دراسات قرأنية

لماذا تعـدّدتْ المصاحف واختلفتْ؟

طلعت رضوان


لماذا كان عمر بن الخطاب يكره عبد الله بن مسعود؟
لماذا تأخر وضع النقط على الحروف مائة سنة ؟
يتجاهل أصحاب العاطفة الدينية التعرض لما حدث من الخطوة التى اتخذها الخليفة عثمان بن عفان الذى أمر بحرق العديد من المصاحف، ونبـّـه على ولاته فى العراق والشام قائلاً :

” إذا اختلفتم فى عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فالقرآن نزل بلسانهم ، فحـُـرقتْ المصاحف بالعراق بالنار” .

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص27

وأنّ عثمان طلب من حفصة (زوجة النبى) أنْ تــُـرسل له المصحف الذى لديها فرفضتْ فى البداية ثم أرسلته إليه فأخذه مروان فحرقه

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص16

وأنّ على بن أبى طالب أكــّـد على أنّ عثمان حرق المصاحف وقال :

“لو لم يصنعه هو لصنعته ” ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص19

وأنّ عثمان قال :

” فى القرآن لحن وستــُـقيمه العرب بألسنتها” ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص 41

وأنّ الحجاج بن يوسف غيّــر فى مصحف عثمان أحد عشر حرفــًـا .. وذكر تفاصيل الاختلاف.

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص59


وأما عن تعدد المصاحف فقد ذكر عشرين مُـصحفــًـا مثل :

مصحف على بن أبى طالب ،

مصحف أبىّ بن كعب ،

مصحف عبد الله بن مسعود ،

مصحف عبد الله بن عباس ،

مصحف عبد اله بن الزبير،

مصحف عبدالله بن عمر،

مصحف عائشة ،

مصحف حفصة ،

مصحف أم سلمة (زوجة الرسول) إلخ.


ومن بين أمثلة الاختلافات أنّ آية :

“فما استمتعتم به منهنّ فآتوهنّ أجورهنّ فريضة” ..

فإنّ ابن عباس قرأها :

فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مُـسمى” .. بل وذكر عدة مصادر ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص91

وقرأ “فإنْ آمنوا بالذى” بينما فى المصحف الحالى “فإنْ آمنوا بمثل(سورة البقرة2 : 137) ..

وفى (سورة آل عمران 3 : 104) : أضاف إليها عبد الله بن الزبير “ويستعينون بالله على ما أصابهم” .. وهى ليستْ موجودة فى المصحف الحالى .

وفى مصحف عائشة ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ” .. وهذه الزيادة وردتْ أيضـًـا فى مصحف حفصة وفى مصحف أم سلمة.

بينما هى فى المصحف الحالى بدون صلاة العصر .. أنظر (سورة البقرة2 : 238) ..

وفى (سورة الأحزاب 33 : 56) أضافتْ عائشة ..” والذين يـَـصلون الصفوف الأولى” ..

وفى مصحف عكرمة ” وعلى الذين يـُـطوّقونه” .. ووردتْ كذلك فى مصحف سعيد بن جبير، بينما هى فى المصحف الحالى ” وعلى الذين يُطيقونه(سورة البقرة 2 : 184) ..

وقرأ سعد بن مالك “ما ننسخ من آية أو ننساها” .. بينما هى فى المصحف الحالى “أونــُـنسيها” .. (سورة البقرة 2: 106) ..

وأنّ آية “منهم قسيسين ورهبانــًـا” (سورة المائدة5 : 82) قرأها البعض “منهم صديقين” .. بدل “قسيسين” ..

وعلى بن أبى طالب قرأ “وآمن الرسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون” بينما هى فى المصحف الحالى

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون(سورة البقرة 2 :285) ..


وفى مصحف عبد الله بن مسعود قرأ “إنّ الله لا يظلم مثقال نملة” بينما هى فى المصحف الحالى “إنّ الله لايظلم مثقال ذرة” (سورة النساء4 : 40) ..

وقرأ “واركعى واسجدى فى الساجدين” بينما هى فى المصحف الحالى “واسجدى واركعى مع الراكعين(سورة آل عمران 3 : 43) ..

وقرأ فى (سورة البقرة 2 : 198) “فى مواسم الحج فابتغوا حينئذ” وهى غير موجودة فى المصحف الحالى .

وقرأ “من بقلها وقثائها وثومها” بدلا من “وفومها” كما فى المصحف الحالى فى (سورة البقرة2 : 61)

.

وفى سورة العصر أضاف “وإنه فيه إلى آخر الدهر” وقرأ “ولكل جعلنا قبلة يرضونها” بينما فى المصحف الحالى “ولكل وجهة هو مُـوليها” (سورة البقرة2 : 148) ..

وقرأ “البقر مُــتشابه” بينما فى المصحف الحالى “تشابه” (سورة البقرة2 : 70) ..

وقرأ “وإنّ حقيقة تأويله” وفى المصحف الحالى “وما يعلم تأويله إلا الله(سورة آل عمران 3 :7) ..

وقرأ “إنّ الدين عند الله الحنيفية” وفى المصحف الحالى “إنّ الدين عند الله الإسلام(سورة آل عمران 2 : 19) ..

وذكر السجستانى اختلاف مصحف ابن مسعود فى سور كثيرة.

وذكر أنّ عمر بن الخطاب كان يغضب كلــّـما جاءتْ سيرة ابن مسعود ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص152


وأنّ سورة (الإسراء) اسمها (سورة بنى إسرائيل) وأنّ البعض كتب (الأقصا) بالألف كما وردتْ فى المصحف الحالى (سورة الإسراء17 : 1) وليس (الأقصى) وذكر عدة أمثلة عن اختلاف طريقة كتابة الكلمة ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- من ص 118 – 127 .

وأنّ عبد الله بن زياد زاد فى المصحف ألفىْ حرف وأنّ الحجاج بن يوسف أيـّـده فى ذلك ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص129

ونقل السجستانى آراء كثيرين اتفقوا على جملة واحدة “جرّدوا القرآن ولا تلبسوا به شيئـًـا” أو “لا تخلطوا به شيئــًـا” ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص154 – 157

وذكر تفاصيل الدور الذى قام به يحيى بن يعمر أول من وضع (النــُـقط) على الكلمات فى المصحف بينما اعترض كثيرون فقال أحدهم “وددتُ لو أنّ أيدى من وضعوا النقط قــُـطعتْ” ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص158 – 164

وخصّص فصلا عن (حروف كــُـتبتْ على غير الهجاء) مثل “العلمؤا(سورة فاطر35 : 28) أى العلماء. و“برءاؤا(سورة الممتحنة 60 : 4) أى أبرياء.

وأنّ عمر بن الخطاب قال بعدم شراء أو بيع المصاحف.

وأنّ ابن عمر قال “وددتُ أنّ الأيدى تــُـقطع فى بيع المصاحف ” ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص179 – 181

أما رسول الله فقد نهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو.

وقال “إنى أخاف أنْ يناله العدو” ..

انظر كتاب المصاحف – السجستانى – دار الكتب العلمية – بيروت – عام 1985- ص205 – 206

وأعتقد أنّ تلك الجملة التى قالها نبى الإسلام فيها أدق وأهم وأكبر دليل على أنّ الغزاة العرب لم يكن يهمهم نشر الإسلام، ولم يكن هدفهم، وإنما كان هدفهم الأول والأخير هو احتلال أراضى الغير ونهب موارد الشعوب تحت مُـسمى (الخراج) ومُـسمى (الجزية) …
أعتقد أنّ كتاب المصاحف ل (السجستاتى) يُـثير العديد من الأسئلة لعلّ أهمها لماذا التعتيم على هذا الكتاب ؟ ولماذا لا تدور حوله مُـناقشات (علمية) عن أسباب تعدد المصاحف واختلافها؟ ولماذا أمر عثمان بحرق المصاحف السابقة على مصحفه الذى ساد وعُـرف ب (مصحف عثمان) ؟
هامش: السجستانى (817- 888) أى مع بداية القرن الثالث الهجرى . وسجستان شرق إيران وقسم منها جنوب أفغانستان . وقد اختلف السجستانى مع مسلم والبخارى فى صحيحيهما.

Sakr EL Majid

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى