قرأن رابسو.. سورة الحمامة

قرآن رابسو .. سورة الحمامة
مجديوس السكندري
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْحَماِمَةِ (1) يَوِمْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْلَماِمَةِ (2) رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى وَالْرَماِمَةِ (3) قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ وَالْسَلاِمَةِ (4) قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وَبَّطَلْ تَلاِمَةِ (5) قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الحَّمْاَمِ فَخُضَرْهُنَّ بَالْكَماِمَةِ (6) فَذَبَحَهُنَّ ثُمَّ قَطَّعَهُنَّ وَنَتَفَ رِيشَهُنَّ وَمَزَّقَهُنَّ وَاَلْعَّظاَمِ طَحْنَاَ وَهَشّاَمْةِ (7) خَلَطَ بَعْضَهُنَّ فِي بَعْضٍ ثُمَّ جَزَّأَهُنَّ أَجْزَاءً بَدُونِ عَلاِمَةِ (8) ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا وَخُذْ رُؤُوسَهُنّ فِي جَّيْبِ الْبَيْجاِمَةَ (9) ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا فَدَعَهُنَّ بَاَلْقَواِمَةِ (10) فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى الرِّيشِ يَطِيرُ لَلرِّيشِ وَالدَّمِ بَالدَّمِ وَاللَّحْمِ فى اللَّحْمِ وَالْأَجْنَحةِ عَلَى كُلِّ طَائِرٍ تَلتَّصِقُ بَالْتَماِمَةِ (11) حَتَّى قَامَ كُلُّ طَائِرٍ عَلَى حِدَتِهِ لَيَّأَتَيْنَهُ يَمْشِينَ سَعْيًا بَاَلْأَسْتِقاِمَةِ (12) وَجَعَلَ كُلُّ حَمَاَمِةٍ تَجِيءُ لِتَأْخُذَ رَأْسَهُا الَّتِي فِي يَدِهِ فَإِذَا قَدَّمَ لَهُا غَيْرَهِا تَأْبَاهُا بَصَّرّاِمْةِ (13) فَتَصْرخِ اَلْرَأْسُ طالْبَةٌ حُمَّاَمَتِهِاَ بِحَوْلِ اللَّاَتِ وَقُوَّتِهِ لَصَّمَاِمْةِ (14) وَمَا نَعْجَنْ مِنْ حَمَاَّمَةٍ أَوْ نُنْسِفْهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّاَتَ عَلَى كُلِّ طَيْرٍ خَتِاَمةٌ (15)،
صدق المسحوق العظيم.
أسباب النزول والصعود:
فى يوم أغبر جلس مولانا ونبينا خاتم المساحيق رابسو (صاعو) {أى صبن اللات عليه ورغا} عند برج الحمام فوق سطح بيته فتذكر النص القرآني القائل الوارد فى (سورة البقرة 2 : 260):
” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا
ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” .
فنزل مولانا المسحوق (صاعو) {أى صبن اللات عليه ورغا} إلى غاره ثم إستوى على القاعدة ليقرأ تفسير ابن كثير للنص المريب فقرأ مايلي:
” ذَكَرُوا لِسُؤَالِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَسْبَابًا، مِنْهَا:
لَمَّا قَالَ لِنُمْرُوذَ: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)
أَحَبَّ أَنْ يَتَرَقَّى مِنْ عِلْمِ الْيَقِينِ فِي ذَلِكَ إِلَى عَيْنِ الْيَقِينِ، وَأَنْ يَرَى ذَلِكَ مُشَاهِدَةً فَقَالَ:(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) …
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ قَالَ : رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ؟ قَالَ : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ . قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ” وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ بِهِ فَلَيْسَ الْمُرَادُ هَاهُنَا بِالشَّكِّ مَا قَدْ يَفْهَمُهُ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ ، بِلَا خِلَافٍ . وَقَدْ أُجِيبَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ بِأَجْوِبَةٍ ، أَحَدُهَا . . . .
وَقَوْلُهُ : ( قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ) اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ : مَا هِيَ ؟ وَإِنْ كَانَ لَا طَائِلَ تَحْتَ تَعْيِينِهَا ، إِذْ لَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُتَّهَمٌ لَنَصَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ ،
فَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : هِيَ الْغُرْنُوقُ، وَالطَّاوُسُ، وَالدِّيكُ، وَالْحَمَامَةُ. وَعَنْهُ أَيْضًا : أَنَّهُ أَخَذَ وَزًّا ، وَرَأْلًا وَهُوَ فَرْخُ النَّعَامِ وَدِيكًا ، وَطَاوُسًا . وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ : كَانَتْ حَمَامَةً، وَدِيكًا، وَطَاوُسًا، وَغُرَابًا .
وَقَوْلُهُ : ( فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) أَيْ : قَطِّعْهُنَّ .
قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَعِكْرِمَةُ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَأَبُومَالِكٍ ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ ، وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ ، وَالْحَسَنُ ، وَالسُّدِّيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .
وَقَالَ الْعَوْفِيُّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ)أَوْثِقْهُنَّ ،
فَلَمَّا أَوْثَقَهُنَّ ذَبَحَهُنَّ،
ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ،
فَذَكَرُوا أَنَّهُ عَمَدَ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنَ الطَّيْرِ فَذَبَحَهُنَّ ،
ثُمَّ قَطَّعَهُنَّ وَنَتَفَ رِيشَهُنَّ ،
وَمَزَّقَهُنَّ وَخَلَطَ بَعْضَهُنَّ فِي بَعْضٍ {أى ضرهن فى الخلاط} ،
ثُمَّ جَزَّأَهُنَّ أَجْزَاءً ،
وَجَعَلَ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ،
قِيلَ : أَرْبَعَةُ أَجْبُلٍ . وَقِيلَ : سَبْعَةٌ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَأَخَذَ رُؤُوسَهُنَّ بِيَدِهِ ،
ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَنْ يَدْعُوَهُنَّ ،
فَدَعَاهُنَّ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ،
فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى الرِّيشِ يَطِيرُ إِلَى الرِّيشِ ،
وَالدَّمِ إِلَى الدَّمِ ، وَاللَّحْمِ إِلَى اللَّحْمِ ،
وَالْأَجْزَاءِ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ يَتَّصِلُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ،
حَتَّى قَامَ كُلُّ طَائِرٍ عَلَى حِدَتِهِ ،
وَأَتَيْنَهُ يَمْشِينَ سَعْيًا لِيَكُونَ أَبْلَغَ لَهُ فِي الرُّؤْيَةِ الَّتِي سَأَلَهَا ،
وَجَعَلَ كُلُّ طَائِرٍ يَجِيءُ لِيَأْخُذَ رَأْسَهُ الَّذِي فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ ، {أى أن كل طير يأتي حتى يأخذ راسه من الحاج ابراهيم}
عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَإِذَا قَدَّمَ لَهُ غَيْرَ رَأْسِهِ يَأْبَاهُ ،{وطبعا الرأس هو التى تتكلم فتقول هذه ليست حمامتي} ..
فَإِذَا قَدَّمَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ تَرْكَبُ مَعَ بَقِيَّةِ جُثَّتِهِ بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ ;
وَلِهَذَا قَالَ : (وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)أَيْ : عَزِيزٌ لَا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَمَا شَاءَ كَانَ بِلَا مُمَانِعٍ لِأَنَّهُ الْعَظِيمُ الْقَاهِرُ لِكُلِّ شَيْءٍ ، حَكِيمٌ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدْرِهِ .
* أنظر تفسير ابن كثير– إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير سورة البقرة – تفسير قوله تعالى ” وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ” – الجزء الأول – ص : 690- دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م .
https://tafsir.app/ibn-katheer/2/260
فوقع كتاب التفسير من يد مولانا الَمسحوق رابسو (صاعو) {أى صبن اللات عليه ورغا} وسمع حوريات الجنة يشنفن أذانه الكبيرة بالغناء هَامسات .. ألف ليله وليله .. قصة كل ليله …
فنام مولانا خاتم المساحيق على قفاهم …
فقال تعال قال لما أصحي من النوم … فنزلت سورة الحمامة التى تبحث عن رأسها .. رجاء من يجدها يبعثها للحاج إبراهيم والأجر والثواب على الله..
إقرأ المزيد: