الأنبياءالإيمان المسيحيدراسات قرأنيةمقالاتنا

مجدي تادروس .. القرآن يؤكد .. “العليقة” شجرة موسى المشتعلة بالنار كانت رمزاً للتجسد الإلهي فى يسوع المسيح

القرآن يؤكد.. “العليقة” شجرة موسى المشتعلة بالنار كانت رمزاً لتجسد الله فى يسوع المسيح 

مجدي تادروس

مجدي تادروس .. القرآن يؤكد .. "العليقة" شجرة موسى المشتعلة بالنار كانت رمزاً للتجسد الإلهي فى يسوع المسيحيقول الكتاب فى (سفر التثنية ٢٩:٢٩):

“السَّرَائِرُ {جمع سر} لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ.”.. وهذه المعلنات يظهرها الله لنا بطريقة رمزية بسيطة تدركها عقولنا من خلال الحواس والقياس لنعرف وندرك بهما، وكما قال بولس الرسول فى (رسالة كورنثوس الأولى ٢ : ٩ – ١٠):

٩ ….. «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».١٠ فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.”.

ومن أعظم الأعلانات الكثيرة التى أعلنها الله عن نفسه لأناس الله القديسون فى العهد القديم، أعلان العليقة التى رأها موسى النبي فى برية مديان بسيناء فى سنة 1446 ق . م، عندما شاهد عليقة مشتعلة بالنار ولم تحترق {نبات العليقة شجرة شوك لم يوجد مثلها فى أى مكان آخر بسيناء، وهذه شجرة فريدة من نوعها ليس لها ثمرة وخضراء طوال العام، وقد فشلت كل المحاولات لإعادة إنباتها فى أى مكان آخر فى العالم}، فيقول الكتاب فى (سفر الخروج 3 : 1 – 17):

١وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ.٢وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ.٣فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟».٤فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». ٥فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ».٦ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.٧فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، ٨فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ.٩وَالآنَ هُوَذَا صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ، وَرَأَيْتُ أَيْضًا الضِّيقَةَ الَّتِي يُضَايِقُهُمْ بِهَا الْمِصْرِيُّونَ، ١٠فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ». ١١فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» ١٢فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ».١٣فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» ١٤فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».١٥وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.١٦اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلاً: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ.١٧ فَقُلْتُ أُصْعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً.”.

وقد أقتبس كاتب القرآن من النص السابق ما كتبه فى (سورة طه 20 : 9 – 14):

” وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)“..

وفى (سورة النمل 27: 7 – 10):

إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)“.

وفى (سورة القصص 28 : 29 – 30):

” فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)“.

قال ابن كثير: لما أتاها رأى منظرًاً هائلاً عظيمًاً، حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء، لا تزداد النار إلا توقدًا، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة، ثم رفع رأسه فإذا نورها متصل بعنان السماء.

قال ابن عباس وغيره: لم تكن نارًا، إنما كانت نورًا يَتَوَهَّج.

وفي رواية عن ابن عباس: نور رب العالمين. فوقف موسى متعجبًا مما رأى، فنودي أن بورك من في النار. قال ابن عباس: أي قُدّس {وَمَنْ حَوْلَهَا} أي: من الملائكة.

قاله ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة. انتهى.

وقال القرطبي: قال ابن عباس ومحمد بن كعب: النار نور الله عز وجل، نادى الله موسى وهو في النور، وتأويل هذا أن موسى عليه السلام رأى نورا عظيما فظنه نارا.انتهى.

وقال البغوي: قال أهل التفسير: لم يكن الذي رآه موسى نارا بل كان نورا، ذكر بلفظ النار لأن موسى حسبه ناراً، وقال أكثر المفسرين: إنه نور الرب عز وجل،

وهو قول ابن عباس وعكرمة، وغيرهما. انتهى.

وقال الشنقيطي: أكثر أهل العلم على أن النار التي رآها موسى نور، وهو يظنها ناراً .

وفي قصته أنه رأى النار تشتعل فيها {الشجرة} وهي لا تزداد إلا خضرة وحسناً.

وأما الشجرة فقال البغوي: قال ابن مسعود: كانت سَمُرة خضراء تبرق.

وقال قتادة ومقاتل والكلبي: كانت عَوْسَجَة.

قال وهب من العُلَّيق. وعن ابن عباس: أنها العنَّاب.

وجاء في حاشية المحقق: السمرة: شجرة من العضاه، جيد الخشب. والعوسج شجرة من فصيلة الباذنجيات شائكة الأغصان. والعليق نبات شائك معرش من فصيلة الورديات، ثمره أحمر وربما كان أصفر، وله نوى صلب مستدير. انتهـى

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/117074/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%A2%D9%87%D9%85%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%A8%D8%B7%D9%88%D9%89

 

ومما سبق من نصوص نستنتج الأتي:

مجدي تادروس .. القرآن يؤكد .. "العليقة" شجرة موسى المشتعلة بالنار كانت رمزاً للتجسد الإلهي فى يسوع المسيح1 – بينما كان موسى النبي يجول ويرعى غنمه فى البرية شاهد تلك الظاهرة العجيبة المتمثلة بالعليقة المشتعلة، فألتفت ليرى ماهية تلك الشجرة المشتعلة، فذهل حين رأى أن العليقة بالرغم من إشتعالها لم تكن تحترق، انها نار داخل شجرة العليقة، لم تكن بالقرب أو أعلى أو أسفل، بل كانت تتوقد وتتصاعد من داخل العليقة، والدليل أن شجرة العليقة لم تكن تحترق ذاتياً أو مشتعلة، كانت النار موجودة داخل العليقة بدون أن تنبثق منها..

ما معنى هذا الأمر؟

وما هى دلالته؟

هذا يشير إلى أن النار التى رأها موسى النبي كانت مستقلة عن شجرة العليقة ولم تكن تستمد طاقتها من شجرة العليقة، لهذا السبب هى لم تحترق بل كانت النار تتقد بفعل قوتها الذاتية، أى كانت مولودة ذاتياً وليس بفعل أحتراق العليقة.

2 – أذا من الواضح أن مانراه هنا هو مثال كتابي لما نسميه الظهور الإلهي أى ثيوفاني –THEOPHANY وهى كلمة يونانية مشتقة من Theophania “، تنقسم إلى مقطعين (Theos – الله ؛ phaneia – ظهور) تعني في الترجمة الحرفية، “الظهور الإلهي”.

فالله الذى نعبده هو روح آزلي غير منظور وكما قال الرب يسوع المسيح للسامرية فى (إنجيل يوحنا 4 : 24):

اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا”، فهو روح غير منظور ولا يمكن رؤية جوهره غير المنظور بالعين المجردة أو نعاينه بالحواس ولا بالقياس، لكن فى مناسبات كثيرة فى العهد القديم، يُظهر الله الغير منظور نفسه من خلال أعلان مرئي، أى يظهر الله غير المحدود وغير المرئيفى صورة المحدودمع إستبقاء طبيعته اللاهوتية الغير محدوده تحكم وتضبُط الكل، وهذا مانراه هنا فى هذه الحادثة العجيبة التى رأها موسى النبي.

3 – وجود شجرة العليقة بداخلها نار ولم تحترق، نسميه فى علم اللاهوت “كونترا ناتورام – CONTRA NATURAM” وهو مصطلح لاتيني معناه “مناقض CONTRA – للطبيعة NATURAM“، أذا الأمر الذى يتأمله موسى النبي هو أمر مناقض تماماً للطبيعة وهو ليس ظاهرة طبيعية وأنما هى ظاهرة فائقة وخارقة للطبيعة، وعادة يتم إستعمال عبارة ” كونترا ناتورام – CONTRA NATURAM” لوصف مانسميه بالآيات والعجائب، وهو مايظلق عليه العامة “المعجزات”، لأنه كان واقعاً فائق وخارق للطبيعة على خلاف كل ما تعلمه فى “جامعة أون المصرية” التى تعلم فيها موسى النبي كما يقول الكتاب فى (سفر أعمال الرسل ٢٢:٧):

فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ.”، وما كان يعاينه بكل وضوح فى هذه النار هو أظهار منظور لمجد الله.

4 – كثيراً ما نقرأ فى الكتاب المقدس عن التجلي الظاهري لمجد الله وهذا الأمر”Shekinahglory – مجد الشيكانيا” أى المجد الساكن فى الوسط، أنه المجد المتألق والمنبثق من كيان الله وهو قوى ومهيب جداً، لدرجة أنه يغمر أى شخص يتلامس معه بفيض من الخشوع، وأكم من لحظات ومواقف حاسمة فى الكتاب المقدس أعلن الله فيها عن نفسه للشعب من خلال ” Shekinah glory – مجد الشيكانيا ” أى المجد الساكن فى وسطهم، الذى يتم التعبير عنه بشكل أساسي من خلال نوع من النار والبروق والرعود ينبثق من كيان الله الداخلي الكامل والقدوس والفائق، نراه جلياً فى (سفر التكوين 15 : 1 – 6 و 17) فى صورة تنور نار فى وسط الذبائح، وفى (سفر أعمال الرسل 9: 1- 6) عندما ظهر رب المجد لشاول الطرسوسي – بولس الرسول فى الطريق، وكان واضحاً جداً عندما ظهر الملائكة للرعاة ليلة ميلاد رب المجد فى (إنجيل لوقا 2 : 8 – 15).. وحيثما يظهر الله ضمن أطار “الظهور الإلهي” مع “Shekinah glory – مجد الشيكانيا ” أى المجد الساكن فى وسطهم، فهو ليس حضور الله الأب فحسب بل أن مايظهر هنا هو “مجد الله الابن منذ الأزل، أذا ليس النار الموجودة فى تلك العليقة هى الذى يّهم، بل الشخص الموجود فى تلك العليقة هو الذى يَّهم، أنه الشخص الذى كان يتكلم مع موسى بعد 1500 سنه على جبل التجلي، وكان هذا أروع أظهار لمجد حضور الله فى العهد الجديد حينما تجسد فى الرب يسوع المسيح، حيثما كانت تلك العليقة تشتعل من الداخل بدون أن تحترق بحد ذاتها، هكذا أيضاً فى حادثة تجلي الرب يسوع المسيح لم يكن المجد المُعلن على جبل طابور مجرد انعكاس وأنما مجداً فعلياً منبثقاً من ألوهيته غير المعلنة لأنه حيثما يكون مجد حضور الله يكون الله حاضراً.. فيقول عنه القديس بطرس فى (رسالة بطرس الثانية 1: 16 – 18):

١٦ لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. ١٧لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». ١٨ وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ.”.

5 – هو الباطن الظاهر وهو المتعالي القريب وفى جلاله المتسامي هو الله عمانوئيل أى الله معنا أى قريبنا، اى جعل نفسه حاضراً بيننا متحداً ببشريتنا أى قريبي من خلال الرب يسوع المسيح الظاهر فى الجسد، وكما يقول كاتب (رسالة العبرانيين ١٤:٢):

فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،”..

مجدي تادروس .. القرآن يؤكد .. "العليقة" شجرة موسى المشتعلة بالنار كانت رمزاً للتجسد الإلهي فى يسوع المسيحفالله القريب من مخلوقاته بحكم وجوده الكلي، صار قريباً لنا تاريخياً بدخوله فى الزمان والمكان وظهوره بالجسد أى بتجسده من خلال الرب يسوع المسيح، وكان قريباً من خلال أفتقاده للارض عبر آحداث العهد القديم، وقد عاين موسى النبي آقتران التعالي والتقارب فى العليقة المتقدة بالنار لأن المجد والنار كانا أظهار لله المتعالي، الخالق، الضابط الكل وهو أظهار لا يوجد عادة فى الشجيرات ولكن هنا هو يعلن عن نفسه عبر أظهار حضوره فى هذا العالم من خلال أفتقاد موسى فى هذا اللقاء المجيد فى برية مديان بسيناء، وهذه الظهورات والأفتقادات لأقنوم الابن كانت تسمى ” كرستوفاني – CHRISTOPHANY ” أى الظهورات المسيانى (للمسيح) قبل التجسد، وهو الأقنوم الثاني فى الثالوث المقدس، الأب والابن والروح القدس، متجلياً فى العهد القديم بصور كثيرة مثل شخص ملكي صادق (سفر التكوين 14)، الذى أعطاه إبراهيم عشراً عن كل شيء. وأيضاً ظهر ليشوع ابن نون قبل دخوله لأرض الموعد فى (سفر يشوع 5 : 13 – 15)، ويظهر الأقنوم الثاني الابن واضحاً فى أتون النار المحمى سبعة أضعاف وهو يتمشى مع الفتية الثلاثة كما ورد فى (سفر دانيال 3: 19)، وهو تجلي ما قبل التجسد للمسيح الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس، “الأب والابن والروح القدس إله واحد، الثالوث المستتر فى العهد القديم وقد تجلى واضحاً فى العهد الجديد.

