
هل يعبد المسلمين الشيطان ؟
صباح ابراهيم
يقول الله الحقيقي في الكتاب المقدس معرفا عن نفسه : أنا الرب و ليس آخر
أنا الرب متكلم بالصدق وألامانة .
اله بار ومخلّص و ليس سواي
هل اله القرآن هو نفسه اله الكتاب المقدس ؟
يقول القرآن: ” الهنا والهكم واحد ” !! فهل الاله في الكتابين يتصفان بصفات واحدة مقدسة تليق بسمو الله ؟… لنقارن ونرى .
جاء في القرآن عبارة : ” افامنوا مكر الله فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون”
“ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ”
ابو بكر الصديق يقول لا أمن من مكر الله !!
المكر هو من صفة الضعفاء والعاجزين عن تدبير الامور بشكل صحيح فيلجؤون للمكر والخداع . فهل يتصف اله الاسلام بالضعف والعجز حتى يلجأ للمكر والخداع على البشر ؟
يذكر القرآن : “ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ” سورة النساء 142
يصف القرآن المنافقين بالمخادعين ، ثم يشرك كاتب القرآن الله بنفس الصفة وانه يخادع ايضا ، فما الفرق بين الاثنين ، هل يتصف اله القرآن بنفس صفة المنافقين ؟
ويصف اليهود انهم ماكرون لأنهم مكروا ، ثم يعود ويصف الله انه خير الماكرين !!، ايعقل هذا ؟
في التفسير يقولون ان المكر هو تدبير وليس خداع . والله خير المدبرين ، والمعروف ان المكر هو تدبير الحيلة والخداع للايقاع بالاخر.
الا يستطيع كاتب القرآن ان يقول خير المدبرين بدلا من خير الماكرين؟ ثم الا يستطيع اله القرآن ان يتعامل مع اليهود الماكرين، بغير اسلوب المكر والخداع، و القاء شبه المسيح على شخص آخر مجهول الهوية والاسم ولم يقل القرآن من هو ليخدع اليهود على انهم صلبوا المسيح ؟ هل هذا مستوى تفكير الخالق العظيم؟
الماكر والمخادع هو الشيطان وليس الله، والمكر والخداع والغواية والضلال والتكبرهي من صفات الشيطان، ولكن كاتب القرآن يفضل ان يلصق صفات الشيطان باله الاسلام كالمضل و المتكبر و الهادي الى الضلال و الآمر بالفسق يآيات قرآنية…الخ , فهل يجوز ان يصف كتاب يقال انه وحي من الله خالق السماء والارض العظيم بصفات شيطانية ؟
يتسائل رجل الدين العراقي الشيخ عمران حيدر في احدى خطبه، بعد سرده لهذه الاوصاف على الذات الالهية قائلا : ” هل يصح ان اقول:
يا الله ،يا مخادع ، يا ماكر يا مضل ساعدنا؟
ويضيف الشيخ لو قلت هذا لاقيمَ علي الحد لكفري.
اذن كيف وصف القرآن الله بهذه الاوصاف القبيحة ولا يقبل المسلمون ان يجاهروا بها ويقيمون الحد على من يتفوه بها على الله علنا ؟
هل المسلمون يعبدون الها ماكرا مخادعا مضلا ،متجبرا متكبرا ضارا مقيتا ؟ ، كما تسائل عميد الادب العربي طه حسين قائلا في قصيدته الشهيرة هل كنت اعبد شيطانا:
كنت أظـن أنك المــضـلُ وأنك تهـدي من تـشاء
الضـار المقيت المــذلُ عن صـلف وعن كبـرياء
جـبــــار البـــأس تـكنُّ للنـــاس مـكــراً ودهــاء
تقـطع أيـــادي السـارقين وترجم أجساد النساء
تـقيم بالســـيف عــدلاً فـعدلك في سفك الدمـاء
فيا خـالق القاتـلين قـل لي أين هو اله الضعفاء
يفسر ابن كثير مكر الله انه باسه و نقمته و قدرته . بينما يفسر ابن جرير المكر هو استدراج الله الناس بما انعم به عليهم ، اي انه يسبغ نعمته على عباده ، ثم يأخذها منهم بغتتا بسبب عصيانهم وكفرهم وهم لا يشعرون .
سيقول المسلمون ان للمكر في اللغة العربية معانٍ كثيرة وليس كما تفهما انت من معاني قبيحة شيطانية . فهل يقبل الرافضون منهم ان نطلق عليهم انهم مخادعون ماكرون مضلون ويرتاحون لهذه الاوصاف ، ولا يزعلون لانها اوصاف اطلقها القرآن على الههم ؟
نحن البشر لا نقبل ان نوصف بهكذا اوصاف قبيحة لا تليق بالشخص الذي يحترم نفسه ، فكيف نقبل ان نصف بها الله ؟
ان كان القرآن يتساهل في اطلاق هذه الاوصاف على رب السماء والارض ، فلا نستغرب ان وصف القرآنُ اللهَ بالتحريض على القتل و اغتصاب المحصنات من النساء وسرقة اموال الناس بمسى الغنائم والجزية والكذب في ثلاث حالات والتقية والمعاريض ، فإن كان رب القرآن بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص .
رب القرآن لا يحمل بين صفاته المحب والمسامح للخطاة وغافر خطايا من اذنب ، ويطلب توبة الخاطئ ، لكنه يحث على الجهاد و القتل و قطع الرؤوس واغواء اتباعه المؤمنين بمحمد بالجنس في الارض بنكاح النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت الايمان بلا حدود. وفي الجنة بنكاح الحوريات والوصيفات بفرج لا يحف و ذكر لا ينثني كما قال الرسول الكريم . كما امر رب محمد رسوله [ ان يقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله . وان فعلوا ذلك عصموا دمائهم وأموالهم من سيفه ]. هذا كلام وكانه صادر عن سفاح وقاتل وزعيم عصابة مافيا وليس رسولا من الله ، زعيم يطلب السمع والطاعة من رعيته، وان لم يفعلوا كانت دمائهم واموالهم مستباحة تحت ضل سيفه ورمحه ، فما الفرق بينه وبين ابو بكر البغدادي ؟
يخاطب هذا الرسول اتباعه عن اهل الكتاب المؤمنين بالله القدوس الحقيقي قبله بمئات السنين قائلا لهم : ” قاتلوا الذين لا يؤمنوا بالله وباليوم الآخر و لا يحرموا ما حرم الله ( ورسوله) ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب (وليس عبدة الاصنام) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون !!
انه التحريض على قتل اهل الكتاب ، ودفعهم لترك دينهم الاصلي بالتخويف بالقتل او بدفع جزية له من اموالهم وهم صاغرين اذلاء كي يعصموا دمائهم و رقابهم من سيوفه . هل هذا منطق اله السماء ام نهج زعيم عصابة قطاع طرق ؟
انه الارهاب بعينه يطبقه على الناس ، وتخويفهم كما قال: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم !! باسم الله والايمان به يمارس الارهاب و القتل وقطع الرؤوس .
هل هذا كلام اله المحبة والسلام ام تهديد شيطان رجيم . فمن تعبدون ايها المسلمون ؟
يقول النبي اشعيا في سفره:
” الله يحبك ويباركك ، ويبارك ثمرة بطنك ، وثمرة ارضك ، قمحك وخمرك و زيتك، ونتاج بقرك و إناث غنمك على الأرض التي أقسم لأباءك انه يعطيك اياها “..
هذه محبة الله لعبادة واولاده ، فأين هي محبة اله الاسلام ؟
لم ترد كلمة محبة الله للناس في كل ايات القرآن ، بل تكررت كلمات القتل والنكاح والاغتصاب و الغنائم عدة مرات . يحب اله الاسلام الناس ان يقاتلوا في سبيله ، يقتِلوا ويُقتلوا ، يحب سفك الدماء ، لا غفران الخطايا و التوبة والدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة . اله الاسلام لا يهدي الخطاة الى طريق السماء بالتوبة ويغوي رسوله من يُقتل في سبيله بنكاح حور العين [بذكر لا ينثني و فرج لا يحفى دحما دحما] .
يقول طه حسين في قصيدته :
تـقيم بالســـيف عــدلاً فـعدلك في سفك الدمـاء
فيا خـالق القاتـلين قـل لي أين هو اله الضعفاء
هل جنـتك كــفاحٌ وصـياحٌ وأيـلاجٌ دون إنــثناء
تجدد الحـور الثيب بكراً وأنت من تقوم بالرْفاءِ
هل كـنت أعــبدُ قـواداً يلهـو في عقول الأغبياء
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء
فمن هو اله القرآن ومن هو رسول الشيطان ؟