الإيمان المسيحيسؤالك له جوابمقالاتنا

مجدي تادروس .. الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟

الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟

مجدي تادروس

مجدي تادروس .. الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟على الرّغم من عدم وجود أي تعليم عن فكرة “عقيدة السماح الإلهي” فى كل الكتاب المقدس إلا أن هذا ُ أصبح لزمة وجزء لا يتجزء من كلامنا فى أحديثنا اليومية.

فهذا طفل سمح الله أن يتعرض لحادث بشع ويموت وتتجرع أسرته مرار تجربة الفراق ومشاهد الحادث الأليم أمام أعينهم فى كل حين.

وفتاة من أسرة مؤمنة سمح لها الله أن تجرب وتتعرّض لحادث خطف واعتداء فتخسر أهمّ ما عندها، وتُصاب بالحزن وتغرق فى الأزمات النفسيّة المدمرة.

وتلك منطقة بأكملها قد سمح لها الله تتهجّر وتتعرّض لمجزرة رهيبة تنفذها تنظيمات شيطانية إرهابية، كلّ ضحاياها من الأبرياء المؤمنين.

وهناك شابّ مؤمن طيّب يجربه الله فيتزوّج بفتاة أحلامه وقد سمح الله له يتفاجأ بأنّها تخونه مع آخر.

وهناك أم شابّة قد سمح لها الله أن تجرب وتتعذّب من سرطان الدم “Leukemia” لتموت تاركة أولادها الثّلاثة.

وهنالك مرفأ ينفجر بالكامل وتنهار المرافق التى حوله على رؤوس ساكنيها ويسمح الله بموت العشرات من سكان هذه المدينة..

وهذه السماحات الإلهية ليست محصورة في فئة معيَّنة من البشر، بل هي مُنتشِرة في العالم كلّه، وحيثما ذهبنا في الأرض وجَدنا شروراً وتجارب يسمح بها الله يُعاني منها النّسل البشريّولسان حالنا النص المقتطع من سياقه الوارد فى (رسالة رومية ٢٢:٨):

فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ.”.

لقد نجح الشيطان، عدو كل بر، المدعو بالمشتكي “أصل الاسم في اللغة اليونانية διάβολος “ديابولس” ومعناه “المشتكي زورًا” أن يضرب لنا صورة الصلاح الإلهي وقلب الأب المحب مصوراً لنا الله هو الذى سمح بهذه التجارب ليختبر قوة إيماننا، أو ليقودنا للتوبة والتنقية أوووو.. ونشفق على نفوسنا ونحن فى أنيننا من ثقل التجارب نتسائل:

* لمَّ كل هذه الشّرور؟

* لماذا يسمح الله الخالق وضابط الكل والمتسلِّط في مملكة النّاس بالشرّ؟

* هل هو عاجز عن ردع الشرّ وإزالته؟

* ولماذا لم يمنع التجربة والشر عن أولادنا بدلاً من أن يسمح به؟

* إن كان الله عاجزاً، عن منع الشر واضطر أن يسمح فهو إذاً ليس الله كلّي القدرة وضابط الكل!!

* وإن كان قادراً ولم يردَع الشرّ فهو سيّئ النيّة،وشريك فى الشر مع مُحدثه!!

* وإن لم يكن سيّئ النيّة، فهل هذا يعني أنّه عاجز عن إيقاف الشرّ، أو هو يُريده، أو عنده خطّة مُعيّنة من خلال هذا الشرّ؟

ويُقلب الشيطان الانسان المجَرب فى مطحنة الأفكار التى تقوده ليصل إلى التسليم الكامل لإله مشوه الصورة، غير صالح، يبتلي العباد وكما يقول الشرير إله القرآن فى (سورة الأنبياء 21: 35):

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)“.

ويقول أيضاً هذا الإله الشرير الضار، المُضل والمبتلي العباد فى (سورة البقرة 2 : 155 – 157):

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)“.

أو يجدف الإنسان على الله وقد يصل إلى حد الألحاد.. خاضعاً لنظريات الشر الإلحادية.. ولا أنسي يوماً كنت أتكلم مع شخص من “هايتي” عن الرب يسوع المسيح، دُفنت كل اسرته تحت أنقاض بيته نتيجة لهزة أرضية بلغت قوتها 7.0 درجة بمقياس ريختر، أستمرت لمدة دقيقة واحدة، وقد وقع الزلزال في يوم الثلاثاء 12 يناير 2010، وقدر الصليب الأحمر الدولي أعداد المتأثرين بهذا الزلزال بثلاثة ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود، فيما أعلنت الحكومة الهايتية في 9 فبراير 2010 عن دفن أكثر من 230.000 قتيل في مقابر جماعية.. لقد صرخ هذا الشخص في وجهي قائلاً كيف تطلب مني أن أقبل هذا الإله الذى قتل كل عائلتي وسمح بتدمير حياتي!!!

وكم دمرت عقيدة السماح الإلهي بالشر أناس كانوا أمناء مع الرب لأنهم لم يقوموا بدراسة الكتاب المقدس لينقوا ذواتهم من الموروث الشعبي المتأثر بفلسفات “إله الأبتلاء” لتمحيص العباد من الشرور!!!

الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ

لكي نحسم الأمر بهدوء علينا بالرجوع للكتاب المقدس الذى يعلن الصلاح الإلهي ومحبته لبني البشر فيقول الكتاب فى (سفر المزمير 5:100):

لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ {إلى كل الأجيال} أَمَانَتُه {حقه يبقى للأبد}“.

مؤكداً أنه صالح. وكونه صالح يعني أنه تشخيص الصلاح؛ فطبيعته هي الصلاح.

وفي (سفر أعمال الرسل 38:10):  

“يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.”.

أى أن الرب يسوع المسيح جال يصنع خيراً {صلاح} ويشفي جميع المُتسلط عليهم إبليس لأن الله الصالح، الذي يطلب الصلاح لكل إنسان، كان معه.

بل ومسرة الله بأن يُقدم لأولاده عطايا صالحة، ومن الضلال بعينه أن نقول أن الله يجرب الانسان أو يسمح بالتجربة، فيقول معلمنا يغقوب فى رسالته (رسالة يعقوب 17:1):

١٣ لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.١٤وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.١٥ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا.١٦لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ.١٧ كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. “.

وقال الله في (سفر أرميا 11:29):

“لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً {نهاية متوقَعة}”.

إن كلمة سلام، كما وردت في النص الأصلي العبري هيshalom” שלום” والتي تعود إلى الخير العظيم، التكاملية، السلامة، الأمان، الراحة، إلخ. لذلك، يطلب الله دائماً خيرك؛ ويُسر بكمالك، وسلامتك، وصحتك ….

وفى (رسالة القديس بطرس الأولى 2: 1 – 3):

١ فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، ٢ وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، ٣ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ“.

وفى (سفر ناحوم ٧:١):

صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ”.

وفى (سفر المزامير ١:١١٨و ٢٩ و ١:١٣٦):

اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ” .

وفى (سفر المزامير ٦٨:١١٩):

صَالِحٌ أَنْتَ وَمُحْسِنٌ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ“.

وفى (سفر المزامير ٣:١٣٥):

سَبِّحُوا الرَّبَّ لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ لأَنَّ ذَاكَ حُلْوٌ”.

وفى (سفر المزامير ١٠:١٤٣):

عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ.

وفى (سفرالمزامير ٩:١٤٥):

الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ“.

وفى (أنجيل متى ١٦:١٩ – ١٧):

مجدي تادروس .. الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟١٦ وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» ١٧ فَقَالَ لَهُ:«لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا”.

وفى (أنجيل مرقس ١٠ : ١٧ – ١٨):

١٧ وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»١٨فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.

وفى (أنجيل لوقا ١٨:١٨– ١٩):

١٨ وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قِائِلاً:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»١٩فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ”.. {فالرب يسأل هذا الشخص قائلاً هل تدعوني صالحاً لأنك تعلم أنني الله؟}.

ملحوظة:

عكس كلمة صالح هى شرير، كما يقول الكتاب فى (أنجيل متى ٤٥:٥):

“لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ” .

وكما ورد فى (أنجيل متى ١٢ : ٣٤– ٣٥):

“يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ“.

وقد يقول أحدهم أليس الله كلي القدرة وكلي الحضور أى حاضر فى كل مكان وضابط الكل أذا هو المسئول عن أى أحداث تحدث فى الأرض ولا تحدث إلا بأمره وهو سامح بها أو أمر بها !!

لماذا نرفض عقيدة السماح الإلهي؟

– أولاً: لأن عقيدة السماح الإلهي هو تناقد كارثي تام ضد قلب الله الأبوي الذى أظهر لنا فى المسيح يسوع ربنا الذى قال عن نفسه فى (أنجيل يوحنا 14 : 5 – 15):

٥ قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟٦ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. ٧لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ.٨قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ:«يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا.٩قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ ١٠ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. ١١ صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. ١٢اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. ١٣وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ.١٤إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. ١٥إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ” …

فالله حامل كل الأشياء بكلمة قدرته كما يقول كاتب (رسالة العبرنيين 1 : 2 – 4):

٢ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، ٣الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، ٤ صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ.”.

ولأن الرب يسوع المسيح صورة الله الغير منظور لم نراه فى قصة واحدة سمح أو تساهل مع الموت أو المرض أوالجوع أو ما يخالف الحياة الأفضل للانسان.

– ثانياً: بالرغم من أن الله كلي الوجود أى موجود وحاضر فى كل مكان إلا أن ملكوته {أى مُلك الرب} غير موجود فى كل مكان والدليل على ذلك أنه علمنا فى الصلاة الربانية فى (أنجيل متى ١٠:٦):

” لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ”، أى أن مشيئة الله أن تكون الأرض كما فى السماء.

وفى (أنجيل لوقا ٢:١١):

“فَقَالَ لَهُمْ:«مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. . وهنا وضعنا الله فى محل المسئولية لنأتي بملكوته ومشيئته على كل الأرض !!

ولو كان للرب السلطان على كل مكان فى الأرض فلماذا قال للتلاميذ فى (أنجيل متى 28: 18 – 20):

١٨ فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ،١٩فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. ٢٠ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ”.

فملكوته ملكوت البر وفى محضره لا يوجد مجاعات أو أوبئة أو كوارث طبيبعية {أرجع إلى سكنى الرب مع شعبه فى البرية 40 سنه}!!!! فملكوت الله ليس موجود فى كل مكان لذلك قال فى (أنجيل متى ٣٣:٦):

لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.

وفى (أنجيل لوقا ٣١:١٢):

بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ“.

بل وقال الرب لآدم قبل سقوطه فى (سفر التكوين 1: 26 – 28):

٢٦ وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». ٢٧فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. ٢٨ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

وفى (سفر المزامير 115: 15- 16):

١٥ أَنْتُمْ مُبَارَكُونَ لِلرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. ١٦ السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ، أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ“، أى أن الإنسان هو صاحب السلطان المُتسلط على الأرض والوكيل عليها.

ولكن الانسان سلم كل سلطاته للشيطان حينما صدقه وأكل من شجرة معرفة الخير والشر التى فى وسط الجنة بكامل إرادته ومشاعره وذهنه، تاركاً شجرة الحياة لم يأكل منها ليدخل فى عهد أبدي مع رب الحياة.

بعدها أصبح الشيطان هو “رئيس هذا العالم(أنجيل يوحنا 12: 31)، و”رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية(رسالة أفسس 2: 2)، و”إله هذا الدهر(الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 4: 4)، والقتال، والكذاب وأبو الكذاب (أنجيل يوحنا 8: 44)، و”المشتكي على الأخوة (سفر الرؤيا 12: 10)، و”خصمنا الأسد الزائر الذى يجول ملتمساً من يبتلعه(رسالة بطرس الأولى 5: 8).. إلى أن جاء الصليب وأسترد الرب لنا السلطان الألهي الذي يجعلنا نحكم فى كل شيء ولا يحكم فينا من أحد (الرسالة الأولي لأهل كورنثوس 2 : 15)، بعد أن طرح المشتكي علينا زوراً (سفر الرؤيا 12: 10)، بل وقال “هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.” (أنجيل لوقا ١٩:١٠).

ومن قصة عصا موسى التى تحولت إلى عصا الله (سفر الخروج ٢٠:٤) نتعلم معنى السلطان الروحي، ونسأل، ماذا كان يحدث لو لم يستخدم موسى العصا ويشق البحر ومعه أكثر من مليونين وخمسمائة ألف مُسالم من بني إسرائيل؟

بالتأكيد كان سيسحقهم ويقتلهم فرعون وكل جنوده وعندما سمع موسى مذمة الشعب وصرخ لله قال له الرب “مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ وكأنه يقول له العصا فى يدك أنت، أضرب البحر أنت وشقه ليعبر بني اسرائل (سفر الخروج 14 : 11 – 16)، وهل لو لم يشق موسى البحر بكامل إرادته وقام فرعون بقتل كل الشعب، هل كنا سنقول أن الرب سمح لفرعون بقتل الشعب فى البرية؟!!!!

أذاً الله ملتزم بما يقرره الانسان ويسمح به ويؤمن به، حتى ولو كان شراً، كما يقول القديس بولس فى (رسالة غلاطية ٥:٦):

لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ.”.

وكما يقول الرب فى (أنجيل متى 18: 15 – 20):

١٥ «وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. ١٦وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. ١٧وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. ١٨اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. ١٩وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ،٢٠ لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».

وأذا لم يلتزم الله بالإرادة الانسانية وتدخل فى إرادة الانسان وسمح بمنعه من أن يكون مريداً بكل حرية، يكون الله متناقض..

لكن شكراً لله لتدخله حينما ندعوه ونسمح له بالتدخل في نتائج قرارتنا ويحولها للخير ويحول الموت لحياة واللعنات لبركات.

– ثالثاً: الخلط بين علم الله السابق {الله كلي المعرفة} والسماح الإلهي يجعلنا نشين الله بما لا يليق بأنه سمح بالشر.. فنقول مادام الله يعلم بحسب علمه السابق أن هذه الكارثة ستأتي ولم يمنعها فأذا هو سمح بها لغرض ما فى نفسه!!!!

هذا خلط لاهوتي وقياس لا يصح فى الكلام عن الله.. لأن الرب بحسب علمه السابق كا كلي المعرفه وعلام الغيوب كان يعلم أن آدم سيأكل من شجرة معرفة الخير والشر التى فى وسط الجنة بجوار شجرة الحياة.. لأن خطة العهد والفداء الذى لنا بدم الرب يسوع المسيح معروفه قبل تأسيس العالم..

فيقول الكتاب فى (رسالة بطرس الأولى 1 : 19- 20):

١٩ بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، ٢٠ مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ {أى أزلي}، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،” .

فالرب لم يسمح لآدم أن يخطأ وإلا كانت تمثلية سخيفة وسيناريو قدري لا يصح لأن الرب ألتزم بالأرادة الانسانية فى الآختيار وفعلهُ من خلال شجرتين فى وسط الجنة ولم يتدخل الله بعلمه السابق فى التأثير على قرار آدم كممثل للبشرية فى العهد أمام الله!!! وهكذا يلغي المسئولية الشخصية فى فعل الخطية لان الله سمح بها!!!

أذًاً السماح الالهي يلغي المسئولية الشخصية للانسان، أى ان الله مسئول مسئولية كاملة عن كل خطايانا وهذا ما حاول آدم أن يفعله بعد الخطية فى قوله المرأة التى أنت جعلتها معي (سفر التكوين 3: 6 – 13):

٦ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. ٧فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.٨وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. ٩فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». ١٠فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». ١١فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» ١٢فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». ١٣ فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».

وفى قصة القديس بطرس حينما تنبأ الرب يسوع المسيح بأنه سوف ينكره والتى وردت فى الأربع أناجيل فيقول الوحي فى (أنجيل متى ٣٤:٢٦):

“قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

(أنجيل متى ٧٥:٢٦):

“فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ:«إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا”.

(أنجيل مرقس ٣٠:١٤):

فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».

(أنجيل مرقس ٧٢:١٤):

وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ:«إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى.

(أنجيل لوقا ٦١:٢٢):

فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ:«إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».

(أنجيل يوحنا ٣٨:١٣):

” أَجَابَهُ يَسُوعُ:«أَتَضَعُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.”… أذاً فهل سمح الرب لبطرس أن ينكره ثلاث مرات؟

فكيف يسمح الله لإبليس أن يغربل التلاميذ كالحنطة وسمح لبطرس أن ينكره وفى نفس الوقت يصلي من أجلهم حتى لا يفني إيمانهم كما يقول الوحي فى (أنجيل لوقا 22 : 31 – 33):

٣١ وَقَالَ الرَّبُّ:«سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! ٣٢وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَك. ٣٣ فَقَالَ لَهُ:«يَارَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!»… فكيف يسمح وفى نفس الوقت يطلب لهم الحماية والأنقاذ ؟!! فالرب عرف بعلمه السابق ولم يمنعهم ولم يسمح بذلك حتى لا يلغي المسئولية الشخصية فى أرتكاب الخطأ !! وإلا فكيف يدين الله الانسان الخاطيء على ماسمح به فى حياته؟

– رابعاً: يقولون أن الضربات والويلات والجامات فى سفر الرؤيا هى سماح إلهي بالكوارث فى حياة البشر!!!

وهذا خلط للأزمنه لأن صب الجامات واللعنات غير مرتبط بأزمنة النعمة والمراحم المفتوحة وسكيب الروح القدس التى نحن فيها الأن.. وما نراه فى سفر الرؤيا ناتج عن رفض الإنسان لله فى آخر الأزمنة ونهاية الأشرار ولم يسمح بها الله بها لهم، بل هم الذين أختاروا طريق الهلاك بكامل ارادتهم واذهانهم ومشاعرهم .. وفى سفر الرؤيا نبوات تحذيريه حتى يرجعوا عن طرقهم الردية..

– خامساً السماح الإلهي وتبريرات المشاكل فى حياة المؤمنين وهي طريقة للمواسات حتى للمجربيين حتى لا نخسرهم، وهنا وقعنا فى المحظور أذ يقول الكتاب فى (سفر الأمثال ١٥:١٧):

مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ“..

وفى (سفر ملاخي 2 : 17):

١٧ لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: «بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟» بِقَوْلِكُمْ: «كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ». أَوْ: «أَيْنَ إِلهُ الْعَدْلِ؟».

فكيف تصلي لله وانت معترض على ماسمح به فى حياتك فلا تصلي لشفاء مرض هو سمح به أن يكون فى حياتك أو تطلب حل لمشكلة هو سمح بها فى حياتك.

لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ

يقول القديس يعقوب فى (رسالة يعقوب 1 : 13 – 27):

١٣ لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. ١٤وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ١٥ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. ١٦لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. ١٧كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. ١٨شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ. ١٩إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ،٢٠لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ. ٢١لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. ٢٢وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. ٢٣لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، ٢٤فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. ٢٥وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ ­ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ ­ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ.٢٦إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ.٢٧ اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ“.

