مجدي تادروس .. كلمة السر فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات
كلمة السر فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات
مجدي تادروس
يقول الرب يسوع المسيح فى (إنجيل متى 25 : 1 – 13):
” ١ «حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ.٢وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. ٣أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، ٤وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. ٥وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. ٦فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!٧فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ.٨فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. ٩فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. ١٠وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ.١١أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! ١٢فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. ١٣فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.“.
من المثل نستنتج الأتي:
1 – يشبه ملكوت السماوات:
وردت عبارة “ملكوت الله” 68 مرة في 10 أسفار من العهد الجديد، بينما وردت عبارة “ملكوت السماوات” 32 مرة في إنجيل متى فقط، فالعبارتان مترادفتان لمعنى واحد وتعبر عن ملك الله الروحي على الانسان فى الأرض والسماء، مثلاً في الحديث إلى الشاب الغني يستخدم الرب يسوع المسيح “ملكوت السموات” وملكوت الله” بالتبادل كما ورد فى (إنجيل متى 19: 23 – 24):
” 23 فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، 24 وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ“… ولا يفرق الرب يسوع المسيح بين العبارتين ولكن يعتبرهما مترادفتين لمعنى واحد.
وقد إستخدم مرقس الرسول العبارة “ملكوت الله” حيث إستخدم متى “ملكوت السماء” غالباً في روايات لنفس المثل. قارن (أنجيل متى 11: 11-12) مع (إنجيل لوقا 7: 28) ؛ (أنجيل متى 13: 11) مع (أنجيل مرقس 4: 11) و(أنجيل لوقا 8: 10) ؛ (أنجيل متى 13: 24) مع (إنجيل مرقس 4: 26) ؛ (أنجيل متى 13: 31 ) مع (مرقس 4: 30) و (إنجيل لوقا 13: 18) ؛ (أنجيل متى 13: 33) مع (إنجيل لوقا 13: 20) ؛ (أنجيل متى 18: 3) مع (إنجيل مرقس 10: 14) و (إنجيل لوقا 18: 16) ؛ (أنجيل متى 22: 2) مع (أنجيل لوقا 13: 29)، في كل هذه الأمثلة إستخدم متى عبارة “ملكوت السماء” بينما إستخدم مرقس أو لوقا “ملكوت الله”. فمن الواضح أن العبارتين تشيران إلى نفس الشيء.
تم أستعلان ملكوت الله بعد صليب وموت وقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات، وأسترداد الرب ملكه المَسلوب على الارض، الذى سلبه الشيطان من آدم الأول بعد أختياره للموت بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر، فالرب يسوع المسيح الأن هو آدم الأخير، الرجل سيد الأرض صاحب السلطان بعد أن أسترد ملكوته على الارض من الشيطان وكما يقول القديس بولس فى (رسالة فيلبي ٢: ٥ – ١١):
“٥ فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا:٦الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. ٧لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.٨وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.٩لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ١٠لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ،١١ وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.”.
الرب يسوع المسيح هو الذى يقف بعد القيامة أمام الأب عن كل الارض، وكما تقول (رسالة رومية ٣٤:٨):
“٣٤ مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا.”.
2 – رقم عشرة:
يرمز للأمتحان (عشر عبيد – أنجيل لوقا ١٣:١٩)، (عشرة وصايا – سفر الخروج ٢:٢٠ – ١٧ و سفر التثنية ٥ : ٧ – ٢١)، ملكوت السماوات أى كل بني البشر تحت الأمتحان.
3 – العشرة عذارى:
يمثلن كل البشرية، كلهن منتظرات المسيح، أى أن العالم كله ينتظر المسيح أو المخلص والمنقذ، وعلى سبيل المثال:
اليهود ينتظرون المسيا ليرد لهم الملك،
المُسلمون ينتظرون المسيح المبعوث فى قيام الساعة، وكما يقول صحيح البخاري فى حديثه “لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.”.
والمسيحي الحقيقي ينتظر سرعة مجيء الرب يسوع المسيح وكما يقول (سفر الرؤيا ١٧:٢٢و ٢٠):
” ١٧ وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ:«تَعَالَ!». وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ:«تَعَالَ!». وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا. ٢٠ يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا:«نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.”.
4 – المصابيح:
ترمز للشهادة العلنية وتظهر النور واستعلان صورة الله وشبهه فى الانسان (سفر التكوين 1 : 26 – 28).
5 – الزيت:
يرمز للعلاقة مع الرب، فهل هى علاقة معلوماتية فقط أم علاقة الألتصاق بالرب بعهد أبدي لا ينقطع؟
6 – الحكيمات أخذن زيتاً فى انيتهن مع مصابيحهن:
أى دوام العلاقة الحُبية والحميمية وكما تقول عروس النشيد فى (سفر نشيد الأنشاد ٣:٦):
” أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي،…..”.
وأيضاً فى (سفر نشيد الأنشاد ١٠:٧):
“أَنَا لِحَبِيبِي، وَإِلَيَّ اشْتِيَاقُهُ.”.
7 – أما كلمة السر فى المثل فهى تكمن فى (إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ):
اللفظة “عَرَفَ” هى الكلمة العبرية ” יָדַע– يداع – yada ” وهو مصطلح عبري مرتبط بالعهد، اى يكون الانسان فى “علاقة عهد مع …”، اى مرتبط بعلاقة قانونية عهدية مع الله كعهد الزواج، كما ورد فى (سفر التكوين 4 : 1):
“١ وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ».”.
פסוק א: וְהָאָדָם, יָדַעאֶת-חַוָּה אִשְׁתּוֹ; וַתַּהַר, וַתֵּלֶד אֶת-קַיִן, וַתֹּאמֶר, קָנִיתִי אִישׁ אֶת-יְהוָה.
وفى (سفر عاموس 3 : 2):
“٢ «إِيَّاكُمْ فَقَطْ عَرَفْتُ مِنْ جَمِيعِ قَبَائِلِ الأَرْضِ، لِذلِكَ أُعَاقِبُكُمْ عَلَى جَمِيعِ ذُنُوبِكُمْ».
רַק אֶתְכֶם יָדַעְתִּי מִכֹּל מִשְׁפְּחוֹת הָאֲדָמָה עַל־כֵּן אֶפְקֹד עֲלֵיכֶם אֵת כָּל־עֲוֺנֹֽתֵיכֶֽם
https://www.blueletterbible.org/lang/lexicon/lexicon.cfm?t=nasb&strongs=h3045
وكما تقبل العروس عريسها بقولها (نعم أقبله عريساً) لتدخل فى عهد معه وهو عهد الزواج كذلك يقول الكتاب فى (إنجيل يوحنا ١٢:١):
” ١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.”,
لذلك فالدينونة ستحددها قبولنا أو عدم قبولنا للرب يسوع المسيح العريس المبارك، فيقول فى (إنجيل يوحنا 2 : 36):
” ٣٦ الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».
وفى (إنجيل يوحنا ٢٤:٥):
« ٢٤ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.”.
وحتى لا يغلق الباب الرحمة فى وجهك ويقول لك الرب “ما أعرفك” أنتهز الفرصة فى زمن الكورونا التى أمتلئ بـــ “صراخ نصف الليل” الذى يعلن بدء مجيء العريس، قم أصلح مصباحك وأقبل الرب يسوع المسيح رباً ومخلصاً وفادياً، قد مات من أجلك على الصليب وقام من بين الأموات لتدخل معه فى عهد أبدي، ليهبك الحياة الأبدية وارثاً للأبد.
ولإلهنا كل المجد أبدياً، أمين.
مَثَل العذارى الحكيمات والجاهلات (إنجيل متى 25)
عذارى و مصباح – القس أغسطينوس موريس
الأب متى المسكين: تأمل في مَثَل العذارى الحكيمات
((المرفوع )) Lifted Up
المـــــــــــــــــزيد:
مثل “العذارى الحكيمات والجاهلات” فى القرآن
الأديب والمفكر محمد زكي عبد القادر.. عندما دخل المسيح قلبها!
اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ “الْحَيُّ الْقَيُّومُ” من أسماء المسيح فى الكتاب المقدس
بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض
كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر
كاتب القرآن يقر ويعترف بألوهية محمد فى القرآن
كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!
أشهد ألّا إله إلّا الله وأنّ يسوع المسيح صورة الله – ج2 من 2
أشهد ألّا إله إلّا الله وأنّ يسوع المسيح صورة الله – ج1 من 2
تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم
نعم الله فى الإسلام يصلي لذلك صلى يسوع المسيح !!
القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً لله
زكريا ومريم فى المحراب بنصوص الإنجيل والقرآن
الأزل والزمان يلتقيان فى مولد المسيح
