمنين ورثة لله بموت ابنه على الصليب.
وأخيراً:
دعني أهمس فى أذنك آخي الحبيب وبكل صراحة ومحبة …
أنك بدون الرب أنت يتيم بلا أب بالرغم من محبة الله وكفالته لك على مدار حياتك الارضية .. بل وستظل بلا قيد عائلي أى لا أصل لك ..
لأنك منفصل عن أصلك إلى أن تُطعم فى الكرمة الحقيقة وتصير غصن فيها بقبولك عمل الرب يسوع المسيح وفدائه لك لتدخل في قيده العائلي المجيد..
فالكفالة تجعلك ابن لمجهول بلا أصل ولا سند شريد..
بينما التبني يجعلك ابن لله وهو أبيك أى أصلك وأساسك لتتمتع ببنوية عميقة فى قلب أعظم أب ..
فالله ينتظرك ..
ثق أن هناك لك مكان فى القيد العائلي فى سفر الحياة
ينتظرك أن تضع اسمك أمام أعظم اسم الذى هو أسم فوق كل أسم ..
الذى تجثو باسمه كل ركبة ممن في السماء و من على الارض و من تحت الارض ..
والذى يعترف كل لسان انه رب لمجد الله الاب ..
فتعالى إليه الأن أيها المحبوب لتتمتع بكل هبات عائلة المسيح وضمانتها وبركاتها ..
عزيزي
يمكنك الأن تتعرف عليه وتعرفه ويعرفك لتتلذذ بأبوته لك..
أفتح له قلبك .. قول له:
” أيها الرب الإله ضابط الكل ..
الإله العظيم الذى لا مثل لك ولا مثل أعمالك ..
سامحني لبعدي عنك ..
أقبلني الأن لأكون ابنك ..
أقبل إليك وأرتمي فى أحضانك الأبوية ..
قائلاً لك يا أبويــــــــــــــــــــــا الأب ..
أحبك فى أسم الرب يسوع المسيح أمين” .
————————————————————————-
(1) “وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً فَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ ، قُلْتُ : يَا رَبِّ ، قَدْ كَانَتْ قَبْلِي رُسُلٌ ، مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُ الرِّيَاحَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى ، فَقَالَ : أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالًّا فَهَدَيْتُكَ ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ ؟ أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَبِّ ” .
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَقَدِ اخْتَلَطَ.
أنظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد -نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي – كتاب علامات النبوة – باب عظم قدره صلى الله عليه – الحديث رقم 13921 – الجزء الثامن – ص : 254 – مكتبة القدسي – سنة النشر: 1414هـ / 1994م .
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&flag=1&bk_no=87&ID=14071
(2) لتفسير الكبير- الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل – تفسيرقَوْلُهُ تَعَالَى : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ) – ص : 194 – دار الكتب العلمية ببيروت – سنة النشر: 2004م – 1425هـ .
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=5336&idto=5336&bk_no=132&ID=3010
(3) شرح النووي على مسلم– النووي – أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي – بَاب زَوَاجِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَنُزُولِ الْحِجَابِ وَإِثْبَاتِ وَلِيمَةِ الْعُرْسِ – الحديث رقم : 1428 – الجزء التاسع – ص : 566 – دار الخير – سنة النشر: 1416هـ / 1996م.
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=4234&idto=4244&bk_no=53&ID=628
(4) صحيح البخاري – محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي – كتاب المناقب – باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة – حديث رقم 3317 – دار ابن كثير – سنة النشر: 1414هـ / 1993م .
(5) صحيح مسلم – مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري – كتاب الإيمان – 93 بَاب بَيَانِ حَالِ إِيمَانِ مَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ – الحديث رقم 61 – ص : 80 – دار إحياء الكتب العربية .
(6) ” وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ” (سورة البروج 85 : 14).
(7) أنظر مقالنا أنت صورة الرحمن
(8) ابْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ“(إنجيل لوقا 3 : 38).
(9) المستدرك على الصحيحين –أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري – كتاب التفسير – تفسير سورة الأعراف – 1280 – عَطَاءُ آدَمَ أَرْبَعِينَ عَامًا مِنْ عُمُرِهِ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ – رقم الحديث 3310 – الجزء الثالث – ص : 56 – دار المعرفة – سنة النشر: 1418هـ / 1998م .
(10) أنظر (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2 : 14 – 15) .
(11) كلمة “أقنوم باليوناني ” Hypostasisتفيد المعاني التالية: شخص – ذات – كائن حي قائم بذاته (أى أنه يستمد أعماله من ذاته وليس من آخر).. ونعم يوجد استخدامات أخرى لها، ربما لا تكون منتشرة باللغة العربية مثلها مثل اللغات الأخرى.. فمثلًا: فهي تٌستخدم في الرياضيات مثلًا: Hypostatic abstractionوهو نوع من الطرح أو التجريد.. وتُستخدَم في علم اللسانيات أو علم اللغوياتLinguisticsبمعنى أساس أو تأسيسfoundation.. وفي علم الجينات أو علم الوراثة يوجد مصطلحHypostatic geneأو جين ركودي .. وفي علم الفلسفة يوجد ما يُطلق عليهHypostasis – Neoplatonismبمعنى الدولة الكامنة أو الحقيقة الأساسية، وهي نوع من الأفلاطونية الحديثة.. وفي علم الطب يوجد مصطلحات بمعنى واحد مثلHypostasis – Livor mortis – postmortem lividity، وهي أحد علامات الموت عندما يترسَّب الدم في الجزء السفلي من الجسم (حسب وضع الجثة)، ويُسَبِّب احمرار وزرقة لذلك الجزء.. وفي علم الاجتماع وعلم النفس يوجد مصطلحHypostatic model of personality، والذي يعني تقريبًا نموذج الشخصية الركودي أو المتأصل.
(12) معنى كلمة : فَرِيسِيّ ( اسم ) : مُنْتَسِب لِحِزْب يَهُودِيّ دِينِيّ سِيَاسِيّ .
سبب تحريم التبني في الاسلام
عالم أزهري يكشف حكم الاسلام فى التبني
أحمد القبانجي.. أحكام الإسلام المجحفة
للمزيـــــــــــــــــــــــد:
فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود
كلمة السر فى “مثل العشاء العظيم” لو 14
كلمة السر فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات
عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!
الصليب هو “شهادة الوفاة” التى تجعلك وارثاً للحياة الأبدية
القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن
القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً لله
اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ “الْحَيُّ الْقَيُّومُ” من أسماء المسيح فى الكتاب المقدس
قصة “ضرب الصخرة – الحجر” التى ذكرها القرآن كانت رمز نبوي لصلب المسيح
الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟
التوحيد الإسلامي هو عين الشِرك بالله
القديس المُتنصر.. المُعز لدين الله بن منصور الخليفة الفَاطمي