الرب لم يسمح بالتجارب فى حياتك لأن المُجرب هو ابليس ولكن نشكر الرب أنه بحب كامل يستطيع أن يحول التجربة لخيرك، بل ويرفعك وينتشلك منها لأن طبيعة الله أن يفتدي ما يصنعه ابليس فى حياتك ويحوله جاعلاً أياه خير ورحمة يتبعانك.. رغم انه لم يأمر به أو يسمح به لأنه غير مُجرب بالشرور ولا يجرب أحد!!! بل يتدخل عندما نطلبه فوراً كما يقول فى (سفر المزامير ١٥:٥٠):

“وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي”.

لو سمح الله بالمرض لينقيك أو يعلمك درساً من وراء هذا المرض فلا تصلي لكي يشفيك بل اشكره من اجل ما أبتلاك به وتعلم الدرس وانت ساكت لتتنقى!!!

ولكن متى يجرب المؤمن من المجرب ابليس؟

1 – الخروج من محضر الله ودائرة النعمة الإلهية وكما يقول كاتب (رسالة العبرانيين ١٦:٤):

“فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.

16Let us therefore come boldly unto the throne of grace, that we may obtain mercy, and find grace to help in time of need ” ..

2 – حسب ايمانك يكون لك.. فأنت مصدق ان الله يسمح بالشر أوالمرض.. سيأتي عليك .. وكما يقول الكتاب فى (سفر الأمثال ٢٥:٢٩):

خَشْيَةُ الإِنْسَانِ تَضَعُ شَرَكًا، وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ“،

وكما يقول (سفر أيوب ٢٥:٣):

مجدي تادروس .. الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ.”، أى من يرتعب من الشر يأتي عليه،

فالتعليم الخطأ يؤدى لنتائج كارثية كالجاهل الذى بني بيته على الرمل وكان سقوطه عظيماً.(أنجيل متى 7: 27).

وفى (رسالة يعقوب 5 : 14 – 16):

١٤ أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، ١٥وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. ١٦ اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا“..

شوكة بولس!!

تكلم القديس بولس الرسول عن إرساليته ورسوليته ليرد بها على الذين يدعون أنهم رسل وكان يشككون فى خدمته، فتكلم عن المشقات والمخاطر والميتات وقساوة الحروب الروحية التى واجهته من خلال جهاده فى خدمته الرائعة.. وكيف تخلى عن فريسيته ليظهر فى صورة الأممى بلا ناموس وكيف كمل نقائص شدائد المسيح فى جسده.. فيقول فى (رسالته الثانية لأهل كورنثوس 11 : 16 – 33 ):

٢٢أَهُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. ٢٣أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ، فَأَنَا أَفْضَلُ: فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. ٢٤مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ٢٥ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. ٢٦بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. ٢٧فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. ٢٨عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذلِكَ: التَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ، الاهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. ٢٩مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ ٣٠إِنْ كَانَ يَجِبُ الافْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي. ٣١اَللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ. ٣٢فِي دِمَشْقَ، وَالِي الْحَارِثِ الْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مدِينَةَ الدِّمَشْقِيِّينَ، يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِي، ٣٣ فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيل مِنَ السُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ. ” …

ثم يكمل القديس بولس فى (رسالة كورنثوس الثانية 12 : 7 – 13):

٧ وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. ٨مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. ٩فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. ١٠لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ“..

ومن هذه النصوص نستنتج الأتي:

مجدي تادروس .. الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟أولاً: لم يذكر القديس بولس أن الشوكة هي مرض وقال فى عدد 10 لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ.

ثانياً: لم تتسبب هذه الشوكة فى تعطيل دعوته أوأعاقة خدمته التى يرى فيها الضرورة الموضوعة عليه يفتخر بها,

ثالثاً: كلمة “شوكة” وردت فى الكتاب المقدس 47 مرة.. لم تستعمل قط فى العهدين القديم أو الجديد بمعناها الحرفي لكن بمعنى رمزى وكناية – توضيحيه – كذلك لم تستعمل قط فى كل الكتاب فى إشارة إلى المرض.. ولنرى متى أستعملت كلمة شوكة في الكتاب؟

أهم الأماكن التى وردت فيها كتابياً هو كالآتي وعلى سبيل المثال لا الحسر:

* فى (سفر العدد 33 : 55 – 56):

يقول الرب : ” ٥٥ وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا. ٥٦ فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ كَمَا هَمَمْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِهِمْ».

* أما (سفر يشوع 23 : 13):

١٣ فَاعْلَمُوا يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ لاَ يَعُودُ يَطْرُدُ أُولئِكَ الشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكُمْ، فَيَكُونُوا لَكُمْ فَخًّا وَشَرَكًا وَسَوْطًا عَلَى جَوَانِبِكُمْ، وَشَوْكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، حَتَّى تَبِيدُوا عَنْ تِلْكَ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعْطَاكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.”.

* وفى (سفر القضاة 2 : 3):

٣ فَقُلْتُ أَيْضًا: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكًا»، وفي الترجمة الإنكليزية «يكونون كأشواك في جوانبكم».

* أما فى (سفر صموئيل الثانى 23 : 6):

٦ وَلكِنَّ بَنِي بَلِيَّعَالَ جَمِيعَهُمْ كَشَوْكٍ مَطْرُوحٍ، لأَنَّهُمْ لاَ يُؤْخَذُونَ بِيَدٍ.”,

* وفى (سفر حزقيال 28 : 24):

” ٢٤ «فَلاَ يَكُونُ بَعْدُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ سُلاَّءٌ مُمَرِّرٌ وَلاَ شَوْكَةٌ مُوجِعَةٌ مِنْ كُلِّ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.”.

ومما سبق نستنتج أن كلمة شوكة الواردة فى الأيات السابقة لا تعبرعن مرض، فالكتاب المقدس يشرح نفسه بنفسه.. فكلمة أشواك – مناخس – لا تشير إلى أى مرض، بل عن إضطهاد يقع على الشعب من أعداء محيطين بهم، فمن يتكلم عن الشوكة التى كانت لبولس فى جسده أقول له أنه عندما قال الله هذا لشعب إسرائيل أشواك فى أعينكم – مناخس فى قلوبكم لم تكن تشير أبداً إلى معنى حرفى لكنها كانت استعارات مكنية، أى كنايات توضيحية، فهى كانت تشير لأعدائهم (الكنعانين) فالأشواك والمناخس كانوا شعب معادى لهم يضطهدهم – وليس مرض أو سقم أو داء أو علل جسدية أو نفسية.. بل تشير إلى أشخاص.

رابعاً: مصطلح “رسول الشيطان” فى الأصل اليوناني “ملاك” (angelos) التى تترجم رسول الشيطان. هذه الكلمة (angelos) ظهرت 188 مرة فى الكتاب 181 مرة تترجم ملاك, 7 مرات تترجم رسول، وفى كل مرة – بدون استثناء – تترجم على أنها شخص يرسل من قبل أحد إلى فرد أخر (أى ليست مرض).

خامساً: من الواضح جداً أنه إبليس وليس الله وراء ذلك.. وهذا ماسنراه واضحاً فى قول القديس بولس حيث قال : ” ٨مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي.“.. فى الترجمة الإنجليزية يتضح فيها الضمير المستخدم فى ” أن يفارقني ” أن تكتب : “ he ” (ضمير العاقل) يفارقني وليس “ it ” (ضمير غير عاقل) يفارقني تأتى هذا فى ترجمة Rotherham, Weymauth أى كان يشير إلى الشوكة باعتبارها شخص وليس شئ,

أى تشير إلى وجود شيطاني لشخص يضطهده ويلطمه فى جسده وليس إلى مرض حيث لا يصلح أن نستخدم ضمير عاقل عندما نشير إلى المرض.

سادساً: الرب له كل المجد قال لحنانيا فى الرؤيا من جهة آلام بولس فى (سفر أعمال الرسل 9: 16):

١٦ لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي».”، حتى يحسب بولس حساب النفقة قبل أن يكرس نفسه لخدمة الرب ويواجه الإضطهادات والأتعاب بسبب الكرازة بالإنجيل، ولم يقصد الرب أن بولس يتألم من الأمراض.. بل من الإضطهادات لذلك بولس يعدد إضطهاداته فى (الرسالة الثانية لآهل كورنثوس 11): يقول: ” من ضعف – احتياج – جلد – سجن – ضرب – رجم – أخطار – تعب – كدّ – سهر- جوع – عطش – أصوام أى جوع أضطراري – برد – عرى”, ولم يذكر المرض.

سابعاً: قد يقول أصحاب مدرسة المرض نعمة! أن المقصود بضعف هنا هو المرض؟

طبعاً أن كلمة “ضعف” عندما ذكرها بولس فى ” ٩فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ»”، كان يشير إلى ضعفه وعدم مقدرته فى مواجهة هذا المهاجم الشيطاني ليمر خلال كل هذه الضيقات منتصر.

في اليوناني ستجد أن كلمة ضعف المستخدمة هي: ضعف ظاهري أي لا يقدر على ضرب من يضربه، فبهذا يبدو أنه ضعيفاً أمام من يراه.. ولهذا السبب كان قد تضرع إلى الرب ثلاث مرات لكن جواب الرب عليه بـ : تكفيك نعمتي “أى النعمة “.. نعمة للإنسان الداخلي، فهو الذى رجم حتى ظنوا أنه قد مات وجروه خارج المدينة ولكن الرب لمسه ورجع ليكرز كما يقول القديس لوقا فى (سفر أعمال الرسل 14 : 19 – 20):

١٩ ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. ٢٠ وَلكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ، قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ، وَفِي الْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ.”، إلا تطابق هذه الأحداث ما قاله له الرب «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ».

والعجيب أن الرب لم يقل لبولس لا لن أشفيك.. بل قال القديس بولس الرسول أن الرب قال له: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ».. لقد قال الرب لبولس لديك القوة في داخلك لمواجهة هذا الإضطهاد .. لاحظ أن الرب لم يرسل هذا الإضطهاد بل هو أمتياز كان يفتخر به بولس فى ميدان الحرب كبطل وكارز للأمم.. وكان بولس لديه القوة الداخلية التى تجعله يقاوم ويكمل السعي حتى يفوز بالجعالة العليا.. وهذه القوة هى النعمة أي المسحة أي قوة الروح القدس للأحتمال، فكلمة ” نعمتي ” تعبر عن النعمة التى تُمنح للروح وتظهر بنورها على الجسد.. وكلمة نعمة في اليوناني تعني Charis والتي يأتي منها كلمة Charisma والتي تعني مسحة القوى. لذلك كانت النعمة تزيد (المسحة) على جسد بولس الملطوم من ملاك (خادم) الشيطان لتشفيه بعد كل مرة يتعرض فيها للمخاطر والضيقات.. فكانوا يضربوه ولكنهم يأتون إليه في نفس اليوم أو في اليوم الثاني ويجدون أن كل جراحة قد إلتأمت.. في يوم ضُرب حتى الموت وصلى التلاميذ لكى يقوم من الموت وقام ووعظ في نفس اليوم.. لم يأخذ فترة نقاهة وشفاء من هذا الضرب المبرح لماذا؟ لأن المسحة التي فيه كانت قدرة على تضميد جراحه والشفاء الكامل، وهذا ماكان يفتخر به فى (الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 11): “… فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. ٢٤مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ٢٥ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ،”.

ثامناً: أن تعليم الشفاء الجسدى ثمرة من ثمار الصليب وهو ركن من أركان الإنجيل.. فكيف لا يتمتع بولس بكامل أركان الإنجيل وهو ما يزال مريض؟ أليس الشفاء جزء أساسي من الإنجيل؟

إن كنت غير مقتنع بأن الشفاء ليس جزء من الإنجيل فهذا سببه عدم دراستك للكلمة، وأحذر لأن الكتاب يقول فى (سفر هوشع ٦:٤):

قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ. “.

فمن أهم معاني كلمة خلاص Soteria في اليوناني: شفاء, تحرير, نجاح, حماية، ثبات، إستقرار ومتانة .. ولنفترض أن القديس بولس كان مريض ووجهه يمتلأ بالبثور والتقيحات ويتوكأ على عصا وهو يضع يده على ظهره. فهل هذا المنظر لبولس كان سيعطى لأهل أفسس إيمان لتجرى معجزات وآيات وسطهم.. وكما يقول (سفر أعمال الرسل 19: 11 و12):

١١ وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ، ١٢ حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ. “.. فهل كانوا يستخدموا مَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ مست جسد بولس المريض؟، إذا ستكون هذه المأزر والمناديل ملوثة بالأمراض والصديد؟

تاسعاً: هل يقدر المريض أن يفتخر فى المرض؟.. إذا بماذا كان يفتخر القديس بولس؟

يقول بولس أفتخر بسبب المسحة (النعمة) لأنها تظهر في العلن على جسديوسبب أفتخاره فى السياق النصي أنه كان من البداية يدافع عن رسوليته لأنه جاء من قبله رسل كذبة يقولون لأهل كورونثوس لقد أضطهدنا مثل بولس بل وأكثر ولقد رأينا رؤى وإعلانات من الرب.. فرد بولس على أهل كورونثوس وقال إنني إضطهدت هكذا وسرد ذلك.. ثم قال ومن جهة الرؤى والإعلانات فلقد صعدت للسماء الثالثة.. ولكنني أختار أن لا أفتخر بذلك لأنكم لم تروه معي لئلا تعتقدون أنني أبالغ.. لذلك سأفتخر بما رأيتموه وهو الإضطهادات، ثم أكمل كلامه عن الإضطهادات التى تعرض له.. ولم يقل أفتخر أيضا فى أمراضي وأسقامي وإلتهاباتي وبثورى التى تملأ جسدى .

مجدي تادروس .. الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟وآخيراً للذين ينادون بنعمة المرض وهباته.. لماذا لا يفتخرون بأمرضهم بدلاً من السعى جاهدين بكل قدرتهم ليتخلصوا منها؟ فان كانت الشوكة بمعنى “مرض الملكوت للتنقية”، فلماذا تذهبون للأطباء للعالج، وللمستشفيات لأجراء العمليات الجراحيه؟ وكأن المسيح يقول لهم “أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْأَمراَضِ الَّذِي أَمَرْضتُكُمْ بِهِا”.

لكن إفتخار بولس جاء بسبب ظهور شيء وهو مفعول المسحة على جسده فكان كلما ضرب أكثر كانت المسحة تستعيد صحته ثانياً. هذا ممكن لك لو كنت تعاني ما عناه بولس، وكيف لبولس أن يقول (لأهل كورنثوس فى رسالته الأولى 11 : 30):

٣٠ مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ.”، إن كانت شوكة بولس مرض جسدى لكان أهل كورنثوس يردون عليه قائلين: ولماذا أنت مريض وضعيف وفى جسدك شوكة المرض؟

ومستشهدين بقول الرب يسوع المسيح الوارد فى (إنجيل لوقا 4 : 23):

أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ!..”.

ومما سبق من أستدلالات كتابية علينا أن نتخلص من تعليم “السماح الإلهي” الذى مرره إبليس فى الكنيسة ليصبح خميرة فساد مدمرة لأعضائها بسبب تجديفهم على الصلاح الإلهي وقلب الأب الحنان.. وحتى لا نجلب على انفسنا ومن حولنا اللعنات ونفتح الثغرات التى يدخل منها الشيطان لتدميرنا أخذاً مواقع تعلميه فى كنائسنا ليعلم بأمور مضادة للطريق والحق والحياة، وهذا ما يعلمه الكتاب فى (رسالة بطرس الأولى 5 : 8 – 9):

٨ اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. ٩ فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ،…”، وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا ليعلم فى الكنيسة لأننا ما نؤمن به سيكون لنا.. فإيماننا بمرض الملكوت سيأتي عليه وقد يصيب اسرته التى تخضع لسلطانه، ومن يأمن أن الله يسمح بالشر سيجلب على نفسه الويلات وأمامها سيقول قدر الله ماشاء فعل!!!!!

وعلى كل مؤمن أن يعلن ويصدق أن بيته محمي فى دم الحمل وحياته وحياة اسرته وكل عائلته فى العهد الأبدي وكما يقول الرب فى (سفر التثنية ٢١:١١):

” لِكَيْ تَكْثُرَ أَيَّامُكَ وَأَيَّامُ أَوْلاَدِكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ.”.. وصدق ما قاله الملك سليمان فى العهد القديم قبل عهد النعمة التى أنت مقيم فيها فيقول فى (سفر الملوك الأول ٤:٥): “وَالآنَ فَقَدْ أَرَاحَنِيَ الرَّبُّ إِلهِي مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ فَلاَ يُوجَدُ خَصْمٌ وَلاَ حَادِثَةُ شَرّ.”..

صلاة:

أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ.

أشكرك لأنكمِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ، لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ.

إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا،

أعظمك لأنك َبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُنيُ.

سَلِّطُنُي عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ

أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!

أنسكب ساجداً عند قدميك وأعترف لك بأفكاري الشريرة التى غرسها الشيطان عنكفى ذهني.

ارفضها الأن وأعلن إيماني الكامل بأنك صالح وللأبد رحمتك.

أعلن حبي لك فأنت أبويا وإلهي، وعدم أمنتي لا تبطل أمانتك لي، فأنت الرب حافظ الأمانة.

أحبك، أشكرك من أجل ابنك ربنا يسوع المسيح.

الذى لم تشفق عليه بل بذلته من أجلي أنا.

أشكرك لأنك تهبني معه كل شيء، وتغيرني لصورته المجيدة، من مجد لمجد كما من الرب الروح.

فى اسم الرب يسوع المسيح أعلن شفائك لكل النفوس التى تطلبك.

وكل المحتاجين إلى شفاء أنت شفيتهم.

بل وتعوض عن كل السنين التي أكلها الجراد.

تعوض عن كل السنين التي دمرتها لنا الأرواح الشريرة.

وتحرر من القيود كل نفس ربطها إبليس.

أنت يهوه رفا، شجرة الحياة التى تحول كل مرارة فينا إلى حلاوة، شفياً كل جرحنا العميقة.

بل وتفتح العيون التي أعماها إبليس لتبصر وترى خلاص الرب.

والأذن التي أتلفها الشيطان بالصمم تسمع صوتك أيها الراعي الحبيب.

أثق أنني فى المسيح الذى ” خرج غالبا; ولكي يغلب ” (سفر رؤيا ٢ : ٦).

وروحك القدوس الذى يثبت فيَّ للأبد، ليفيض بسكيب حبك الإلهي فى قلبي,

لك كل المجد والمحبة من الأن وإلى الأبد، فى اسم ربنا يسوع المسيح، أمين.

للموضوع باقية وسوف نقوم بالرد على تجربة أيوب البار ونشرح الفرق بين التجربة والتأديب والأمتحان والأمتياز..

أرسل لنا أسئلتك

مجدي تادروس 

هل يسمح (او يمنع) الله حدوث الشر .. فيليب كامل

للمزيد: 

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض

كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر

كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!

تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم

أولئك هم الوارثون

نعم الله فى الإسلام يصلي لذلك صلى يسوع المسيح !!

القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً لله

 

Magdios Alexandrian

رئيس مجلس إدارة الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى