الأنبياءالإيمان المسيحيحقيقة الإسلامدراسات قرأنيةمقالاتنا

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود

فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود

مجدي تادروس

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلوديقول القرآن فى (سورة العنكبوت 29 : 14):

” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ “، أى أن النبي نوح ظل يبني الفلك 950 عاماً يحذرهم من طوفان القضاء الإلهي على فجور وشر الناس. وكان يدعو الناس للدخول للفلك للنجاة ..

ويكمل القرآن فى (سورة الأعراف 7 : 64):

فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ“..

فالنجار والحداد وجميع صانعي هذا الفلك الضخم غرقوا لأنهم لم يصدقوا نوح..  

ولم يتساهل الله مع خطيتهم وفجورهم ولم يكن معهم غفوراً رحيم وحكم على جميع الذين فى خارج الفلك بالغرق فى الطوفان،

ويقول القرآن أن نوح قال لأهله فى (سورة هود 11 : 41 – 43):

” وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ… (42)قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ(43) “.

ويقول الكتاب المقدس عن هذا الطوفان الذى يعبر عن الغضب الإلهي على الخطية (سفر التكوين 6 : 1 – 18):

١ وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ {نسل قايين} يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، ٢أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ {نسل شيث} رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. ٣فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». ٤كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ {الأشرار قساة القلب} الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. ٥ وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. ٦ فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. ٧ فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». ٨ وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ …. ١١ وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ، وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ ظُلْمًا. ١٢ وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. ١٣ فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. ١٤ اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ … ١٧ فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. ١٨ وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. “.

ومن سياق القصة نرى أنه في أيام ذلك الرجل البار نوح فسدت الأرض وامتلأت ظلماً، وكان لابد أن يأتي القضاء والعدل الإلهي لأن ما يزرعه الانسان أياه يحصد، وفي ذات الوقت كان على الله أن ينقذ الأقلية الضئيلة التي آمنت به وعاشت بحسب وصاياه, وكان نوح وعائلته هم هذه الأقلية الأمينة.. بل ويجد لهم وسيلة الأنقاذ التى تحميهم من هذا القضاء..

وكان الفلك الذى صممه الله بنفسه، وأنه كان هو السبيل الوحيد لنجاة نوح وأفراد أسرته , وبهذا أنقذهم جميعهم من موت محقق وبطريقة تجعلهم يجتازون فى الطوفان دون أن يصيبهم اى أذى أو مكروه.

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلودوالرائع أن كل هذه الصفات الواردة فى التصميم تنطبق تماماً على شخص ربنا يسوع المسيح وموته على الصليب لترمز لشخصه المبارك كالمخلص المعين من الله، الذى دعى المسيح لأنه هو المسيا الممسوح من الله لأجل الخلاص, وهو الطريق الوحيد لخلاص البشر كما قال القديس بطرس فى (سفر أعمال الرسل 12:4):

“وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَالسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ”، فهو الذي طمت عليه تيارات ولجج غضب العدل الإلهي عوضاً عن الخطاة الآثمين، فصار لكل من يلجأ إليه في أمان من دينونة الله كما يؤكد ذلك الكتاب المقدس قائلاً فى (رسالة رومية 1:8):

” إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.”.. وهكذا نرى في ذلك الفلك القديم رمزاً دقيقاً للرب يسوع المسيح الذى أتحد بجسد بشريتنا ليجتاز بنا فى موت طوفان غضب العدل الإلهي..

وفى (سفر التكوين 7 : 1 – 4 ):

١ وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ {هذا الفلك بناه نوح فى مائة عام }، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ. ٢ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. ٣ وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. ٤ لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ».”.. وهذا كان الأنذار الآخير لكل الارض.

وفى ( سفر التكوين 7 : 10 – 12):

١٠ وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ. ١١ فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِى، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ، وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. ١٢ وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. “…

نلاحظ من النصوص الكتابية السابقة الأتي:

1 – لقد حذر نوح كل سكان الأرض على مدار مائة (100) سنه أى قرن من الزمان.. وكما يقول معلمنا القديس بطرس فى (رسالة بطرس الأولى 3: 20 – 21):

” حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“.  

2 – كلم الله نوح قبل هطول المياه بأسبوع كأنذار آخير ولم يسمع الناس.

3 – رفض الناس للدخول للفلك لأنهم لم يصدقوا الله ولم يقبلوا الحل الألهي للنجاة من طوفان الغضب والعدل الإلهي.

4 – الله يحب الانسان ولكنه لا يتساهل مع خطيته.

5 – من رحمة الله ومحبته للانسان الخاطي أوجد له الحل للنجاة من دينونته العادلة وترك له الآختيار بين الحياة و الموت قائلاً فى (سفر التثنية 30 : 15 و 19):

” أنظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة و الخير والموت والشر…. اشهد عليكم اليوم السماء و الارض قد جعلت قدامك الحياة و الموت البركة و اللعنة فأختر الحياة لكي تحيا أنت و نسلك“.

6 – ليس على الانسان إلا أن يفكر ويصدق ويتخذ القرار بكامل إرادته بالدخول فى هذا الفلك الذى ُيعبر على رحمة الله ومحبته له..

لو صدق أشد الناس شراً وأعتى المجرمين فجراً، كلام نوح ودخل الفلك حتما سينجو وتتغير مسيرة حياته للأبد.. ولكن أعتى السباحين وأقدرهم مات غريقاً فى هذا الطوفان.. ولغرابة الحل الإلهي وسهولته لم يصدق الناس نوح..

فالفلك تم بناءه بعيداً عن البحر ومساحته كانت ضخمة جداً حوالى خمس أفدنه.. فتخيل الناس أن نوح كان يهذي، ولسان حالهم كيف لقلك بهذا الحجم أن يسير على اليابس حتى يصل للماء ؟..

7 – من الملفت للانتباه أنه بالرغم من ضخامة البناء المعماري للفلك الا انه مكون كلياً من خشب الجفر {كفارة}، وفي حين يراه الكثير من المتشككين كاستحالة للصمود في البحر، ويشبه النعش الذي يصنع كليا من الخشب.. جدير بالذكر أيضا ان كلمة “فلك” المستخدمة فى النص الكتابي نفسها المستخدمة مع تابوت العهد { Ark} فهو ليس سفينة بمعني مركب بل تابوت خشبي كبير مستطيل من ثلاث طوابق يحفظ ما بداخله.. لأنه ينبغي ان نجتاز الموت ونحن فى الرب يسوع المسيح المتحد ببشريتنا لننجوا من قصاص الخطية ونحيا فى صورة المسيح وكما يقول القديس بولس فى (رسالة افسس 2 : 5):

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود“وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ “.

وأيضاً يقول فى (رسالة غلاطية 2 : 20):

“مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.”.

ويقول بطرس الرسول فى (1 بطرس 2 : 24):

” الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ.”.

وهو نفس ما يؤكده القديس يوحنا الحبيب فى (رسالة يوحنا الأولى 4 :9):

بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ.”.

8 – الفلك كان له باب واحد.. بالرغم من حجمه الضخم الا انه لم يكن له سوي باب واحد فقط يجب أن يدخل منه الجميع لينقذوا من الهلاك. هكذا المسيح هو الباب والطريق الوحيد للخلاص من الموت الأبدي، فهو الذى قال عن نفسه فى (إنجيل يوحنا 10 : 9):

أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى.”.

وأيضاً فى (إنجيل يوحنا 14 : 6):

أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.”.

9 – الفلك يخلص كل من هم فيه بدون محاباة، كما خلص كل من كانوا داخل الفلك بدون تمييز أو أفضلية، هكذا أيضا كل من هم في المسيح يثقون بأنهم مخلصون برجاء تام وثقة كاملة، ” لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.” (رسالة رومية 2 : 11)..

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلودوكما يقول القديس بولس الرسول فى (رسالة أفسس 2 : 5 – 10):

” ونَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ. وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”.

وفى (رسالة رومية 5 :17 – 18 و 21):

“لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ… كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.”.

ولذلك كان على الناس أن يصدقوا هذا الحل الإلهي للنجاة من طوفان الغضب والموت.

وكما كانت العصا فى يد موسي هى الحل الإلهي لعبور بني إسرائيل البحر وخلاصهم من يد فرعون وكل ألاته وعجلاته الحربية .. بل وكانت الحل لنجاة بني إسرائيل من الموت عطشاً… كذلك كان الفلك هو الحل الإلهي لنجاة أى أحد يدخل فيه..

قد يقول أحدهم ولكنني أنا مؤمن بالله وموحد وغير خاطئ وأقوم بأدء جميع الفروض الواجبة، ولن أجتاز فى دينونة الغضب الإلهي لأنني مُسلم والحمد لله على نعمة الإسلام..

قال محمد فى صحيح مسلم – كتاب صفة القيامة والجنة والنار –   بَاب لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ بَلْ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى:

لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ قَالَ رَجُلٌ وَلَا إِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا إِيَّايَ إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ “..

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8151&idto=8159&bk_no=53&ID=1312

 

وفى صحيح البخاري – كتاب الدعوات – بَاب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ:

” قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ محمد يَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً “.

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=11534&idto=11535&bk_no=52&ID=3524

بل ويقول القرآن فى (سورة مريم 19 : 71):

وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا {دخول جهنم} كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا “.

فمحمد يستغفر الله فى اليوم سبعون مرة و لن يدخل الجنة بعمله، وسيرد جهنم أى يدخلها… فاين تذهب أنت؟

ولكي نعلم خطورة الأمر ينبغي علينا أن نفهم معنى الخطية:

فالكتاب يقول فى (رسالة يعقوب 4 : 17):

فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ. “…

وفى (رسالة يوحنا الأولى 3 : 17):

كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي.“.                

فالخطية في أبسط معانيها هي {الانفصال عن الله}.. ولسان حال الخطاة: “يقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر” (سفر أيوب 14:12) .

أهم النتائج التى يجنيها الخاطي بسبب أنفصاله عن الله:
1 – الحياة فى الظلمة التى تنتهي بالإنسان الخاطئ بان يطرح فى الظلمة الخارجية أى جهنم وبأس المصير:
والكتاب يقول أن الله نور كما قال يسوع المسيح عن نفسه فى (إنجيل يوحنا 12:8):

أنا هو نور العالم“.

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلودوكل من له صلة بالله يحيا فيه ويصير هو نوراً، كما قال السيد المسيح فى (إنجيل متى 14:5): “أنتم نور العالم“..

ويؤكد الكتاب المقدس قائلاً فى (إنجيل يوحنا 3 : 19 – 21 ):

١٩ وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. ٢٠ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. ٢١ وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ». “..

وينبهنا الكتاب قائلاً فى (رسالة أفسس 5 : 11 ): ” ١١ وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا”.

2 – المــوت بكل أنواعه:
الله هو الحياة كما قال عن نفسه فى (إنجيل يوحنا 6:14):

” قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَأَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.“..

وفى (إنجيل يوحنا 4:1):

فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،”.

وفى (إنجيل يوحنا 14 : 19):

“.. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. “..

بل إن مجيء الرب يسوع المسيح إلينا هو لكي يعطينا هذه الحياة وكما فال فى (إنجيل يوحنا 10:10):

اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَافَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. “، وأنفصالنا عن الله يجعلنا منفصلين عن الحياة لأنه مصدر الحياة وهذا ما أوضحه السيد المسيح في مثل الابن الضال في قول الأب لعبيده فى (إنجيل لوقا 24:15):

” لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. “.. أي ميتاً لأنفصاله عن أبيه وعندما عاد إلى أحضانه نال الحياة مرة آخرى… وهذا ما أكده معلمنا بولس الرسول عن الخاطئ فى (رسالة أفسس 5:2):

وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِأَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­“…

فالخاطي ميت أدبياً فى حياته الدنيوية على الأرض وبالموت الجسدي ينتقل للموت الأبدي أى إلى جهنم وبئس المصير ..

وآخيراً عزيزي فهل أنت متصل بمصدر الحياة لتستمد الحياة منه أم أنك منفصل عنه وليس فيك الحياة،

هل تشعر أن عبد لأهواءك وشهواتك؟

هل ينطبق عليك قول الكتاب المقدس فى (سفر الرؤيا 1:3):

أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ ” .

أن كنت تشعر بأنك مدان أمام محكمة العدل السمائية..

تشعر بأنك مدان وتنتظر فى خوف، القضاء والإبتلاء والغضب الذى سيأتي عليك..

مجدي تادروس .. فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلودفهناك حل اسمه فلك النجاة الحقيقي.. المرموز له بفلك نوح أنه يسوع المسيح الحل الإلهي لنجاتك من عبودية الخطية ونتائجها فى الارض وعقوبتها فى الآخرة..

فتعال أدعو معى له اليوم.. قائلاً:

أقبلك أيها الحل الإلهي المجيد..

أقبلك ربي وإلهي يسوع المسيح لتملك على قلبي..

لأدخل فى العشرة معك وفى ظلك يوم لا ظل إلا ظلك..

أسلمك قلبي بكامل آرادتي اليوم..

أشكرك لأجل الضمان الأبدي والفرح فى اسم الرب يسوع المسيح، أمين.

عزيزي نرحب بكل أسئلتك ويشرفنا أن تتواصل معنا..

مجدي تادروس 

 

فلك نوح رمز لصليب المسيح

للمزيد: 

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض

كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر

كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!

تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم

أولئك هم الوارثون

نعم الله فى الإسلام يصلي لذلك صلى يسوع المسيح !!

القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً لله

Magdios Alexandrian

رئيس مجلس إدارة الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى