الأنبياءالإيمان المسيحيدراسات قرأنيةمقالاتنا

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

 مجدي تادروس

ما هذه التى فى يدك؟

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!دائماً ما تكون أعمال العظيم عجيبة وفوق كل تصورات البشر.. وهذا ما يعلنه داود النبي فى (مزمور 86 : 10): ” ١٠ لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ“..

وفى (مزمور 139 :14) يقول: “١٤ أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا”… وأنا على يقين من أن كل الذين صاروا مع الله، أستمتعوا بظل القدير وأعلان حضوره، رأوا مجد الله وآياته الأعجازية التى صنعها معهم ..

هذا ما حدث مع موسى النبي سنة 1446 ق . م حينما لاقى الرب موسى” ٢ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا». ٣ فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ». فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا٤ ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ” (سفر خروج 4 : 2 – 4)..

وهو نفس ما أقتبسه كاتب القرآن فى (سورة طه 20 : 17 – 21) حينماسأل الله سبحانه وتعالي النبي موسى قائلاً: ” وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18)قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى {أى عصا كما كانت} (21)“..

بعدما أخذها موسى النبي من على الارض، ذهب إلى مصر وواجه فرعون وطغيانه وصنع بها الآيات العجاب..

تدور العجلة سريعاً ويقف النبي موسى ومعه كل بني إسرائيل أمام البحر،”.. قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61).. فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)(سورة الشعراء 29 : 61 – 66)..

نعم لقد كانت هذه العصا هى الحل الإلهي لأنقاذ بني إسرائيل (أكثر من مليونان شخص) من الموت المحقق والقتل والسحق تحت عجلات فرعون وجنوده (أقوي جيش فى عصره).. مع العلم أن بني إسرائيل كانوا عُزل ليملكون سيفاً ولا رمحاً.. ولكن الحل الألهي المحصور فى تلك العصا أنقذهم من الموت..

فهل تصدق عزيزي القاريء هذه القصة وتؤمن بما حدث فيها؟

بعد أن عبر بني إسرائيل البحر وغرق فرعون وكل جنوده ودخلوا إلى البرية التى كانت صحراء جرداء ليس بها قوتاً ولا ماء .. وفرغ الطعام و الماء من بني إسرائيل وقد حاصرهم العطش وخارت قواهم وحل كابوس الموت فوقهم..” وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ”(سورة البقرة 2 : 60) ..

بل وأنزل الله عليهم المن والسلوي ليأكلون..” وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (سورة الأعراف 7 : 160).. وأيضاَ تنقذهم العصا من الموت عطشاً وتوفر لهم طعام من السماء..

أيضاً أسئلك أخي العزيز:

هل تؤمن بأن العصا التى كانت فى يد موسى النبي أنقذت الشعب من الموت عطشاً مخرجاً ينابيع المياه من الصخرة ؟

نحن نؤمن بأن الحلول الإلهية دائماً تكون:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!– فوق قدراتنا العقلية أى لا تدركها أذهاننا.

– فيها كسر للعادة كآية ربانية.

– عادتاً يأمر الله إنبياءه بأستخدام آلات مادية تتجلى فيها القدرات الإلهية.

– علينا أن نصدق الله ونؤمن بما يقوله وننفذ أوامره لتجرى المعجزات وتتم.

ولكن ماذا لو أن النبي موسى لم يصدق الله حينما وقف أمام البحر عندما قال له الله “أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ؟

ماذا تكون النتيجة.. إليس الأبادة له ولكل شعبه (بني إسرائيل)؟

وهل إن كنت مكان النبي موسي هل كنت ستصدق هذا الحل الإلهي للنجاة؟

عزيزي المُسلم

إذا كنت تصدق الآيات الربانية والحلول المعجزية لإنقاذ شعبه من الموت من خلال عصا (خشبة) فى يد راعي..

فلماذا أذا لا تصدق الحل الإلهي لخلاصك وهو أن يكفر الله عنك لله بالذبح العظيم الذى صلب من أجلك على خشبة الصليب..

ولماذا تتعجب هذه المرة وقد صدقت كل الحلول التى ترمز للصليب؟

فصدقت قصة الفلك التى أنقذت النبي نوح وأهله من الطوفان فلماذا لا تصدق بان عمل الصليب هو الحل لأنقاذك من طوفان غضب الله فى يوم الدين؟

عزيزي أعلم أن الأمر قد يبدو صعباً جداً.. ولكن دعنى أطمئنك بأن كل المعجزات الألهية هى السهل الممتنع بعدم تصديقه.. ولا تحدث إلا أذا أمنا بها آولاً.. ولنضع بعض الإستدلالات العقلية للصليب.. ولنبدء من القرآن:

هل أنكر القرآن موت المسيح مصلوباً؟

يقول النص القرآني الذى يدعى المفسرون أنه نافي لصلب المسيح

” وَقَوْلِهِمْ {أى قول اليهود} إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا “(سورة النساء 4 : 157 – 159).

النص القرآني بهذا الشكل لا ينفي صلب المسيح، لآن الفقهاء يبترون النص مقتطعينه من سياقه ويفسرون نصفه فقط وكأن النص يقول:” وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ” ، كمن فسر” لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ” دون أن يكمل ” وَأَنْتُمْ سُكَارَى ” فيُفهم من النص المنع عن الصلاة …

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

ومن سياق النص نلاحظ الأتى:

أولاً – النص يتكلم عن وقعة قتل وصلب وهو ما يسمى حد الحرابة الإسلامية:

فالنص يقول: “وَ مَا قَتَلُوهُ” قبل “وَمَا صَلَبُوهُ”.. ومن المعروف أن القتل ثم الصلب للقتيل هو للتشهير بجثة القتيل لم يعرف الرومان هذا النوع من العقوبات، وكان من المفروض أن يقول “وما صلبوه ثم يقول وما قتلوه”، لأن عقوبة الرومان كانت صلب الانسان وهو حى ونتيجة للصلب يقتل ويموت وعندما تكلم القرآن عن القتل ثم الصلب فهو تكلم عن ما يسمى بــ “حد الحرابة” وهو عقوبة إسلامية عربية يتم فيها قتل الانسان ثم صلبه والتمثيل بجثته كما تنص الآية القرآنية: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(سورة المائدة 5 : 33).. وأمثلة لعقوبة الصلب بالإسلام:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!أ – فى (سنة 118 هـ) كتب الأمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير فى كتابه البداية والنهاية ‏جـ 9 / صــ 351 ” تقطيع أجزاء من الجسم قبل الصلب لخالد بن عبد الله القسري أمير العراق وخراسان، فأمر بعقاب عمار بن يزيد فقطعت يده وسل لسانه ثم صلب بعد ذلك.

ب – فى (سنة 156 هـ) كتب الأمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير فى كتابه البداية والنهاية ‏جـ 10   / صــ 123 .. ضرب العنق ثم صلب الجثة – ظفر الهيثم بن معاوية نائب المنصور على البصرة ، بعمرو بن شداد الذي كان عاملاً لإبراهيم بن محمد على فارس، فقيل‏ :‏ ” أمر فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه ثم صلب.‏

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1159&idto=1159&bk_no=59&ID=1326

جـ – قتل زيد بن علي – عليه السلام – يوم الجمعة في صفر سنة 122هـ بعث الحجاج بن القاسم فاستخرجوه (من قبره) على بعير قال هشام فحدثني نصر بن قابوس قال : فنظرت والله إليه حين اقبل به على جمل قد شد بالحبال وعليه قميص اصفر هروي فألقي من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل  فأمر به فصلب بالكناسة وصلب معه معاوية بن إسحاق وزياد الهندي ونصر بن خزيمة العبسي..

(كتاب : ” مقاتل الطالبيين ” ابو الفرج الاصفهاني ص 90).

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=755&idto=755&bk_no=59&ID=829

 

ثانياً يبدء النص بالكلام عن اليهود الذين يقولون:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!“وَقَوْلِهِمْ إِنَّا {نحن} قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ”.. أى أنهم يقولون نحن الذين قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، فرد عليهم كاتب القرآن قائلاً:

“وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا” (سورة النساء 4 : 157)..

نلاحظ فى رد كاتب القرآن أن النفى ينفى الفاعل فى “وَمَا قَتَلُوهُ” “وَمَا صَلَبُوهُ”، حيث أن “قتلوه” جملة فعلية مكونه من:

قتل: فعل

الواو: فاعل تعود على اليهود.

الهاء: مفعول به عائد على المسيح عيسى بن مريم.

ومثلها الجملة الفعلية “صَلَبُوهُ”.

ومن السياق النصي نلاحظ أن كاتب القرآن يُأكد فعل القتل والصلب، كما يُأكد أن المفعول به {أى المسيح عيسى بن مريم رسول الله كما يقول القرآن} تم قتله وصلبه، والنفى عائد على الفاعل وهم اليهود.

ثالثاً ما السبب الرئيسي وراء أصرار اليهود على صلب المسيح وقتله رغم تأكيدهم أنه رسول الله؟

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!أ – القرآن يقول أن اليهود يتفاخرون بقتلهم للمسيح مع علمهم انه رسول الله: “إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ“.. وهو إتهام لليهود بأنهم قتلة الإنبياء لمجرد أنه مُرسلين من الله.. وهو كلام فى فيه تجني على اليهود وعاري من الصحة.

ب – إله القرآن أتهم المسيح بأنه قال لليهود أتخذوني وأمي إلهين من دون الله:

“وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ {رد عيسى رداً غريباً فيتكلم مع الله بأسلوب حاد مملوء بالهجاء} سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”(118)(سورة المائدة 5: 116– 118).. ولا نعرف من أين أتى كاتب القرآن بهذه القصة الغريبة ومتى طلب المسيح من اليهود أن يعبدون أمه؟

جـ – يشهد القرآن للمسيح أنه عمل أعمال الله {الأعمال المختص بها الله} فلماذا يقتله اليهود؟

من هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر:

1 – المسيح هـوالخالق لكل البشر:

فالقرآن يقول على الله: “ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ..” (سورة الأنعام 6: 102).

ويأمر محمد : “.. قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ” (سورة الرعد 13 : 16).

” هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ..” (سورة الحشر 59 : 24).

ويتحدى إله القرآن قائلاً:

” هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ..” (سورة فاطر 35 : 3).

فيقول المسيح عن نفسه فى القرآن:

أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ” (سورة آل عمران 3 : 49).

ويشهد له إله القرآن قائلاً:

” وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي(سورة المائدة 5 : 110).

ثم يؤكد كاتب القرآن بأن من يحي العظام وهى رميم هو الذى أنشأها أول مرة. فيقول فى (سورة يس 36: 78 – 79):

“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)“.

أذا الذى له القدرة على أحياء الموتي بعد أن يتحولوا لعظام رميم هو خالقها أى هو الله سبحانه وتعالَّ فقط ولا شريك له فى ذلك.

من جانب آخر يقول كاتب القرآن بلسان المسيح فى (سورة آل عمران 3 :49):

وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)“.

أى أن المسيح قادر على أقامة الموتي بإذن الله ولم يحدد كاتب القرآن أى نوع من الموتى، وهل من هؤلاء الموتى الذين أقامهم المسيح كان عظام رميم؟

وفى (سورة المائدة 5: 110):

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110)“.

وفى سورة المائدة يؤكد كاتب القرآن ان المسيح كان يخرج الموتى من قبورهم إلى الحياة وأيضاً لم يحدد كاتب القرآن أى نوع من الموتى، وهل من هؤلاء الموتى الذين أقامهم المسيح كان عظام رميم؟

المسيح أقام حام ابن نوح من الموت أى عظام وهو رميم:

“رَوَى عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍقَالَ: (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ – : لَوْ بَعَثْتَ لَنَا رَجُلًا شَهِدَ السَّفِينَةَ يُحَدِّثُنَا عَنْهَا، فَانْطَلَقَ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَى كَثِيبٍ مِنْ تُرَابٍ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ، قَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : هَذَا كَعْبُ {كعب قدم} حَامِ بْنِ نُوحٍ قَالَ فَضَرَبَ الْكَثِيبَ بِعَصَاهُ وَقَالَ : قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يَنْفُضُ التُّرَابَ مِنْ رَأْسِهِ، وَقَدْ شَابَ; فَقَالَ لَهُ عِيسَى:أَهَكَذَا هَلَكْتَ ؟ قَالَ: لَا بَلْ مُتُّ وَأَنَا شَابٌّ; وَلَكِنَّنِي ظَنَنْتُ أَنَّهَا السَّاعَةُ فَمِنْ ثَمَّ شِبْتُ. قَالَ : أَخْبِرْنَا عَنْ سَفِينَةِ نُوحٍ ؟… إلخ ” فذكر الخبر بطوله.

* أنظر الجامع لأحكام القرآن – تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – تفسير سورة هود عليه السلام – قوله تعالى ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه – طبعة دار الفكر – الجزء التاسع – ص 29.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=11&ayano=40

ونفس الكلام قاله ابن كثير:

* أنظر تفسير ابن كثير – تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير سورة هود – تفسير قوله تعالى”وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن” – الجزء الرابع – ص 320 – طبعة دار طيبة –سنة النشر: 1422هـ / 2002م.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=11&ayano=37

ملحوظة هامة: الزمن بين حام ابن نوح والمسيح حاولي 2400 سنة أى أربعة وعشرون قرناً.

ويؤكد البغوي فى تفسيره قائلاً:

“قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَدْ أَحْيَا أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ، عَازِرَ وَابْنَ الْعَجُوزِ، وَابْنَةَ الْعَاشِرِ، وَسَامَ بْنَ نُوحٍ، فَأَمَّا عَازِرُ فَكَانَ صَدِيقًا لَهُ فَأَرْسَلَتْ أُخْتُهُ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ أَخَاكَ عَازِرَ يَمُوتُ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَأَتَاهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ لِأُخْتِهِ: انْطَلِقِي بِنَا إِلَى قَبْرِهِ، فَانْطَلَقَتْ مَعَهُمْ إِلَى قَبْرِهِ، فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَقَامَ عَازِرُ وَوَدَكُهُ يَقْطُرُ فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَبَقِيَ وَوُلِدَ لَهُ.

وَأَمَّا ابْنُ الْعَجُوزِ مُرَّ بِهِ مَيِّتًا عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى سَرِيرٍ يُحْمَلُ فَدَعَا اللَّهَ عِيسَى فَجَلَسَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَنَزَلَ عَنْ أَعْنَاقِ الرِّجَالِ، وَلَبِسَ ثِيَابَهُ، وَحَمَلَ السَّرِيرَ عَلَى عُنُقِهِ وَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَبَقِيَ وَوُلِدَ لَهُ.

وَأَمَّا ابْنَةُ الْعَاشِرِ كَانَ [أَبُوهَا] رَجُلًا يَأْخُذُ الْعُشُورَ مَاتَتْ لَهُ بِنْتٌ بِالْأَمْسِ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ [بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ] فَأَحْيَاهَا [اللَّهُ تَعَالَى] وَبَقِيَتْ [بَعْدَ ذَلِكَ زَمَنًا] وَوُلِدَ لَهَا. وَأَمَّا سَامُ بْنُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَ إِلَى قَبْرِهِ فَدَعَا بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ فَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَقَدْ شَابَ نِصْفُ رَأْسِهِ خَوْفًا مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَشِيبُونَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ: قَدْ قَامَتِ الْقِيَامَةُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّ دَعَوْتُكَ بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مُتْ قَالَ: بِشَرْطِ أَنْ يُعِيذَنِي اللَّهُ مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فَدَعَا اللَّهَ فَفَعَلَ”.

* أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي– الجزء الثاني – ص 41 – طبعة دار طيبة.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=51&ID=&idfrom=169&idto=278&bookid=51&startno=28

أما حديث سلمان الفارسي فقال أن الذى أقامة المسيح هو سام ابن نوح :

فقد ورد فى كتاب المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي:”أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْن دُومَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّان، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ:

” لَمْ يَبْقَ فِي مَدِينَتِهِمْ زَمِنٌ، وَلا مُبْتَلًى، وَلا مَرِيضٌ إِلا اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَدَعَا لَهُمْ فَشَفَاهُمُ اللَّهُ، فَصَدَّقُوهُ وَاتَّبَعُوهُ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ: ابْعَثْ لَنَا مِنَ الآخِرَةِ، قَالَ: مَنْ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: سَامَ بْنَ نُوحٍ، فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا أَلْفِ سَنَةٍ، قَالَ: تَعْلَمُونَ أَيْنَ قَبْرُهُ قَالُوا فِي وَادِي كَذَا وَكَذَا، فَانْطَلَقُوا إِلَى الْوَادِي، فصلى عِيسَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ إِنَّهُمْ سَأَلُونِي مَا قَدْ عَلِمْتَ فَابْعَثْ لِي سَامَ بْنَ نُوحٍ، فَقَالَ: يَا سَامُ بْنَ نُوحٍ، قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ، ثُمَّ نَادَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ نَادَى الثَّالِثَةَ، فَأَجَابَهُ فَنَظَرَ إِلَى الأَرْضِ قَدِ انْشَقَّتْ عَنْهُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، هَا أَنَا ذَا قَدْ جِئْتُكَ. فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَذَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، ابْنُ الْعَذْرَاءِ الْمُبَارَكَةِ، رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، فَآمِنُوا بِهِ وَاتَّبِعُوهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا رُوحَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَمَّا دَعَوْتَنِي جَمَعَ اللَّهُ مَفَاصِلِي وَعِظَامِي، ثُمَّ سَوَّانِي خَلْقًا، فَلَمَّا دَعَوْتَنِي الثَّانِيَةَ رَجَعَتْ إِلَيَّ رُوحِي، فَلَمَّا دَعَوْتَنِي الثَّالِثَةَ خِفْتُ أَنْ تَكُونَ الْقِيَامَةَ، فَشَابَ رَأْسِي وَأَتَانِي مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا عِيسَى يَدْعُوكَ لِتُصَدِّقَ مَقَالَتَهُ، يَا رُوحَ اللَّهِ سَلْ رَبَّكَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَى الآخِرَةِ فَلا حَاجَةَ لِي فِي الدُّنْيَا، قَالَ عِيسَى: فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ مَعِي، قَالَ: يَا عِيسَى، أَكْرَهُ كَرْبَ الْمَوْتِ، مَا ذَاقَ الذَّائِقُونَ مِثْلَهُ فَدَعَا رَبَّهُ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِ الأْرَضُ، وَقَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَبَلَغَ عِدَّةُ مَنْ آمَنَ بِعِيسَى سَبْعَةُ آلافٍ “.

قَالَ: منذ كم مت ؟ قَالَ: منذ أربعة آلاف سنة ما ذهبت عني سكرة الموت.

* أنظر المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي – أبواب ذكر المخلوقات – باب ذكر عِيسَى ابن مريم عَلَيْهِ السلام. رقم الحديث: 116 – الجزء الثاني – ص 22).

https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=405399&bk_no=837&startno=14

معاوية بن قرة يقول إِنَّ سَامَ بْنَ نُوحٍ هو الذى أقامه المسيح:

أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب “من عاش بعد الموت” ص 59 – من طريق خَلَفِ بْن هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، قَالَ:

“سَأَلَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالُوا: يَا رَوْحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ إِنَّ سَامَ بْنَ نُوحٍ دُفِنَ هَاهُنَا قَرِيبًا، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثَهُ لَنَا، قَالَ: فَهَتَفَ نَبِيُّ اللَّهِ بِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا وَهَتَفَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالُوا: لَقَدْ دُفِنَ هَاهُنَا قَرِيبًا، فَهَتَفَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَخَرَجَ أَشْمَطُ، قَالُوا: يَا رَوْحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، نُبِّئْنَا أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ، فَمَا هَذَا الْبَيَاضُ؟ فَقَالَ لَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا هَذَا الْبَيَاضُ؟ قَالَ:”ظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنَ الصَّيْحَةِ فَفَزِعْتُ”.

(إسناده صحيح عن معاوية بن قرة).

http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=256&pid=822489

أما الزهري فيؤكد أن حام هو الذى أقامه المسيح:

أخرجه ابن الجوزي في كتاب “المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي“من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة، عَنِ ابْنِ الهاد، عَنِ ابْنِ شهاب، قَالَ: قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: أحي حام بْن نوح، فَقَالَ: أروني قبره، فأروه فقام فقال: يا حام بن نوح احي بإذن اللَّه، فلم يخرج، ثم قالها الثانية، فإذا شق رأسه ولحيته أبيض. فَقَالَ: ما هَذَا؟، قَالَ: سمعت الدعاء الأول فظننت أنه من اللَّه عز وجل ، فشاب له شقي ، ثم سمعت الثاني فعلمت أنه من الدنيا فخرجت. قَالَ: منذ كم مت؟قَالَ: منذ أربعة آلاف سنة ما ذهبت عني سكرة الموت“. وإسناده حسن عن الزهري.

* أنظر المنتظم في تاريخ الأمم لابن الجوزي – أبواب ذكر المخلوقات – باب ذكر عِيسَى ابن مريم عَلَيْهِ السلام. رقم الحديث: 116 – الجزء الثاني – ص 22).

https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=405399&bk_no=837&startno=14

ومما سبق نستنتج أن اصح الكتب الإسلامية تؤكد أن المسيح أحيا العظام وهي رميم وبحسب النص القرآني الوارد فى (سورة يس 36: 78 – 79):

“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)“.

بما أن المسيح له القدرة على أحياء الموتي بعد أن تحولوا لعظام رميم.. أذاً هو الذى أنشأها أول مرة أى خالقها أى أن المسيح هو الله سبحانه وتعالَّ.

وللرد على قول المسيح “بأذن الله” أرجع لمقالتنا:

قول المسيح فى القرآن “بِإِذْنِ اللَّهِ” يثبت أنه هو الله الظاهر فى الجسد

http://www.islamicbag.com/news-articles/our-articles/item/2190-christsayinginquran-god-swilling-approvesheisgodintheflesh

2 – المسيح هـوعـالم الغيب:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!وبالرغم أم القرآن أختص الله وحده بالغيب وعلم الغيوب:

“.. فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ … ” (سورة يونس 10 : 20) و (سورة الرعد 13 : 9).

وأيضاً: ” قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ” (سورة النمل 27 : 65).

“هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”(سورة الحشر 59 : 22).

” عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (سورة الجن 72 : 26).

إلا أن القران أختص المسيح بعلم الغيب فيقول عن نفسه:

وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”(سورة آل عمران 3 : 49).

3 – المسيح هـو الذى يحيي الموتى:

وبينما يختص القرآن الله بصفة أحياء العظام وهى رميم قائلاً:

“لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ” (سورة الدخان 44 : 8).

“وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ” (سورة يــس 36 : 78 – 79).

ثم يخص القرآن المسيح بأقامة وأحياء الموتي فيقول:

وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ” (سورة آل عمران 3 : 49).

ويختصه إله القرآن بأخراج الموتى من القبور أى يحي العظام وهى رميم لآنه لم يحدد الفترة الزمنية التى قضاها هذا المقام من بين الأموات الخارج فى القبر قبل أن يقيمه المسيح، فيقول له:

“.. وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي.. “(سورة المائدة 5 : 110).

ويؤكد الجلالين فى تفسيره للنص أن المسيح هو الذى يحيى ويميت:

قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ عَلَامَةٍ عَلَى صِدْقِي مِنْ رَبِّكُمْ هِيَ أَنِّي ، وَفِي قِرَاءَةٍ بِالْكَسْرِ اِسْتِئْنَافًا أَخْلُقُ أُصَوِّرُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ مِثْلَ صُورَتِهِ، فَالْكَافُ اِسْمُ مَفْعُولٍ فَأَنْفُخُ فِيهِ اَلضَّمِيرُ لِلْكَافِ فَيَكُونُ طَيْرًا ، وَفِي قِرَاءَةٍ طَائِرًا بِإِذْنِ اللَّهِ بِإِرَادَتِهِ فَخَلَقَ لَهُمُ اَلْخُفَّاشَ لِأَنَّهُ أَكْمَلُ اَلطَّيْرِ خَلْقًا فَكَانَ يَطِيرُ وَهُمْ يَنْظُرُونَهُ فَإِذَا غَابَ عَنْ أَعْيُنِهِمْ سَقَطَ مَيِّتًا..“.

أنظر تفسير الجلالين – جلال الدين المحلي – جلال الدين السيوطي – سورة آل عمران – تفسير قوله تعالى ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه- طبعة دار ابن كثير –- سنة النشر: 1407 هـ.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=341&idto=341&bk_no=211&ID=345

4 – المسيح هو الذى يرزقكم:

فالقرآن يختص الله بأنزال الرزق من السماء فيقول :”هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ” (سورة غافر 40 : 13).

و أيضاً يختص المسيح فى القرآن بأنزال الرزق الحسن من السماء لأشباع الجموع فيقول:

” قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (سورة المائدة 5 : 114).

5 – المسيح هــو الرب الشافي:

تحدى إبراهيم قومه وإلهتهم وأختص الله بأنه هو الشافى فى القرآن فقال: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ(سورة الشعراء 26 : 80).. وهو النص الوحيد الذي يقر بأن الله يشفي من المرض..

بينما يختص المسيح نفسه إيضاً بأنه يبرئ ويشفي فيقول:

وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ(سورة آل عمران 3 : 49).

ويختصه الله بالشفاء فيقول له فى القرآن:

وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي(سورة المائدة 5 : 110).

{أبرىء الأكمة = أخلص المولود أعمى من العمى= المولود أعمى،}

ويقول الجلالين فى تفسيره للنص:

وَأُبْرِئُ أَشْفِي الأَكْمَهَ اَلَّذِي وُلِدَ أَعْمَى وَالأَبْرَصَ وَخُصَّا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا دَاءَا إِعْيَاءٍ وَكَانَ بَعْثُهُ فِي زَمَنِ اَلطِّبِّ فَأَبْرَأَ فِي يَوْمٍ خَمْسِينَ أَلْفًا بِالدُّعَاءِ بِشَرْطِ اَلْإِيمَانِ..“.

أنظر تفسير الجلالين – جلال الدين المحلي – جلال الدين السيوطي – سورة آل عمران – تفسير قوله تعالى ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه- طبعة دار ابن كثير –- سنة النشر: 1407 هـ.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=341&idto=341&bk_no=211&ID=345

ملحوظة:

البرص = مرض ليس له علاج قديماً وهو الجذام حديثاً.

6 – المسيح هـــو الحي القيوم:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!“اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ” (سورة البقرة 2 : 255).

“اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ(سورة آل عمران 3 : 2).

“وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا” (سورة طه 20 : 111).

ويقول أن الله رفعه حياً بعد أن قتل وصلب:

“بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” (سورة النساء 4 : 158).

“إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ..” (سورة آل عمران 3 : 55).

بل ويقول القرآن أن المسيح هو الوحيد الذى سيبعث حياً من السماء:

وَالسَّلَامُ {هو أسم من إسماء الله الحسنى} عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)(سورة مريم 19 : 33 – 34).

ونرى المسيح هو الذى ألقى السلام على نفسه، وإذا قارنا ببن هذه الآية والآيات الآخر التى يلقي إله القرآن السلام على الآخرين:

“وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا” (سورة مريم 19 : 15).

” قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ” (سورة مريم 19 : 47).

“سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ” (سورة الصافات 37 : 79).

“سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ” (سورة الصافات 37 : 120).

“سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ” (سورة الصافات 37 : 109).

“سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ” (سورة الصافات 37 : 130).

“وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ” (سورة الصافات 37 : 181).

والسؤال :

لماذا المسيح هو الوحيد الذى يلقى السلام {معرف بألف ولام فيقول والسلام على هو أسم من أسماء الله الحسني} على نفسه؟

إلا ترى معي أنه حلول لاهوت فى ناسوت؟

7 – المسيح هو قول الحق الذى خُلق به السموات والأرض، أى كلمة قدرة الله:

“وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ {الأصح كان يقول كن فكان} قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ” (سورة الأنعام 7 : 73).

وهذا النص يدل على أن العالم قد خُلق بالمسيح لأن القرآن يقول عن المسيح هو قول الحق إذ يقول:

“ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ” (سورة مريم 19 : 34).

ونحن دائماً نقول أنه ينبغى على الرجل أن يكون قدر كلمته فهل الله فى الإسلام قد كلمته وقوله؟ … فالمسيح هو قول الحق والله هو الحق فهل الله كقوله؟

“ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (سورة الحـج 22 : 6).

وكما قال كاتب العبرانيين: “ ١ اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، ٢ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ {أى حامل طبيعته}، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،..” (رسالة العبرنيين 1 : 2- 3)..

ثم يكمل قائلاً: ” ٣ بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ.(رسالة العبرانيين 11 : 3).

نكتفى بالأمثلة السابقة وهى كثيرة جداً ..

رابعاً ولكن من الذى صلب وقتل المسيح؟

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!عزيزي القارئ لا تتعجب عندما أقول لك أن القرآن يقول أن الله هو الذى صلب المسيح وقتله بحسب نصوص القرآن، ولدينا شاهدين واضحين على هذا الأمر:

الشاهد الأول:

ما ورد فى (سورة أل عمران 3 : 55):” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.

ومنه نلاحظ الفعل المضارع “مُتَوَفِّيكَ” واضح ولا يحتاج إلى تفسير, ولكن كتب التفاسير وعلماء المُسلمين يفسرون هذا الفعل من الوفاة والموت إلى “الرفع”, والباحث الأمين يجد أن النص قد جاء مشتملاً على فعلين منفصلين لكل منهما معنى مختلف, بل أن كل منهما له عمل مختلف عن الآخر:

الفعل الأول: “مُتَوَفِّيكَ“،

الفعل الثانى: “رَافِعُكَ“،

و هنا نجد أن الفعل الثانى جاء مؤكداً على أن الفعل الأول إنما هو بمعنى الوفاة وليس الرفع، ولا مجال هنا على الإطلاق لتأويل هذا الفعل أو تغير عمله الحقيقى فالوفاه تعنى الوفاة، والوفاة محددة المعنى فهى الموت, ولا تعنى الحياة أو الرفع  فبالوفاة تنتهى حياة الإنسان وترجع الروح إلى بارئها.. ولو قبلنا برأى علماء الإسلام من أن الفعل جاء بمعنى الرفع على سبيل الفرض لكان النص كالتالى:

“إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي رَافِعُكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ..” وهذا لا يجوز ولا يستقيم مع قواعد اللغه العربية , والتى هى سر إعجاز القرآن, كما تحدث محمد فى أحاديثة, فلا يجوز مجئ فعلين متتابعين لزمن واحد فى جملة واحدة..

والتفسير المنطقى لكلمة “متوفيك“هى مميتك وقابضك..

+ يقول بن عباس و وهب بن منبه و ابن أسحاق و أبن أنس وغيرهم فى تفاسيرهم:

” بأن الوفاة بمعنى القبض والموت”.

+ قال وهب:
“توفي ثلاث ساعات ثم رفع إلى السماء”.


+ قال محمد بن اسحاق:
“توفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه”.


+ قال البيضاوي فى تفسيره:
“قيل أمانة الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء.. وقال أيضاً: “التوفي أخذالشيء وافياً، والموت نوع منه”.


+ أما الزمخشري فقد قال:
“إنيمتوفيك معناه: مستوفي أجلك المسمى”.

+ يقول بن كثير فى تفسيره للنص عن أدريس:

“أن المسيح مات ثلاثة أيام ثم بعثه الله”.

+ القاموس المحيط – للفيروزآبادي– تحقيق محمد نعيم العرقسوسي – مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان – 1998 – صفحة 1343″.

الوفاة: الموت.. وتوفاه الله: قبض روحه.

+ لسان العرب – لإبن منظور – نخبة من الأساتذة المتخصصين – دار الحديث – القاهرة – مصر – 2003 – المجلد التاسع – صفحة 364″.

والوفَاةُ: المَنِيَّةُ.. والوفاةُ: الموت.. و تُوُفِّي فلان و تَوَفَّاه الله إذ قبض نَفْسَه, و في الصحاح: إذ قبض روحه, وقال غيره: توفِّي الميت إستيفاء مدته التي وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا..

و معني هذا – بحسب قواميس اللغة العربية – إن الوفاه التي بيد الله هي الموت ولا مجال لأي إفتراضات أخري, أما القتل الذي إفتري به اليهود علي المسيح فهو بيد الإنسان و ليس بيد الله.. بمعني إن الإنسان يقتل أما الله فهو الذي يتوفي..

الشاهد الثاني:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!“وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي {توفيتني بصيغة الماضى أى مات وقام ويتكلم مع الله} كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) (سورة المائدة 5 : 116 – 118).

و فيه نجد عيسى يقول “فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي“، لأى تكلم بصيغة الماضى، والفعل الماضى فى اللغة العربية يفيد وقوع حدث والإنتهاء منه، وفى النص يعلن كاتب القرآن عن موت المسيح قد حدث و يتكلم لأنه قام من الأموات، ويتكلم مع الله.

وأيضاً يقول المسيح عن نفسه:

“وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ {وهنا الموت قبل البعث} وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) (سورة مريم 19 : 33 – 34).

وفيه يتكلم المسيح عن نفسه بأنه سوف يموت، وتمهيد لتعريف الناس وإعلانهم أنه سوف يقتل, حتى تتهيئ الأذهان لذلك الحدث الجلل, الذى سوف يحدث فلا يوجد شك وهذا التأكيد المستقبلى واضح فى نصين هما:

1 – يقول إله القرآن عن يحيى بن زكريا:

” وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا” (سورة مريم 19 : 15).

2 – يقول عيسى عن نفسه:

” وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” (سورة مريم 19 : 33).

وهناك شاهد ضمني يقول فى (سورة البقرة 2 : 87): “وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ“.

خامساً ولكن هل رفع الله مسيح القرآن قبل موته أم وهو نائم؟

هل الله رفع إليه عيسى وهو نائم وهل مازال عيسى نائماً عند الله إلى الأن، ولذلك فان المقصود بالتوفى هنا هو الموت وليس النوم والدليل على ذلك انه جاء فى (سورة مريم 19 : 31) على لسان عيسى:

“وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا“.. تنفيذا لتلك الوصية الإلهية لعيسى يتحتم علية دفع الزكاة مادام حياً إلا اذا كان يقوم بدفع الزكاة فى السماء وطبعاً من غير المعقول وجود دفع زكاة فى السما..

ولكن الاعتراض ان البعض يقول ان التوفي يعني الراحة أو النوم، والباحث فى القرآن يجد أن كلمة “الوفاة” قد وردت في القرآن 25 مرة جاءت كلها بمعنى (الموت) ولكن في آيتين فقط جاءت الوفاة بمعنى “النوم” وهما:

الآية الاولى:

جاءت فى (سورة الانعام 7 : 60):

“وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ {الموت الأصغر} وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”..

الآية الثانية:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!فى (سورة الزمر 39 : 42): “اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”..

ونحن نسألك أخي المسلم أن تجيب على هذه الأسئلة الهامة:

س: هل تصدق ان النوم هو حالة وفاة يقبض فيها الله الروح ثم يعود يبعثها مرة آخرى قبل الإستيقاظ كما يقول القرآن فى النصين السابقين؟

س: لماذا أراد الله تنويم المسيح أو ما العلة وراء تنويم عيسى؟

س: وهل كان المسيح مصاباً بالأرق وهو الذى قال على نفسه “وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ {وهنا الموت قبل البعث} وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” (سورة مريم 19 : 33)؟

س: وهل رفعه الله وهو نائماً؟

س : لماذا أنكر كاتب القرآن علي المسيح حق الشهادة في سبيل الله.. أليست قيامة المسيح من بين الأموات أي بعثه حياً، هو تطهير له من الذين كفروا، أي الذين ألصقوا به التهم لقتله؟

فوضحاً أنه فى موضوع المسيح لم يتكلم كاتب القرآن عن الوفاة بمعنى النوم ولكن تكلم عن الوفاة بمعنى القتل فى مسالة “وَقَوْلِهِمْ {أى اليهود} إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ”.. بالفعل اليهود لم يقتلوا المسيح ولم يصلبوه لانهم لم يكونوا اصحاب السلطة والحكم انذاك بل كان اليهود تحت الحكم الرومانى وولاية قيصر..

أنظر الإنجيل فى (لوقا 20 : 20)(لوقا 23 : 2)(يوحنا 19 : 15)..

ولكن هم الذين أسلموه للرومان لصلبه وقتله (لوقا 20 : 20).. (يوحنا 11 : 7).. (لوقا 20 : 1).
وقد خيل لليهود وتصوروا انهم قتلوه وأستراحوا عند تسليم المسيح للرومان حيث خيل لهم بذلك انهم هم الذين قاموا بصلبة فهم اصحاب لفكرة ولكن الرومان هم اصحاب تنفيذ الصلب نفسه .

ولو كان المقصود صلب انسان اخر مكان المسيح لقال “ولكن شبه لهم بآخر” ولكن هم تصوروا انهم هم الذين قتلوه ( يوحنا 19 – 6 ) لانهم كانوا يرفضوه ( سورة البقرة 2 : 87 ).

سادساً : ولكن لماذا أمات الله المسيح بالصلب ؟

يقول القرآن فى (سورة الصافات 37 : 107): “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”.. وهو الحل الإلهي ليعود ابن إبراهيم حياً والعجيب أن يتفق المفسرين للاية أن هذا الكبش الأقرن هو نفس الكبش الذى قدمه هابيل ذبيحة وتقبله الله منه..

ويقول بن عباس: “خَرَجَ عَلَيْهِ كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ رَعَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، فَأَرْسَلَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ وَاتَّبَعَ الْكَبْشَ.. الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرَّبَهُ ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ“..

* أنظر تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري – تفسير سورة الصافات – القول في تأويل قوله تعالى “وفديناه بذبح عظيم” – الجزء الحادي والعشرون – ص 88 – طبعةدار المعارف.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=37&ayano=107

وهنا نسال الأخ المُسلم:

إليس هذا الكبش رمزاً للذبيح العظيم الذى لم يستنكف أن يكون عبداً لله (سورة النساء 4: 172) .. ليموت من أجلك على الصليب لينقذك من الموت الأبدي؟

كيف قام هذا الكبش من الموت بعد أن قدمه هابيل وأحترق ليعيش 40 خريفاً ثم ينزل لفداء بن إبراهيم؟

هل الكبش الذى ذبحه إبراهيم فدوة عن ابنه إسحق هو العظيم؟

إلا تعلم يا أخي أن العظمة لله واحده، وهل يصح أن أخظأت لرئيسك فى العمل تصالحه بتقديم خروف أو تيس؟

وقد يقول احدهم:

ما الحاجة إلى فادي وصليب؟

ولماذا الصليب ولماذا لا يغفر للناس كغفور رحيم دون الحاجة للصليب؟

ونحن نسأل السائل

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!لماذا يكلف الله النبي نوح ببناء فلك فى ألف سنة إلا خمسين كما يقول القرآن “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ” (سورة العنكبوت 29 : 14) ..ولماذا لم يقل أنه غفور رحيم ويتمم الأمر بدون تجسد وصلب وقتل؟

عندما أخطأ أبونا آدم وسقط نتيجة آختياره الخاطئ للأكل من شجرة معرفة الخير والشر {الشجرة التى أوصى الرب أدم أن لا يأكل منها}.. وسقط محكوماً عليه بالموت الذى آختاره بكامل ذهنه ومشاعره وإرادته، “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.(رسالة رومية 6 : 23).. ولأن آدم الذى هو بذرة الشجرة الإنسانية ورأسها أصبح فاسد بفعل الخطية، بل وخميرة الفساد لكل نسله.. لذلك يقول الكتاب أن: “الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَوَاحِدٌ.(رسالة رومية 3 : 12)..

وأذ أن الله عادل ورحيم، والإنسان مدان أمام عدل الله ومحكوم عليه بالموت.. وبمحبته الكاملة وبرحمته يطالب الصفح والغفران للانسان، فأصبحا العدل والرحمة ضدان لا يلتقيان.. وصفات الله متساوية فى عملها لا يغلب أحدهما الأخر..

 

فكيف للعدل والرحمة أن يلتقيا ونحققهما؟

ولك أن تتخيل اخي المُسلم أذا قتل أحدهم شخصاً وذهب إلى البوليس وسلم السلاح المستخدم فى القتل وأرشدهم عن جثة القتيل وتم القبض عليه وبعدها وقف أمام القاضي قائلاً له:

أننى سأقوم بدفع كل ما أملك صدقة وهبة للمحتاجين.. وسأقوم بأداء كل الفرائض وتكليف العبادات، بل وأصلي الفرض بفرضه، وأقوم بعمل النوافل.. وسوف أسع وأحج بيت الله.. وأصوم كل صيام مفروض علىً.. فأنا نادماً تأباً أتوب الأن أمام الله وأمامك ولن أفعل ذلك فيما بعد ياسيادة القاضي الرحيم..

فهل سيفرج عن القاضى عن المذنب؟

طبعاً لا.. وهذا مافعله محمد مع الزاني المدعو {الإسلمي} .. كما ذكر فى (صحيح البخاري- كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة – 13 – باب: هل يقول الإمام للمقرِّ: لعلك لمست أو غمزت – الحديث رقم 6438).. عندما أعترف بزناه وتاب إلا أن محمد رجمه بعد أن تاب..!

هذا عكس مافعل الرب مع التى أمسكت فى ذات الفعل فقد قال لها ولا أنا أيضاً أدينك، أذهبى بسلام .. لقد غفر الرب خطاياها لآنه بعدها صلب من أجلها رافعاً كل خطاياها وكل خطايا البشر على عود الصليب.. وفيه يقول المرنم “الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا.(مزمور 85: 10).

ويقول القديس بولس الرسول”١٧ إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. ١٨وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، ١٩ أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ {أى بالصليب}، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.” (الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 5 : 17 – 19).

 

ولكن من هو الفادي الذي يصلح ليقوم بفداء الإنسان والمُكفر الذى يكفر عن الانسان سيئاته أمام عدل الله؟

1- هل هو ذبيحة حيوانية تكفر عن الإنسان؟

إذا كانت الكفارة تعني الستر والغطاء، فلا يصلح أن تكون الذبيحة أقل في قيمتها من قيمة الإنسان ليمكنها أن تكفِّر عنه، أي تغطيه وتستره. وعليه فلا تنفع ذبيحة حيوانية “٤ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.” (رسالة العبرانيين 10: 4).

2- هل يصح أن يكون الفادي إنسان عادي؟

يجب أن يكون الفادي خالياً من الخطية. فلو كان خاطئاً، لاحتاج هو نفسه لمن يكفِّر عنه وما صَلُح لكي يفدي غيره. ولهذا ففي العهد القديم، عهد الرموز، كان يلزم أن تكون الذبيحة بلا عيب.. وعليه فإن الإنسان العادي، نظراً لأنه مليء بالعيوب، لا يصلح لكي يكفِّر عن البشر.

3- هل ينفع أن يكون الفادي إنساناً باراً مثل أخنوخ أو نوح أو أيوب؟

مع أن كل البشر خطاة، وليس بار ولا واحد ” ١٠ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ.” (رسالة رومية 3: 10). لكن هب أننا وجدنا شخصاً بلا خطية، فهل يصلح ليفدي؟ الواقع إنه نظراً لأن هذا الفادي مطلوب منه أن يفدي لا إنساناً واحداً بل كثيرين، فإنه حتى لو وجدنا الشخص البار، فإنه لن يصلح أن يقوم بفداء الكثيرين بل يفدى نفسه فقط وكما يقول الكتاب فى (سفر حزقيال 14 : 13 – 14) ١٣ «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً، فَمَدَدْتُ يَدِي عَلَيْهَا وَكَسَرْتُ لَهَا قِوَامَ الْخُبْزِ، وَأَرْسَلْتُ عَلَيْهَا الْجُوعَ، وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، ١٤ وَكَانَ فِيهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.“، أى أن كل انسان بار يستطيع أن يخلص نفسه فقط لذلك يجب أن يكون الفادي بار غير محدود قيمته أكبر من جميع البشر معاً. وعليه فلا ينفع أن يكون إنساناً على الإطلاق.

4- هل ينفع أن يكون ملاكاً أو مخلوقاً سماوياً عظيماً؟

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!لنتخلص من المشكلة السابقة، هب أننا وجدنا مخلوقاً سماوياً عظيماً، قيمته أكبر بكثير من قيمة الناس، فهل يصلح هذا المخلوق أن يفدي البشر؟ الواقع إن الفادي لو كان مخلوقاً لا تكون نفسه ملكه هو بل ملك الله خالقها، لأن الجبلة ملك جابلها وبالتالي فلا يحق له أن يقدِّم نفسه لله، إذ أنها هي أساساً ملك الله. وعليه فإن الملائكة ورؤساء الملائكة لا يصلحون أن يفدوا البشر، لأنهم مخلوقون من الله.. لذلك نقول على المسيح أنه مولود غير مخلوق.

5- إذاً من هو الفادي؟

إن هذا الشخص – بالإضافة إلى كل ما سبق- ينبغي ويتحتم أن يكون إنساناً لكي يمكنه أن يُمثِّل الإنسان أمام الله، يملك روحه ويقدر أن يقيم نفسه بعد موته وكما يقول كاتب العبرانيين “٥ لِذلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:«ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا.”(رسالة العبرانيين 10: 5).. وبهذا وحده يمكن أن يكون نائباً عنه، وأن يمثله أمام الله.. وكما قال القرآن فى (سورة الصافات 37 : 107):

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ“.

سابعاً هل يمكن أن يضلل الله عباده طيلة ستة قرون ويخدعهم؟

هل من المعقول أن يخدع الله العباد ويوقع الشبه على شخص آخر ويجعل القاتل قتيل والقتيل قاتلاً.. ؟! كما يقول كاتب القرآن فى (سورة أل عمران 3: 54 – 55) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)“.. وإذا كان المُسلم يؤمن بأن إلهه خداع فهذه مشكلته وكما يقول كاتب القرآن فى (سورة النساء 4 : 142)” ِأنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ..”.. فلا يليق بالله أن ننسب له أعمال الظلمة التى تشين الانسان..

فهل يمكن أن يخدع الله البشر بأن يوقع الشبه على آخر ليظنوا ويعتقدوا أن المسيح صلب ودفن وقام لمدة 530 سنة قبل الإسلام ثم يأتى محمد ليقول أنه شبه به, هذا الكلام لا يليق بإله يترك أتباعه يؤمنون بشئ ثم يخبرهم بشئ آخر بعد 530 عاماً أو لعله نسى إخبارهم, إن هذا الكلام لا يؤمن به إلا ضعاف العقول.. وحاشا لله أن يفعل ما لا يليق بالتنزيه..

وفى ” وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ..” (سورة النساء 4 : 157) نلاحظ الأتي:

(أ) إستحالة تفسير النص “ولكن شبه لهم” بأن شَبَه المسيح وقع علي آخر أو آخرين للأسباب الآتية:

1 – غياب النص القرآني الصريح عن وقوع التشبيه علي شخص آخر.

2 – إنتفاء وعدم وجود شهود عيان لهذا التشبيه.. لا من أتباع المسيح و لا من أعدائه.

3 – إن رفع المسيح إلي السماء في حد ذاته ينفي الحاجة لأن يصلب شخص آخر مكانه وخاصة إن التفسير لا يقدم جواباً شافياً عن كون هذا الشخص مِقدَاما مُضحياً من أجل المسيح أم جباناً مُجرماً يأخذ عقاباً عادلاً.. وهذا ركن مهم جداً في نفي التشبيه.

(ب) إستحالة أن يكون رفع المسيح قد حدث قبل وفاته و بعثه حيا للأسباب الآتية:

1 – النصوص القرآنية التي تتكلم عن رفع المسيح تتكلم عن إن وفاته تسبق رفعه, مثل “متوفيك ورافعك” و “فلما توفيتني”.

2 – لا يوجد أي شاهد عيان سواء من أتباع المسيح أو من أعدائه شاهده وهو يُرفَع حيا قبل صلبه.

3 – تعارض قضيتي التشبيه والرفع يلزم بطلان كليهما أو إحديهما, فلوكان المسيح قد شُبّه فلماذا يُرفع وإذا كان قد رُفع فلماذا يُشبّه؟.. وحيث أن النص يقول برفعه فالتشبيه يكون تخيلاً وقع علي عقول اليهود لأن وفاة المسيح كانت بيد الله وليس بفعلهم, وببطلان تفسير التشبيه {إلقاء شبهِهِ علي آخر} فيكون رفعه قد تم بعد وفاته فعلاً بيد الله و بعثه حياً حسب وعد الله وحسب النص القرآني أيضاً.

ثامناً القرآن ينكر صلب المسيح وقتله بأيدي اليهود، مع أن اليهود يعترفون بذلك والمسيحيين يؤكدونه ويفتخرون بالصليب!

الإنجيل كله هو خبر صلب المسيح والبشارة به كفادٍ وذبح عظيماً للبشر.. بل وهناك العشرات من النصوص في القرآن التي تفيد أن القرآن جاء مصادقاً لما مع اليهود والمسيحيين من التوراة والإنجيل.. ويذكر القرآن في مواضع أخرى موت المسيح وقيامته وارتفاعه إلى السماء كقوله فى (سورة آل عمران 3: 55) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55).. أنظر (سورة المائدة 5: 117).. (سورة مريم 19: 33).

تاسعاً أليس غريباً أن يجيء من ينكر صلب المسيح بعد حدوثه بستمائة سنة؟

إن حادثة الصلب حقيقة تاريخيّة سجّلها ودونها الرّومان واليونان واليهود والمسيحيين فى سجلاتهم.. كما أنه لم تترك ألأناجيل أى مجال للتفسيرات أو التأويلات المختلفة وذكرت وقت موت المسيح ومكانة وظروفة وواضح تماماً أنه صلب وقبر وقام من الأموات وعندما ذكرت هذه الكتب أنه تم صلبة خارج أسوار أورشليم فى عهد بيلاطس البنطى توافقت وتطابقت أقوالها مع الحقائق التاريخية الثابتة والأثار والمخطوطات.. فعلى المُدعى الذى لم يكن موجوداً فى تاريخ الصلب ولا من نفس البلد أن يأتي بالبينة التى تدحض كل الأدلة التاريخية والأثار والمخطوطات وشهادات الشهود من تابعي المسيح وأعدائه وأعتراف صالبيه بصلبه.. إلخ، والحقيقة أن أنكار صليب المسيح فى القرآن من أقوى الأدلة التى تثبت بشرية القرآن وأن كاتبه شاهد زور لأنه شاهد غير أمين.

عاشراً قانون الإيمان المسيحي:

في مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325م أقر أساقفة العالم المسيحي قانون الإيمان مقرراً صلب المسيح لأجل خلاصنا، وهو القانون الذي تم كتابته من نصوص الإنجيل مثل (رسالة كورنثوس الأولى أصحاح 15 : 1- 9) ١ وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، ٢وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! ٣فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، ٤وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، ٥وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. ٦وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. ٧وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. ٨وَآخِرَ الْكُلِّ ­ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ­ ظَهَرَ لِي أَنَا. ٩ لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ.”..

وهذا القانون يتلوه كل مسيحي في كل كنيسة في كل مكان وزمان! وآثار المسيحيين في القرون العشرين الفائتة في كل أنحاء العالم تحمل شارات الصليب.. فكيف ينكر أحدٌ تاريخيّة الصليب؟

وآخيراً أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ:

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!أقول الصليب هو الحل الإلهي لأنقاذ أى انسان من طوفان غضب الله والحل لعطشك الروحي وعبورك لمجد الله وأنقاذك من الموت الأبدي.. والأهم أنه يجعلك وارثاً لله فى جناته.. وهذا ما قالهكاتب القرآن عن المؤمنين فى (سورة المؤمنون 23 : 10 – 11):

أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)“،

وأيضاً قال فى (سورة القصص 28 : 5):

” وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ “،

مما جعل المؤمنين يقولون فى (سورة القصص 28 : 58):

“.. وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ“،

وكافئهم قائلاً فى (سورة الأعراف 7 : 43):

“.. وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”،

وقال عن الجنة فى (سورة مريم 19 : 63):

” تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا“،

ودعى إبراهيم لله قائلاً فى ( سورة الشعراء 26 : 85):

“وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ“،

وفى (سورة الزخرف 43 : 72 – 73):

“وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)“.

أكد القرآن أن زكريا أبو النبي يحيى (يوحنا المعمدان) وقف متضرعاً طالباً من الله قائلاً فى (سورة مريم 19 : 5 – 7):

“فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا(7).. أى يرثه من بعد موته.

وأيضاً يقول القرآن (سورة النمل 27 : 16):

وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ..”.. وذلك من بعد موته..

وبحسب (فقه) قانون المواريث وحتى يتحول

الأب لموَرِث،

وكل أملاك الأب لإِرثْ،

والابن لـــوًارث،

يلزم بيان موت الموصي ليتحول لمُوَرث (الأب) والابن يكون وارثاً يرث أبيه (البنوية هى العلاقة القانونية مع الأب) ويرث الابن كل أملاك الموَرث أى تتحول إلى إرث خص بالوارث.

وكما يقول الكتاب المقدس فى (رسالة العبرانيين 9 : 16 – 17):

لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، {أى وثيقة الأرث}يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. (أى شهادة وفاته)،لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا“.       

قد يقول أحد ولكن الله وارث فى القرآن أيضاً واسمه الوارث:
كما ورد فى (سورة الحجر 15 : 23):

وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ“…

بل ونجد أن كلمة الوارث أسم من اسماء الله الحسنى.
وهنا نسأل:

كيف يكون الله وارث؟

ووارث لمن؟

وما هو نوع هذا الأرث الذي سيرثه؟

وقد يقول البعض أن الله هو من له ما فى السماوات ووما على الأرض، رب كل شيء ووارثه ، وهو الباقي بعد فناء خلقه الذى لا يشاركه فى ملكه أحد وإليه يرجع كل شيء وكما يقول بالقرآن فى (سورة مريم 19 : 40) :
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ” .

وكما قال زكريا لله فى (سورة الأنبياء 21 : 89):

“وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ“.

ونسألك أخي المُسلم:

أذا سرق أحد اللصوص أمتعتك، وبينما أنت تطارده لتسترد حقك حدث له حادث أذ جاءت سيارة مسرعة وصدمته فمات وأخذت ما سرقه منك بعد موته..

فهل أنت وارث لهذا اللص أم مُسترد لما سلبه وسرقه منك؟

فكان بنبغي على الله أى يسمي نفسه بالمسترد للارض وما عليها وليس الوارث وشتان بين المُسترد والوارث.

أذاً كيف سنرث الجنة بحسب فقه المواريث؟

مجدي تادروس .. عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!لكى تُرث الجنة عليك أن تكون ابن للمَورث (أى صاحب الجنة) وبعدها يلزم بيان موت المَورث (أى أعلام الوراثة).

قد شهد القرآن بأن الذين أتوا الكتاب من قبله يقولون أنهم أبناء الله وأحباءه فى (سورة المائدة 5 : 18): “وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ.. “،فأصطدممحمد معهم لأنه لم يرى فيهم سمات الابن كحامل الطبيعة الإلهية بالرغم من أهميتها للأرث، فالبنوية هى العلاقة القانونية وتعصيب الوارث للمورث بل وأظهر رد محمد على اليهود والنصارى على عدم فهمه لمعانى البنوية والتبني.

ومن هنا أوجه سؤالي لأخي المُسلم ..

كيف سترث الجنة؟

ألم تسال نفسك هذا السؤال المهم..

ولكى ترث عليك أن:

1 – تكون لك علاقة قانونية مع المُورث تؤهلك لأن ترث أى ذو صفة قانونية للمورث صاحب الجنة..

2 – يلزم بيان موت المُوَرث أى صاحب الجنة.

ملحوظة هامة:

لن يدخل أحد الجنة بأعماله ولكن بِرَحْمَةٍ مِنْ الله:

قال محمد فى صحيح مُسلم – كتاب صفة القيامة والجنة والنار – بَاب لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ بَلْ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى:

“لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ قَالَ رَجُلٌ وَلَا إِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا إِيَّايَ إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ “..

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8151&idto=8159&bk_no=53&ID=1312#docu

ولكن كيف يموت صاحب الجنة التى سأرثها ؟

عزيزي لقد كان الصليب هو شهادة وفاة صاحب الجنة وأعلام الوراثة القانوني الذي يؤهلك لتكون وارث لها،

ولآن الله هو “الحي القيوم” أى الحى الذى لا يموت وأن مات بعد تجسده يقوم بقوة نفسه،

الحى يعبر عن إلوهيته جل جلاله الذى لا مثل له ولا مثل أعماله لأنه هو عظيم وصانع العجائب..

والقيوم تعبير عن ظهور الله فى الجسد {مع إستبقاء طبيعته الإلهية الربانية دون أى تغير} ليكفر عنا سيئاتنا أمام عدل الله ويُدخل الإنسان للجنة بموت الظاهر فى الجسد على الصليب،

كما قال كاتب القرآن فى (سورة التحريم 66 : 8):

” يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..”،

أى أن الله يدفع ويكفر لله عن سيئاتكم!!

ولكى يكون لك هذه العلاقة القانونية للمُورث وتكون وارث عليك أن تقبل وتصدق هذا العمل العظيم كما صدق النبي موسي وبني إسرائيل أن العصا هى الأداة الإلهية لعبورهم البحر وأنقاذهم من الموت فى البر ومصدراً لينابيع الماء ودخول الفراديس.. فعليك أن تصدق وتقبل لتتحول إلى ابن ووارث لتسكن مع الله إلى أبد الأبدين، وكما قال الكتاب المقدس فى (يوحنا 1 : 12 – 13):

١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ {أى قبلوا عمل المسيح} فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. ١٣ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.”.

وفى (رسالة رومية 8 : 15 – 17):

١٥ إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ {لأن العبد لا يرث} أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ». ١٦ اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. ١٧فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ“.

عزيزي

أن أردت أن تقبل التحول من حياة العبودية لحياة البنوية، أرفع يدك وأدعو الله من كل قلبك قائلاً:

يا رب، أقبلك الأن اباً لي الأن..

بابا أعطيك قلبي ومحبتي..

أقبل الصليب خطتك لخلاصي ونوال الحياة الأبدية..

وأفتخر به لأنه إعلام الوراثة الذى يجعلني وارثاً لكل شيء فى اسم يسوع المسيح طلبت، أمين.

أرحب بأى أسئلة حول هذا الموضوع..

مجدي تادروس 

 

(( المرفوع )) Lifted Up

أرني أين قال المسيح أنا هو الله فأعبدوني ؟؟

 

أين قال المسيح: أنا هو الله فاعبدوني؟ – يوسف رياض

للمزيـــــــــــــــــــــــد:

القرآن يقر ويؤكد ان المسيح يصلي ويتشفع ليخرج المسلمين من الظلمات للنور

قوس القزح عهد الأمان لنوح وعائلته كان رمزاً لتجسد الرب يسوع المسيح

الأبوة والبنوة والمعاير المغلوطة عند محمد يتيم مكة

الأديب والمفكر محمد زكي عبد القادر.. عندما دخل المسيح قلبها!

القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن

كلمة السر فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

الصليب هو “شهادة الوفاة” التى تجعلك وارثاً للحياة الأبدية

القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن

فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود

كلمة السر فى “مثل العشاء العظيم” لو 14

اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ “الْحَيُّ الْقَيُّومُ” من أسماء المسيح فى الكتاب المقدس

قصة “ضرب الصخرة – الحجر” التى ذكرها القرآن كانت رمز نبوي لصلب المسيح

الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟

التوحيد الإسلامي هو عين الشِرك بالله

القديس المُتنصر.. المُعز لدين الله بن منصور الخليفة الفَاطمي

Magdios Alexandrian

رئيس مجلس إدارة الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى