نادية عبد النبي والهاربين من أتون الإسلام

نادية عبد النبي والهاربين من أتون الإسلام
مجديوس السكندري
قابلت الاخت (نادية عبد النبي) وقد لفت انتباهي كم الأمان والهدوء والسلام الذي كان مرتسماً علي وجهها عندما ابتدأت تحكي لي بعض من مقتطفات قصة تحولها قائلة:
قد لا تتخيل معي عزيزي مقدار الصدمة والكارثة التى أصابتني حينما قمت من النوم وأنا أصرخ من شدة الكابوس المُرعب الذى أقتحم منامي حينما شاهدت جموع الناس راكضة مذعورة يصرخون من الخوف والهلع فارين من شخص يطاردهم شاهراً سيفه خلفهم،
ومن شدة الزحام والفزع وسرعة محاولة الهروب من هذا المطارد كان البعض يسقطون، يدوس بعضهم البعض ليتحولون إلى إشلاء على الارض.. تسحقهم أقدام الخائفين!!!!
أقتربت من جمهور الفازعين بداءت آجرى معهم والخوف ينتابني.. وبينما أنا آجرى شاهدت أحدى قريباتي تجري بجواري، سمعتها تقول لي:
أسرعي لا تتوقفي هيا بسرعة.. سألتها عن الشخص الإرهابي الذى يطاردنا؟
قالت لي: أنه سيدنا محمد!!!
يادي المصيبة.. سيدنا محمد يطاردنا!!! .. ياللهول.. ومن شدة الخوف سَقط على وجهي.. والهاربين يدوسون علىّ بأقدامهم الثقيلة.. وكأنني تحت حذاء ضخم جداً دهسني بكل قوة.. أستيقظت من كابوسي، أتوأه باكية من شدة الألام وأنا أصرخ مرددة:
” الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ” أمين,
بعدها قمت بالمسح على وجهي.. أستغفر وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. ثم قمت بترديد الفاتحة مرة آخرى.. ثم قمت بالوضوء، صليت الفجر حتي تهداء نفسي المضطربة.. ولكن كيف تهداء نفسي وأنا أتذكر قول الرسول صلي الله عليه وسلم:
” من رأني فى المنام فقد رأني فأن الشيطان لا يتمثل بي ” وفي رواية أخرة ” من رأني فى المنام فقد رأني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي . ”
وفي رواية آخري: ” لا ينبغي للشيطان أن تمثل في صورتى”؟
قررت بعدها أن أستخير بالله وأتلو دعاء الإستخارة .. حتى توقف ذهني عن سيل الأسئلة التى نزلت على رأسي كالوابل.. بعدها قررت أن أنام والدموع تملأ عيني.. لم أدرك كم من الوقت مضى حتي أستغرقت فى النوم..
فجأة وجدت نفسي فى نفس المشهد السابق.. نفس الصرخات والفزع وأنا تحت الأقدام أصرخ.. آتألم.. أتوجع..
فجأة أختفت دهسات الأقدام.. أختفي الجميع.. رفعت وجهي ونظرت إلى الوراء.. قد رأيته.. نعم رأيته..
أنه النبي محمد، وجهه أسود كالعبد، له أنف غليظة وعيناه حمراء كالدم، يرتدى قفطان رمادى اللون ملطخاً بالدماء, وفى يده سيف مسلول كبير تسيل منه الدماء {ولا أعرف كيف عرفته أنه هو محمد}..
صرخ في وجهي صرخة أفزعتني.. رجفت منها كل عظامي وأسطكت اسناني من شدة الرعب، قائلاً:
” أنا محمد هاها أني انا محمدأً رسول للأنس والجن..
ثم بدأ يتمتم ويهذى بكلمات لم أفهمها”!!!
بعدها أحسست وكأن طبلة أذني قد أنثقبت وسمعت صوت وش..
صرخت ولم أسمع صوت صرخاتي وهو يلوح بالسيف فى وجهي..
أقترب مني أكثر فأكثر والفزع يقتلتي وهو يقترب أكثر و أكثر مني..
صرخت وأنا أبكي وناديت بأعلي صوتي وقلت:
“يا رب أرحمني أرجوك أرحمني يارب”..
فجأة تلاشت الصورة.. نعم تلاشت صورة محمد من أمامي.. أختفي كأنقطاع الإرسال التلفزيوني..
ظهر أمامي شخصاً عجيباً لم أجد كلمات لتعبر أو تصف أو حتى نعتاً يليق بجماله المشع بالمحبة والقداسة والطهارة والوداعة والفرح والسلام..
نعم أبرع جمالاً من بني البشر أنسكبت النعمة من شفتيك لذلك باركه الله إلى الأبد..
بالرغم من مرور ثلاث سنوات على هذه الرؤيا أو الحلم لا أعلم، إلا انني لا استطيع أن أنسي جماله الفتان الذى سباني وقد غمرني بالإطمئنان والمحبة والفرح والسلام..
نعم لقد فاض علي بالسلام حتى صار كأسي ريا، وأدار سلامي كنهر..
بعدها آخذني من يدى وأنتشلني من حمئة خوفي وطين خطاياي، مثبتاً أقدامي على صخرة الإيمان..
رفعني وجدتني أسير فيه لا أعرف كيف؟
أتحرك دون أن تتحرك قدماي وكأنني محمولة..
دخل بي إلي كنيسة كبيرة..
كنت أول مرة أدخل فيها كنيسة، التى لم أراها فى حياتي..
كنيسة فيها ثلاث شيوخ ذقونهم طويلة، أكثر بيضاً من الثلج..
يرتدون ملابس ناصعة البياض وعليها رسومات مقصبة، موشاة بخيوط الذهب على هيئة صلبان مذهبة غاية فى الروعة والجمال و الفن..
وجوههم مملوئة بالورع والدعة والوقار وأمامهم مكتب كبير مستدير وأمامهم صليب خشب كبير..
لكن ياللي العجب أنه هو نفسه.. نفس هذا البارع الأبرع جمالاً من كل البشر.. هو نفسه الشخص المُعلق على الصليب..
لقد لفتت نظري المسامير التي فى يداه وأقدامه وجنبه المطعون و الشوك الذي على رأسه والدماء تملأ كل جسده النحيل..
ثم حولت نظري ونظرت لهذا العظيم البارع الكامل الأوصاف فأبتسم لي..
نعم أبتسم لي..
ثم آخرج يده النورانية من ملابسه البلورية الأنصع بياضاً من الثلج،
تشع بألوان الطيف كقوس القُزح،
أراني كفا يداه النورانية وبهما ثقب من أثر المسمار..
وقتها فقط فهمت وعلمت أن المصلوب هو نفسه الله المتجسد الذى ظهر فى الجسد فى الرب يسوع المسيح..
نعم المصلوب هو الله الظاهر فى الجسد أى الانسان يسوع المسيح،
وجدتني لا شعورياً أقول: ” المصلوب هو الله نعم هو الله “..
أستيقظت وياليتنى ما قمت لأحيا فى هذا المجد للابد..
خرجت من ألذ لحظات عمري نعم انها اللحظات المجيدة التي اخرجتني من الموت إلى الحياة ومن الظلمة للنور..
نعم استيقظت من نومي..
قمت وأنا فى قمة الفرح..
ولساني ينطق بأسم لم أكن أعرفه من قبل وأقول وأنا مغمورة بالفرح والسلام:
” أحبك ربي يسوع، هللويا ” !!!!
نعم بكل قوة وفرح وكل جسدي يهتز، لساني يتحرك بشدة فى فمي ولا أستطيع أن اسيطر على تمتماتي..
قلبي يرقص.. بدني يرتجف من شدة الفرح..
ما هذا السلام والأمان والطمأنينة والفرح الذي غمر كل كياني..
ذهبت إلى كليتي وكلي أصرار للأعتذار لصديقتي المسيحية “ن مرقس” عن كل ماسببته لها من ألم نتيجة إضطهادي لها وتضيقي عليها، أنا وصديقاتي..
وكم أشعر بالخزي يوم بثقت عليها ياللى العار..
وجدتها تقف بجوار باب المكتبة.. ركضت إليها.. لم أستطيع أن أرفع رأسي أمامها أو أنظر فى عينيها.. قلت لها:
“من فضلك سامحيني، عايزه أقولك بحبك بجد، وأقبلي ان أكون أختك..
بكيت وبكت بحرارة حينما أنحنيت وقبلت يديها الرقيقة التي رأيت فيها نفس ملامح يد الحبيب المثقوبة..
نعم رأيتٌ أثار المسمار فى يدٌيها..
حضنتها بكل قوتي..
وأختلطت دموعنا …
ولكنها أبتعدت عني بعدها بسبب الخوف رغم أننا فى سيكٌشن واحد ، بسبب أشتراكنا فى الحرف الأول من أسمائنا..
وأنا ألتمس لها كل العذر.. أحبها بمحبة الرب يسوع المسيح المنسكبة فى قلبي بالروح القدس..
وكم من مرة هٌرب جيراننا المسيٌحيين مني حينما كنت أحاول الأقتراب منهم بسبب ما يعٌرفوننا به من تعصب أعمى، حيثٌ كأن أبي يعٌمل موظفاً كبيراً بوزارة العدل..
وكم من مرة كان يتفاخر أمامنا بما فٌعله مع المشركينٌ أعداء الله والرسول وكان يحٌكي لنا كيفٌ يتٌفنن و يتٌلذذ بأيذائهم و يرٌدد النص القرآني القائل عن الذينٌ أوتوا الكتاب من قبلنا أى اليهود والنصاري:
” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ …… (28) قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)” (سورة التوبة 9 : 14 – 29)..
وكثيراً ما تٌغامزنا وتنابزنا على المسيحيين بالألفاظ مع أبي حينما نراهم، بينما يطٌلق عليهٌم لفظة “النجسون الصاغرون”..
ولا أنسى يوم قالت له جدتي أنها سمعتني أصرخ بالليلٌ وكنت أقول:
“أحبك ربي يسوع”،
وسألت والدي قائلة ومن هو هذا ال يسوع؟
وكان هذا بعد رؤيتي بثلاثة أيام..
نظر إلى بخبث وعيونه مملؤة بالشر والدهاء بعد أن أحمرت لتذكرني بعيون الغدر التى رأيتها فى عيون محمد مما أرعدني وقمت مسرعة من أمامه..
ليلتها حلمت بأنني أسير فى الشارع التى نسكن فيه.. لفت نظري بأن حائط المسجد الملتصق بمنزلنا منهاراً وعمود بيتٌنا مكسور والحديد قد برزت منه..
شعرت بقبضة قويهٌ فى صدري، قمت من نومي وأنا أقول: ” يا ربي أرحمني بأسم الرب يسوع المسيح “،
بعدها بنصف ساعة صرخت أمي..
لقد وقع أبي لافظاً أنفاسه..
وكم كنت حزينة على فراقه لولا أن جائني الرب يسوع فى ثانى يوٌم.. أخذني فى حضنه..
نعم فى حضنه صدقوني أنه أعظم رب وأحن أب لي.. كم يعوزني الوقت لكي أروى كم أحسانات ومعاملات الرب معي..
نعم غيرني إلى تلك الصورة عينها من مجد لمجد كما للرب الروح القدس..
نعم حبيبي أجلسني معه فى السماوات عن يمين الأب.. أنها أعظم قصة عشق أنعشت روحي.. “أنا لحبيبٌي و حبيبي لي الراعي بين السوسن”( نشيد الانشاد 6 : 3).. أنا لحبيبٌي و إلي أشتياٌقه ” (نشيد الأنشاد 7 : 10).. ياٌله من أمتياٌز رائع أن أجد أعظم إله ملك الملوك ورب الأرباب يشٌتاق إلي أنا.. على صورته وشبهه.. نعم يشٌتاق إلى أنا يشٌتاق لشركتي معه.. نعم كم احبه.. هللويا احبه.. واحبه..نعم يارب يسوع المسيح احبك ..
الأخت
مارى بطرس
(نادية عبد النبي، بالميلاد الجسدي)
15 يوليو 2006
https://www.youtube.com/watch?v=JelGK3I3rvE
https://www.youtube.com/watch?v=ouLm85LGfCs