6 – أن مجد حضور الله والنار المتقدة فى العليقة الذان لم يظهرا حضور المسيح قبل التجسد فحسب بل اظهرا الحضور الإلهي أيضاً، وأن العليقة المتقدة التى لمح فيها موسى للمرة الأولى (الظهور الإلهي – يونانية ἈποκάλυψιςApocalypse أبو غلمسيس ومعناها الحرفي كشف الغطاء أو كشف الحجاب) لم تكن الحدث الأخير لظهورات أقنوم الابن فى العهد القديم، ففى جميع أعداد سفر الخروج يظهر الله كثيراً بينما يقود الشعب بالسحاب نهاراً وعمود النار بالليل، وينتهى سفر الخروج بعد بناء المسكن – خيمة الإجتماع وتأسيسها التى تعلن الحضور الإلهي وسكنى الرب وسط شعبه أى حل مجد الله Shekinah glory – مجد الشيكانيا ” ونزل فى الخيمة، وحين كان الظهور الإلهي يتجلى كان موسى يعلم أن الرب حاضر فى المكان وأنه حان الوقت ليكرس الشعب نفسه للعبادة.

فالـــ Shekinah glory – مجد الشيكانيا ” هو الأظهار الخارجي لعظمة الله الداخلية، لكن من أين يأتي النور؟.. من أين أستمد بريقه؟.. تألقه المتعالي والمهيب من أين جاء؟.. وهو من يقول عنه كاتب (رسالة العبرانيين ٣:١):

الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،”، أنه وصف الرب يسوع المسيح الذى هو الأظهار المنظور لمجد الله الأبدي، فالمسيح بطبيعته الإلهية هو حضور الله المتجلي أنه هو من يضيء النور ومن يعطى النار ولهيب مجد الله كونه المسيح بهاء مجد الله، وكما يقول التلميذ الذى يحبه الرب فى (إنجيل يوحنا ١٤:١):

“وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ {أى خيم وسكن} بَيْنَنَا {Shekinah glory – مجد الشيكانيا}، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.”.

7 – “الكلمة – ممراממרא

كثير لا يعرفون أن مُصطلح “الكلمة – باليوناني λόγος (لوغوس)” الذي استخدمه يوحنا كوصف للمسيح، جذوره يهوديه تماماً.

وأنه في الترجومات اليهوديه فان لفظ الله أو الرب الذي فيه تجسيم (مثل قال الله، أو تكلم الله أو ظهر الله) كان يُستعوض عنه بلفظ “كلمة” و بالآرامية “ممرا- ממרא

أول ما ورد لفظ (كلمة الرب – ממרא דייי) في الترجوم كان في (سفر التكوين 1: 3):

وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.”..

جاءت في ترجوم نيوفتي (وهو بحسب بعض العلماء ومنهم بروس ميتزجر فان ترجوم نيوفتي هو أقدم الترجومات):

“وقال كلمة الرب: ليكن نور، فكان نور كأمر كلمته – ואמר ממרא דייי יהוי נהור והות נהור כגזירת ממריה“.

اخلع نعليك للأب هاني باخوم - الكنيسة الكاثوليكية بمصرنلاحظ هنا أنه تم إعتبار أن الكلمة هو شخص يتكلم، هو الله ذاته ولكن في حالة ظهور أو إعلان. هذا هو ما تكلم عنه التلميذ الذى يحبه الرب في بداية انجيله قائلاً فى (إنجيل يوحنا 1 : 1 – 4):

١ فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. ٢هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. ٣كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. ٤ فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،..”.. وقد أقتبسه كاتب القرآن كاسم للمسيح وعلى سبيل المثال لا الحصر فى (سورة ال عمران 3 : 45):

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ {وليس اسمها} الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ “.

8 – يقول موسى النبي فى (سفر الخروج 3: 3 – 6):

«أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟»، ٤فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». ٥فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ».٦ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ.“..

فما الذى جعل هذه الارض مقدسة؟،

هل كان يوجد عنصر فى تركيبة رمال برية مديان تختلف عن رمال أى صحراء فى العالم؟،

هل يوجد أى بُعد مُقدس أو مُخصص أو مُكرس بشكل خاص فى هذه الرمال التى تحت قدميه؟

لا يوجد أى أمر يميز جوهر هذه الرمال ويجعلها مقدسة إلا الحضور الإلهي، وكل ما يلمسه الرب بحضوره ينال إدخالاً وأشعاعاً إلهياً من جلاله الفائق مما جعل الارض مقدسة ومختلف عن أى قطعة ارض عادية آخرى، هو أنه فى هذا المكان التقا السماوي بالترابي أى الروحي بالجسدي، فى هذا المكان الطبيعي حدثت لمسة إلهية من الحضور المجيد لله والأفتقاد الإلهي الفائق، ألتقى المحدود وغير المحدود فى صورة واحدة، لقد ظهر غير المحدود {الله} فى صورة المحدود {الانسان} مع إستبقاء طبيعته اللاهوتية الغير محدوده تحكم وتضبُط الكل ..

في التجسد Incarnation، لم يتحول الله من اللامحدود إلى المحدود؛ وإنما بقى غير المحدود غير محدود ولم ينقص، مع أنه أثناء الحمل به صار محدوداً، أى كان في بطن العذراء مريم كما يقول النص القرآني فى (سورة النساء 4 : 171):

وَكَلِمَتُهُ {الكلمة تُلقى دون أن تنفصل عن ملقيها} أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ”،

إلا أنه كان في نفس الوقت يملئ السموات والأرض، فلم ينقص غير المحدود {اللاهوت} عندما يصبح محدود ولم يزد المحدود {الانسان} ليصبح غير المحدود، ظل غير المحدود غير محدود {اللاهوت} وظل المحدود محدود {الناسوت} دون أمتزاج ولا تغير، لم يفارق {ينفصل} غير المحدود {اللاهوت} عن المحدود {الناسوت} أو ينقسم لحظة واحدة ولا طرفة عين، فأذا حدث وتحول غير المحدود لمحدود فهذا تشويه للاهوت {الإلهية} وهذا لم تقوله المسيحية، وأذا حدث وتحول المحدود لغير المحدود فهذا تشويه للناسوت {التجسد}، فالناسوت يبقى ناسوت بكل خصائصه كمحدود واللاهوت يبقى لاهوت بكل خصائصة وقدراته كغير محدود، فالرب يسوع المسيح فى تجسده كان اله كامل بكل خصائصه اللاهوتية وانسان كامل بكل خصائصه الناسوتية أى الانسانية.

9 – “فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ...

مجدي تادروس .. القرآن يؤكد .. "العليقة" شجرة موسى المشتعلة بالنار كانت رمزاً للتجسد الإلهي فى يسوع المسيحفى البداية أراد أن ينظر فتقدم ليقترب إلى المكان، لكن حين أدرك الأمر خاف لأنه أدرك وميز الشخص الحاضر فى المكان، قال لا يمكن أن أنظر، فلقد كان الأمر أقوى من الحواس والقياس أى قدرته الأستعابية والتفكير، لأن ما شاهده كان فائق للمعرفة.

وقد ذهب أهل السنة والجماعة إلى أن رؤية الله تعالى جائزة عقلاً وواقعة فعلاً في الآخرة، واستدلوا على ذلك بالنقل والعقل..

فقد قال الغزالي فى كتابه (الأقتصاد فى الأعتقاد) [ص: 33]:

“ومهما دل الشرع على وقوعه فقد دل على جوازه”.

لكن كيف والقرآن يقول فى (سورة الأنعام 6 : 103):

” لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”.

قال القرطبي فى تفسيره للنص:

قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ سِمَاتِ الْحُدُوثِ، وَمِنْهَا الْإِدْرَاكُ بِمَعْنَى الْإِحَاطَةِ وَالتَّحْدِيدِ، كَمَا تُدْرَكُ سَائِرُ الْمَخْلُوقَاتِ،وَالرُّؤْيَةُ ثَابِتَةٌ..

فَقَالَ الزَّجَّاجُ :أَيْ لَا يُبْلَغُ كُنْهُ حَقِيقَتِهِ; كَمَا تَقُولُ : أَدْرَكْتُ كَذَا وَكَذَا ; لِأَنَّهُ قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَحَادِيثُ فِي الرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “. أهـ

أنظر تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – سورة الأنعام » قوله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار – الجزء السابع – [ص :51] – طبعة دار الفكر.

https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=1333&idto=1333&bk_no=48&ID=755

وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره للنص:

احْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى تَجُوزُ رُؤْيَتُهُ وَالْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ وُجُوهٍ :
هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى تَجُوزُ رُؤْيَتُهُ..وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا وَجَبَ الْقَطْعُ بِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. لَوْ لَمْ يَكُنْ تَعَالَى جَائِزَ الرُّؤْيَةِ لَمَا حَصَلَ التَّمَدُّحُ بِقَوْلِه:(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ) {أى التمدح بأن الله أكبر وأعظم من أن تدركه وتحيط به بعينيك}.. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ)يُفِيدُ كَوْنَهُ تَعَالَى جَائِزَ الرُّؤْيَةِ،..
“. أهـ

أنظر التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب – الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل – سورة الأنعام – قوله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير – [ ص: 103 ] – دار الكتب العلمية ببيروت – سنة النشر : 2004م – 1425هـ .

https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=2390&idto=2394&bk_no=132&ID=801

 

وللمزيد حول جواز رؤية الله بالعين يمكنك الرجوع لمقالتنا

فسوف تراني.. فهل رأى موسى النبي الله؟

Did the Prophet Moses see God? .. You will see me

 

ونكتفي بهذه الإستدلالات العقلية وحتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ فى قصة شجرة العليقة المشتعل التى رأها النبي موسى فى برية مديان بسيناء فى سنة 1446 ق . م، التى كانت تشير إلى تجسد الله فى الرب يسوع المسيح مولوداً من القديسة العذراء مريم وقد أقتبسها كاتب القرآن من الكتاب المقدس دون أن يعلم أنها تشير للمسيح.

 

أرحب بأى أسئلة حول هذا الموضوع..

مجدي تادروس 

 

للمزيـــــــــــــــــــــــد:

القرآن يقر ويؤكد ان المسيح يصلي ويتشفع ليخرج المسلمين من الظلمات للنور

قوس القزح عهد الأمان لنوح وعائلته كان رمزاً لتجسد الرب يسوع المسيح

الأبوة والبنوة والمعاير المغلوطة عند محمد يتيم مكة

الأديب والمفكر محمد زكي عبد القادر.. عندما دخل المسيح قلبها!

القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن

كلمة السر فى مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

الصليب هو “شهادة الوفاة” التى تجعلك وارثاً للحياة الأبدية

القرآن يقر ويعترف بان المسيح هو الرحمن

فلك نوح رمزاً للمسيح الذى أجتاز بنا طوفان الهلاك الأبدي ليهب لنا الحياة والخلود

كلمة السر فى “مثل العشاء العظيم” لو 14

اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ “الْحَيُّ الْقَيُّومُ” من أسماء المسيح فى الكتاب المقدس

قصة “ضرب الصخرة – الحجر” التى ذكرها القرآن كانت رمز نبوي لصلب المسيح

الله لا يسمح بالشر.. فمن أين أتت علينا عقيدة السماح الإلهي؟

التوحيد الإسلامي هو عين الشِرك بالله

القديس المُتنصر.. المُعز لدين الله بن منصور الخليفة الفَاطمي

Majid Alsaeed

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى