مجدي تادروس .. كاتب القرآن يقر معترفاً بأن الله كفر عنا سيئاتنا بيسوع المسيح

كاتب القرآن يقر معترفا أن الله كفر عنا سيئاتنا بيسوع المسيح
مجدي تادروس
قبل البدء فى موضوع الكفارة وكيف سيكفر الله عن سيئاتنا؟ ولمن سيدفع الله الكفارة أو الدية أو الفدية لتغطية سيئاتنا؟ علينا أن نتفق على بعد الثوابت فى الإسلام، وأولها أنك لن ندخل الجنة بأعمالك ولكن بِرَحْمَةٍ مِنْهُ:
قال مُحمد فى صحيح مُسلم – كتاب “صفة القيامة والجنة والنار” – مجدبَاب لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ بَلْ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى:
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8151&idto=8159&bk_no=53&ID=1312
وفى صحيح البخاري– كتاب “الدعوات” – بَاب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ:
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=11534&idto=11535&bk_no=52&ID=3524
بل ويؤكد القرآن فى (سورة مريم 19: 71):
” وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا {أى الدخول والورود جهنم} كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا “..
فمحمد يستغفر الله فى اليوم سبعون مرة و لن يدخل الجنة بعمله، وسيرد جهنم .. فاين تذهب أنت؟
ولكن ما الحل؟
يقول القرآن الحل هو الغفران {هى نفس كلمة الكفارة} وأن الله غفور رحيم وهذا ما ورد فى (سورة الفرقان 25 : 70):
“… إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا “،
وفى (سورة البقرة 2 : 284):
“… فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “.
ولكن كيف يبدل الله السيئات حسنات وعلى أى أساس يغفر لمن يشاء وهل يُفضل أحد ويغش أخر فيبرئ المُذنب ويُذنب البرئ أليس هذا غشاً فى ميزان العدالة ؟
حاشا لله أن يفعل ذلك لأن القرآن يقول ان الله سيكفر”أى يدفع ويسدد ويغطي” عنا سيائتنا..
ولكن ما معني الكفارة فى الفكر الإسلامي؟
الكفارة هي ما يُكفر به الآثم من صدقة أو صلاة أو عمل بدني نتيجة ارتكابه ذنب أو خطأ أو منقصة أو غير ذلك، وسميت الكفارات بهذا الاسم؛ لأنها تكفر الذنوب وتمحوها وتسترها،
ويقول القرآن فى (سورة الأنفال 8 : 29):
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا {كلمة سريانية معناها خلاصاً} وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ “.. أى أن هذا الخلاص سيكفر عنكم سيئاتكم!!!
يقول الطبرى فى تفسيره للنص:
“ويكفر عنكم سيئاتكم”: ويمحو عنكم ما سلف من ذنوبكم بينكم وبينه، “ويغفر لكم”: ويغطيها فيسترها عليكم، فلا يؤاخذكم بها” ..
يقول كاتب القرآن أيضاً فى (سورة محمد 47 : 2):
” وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ “.
وفى (سورة التغابن 64 : 9): ” يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “.
وبحسب (سورة المائدة 5 : 12):
” وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ” .
وفى (سورة آل عمران 3 : 195):
” فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ“.
وفى (سورة آل عمران 3 : 193):
“رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ“.
وفى (سورة الأنفال 8 : 29):
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ “.
وفى (سورة العنكبوت 29 : 7):
“وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ “.
وفى (سورة التحريم 66 : 8):
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
وفى (سورة البقرة 2 : 271):
” إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ “.
وفى (سورة النساء 4 : 31):
” إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا “.
وفى (سورة الفتح 48 : 5):
” لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا “.
وفى (سورة التحريم 66 : 8):
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
وقد أجمع المفسرون على معاني كثيرة للكفارة مثل
دفع الفَدية والدية فَدَيتُه بمالي وفدَيتُه بأبي وأمّي، كأنه اشتراه بما قَدَّم،
“الفدية” هي ما يقي به الإنسان نفسه من العقاب أو الذنب..
وأيضاً كلمة ” البَذْل”وكلمة “التضحية” بمعنى الفِداء والضحِيَّة أو الأُضْحِيَة في الشرع هي الذبيحة والقرابان التي يقدمه الإنسان ويتقرب به لقصد التكفير عن ذنبه،
ولعل استعمال كلمة “التضحية” بمعنى “الفِداء” كان على تشبيه الإنسان الذي يقدم روحه فداءاً لعقيدته، بِمَن يَذبح هذه الروح ويجعلها ضحية وفداء،
وهذا ما جاء فى قول القرآن في شأن الذَّبيح ابن ابراهيم فى (سورة الصافات 37 : 107): “وفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيْم“..
أي جعلنا هذا المَذبوح كفارة وفِداءً لَه {لابن إبراهيم}، وخلصناه به من الذَّبح”.
وكلمة “الكفارة” مشتقة من كلمة “الرحمة”، وهي مأخوذة أيضاً من الكلمة covering أي تغطية أو ستر، وهى نفس كلمة (cover) والمعنى يغطي.. وغطاء السيئة أو الخطية هو السداد عنها.. وبذلك نقول كفّرها أي غفرها أو غطّاها. والفعل “كَفَر” معناه “سَتَر”.
ونقول كفَر الفلاح الحبوب، أي “سترها” بالتراب، أى دفنها لتأتي بالثمر، ثلاثون وستون ومأئة وهذا ما أكده السيد المسيح حينما قال عن نفسه فى (إنجيل يوحنا 12 : 24):
” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ {رمز من رموز موت المسيح} فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.“.
والفعل “كفَّر” يراد به المبالغة في الستر مثل الفعلين: فتَّح وقَفَّل.. أما إذا استعمل حرف الجر “عن” بعد الفعل الأخير “كَفّر” فيكون المراد به تقديم التعويض اللازم عن الخطيئة أو عن إنسان مُذْنِب.. والسؤال:
كيف يكفر الله سيئاتنا ؟ وكيف يدفع الله هذه الكفارة لله؟ ولمن يدفعها؟
يختلف الإسلام عن الشريعة اليهودية وعن المفهوم المسيحي فى موضوع الكفارة حيث أن الكتاب المقدس يقولها بكل صريحة فى قول كاتب (الرسالة للعبرانيين 9 : 22):
“بدون سفك دم لا تحصل مغفرة “..
ويعتقد اليهود ان الذبائح الحيوانية تكفى للتكفير عنه ورفع ذنبه، بينما الفكر المسيحي يقول أن الذبائح الحيوانية كانت رموزاً لكفارة المسيح وموته على الصليب..
فيقول كاتب (رسالة العبرانيين 9 : 13 – 17):
” ١٣ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، ١٤ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ،{الذى سفكه على الصليب} الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! ١٥ وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. ١٦ لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. ١٧ لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا.“.
وهنا يقول الكتاب: أذا الذبائح والأضاحي كانت تطهر الجسد فالذبح العظيم الرمز ليسوع المسيح يطهرنا من كل خطية روحياً ونفسياً وجسدياً ويحولنا لصورة الرحمن مرة أخري.. فالصليب هو الحل ..
للمزيد حول هذه الموضوع أقرأ الصليب هو “شهادة الوفاة” التى تجعلك وارثاً للحياة الأبدية
وأيضاً عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!
وكما يقول كاتب القرآن فى (سورة الصافات 37 : 107):
“وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ“..
وهو الحل الإلهي ليعود ابن إبراهيم حياً والعجيب أن يتفق المفسرين للاية أن هذا الكبش الأقرن هو نفسه الكبش الذى قدمه هابيل ذبيحة وتقبله الله منه..
ويقول بن عباس:
” خَرَجَ عَلَيْهِ كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ رَعَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا {أى اربعون سنة ولا نعرف كيف؟}، فَأَرْسَلَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ وَاتَّبَعَ الْكَبْشَ.. الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرَّبَهُ ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ “..
ولنا أن نسال:
إليس هذا الكبش رمزاً للذبيح العظيم الذى لم يستنكف أن يكون عبداً لله (سورة النساء 4 : 172) .. ليموت من أجلك على الصليب لينقذك من الموت الأبدي مكفراً عنك سيئاتك ليدخلك جنات تجري من تحتها الانهار؟
كيف قام هذا الكبش من الموت بعد أن قدمه هابيل وأحترق ليعيش 40 خريفاً أى 40 سنة فى الجنة ثم ينزل لفداء ابن إبراهيم
وبين إبراهيم وهابيل قرابة 2000 سنة أى عشرون قرناً كما قال ابن عباس؟
هل كان الكبش الذى ذبحه إبراهيم فدوة وكفارة عن ابنه إسحق هو الذبح العظيم أم هو رمزاً لعمل عظيم يتم من خلال المسيح؟
ونحن نقول أن العظمة لله، وهل يصح أن أخطأت لرئيسك فى العمل تصالحه بتقديم خروف أو تيس؟
قد يقول احدهم:
ما الحاجة إلى فادي وصليب؟ و لماذا الصليب ولماذا لا يغفر للناس كغفور رحيم دون الحاجة للصليب؟
ونحن نسأل السائل:
لماذا كلف الله النبي نوح ببناء فلك فى ألف سنة إلا خمسين كقول القرآن فى (سورة العنكبوت 29 : 14):
” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”..
ولماذا لم يقل أنه غفور رحيم وينهي الأمر عند هذا الحد؟
عندما أخطأ أبونا أدم وسقط نتيجة آختياره الخاطئ بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر{الشجرة التى أوصى الرب أدم أن لا يأكل منها}.. وسقط محكوماً عليه بالموت .. ” لأن أجرة الخطية هى موت ” (رسالة رومية 6 : 26 ).. ولأن آدم كان بذرة الشجرة الإنسانية ورأسها أصبح فاسد بفعل الخطية، بل وتحول لخميرة الفساد لكل نسله.. لذلك يقول الكتاب فى (رسالة رومية 3 : 12) أن:
” الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَوَاحِدٌ.“..
وبأن الله عادل ورحيم، والإنسان مدان أمام عدل الله ومحكوم عليه بالموت.. وبمحبته الكاملة وبرحمته يطالب الصفح والغفران للانسان، فأصبحا العدل والرحمة ضدان لا يلتقيان.. وصفات الله متساوية فى عملها لا يغلب أحدهما الأخر..
فكيف للعدل الإلهي والرحمة أن يلتقيا؟
لك أن تتخيل معي، أذا قتل أحدهم شخصاً وذهب إلى البوليس وسلم السلاح المُستخدم فى القتل وأرشدهم عن جثة القتيل وتم القبض عليه وبعدها وقف أمام القاضي قائلاً له:
أننى سأقوم بدفع كل ما أملك صدقة وهبة للفقراء والمحتاجين.. وسأقوم بأداء كل الفروض وتكاليف العبادات، بل وأصلي الفرض بفرضه، وأقوم بعمل النوافل، صلاة التهجد وقيام الليل.. وسوف أسع وأحج بيت الله والقيام بأداء العمرة.. وأصوم رمضان، مع صيام كل يوم اثنين والخميس وأصوام المواسم كلها .. فأنا نادماً تأباً أتوب الأن أمام الله وأمامك ولن أفعل ذلك فيما بعد ياسيادة القاضي الرحيم..
فهل سيفرج عنه القاضى؟
طبعا لا .. وهذا مافعله محمد مع الزاني المدعو {الإسلمي}.. كما ورد فى (صحيح البخاري – كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة – 13 – باب: هل يقول الإمام للمقرِّ: لعلك لمست أو غمزت – الحديث رقم 6438 ).. عندما أعترف بزناه وتاب إلا أن محمد رجمه بعد أن تاب..!
هذا عكس مافعل الرب مع التى أمسكت فى ذات الفعل فقد قال لها ولا أنا أيضاً أدينك، أذهبى بسلام.. لقد غفر الرب خطاياها لآنه بعدها قد صُلب من أجلها رافعاً عنها كل خطاياها ومكفراً عنها سيئاتها وكل خطايا البشر على خشبة الصليب.. وفيه يقول المرنم فى (مزمور 85 : 10):
“الرحمة والحق إلتقيا ، البر والسلام تلاثما“.
ويقول القديس بولس الرسول فى (رسالة أفسس 2 : 16):
” يصالح الأثنين {الامم واليهود} فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به {أى بالصليب}.
ولكن من هو الفادي الذي يصلُح ليقوم بفداء الإنسان والمُكفر الذى يكفر عن سيئات الانسان أمام عدل الله؟
1- هل تنفع ذبيحة حيوانية؟
إذا كانت الكفارة تعني الستر والغطاء، فلا يصلح أن تكون الذبيحة أقل في قيمتها من قيمة الإنسان ليمكنها أن تكفِّر عنه، أي تغطيه وتستره. وعليه فلا تنفع ذبيحة حيوانية أنظر (رسالة العبرانيين 10: 3).
2- هل ينفع إنسان طبيعي؟
يجب أن يكون الفادي خالياً من الخطية. فلو كان خاطئاً، لاحتاج هو نفسه لمن يكفِّر عنه سيئاته وما صَلُح لكي يفدي غيره. ولهذا ففي العهد القديم، عهد الرموز، كان يلزم أن تكون الذبيحة بلا عيب. وعليه فإن الإنسان العادي، نظراً لأنه مليء بالعيوب، لا يصلح لكي يكفِّر عن البشر.
3- هل ينفع إنسان بار أى بلا خطية؟
مع أن كل البشر خطاة، وليس بار ولا واحد (رسالة رومية 3: 10). لكن هب أننا وجدنا شخصاً بلا خطية، فهل يصلح ليفدي ويكون هو الفادي؟
الواقع إنه نظراً لأن هذا الفادي مطلوب منه أن يفدي لا إنساناً واحداً بل كل بني البشر، فإنه حتى لو وجدنا الشخص البار، فإنه لن يصلح أن يقوم بفداء كل بني البشر، إذ يجب أن تكون قيمته أكبر من هؤلاء جميعهم معاً. وعليه فلا ينفع أن يكون إنساناً على الإطلاق.
4- هل ينفع أن يكون ملاكاً أو مخلوقاً سماوياً عظيماً؟
لنتخلص من المشكلة السابقة، هب أننا وجدنا مخلوقاً سماوياً عظيماً، قيمته أكبر بكثير من قيمة الناس، فهل يصلح هذا المخلوق أن يفدي كل بني البشر؟
الواقع إن الفادي لو كان مخلوقاً لا تكون نفسه ملكه بل هو ملك الله خالقها، وبالتالي فلا يحق له أن يقدِّم نفسه لله، إذ أنها هي أساساً ملك الله. وعليه فإن الملائكة ورؤساء الملائكة لا يصلحون أن يفدوا البشر، لأنهم مخلوقون من الله.. لذلك نقول على المسيح أنه مولود غير مخلوق.
5- من هو الفادي إذاً؟
إن هذا الشخص – بالإضافة إلى كل ما سبق – ينبغي ويتحتم أن يكون إنساناً لكي يمكنه أن يُمثِّل الإنسان أمام الله، أى يملك روحه ويقدر أن يقيم نفسه بعد موته.. أى الحي القيوم وبهذا وحده يمكن أن يكون نائباً عنه، وأن يمثله أمام الله..
أنظر مقالنا اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ “الْحَيُّ الْقَيُّومُ” من أسماء المسيح فى الكتاب المقدس
وأيضاً أولئك هم الوارثون
لقد دفع الله لله عنك كل سيئاتك ليدخلك فى محضره وتحيا معه لأبد الأبدين.. وكان الصليب هو الحل الإلهي والطريقة القانونية للدفع والتسديد والتكفير عنك لأنقاذك من طوفان غضب الله والحل لعطشك الروحي وعبورك لمجد الله وأنقاذك من الموت الأبدي.. والرب يسوع المسيح يتشفع لك كما
يقر كاتب القرآن ويؤكد ان المسيح يصلي ويتشفع ليخرج المسلمين من الظلمات للنور
ورجائي لك عزيز المظُلم أن تقبل عمل الصليب.. تعال لندعوا معاً رب العالمين الأن ليفتح ذهنك ويشرح لك صدرك لتعرف الحق الذى يحرر من قساوة الدينونة وبأس المصير لتتحول للحياة الأبدين وترث جنات خالدين فيها أبدا بعد أن كفر الله عنك جميع ذنوبك وسيئاتك بالمسيح..
قل له يارب أفتح بصيرتي لأعرف الطريق والحق والحياة..
أقبل عمل صليبك وأؤمن بانه هو الحل الوحيد للوصول إليك..
أشكرك لانك كفرت عني سيئاتي بالمسيح يسوع ربنا صورتك الجميلة المتجسد فى ارضنا..
يسوع المسيح إلهي الذى هو فى الأرض إله وفى السماء إله..
احبك من كل قلبي، قدرتي ومن كل نفسي وقوتي ولك روحي..
أمين ..
مجدي تادروس
نرحب بأى أسئلة حول هذا الموضوع..
للمزيد:
عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!
بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض
كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر
كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!
تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم