مجدي تادروس .. أولئك هم الوارثون.. كيف ترث الجنة؟

أولئك هم الوارثون.. كيف ترث الجنة ؟
قال القرآن أن صاحب الجنة وقف ليستقبل عباده المؤمنين قائلاً فى (سورة المؤمنون 23 : 10 – 11):
” أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) “،
مما سيجعل المؤمنين المشروح صدورهم يهللون قائلين:
“… وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ” (سورة القصص 28 : 58)،
ثم يشير لعباده على الجنة قائلاً :
” تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ” (سورة مريم 19 : 63)،
فصرخ إبراهيم داعياً لله قائلاً :
” وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ” (سورة الشعراء 26 : 85)،
ولكن بحسب فقه {قانون} المواريث
وحتى يتحول الله لموَرِث،
وجناته لإِرثْ،
يلزم بيان موت {شهادة وفاة تتحول إلى اعلام وراثة} الموصي {الله} حتى تتحول الجنات لميراث يرثها الذين لهم علاقة قانونية به عند التعصيب أى ابناء هو يتبناهم ليتحول الله لمُوَرث والمُعصَبين كالابناء لوارثين {البنوية هى العلاقة القانونية مع الأب} لينطبق عليهم القول ” أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ” ويرثون “جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ” فيرث الابناء كل أملاك الموَرث وتتحول إلى إرث خاص بالوارثين.
وكما يقول الكتاب المقدس فى (الرسالة إلى العبرانيين 9 : 16 – 17):
” لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، {أى وثيقة الأرث} يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. {أى شهادة الوفاتة التى تتحول قانونياً إلى اعلام وراثة}، لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا “.
أذاً كيف سنرث الجنة بحسب فقه المواريث؟
لكى تُرث الجنة عليك أن تكون ابن للمَورث {الذى هو صاحب الجنة} وبعدها يلزم بيان موت المَورث الذى هو بحسب النصوص القرآنية صاحب الجنة {اعلام الوراثة}.
أذاً لكي يرث المُسلم الجنة عليه أن يكون:
أ – له علاقة قانونية مع المُورث تؤهله لأن يرث أى ذو صفة قانونية للمُورث أى صاحب الجنة..
ب – يلزم بيان موت المُوَرث أى صاحب الجنة أى شهادة وفاته.
ابناء صاحب الجنة:
شهد كاتب القرآن بأن الذين أتوا الكتاب من قبله يقولون أنهم أبناء الله وأحباءه فقال فى (سورة المائدة 5 : 18):
” وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ”،
فأصطدم معهم لأنه لم يرى فيهم سمات الابن كحامل الطبيعة الإلهية أى مخلوق على صورة الرحمن بالرغم من أهميتها للأرث، فالبنوية هى العلاقة القانونية لتعصيب الوارث للمورث .. بل وظهر من رد كاتب القرآن على اليهود والنصارى كابناء لله عدم فهمه معني ” البنوة والأبوة ” التى أنحسرت لديه فى مدلولها الجنسي فقط فى إتخاذ الصاحبة والولد، ولا يعلم أن البنوة لها معاني روحية أعظم وأعمق من المدلول الجسدي وهى تعني على سبيل المثال لا الحصر:
أ – حامل الطبيعة..
فابن الانسان انسان وابن القط قط وابن الاسد اسد وأنت من خلال هذه العلاقة صرت تحمل طبيعة الله وتسرى سماته فى أعضائي .. على صورته كشبهه .. وهو قادر أن يغيرك لتلك الصورة عينها..
ب – الملازمة وعدم الإنفصال..
فأنت تسكن فى ستر العلي وفى ظل القدير الله تبيت أى أصبحت فى علاقة مع الرحمن وهو ملازم لك وكما قال كاتب القرآن فى (سورة التوبة: 9):
” … إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا {وكالعادة آختلف المفسرون حول المعية هل معية حسية أم معنوية؟} فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا … “.
وذكر كاتب القرآن “ابن السبيل ثمان مرات فى القرآن” أى الملازم للطريق.
جـ – تأصيل المعني وتأكيده..
كما نقول على أحد أنه عربي بن عربي أى تأصيل العروبة وتأكيدها فى هذا الشخص.
د – المساوة..
كقولنا أننا أولاد تسعه .. أو الأبناء فى سن العشرين..
وهناك الكثير من المعانى لكلمة ابن غير المعنى العضوي الذى فهم كاتب القرآن ..
ولكن كيف اكون ابن لصاحب الجنة؟
قال كاتب القرآن فى (سورة التين 95 : 4):
” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ “..
ودون كل المخلوقات الآخرى التي خلقها الله، أنت وحدك من خُلقت على صورة الرحمن، فأنت صنعته المُتميزة، وأنت أسمى جميع مخلوقاته، وهذا ما يجعلك الأفضل، مخلوق تحمل سمات الرحمن فى وجهك، أمر في غاية الدهشة ولكن هذا ما فعله الله جل جلاله ! فأنت مخلوق لتحيا الحياة الأفضل، حياة النصرة والغلبة على الخطية،
هذا ما أكده محمد فيما ورد فى صحيح البخاري – كتاب العتق – بَاب إِذَا ضَرَبَ الْعَبْدَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ – الحديث رقم 2421– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ محمد ” مَنْ قَاتَلَ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ صُورَةَ وَجْهِ الْإِنْسَانِ عَلَى صُورَةِ وَجْهِ الرَّحْمَنِ ” ..
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4656&idto=4657&bk_no=52&ID=1628
وورد فى صحيح مسلم شرح النووى – كتاب البر والصلة والأدب – باب النهي عن ضرب الوجه (الحشية 1) قال محمد : ” أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ “.
لذلك أنت أجمل بكثير من أن تكون حياتك متدهورة غير متزنة ! إذ قد خلقك لجلاله، وأظهار عظمته وصورته الأدبية الجميلة، أذ خلقك مشابهاً طبيعته وعلى صورته ..
حيث يقول كتابنا المقدس :
” ٢٦ وَقَالَ اللهُ:
«نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا {الله روح وجَبل (أى خلق) للانسان روحاً، له (نفس) التى هى المشاعر و الذهن و الأرادة … ويحملهما جسداً}،
فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ {بحراً} وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ {جواً} وَعَلَى الْبَهَائِمِ {براً}، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ،
وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» {أى سلطهم على كل البر والبحر والجو}.
٢٧ فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.
عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ {أى أن الرجل والمرأة على صورة الله}.
٢٨ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ:
«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا،
وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ
وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» (سفر التكوين 1 : 26 – 28).
وهذا ما أقتبسه كاتب القرآن من الكتاب المقدس عندما قال فى (سورة البقرة 2 : 30):
” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ {لم يقل خالق} فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً … “.
وكالعادة أختلف الفقهاء حول كلمة : “خليفة” لأن الخَلف لايأتى إلا من السلف …
فهل أدم ابن لبشر قبله أم هو أبن لله بالخليقة؟
وما زاد الخلاف قول كاتب القرآن فى (سورة أل عمران 3 : 33):
“إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى {أختاره من بين من؟} آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ “.. وأيضاً حديث خلقة آدم على صورة الرحمن” …
ولمعرفة المزيد حول هذا الخلاف يمكنك الأطلاع على كتاب:
” عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن ” تأليف حمود بن عبدالله بن حمود التويجري – الطبعة الثانية 1989 – المملكة العربية السعودية الرياض تحت رقم 11461 – دار اللواء – ولتحميل الكتاب من على النت:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=63934#gsc.tab=0
فأنت عائلة الله المنظورة على الارض:
لأنك مخلوق على صورة الرحمن لتكُون من أفراد عائلتة الانسانية الرائعة التى تحمل صورته الروحية للتمتع والتلذذ بمعيته ووجوده فى حياتك من خلال أعظم علاقة انسانية وهى علاقة أب وابن … وذلك الأب يقول فى كتابه المقدس (سفر الأمثال 8 : 31 ):
…” لذاتي {كل تلذذي} مع بني آدم”..
ويخطئ من يدعى أن الله قال ماقاله كاتب القرآن فى (سورة الذاريات 51 : 56) :
” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” …
لآن الله غنى عن كل الخلائق .. وكأن النص يقول أن صفة الربوبية فى الله ظلت مُعطلة غير مُفعلة حتى خُلق العبيد لتفعيل ربوبيته المعطلة !!!
ولكن كيف نقول أن الله أب؟
كلمة ” أب ” كلمة سريانية الأصل وتعني مصدر أو بداية وكما نقول ذهاب وآياب … و”أب” أى عاد لمصدره الذى خرج منه … وكما قال الكتاب عن الرب يسوع المسيح فى (إنجيل يوحنا 1 : 3):
” كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ”..
قول القديس بولس الرسول فى (1 تس 3 :11):
” وَاللهُ نَفْسُهُ أَبُونَا ..”.
وأكد القرآن أن الله هو الأب:
أطلق كاتب القرآن كلمة ” الأواب ” على العائد إلى المصدر والتائب العائد إلى الله المصدر أى الأب وهذا مانراه فى قوله فى (سورة ص 38 : 17 – 19):
” اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) ” …
ويقول أبن كثير : {كل له أواب} أي مطيع يسبح تابعاً له ” أي مطيع “..
ويقول القرطبي : ” إنه أواب “..
وقال الضحاك : أي تواب … ويقال آب يؤوب إذا رجع إلى الله .
ويؤكد كاتب القرآن أبوة الله أيضاً فى (سورة الإسراء 17 : 25):
” رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ” …
ويقول الجلالين فى تفسيره : ( فإنه كان للأوابين ) الرجاعين إلى طاعة الله .
وفى يقول القرآن (سورة ص 38 : 30):
” وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ “.
فى (سورة ص 38 : 44):
” وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ “.
وفى (سورة ق 50 : 32) :
” هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ “.
ويقول الطبري : أواب أي رجاع إلى الله عن المعاصي… آيبون تائبون, عابدون لربنا حامدون.
وارث أم مُسترد؟
قد يقول أحدهم ولكن الله وارث فى القرآن أيضاً واسمه الوارث:
كما ورد فى (سورة الحجر 15 : 23) حيث يقول كاتب القرآن:
” وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ“…
بل ونجد أن كلمة الوارث أسم من اسماء الله الحسنى .
وهنا نسأل:
كيف يكون الله وارث؟
ووارث لمن؟
وماهو نوع هذا الأرث الذي سيرثه؟
وقد يقول البعض أن الله هو من له مافى السماوات والأرض ، رب كل شيء ووارثه ، وهو الباقي بعد فناء خلقه الذى لا يشاركه فى ملكه أحد وإليه يرجع كل شيء، كما قال كاتب القرآن فى (سورة مريم 19 : 40):
” إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ” .
وكما قال زكريا لله فى (سورة الأنبياء 21 : 89):
” وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ“.
سؤال أستدلالي هام:
أذا سرق أحد اللصوص أمتعتك، وبينما أنت تطارده لتسترد ما سلبه، حدث له حادث، أذ جاءت سيارة مسرعة وصدمته فمات وأخذت ما سرقه منك بعد موته .. فهل أنت وارث لهذا اللص أم مُسترد لما سلبه وسرقه منك؟
فكان بنبغي على الله أى يسمي نفسه بالمُسترد للارض وما عليها وليس الوارث وشتان بين المُسترد والوارث ..
سأرث الجنة بأعمالي؟
قد يقول أحدهم:
أنني سأرث الجنة بأعمالي كما قال كاتب القرآن فى (سورة الأعراف 7 : 43):
“… وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ “،
وفى (سورة الزخرف 43 : 72 – 73):
“وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)“.
ونحن نسأل وهل يرث الملك ومُلكه غير والي العهد حتى ولو كان أنشط وزير فى حكومته ؟ وهل سمعنا عن عبد يرث سيده بأعماله ؟
وكيف يخالف الله أحكامه الشرعية فى فقه المواريث ؟
إلا يجب على المُشرع ان يكون قدوة ويلتزم بما شرع ؟
ولكن كيف يموت صاحب الجنة التى سأرثها؟
ولكن هل يموت الله؟
يخبرنا علم الكلام {علم اللاهوت عندنا} أن الله لا يموت ونتفق جميعاً بأن الإله الذي يموت لا يصح أن يكون إلهاً ..
ولكن كاتب القرآن أوقعنا فى مشكلة حينما ذكر لنا أن لله نفس فقال فى (سورة المائدة 5 : 116):
” وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ” ..
وفى (سورة آل عمران 3 : 28):
” وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ ” ..
فكان ينبغي أن يستثني كاتب القرآن الله من موت النفس عندما قال فى (سورة ال عمران 3 : 185):
” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ..”.
حتمية تجسد صاحب الجنة:
ولكي يموت صاحب الجنة كان ينبغي عليه ان يظهر بطبيعة غير طبيعته اللاهوتية {الألوهية} ويطهر بطبيعة انسانية يكون لها جسد ونفس وروح انسانية مع احتفاظه بطبيعته اللاهوتية وكما دخلنا جميعنا للعالم {الزمان والمكان} مولدين كذلك كان ينبغي على المسيح أن يلتزم بالقانون الطبيعي فيدخل لعالمنا مولد .. وهذا ماقاله كاتب (رسالة العبرانيين 10 : 5):
“لِذلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:«ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا“.
وأيضاً قال فى (1 تيموثاوس ١٦:٣):
“وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ،… ” .. لم يقل أن الله تحول لجسد..
ويكون هذا الانسان أزلي يحمل طبيعة غير المحدود كما قال كاتب القرآن فى (سورة النساء 4 : 171):
” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا {خرج عن السياق النصي كالعادة ليتكلم عن المسيح وكأنما الله هو المسيح} الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا”،
ونلاحظ من النص السابق أن المسيح هو كلمة الله ألقاها إلى مريم، وعندما نلقي الكلام فهو يعبر عن ذاتنا ومرتبط بوجودنا أذاً المسيح:
1 – هو المعبر عن ذات الله أى صورة الله غير المنظور.
2 – ان المسيح آزلي لأنه كلمة الله الآزلي وهو موجود قبل دخوله للعالم المنظور أى قبل الزمان والمكان وهذا ماقتبسه كاتب القرآن (يوحنا 1 : 1 – 3):
” ١ فِي الْبَدْءِ {قبل خلق الزمان والمكان} كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.٢ هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.٣ كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.“.
وهذا مايشهد عنه يوحنا المعمدان {يحيي بن زكريا} قائلاً فى (يوحنا 3: 31):
“٣١ اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ،”.
3 – عند إلقاء الكلمة لا تنقطع عن ملقيها بل تظل فى ذات ملقيها رغم ظهورها فى أخر أى أن المسيح كان فى الله وفى مريم العذراء فى ذات الوقت أى أن المسيح غير محدود لأته ابن الله أى حامل طبيعة الله {غير المحدود} مع كونه تَجسد فى صورة ابن الانسان {المحدود} أى حامل طبيعة الانسان.
4 – وقد أكد كاتب القرآن أن المسيح هو كلمة الله المعبر عن ذاته عندما قال فى (سورة أل عمران 3 : 45):
” إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ {من الواضح أن فى القرآن أن مريم بشرت بالمسيح مرتين مرة بواسطة جبريل ومرة كل الملائكة!} يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ {وليس أسمها} الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ” .. ومدام الكلمة لها أسم أذاً هى علم أى ذات محسوس وكيان قائم ..
5- ظهر غير المحدود {الله} فى صورة المحدود {الانسان} .. مع أحتفاظ غير المحدود {الله} بطبيعته اللاهوتية .. فلم ينقص غير المحدود {الله} عندما يصبح محدود ولم يزد المحدود {الانسان} ليصبح غير المحدود ..
ظل غير المحدود غير محدود {اللاهوت} وظل المحدود محدود {الناسوت أى الانسان} دون أمتزاج ولا تغير .. لم يفارق {ينفصل} غير المحدود {اللاهوت} المحدود {الناسوتْ} لحظة واحدة ولا طرفة عين.
6 – لا نقول بحدوث تحول غير المحدود لمحدود فهذا تشويه للاهوت {الإلهية}.. أو حدث وتحول المحدود لغير المحدود فهذا تشويه للناسوت {التجسدية}..
فاللاهوت يبقى لاهوت بكل خصائصة وقدراته كغير محدود والناسوت يبقى ناسوت بكل خصائصه كمحدود .. وهذا ماأكده كاتب القرآن حينما تكلم على الطبيعة اللاهوتية لله فى السماء والطبيعة الانسانية لله فى الأرض وكأنه يتكلم عن طبيعتين لله وليس إلهين وذلك حينما قال فى (سورة الزخرف 43: 84):
“وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ {نكرة}
وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ {نكرة}
وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ” ..
ويتضح من المعنى الظاهر للنص ما يلي:
أ – أن المُتكلم فى هذا النص هو الله، وهذا بأتفاق جميع المفسرين للقرآن .
ب – كاتب القرآن يشير على إله {نكره} فى السماء ويقول:
” وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ “..
ثم يشير على إله آخر {نكرة} فى الارض ويقول ” وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ “.
جـ – نلاحظ وجود نكرتان فى قوله : ” وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ ” …
د – القاعدة تقول : تكرار النكرة يفيد الإختلاف، أى أنه أذا تكررت النكرة فى جملة كانت غير الأولى … كمن يقول ” لقيت رجل وأطعمت رجل ” ولو كان نفس الرجل لقلنا “لقيت رجل وأطعمته “.
هـ – كان ينبغي على كاتب القرآن أن يقول:
” وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ” أو ” وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ والأرْضِ إِلَهٌ ” أو يقول “وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلله {معرف} وَفِي الْأَرْضِ إِلله {معرف} وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ” ..
و – فى النص القرآني ثلاث أشخاص هم:
– الأول هو إله القرآن أو كاتب اللوح المحفوظ.
– الثاني هو إله السموات.
– الثالث هو إله الارض.
ز – قد يقول أحدهم أن القرآن لا يلتزم بقواعد الصرف والنحو ولا يقاس عليها بل يقاس النحو على القرآن .. للهروب من الآخطاء الفادحة والفاضحة التى تملئ نصوصه، وعلى سبيل المثال ماورد فى (سورة النحل 16 : 51):
” وَقَالَ اللَّهُ {لا نعلم من هو المتكلم كاتب} لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ {الأصح أن يقول أنا} إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ {تعود على المتكلم قائل النص} فَارْهَبُونِ ” .. وهنا أيضاً نجد ثلاث أشخاص فى النص …
ح – قد يقول آخر ولكن القرآن ” قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ” (سورة الزمر 39 : 28) .. وهكذا يكون كاتب القرآن يتكلم عن إله فى السماء وإله آخر فى الأرض وهذا بحسب الفقه يكون الشرك عينه !!!
وكأنه يقول سبحان هذا الإله فى السماء وسبحانه هذا الإله وهو فى الارض.
7 – وأكد كاتب القرآن نزول المسيح من السماء كا كلمة الله القاها إلى مريم فى (سورة النساء 4 : 172) قائلاً:
” لَنْ يَسْتَنْكِف {أى لم يتكبر المسيح فى أن يكون عبداً لآنه لم يكون عبد وأخلى نفسه أخذاً صورة العبد صائراً فى الهيئة كانسان} الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ ..” .. وهذه ماأقتبسه كاتب القرآن من الكتاب المقدس فى (رسالة فيليبي 2 : 5 – 7):
” ٥ فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: ٦ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ. ٧ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ“.
8 – كلمة ألقاها إلى مريم تأكد ولادة المسيح بدون زرع بشر كما قال كاتب القرآن فى (سورة الإنبياء 21 : 91):
” وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ “.
وفي (سورة التحريم 66 : 12):
” وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ” .. وكالعادة اختلف أهل التفسير في كيفيّة النفخ:
أ – قول وهب إنّ جبريل نفخ في جيبها حتّى وصل الرحم.
ب – في ذيلها فوصلت إلى الفرج.
جـ – قول السديّ : أخذ بكمّها فنفخ في جنب درعها، فدخلت النفخة صدرها، فحملت. فجاءتها أختها امرأة زكريّا، فالتزمتها. فلمّا التزمتها علمت أنّها حبلى، وذكرت مريم حالها. فقالت امرأة زكريّا، إنّي وجدتُ ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله مصدّقاً بكلمة من الله.
د – إنّ النفخة كانت في فمها ، ووصلت إلى بطنها فحملت في الحال.
وعن ابن عبّاس أنّه قال : نفخ جبريل في جوف الدرع ومدّه بإصبعه ونفخ فيه، وكلّ ما في الدرع من خرق ونحوه، فإنّه يقع عليه اسم الفرج .
وقيل أحصنتْ تكلّفت في عفّتها والمحصّنة العفيفة ونفخنا فيه مِن روحنا أي فرج {ثقب فى} ثوبها. وقيل خلقنا فيه ما يظهر به الحياة في الأبدان . وقال مقاتل في شرح وصدّقت بكلمات ربّها يعني بعيسى . ويدلّ عليه قراءة الحسن بكلمة ربّها . وسُمّي عيسى كلمة الله في عدّة مواضع من القرآن.
وبسبب عدم إجماع الفقهاء يحتار المُسلم فى كيفية النفخ ومن النافخ والمنفوخ ؟ فيقول : النفخ معلوم … والكيف مجهول … والإيمان به واجب … والسؤال عنه بدعة … وكل بدعة ضلالة… وكل ضلالة فى النار…
وكما يقول فى (سورة المائدة 5 : 101):
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ … ” .
9 – مولود أم مخلوق:
ومن متناقضاات القرآن أن كاتبه قال أن المسيح خلق من تراب بنفس الطريقة التى خلق بها آدم وذلك فى (سورة المائدة 5 : 59):
” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ” .. أم هو مولود ولادة طبيعية كأى انسان حسبما قال القرآن فى (سورة مريم 19: 16 – 25) .
” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا {أى رجل متكامل الرجولة} (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا {كانت تنتظر شخصاً شقيا} (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)“..
أى أن مريم هربت من أهلها ووقفت وراء حجاب وظهر لها رجل مكتمل الرجولة ونفخ فى فرجها فحبلت منه!!!! ولا تعليق على هذا السفه.
وهذا التناقض يثبت بشرية القرآن من عند غير الله كما قال فى (سورة النساء 4 : 82):
” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا”.
اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
ولآن الله هو “الحي القيوم” أى الحى الذى لا يموت وأن مات بعد تجسده يقوم بقوة نفسه، الحى يعبر عن إلوهيته جل جلاله الذى لا مثل له ولا مثل أعماله لأنه عظيم هو وصانع العجائب .. والقيوم تعبير عن ظهور الله فى الجسد {مع إستبقاء طبيعته الإلهية الربانية دون أى تغير} ليكفر عنا سيئاتنا أمام عدل الله ويُدخل الإنسان للجنة بموت الظاهر فى الجسد على الصليب،
كما قال كاتب القرآن فى (سورة التحريم 66 : 8):
” يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ .. “،
أى أن الله يدفع ويكفر لله عن سيئاتكم!!
ورد فى المستدرك على الصحيحين”كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر” باب »729 اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ” والحديث رقم 1904 – عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ محمد قَالَ : ” إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فِي ثَلَاثِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَطَهَ ” قَالَ الْقَاسِمُ : ” فَالْتَمَسْتُهَا إِنَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ “.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=7&ayano=29
ويقول القرآن فى (سورة البقرة 2 : 255):
” اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ …”.
ويقول بن كثير فى تفسيره للنص:
هَذِهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ وَلَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ قَدْ صَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهَا أَفْضَلُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أُبَيٍّ هُوَ ابْنُ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ : ” أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ ” ؟ قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَرَدَّدَهَا مِرَارًا ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ : آيَةُ الْكُرْسِيِّ . قَالَ : ” لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ“.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1749&idto=1749&bk_no=74&ID=744
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=215
أى أن الحي القيوم هو أسم الله الأعظم وأن النص التى وردت فيه فى سورة البقرة يدعى آية الكرسي وأنها أعظم آية فى القرآن وأن هذه الآية لها لسان وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش…
وقد ورد هذا الأسم أيضاً فى (سورة أل عمران 3 : 2):
” اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ“.
وفى (طه 20 : 111):
” وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا”.
و تقراء فى بعض القراءات (الحي القيام) ويقول الطبري فى تفسيره للنصوص { الْحَيّ} :هُوَ الدَّائِم الَّذِي لَا يَمُوت وَلَا يَبِيد وَلَا يَفْنَى , وَذَلِكَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ .. والْقَيُّوم وَالْقَيَّام وَالْقَيِّم أَبْلَغ فِي الْمَدْح مِنْ الْقَائِم . وَإِنَّمَا كَانَ عُمَر بن الخطاب يَخْتَار قِرَاءَته إِنْ شَاءَ اللَّه ” الْقَيَّام “.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&ID=863
وهذا الأسم أقتبسه كاتب القرآن من الكتاب المقدس والمكتوب فى العهد القديم منذ سنة 605 ق م فيقول الوحي فى (سفر دانيال ٦:٢٦ – 27):
” … لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى ٢٧ هُوَ يُنَجِّي وَيُنْقِذُ وَيَعْمَلُ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ. هُوَ الَّذِي نَجَّى دَانِيآلَ مِنْ يَدِ الأُسُودِ». ” .
وهو نفس الأسم الذى أطلقه الرب يسوع على نفسه قال الكتاب فى (يوحنا 11 : 25 – 26):
” ٢٥ قَالَ لَهَا {لمرثا} يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ {هو نفسه القيام الحي}. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، ٢٦ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟».
وأخير أقول لك:
لكى يكون لك هذه العلاقة القانونية للمُورث وتكون وارث عليك أن تقبل وتصدق هذا العمل العظيم .. فيسوع المسيح كلمة الله الآزلي اتى إلى الارض واخذ شكل العبد ليقدم نفسه فادياً ليبيد الذي له سلطان الموت وينقلنا للحياة الأبدية..
وعدم تصديقك لهذه الحقية كأنك تقول أن صاحب الجنة نصاب لأنه جعلنا ورثة دون موته أو بنويتنا له!!
عزيزي أقبل وصدق هذا العمل العظيم والخبر العظيم، كما صدق النبي موسي ومعه بني إسرائيل أن العصا هى الأداة الإلهية لعبورهم البحر وأنقاذهم من الموت غرقاً، ومصدراً لتفجير ينابيع المياة من الصخرة ودخول الفراديس فى ارض كنعان ..
عليك أن تصدق وتقبل هذا العمل العظيم أن المسيح أخلي نفسه فى صورة العبد لكي يطلقك أبناً حراً على صورة الرحمن لتتحول إلى ابن لله (أى حامل شركة الطبيعة اللإلهية وسماتها) ووارث لتسكن مع الله إلى أبد الأبدين، وكما قال الكتاب المقدس فى (يوحنا 1 : 12 – 13):
” ١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ {قبلوا عمل المسيح} فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. ١٣ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.”.
وفى (رسالة رومية 8 : 15 – 17):
” ١٥ إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ {لأن العبد لا يرث} أَيْضًا لِلْخَوْفِ،
بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ».
١٦ اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.
١٧ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ“.
و ” ٣٦ الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ»” (يوحنا 3 : 36).
عزيزي لقد كان الصليب هو شهادة وفاة صاحب الجنة واعلام الوراثة القانوني الذي يؤهلك كانسان لتكون وارث لها، أن أردت أن تقبل التحول من حياة العبودية لحياة البنوية، أرفع يدك وأدعو الله من كل قلبك قائلاً:
اللهم أرحمني أنا الخاطي ..
اللهم أقبل محبتك الكاملة التى تجلت وانحصرت فى يسوع المسيح على الصليب ..
ومع أني لا أستحق أن أدع لك ابناً ..
لكني اثق فى كلمتك وأصدقها وأدعوك أبي ..
أني أحبك .. نعم أحبك ..
أحبك يأعظم رب ..
أحن أب ليّ ..
اللهم تقبلت مني ..
يارب، أقبلك اباً لي من الأن ..
بابا أعطيك قلبي ومحبتي ..
أقبل الصليب أداتك للخلاص ..
وأفتخر به لأنه إعلام الوراثة الذى يجعلني وارثاً لكل شيء فى اسم المسيح أطلب..
أمين .
نرحب بكل اسئلتكم
مجدي تادروس
(( المرفوع )) Lifted Up
للمزيد:
عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!
بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض
كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر
كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!
تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم