مجدي تادروس .. اليهود فى القرآن.. المقال 3 .. القرآن يؤكد أن كل بني إسرائيل ملوك

اليهود فى القرآن.. المقال 3 .. القرآن يؤكد أن كل بني إسرائيل ملوك
مجدي تادروس
فى المقال السابق اليهود فى القرآن.. المقال 2 .. القرآن يؤكد أن اليهود هم شعب الله المختار .. والذى أنهيته بأن القرآن أكد أن اليهود لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ فِي زَمَانِهِمْ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ وَلَا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمْ أى فى كل زمان ومكان!!!!؟؟؟؟
وفى هذا المقال الثالث نضع الأدلة والبراهين التى يؤكدها النص القرآني والتفاسير المعتمدة بأن “أن كل بني إسرائيل ملوك وملكهم ملكاً حقيقياً” وهى كالأتي:
- ·يقول كاتب القرآن فى ( سورة الْمَائِدَةِ 5 : 20):
“ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِأَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ“.
ويقول القرطبي فى تفسيره للنص:
قوله تعالى : وآتاكم أي : أعطاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين والخطاب من موسى لقومه في قول جمهور المفسرين ; وهو وجه الكلام
مجاهد :والمراد بالإيتاء المن والسلوى والحجر والغمام،
وقيل : كثرة الأنبياء فيهم ، والآيات التي جاءتهم،
وقيل : قلوبا سليمة من الغل والغش،
وقيل : إحلال الغنائم والانتفاع بها .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=5&ayano=20
وقال محمد رشيد رضا فى تفسيره المنار – الجزء السادس ص 267 طبعة الهيئة المصرية للكتاب:
” جَعْلُهُمْ مُلُوكًا ، لَوْلَا مَا وَرَدَ فِي التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَكَانَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ مَوْضِعَ اشْتِبَاهٍ عِنْدَ الْمُتَأَخِّرِينَ الضُّعَفَاءِ فِي فَهْمِ الْعَرَبِيَّةِ ; لِأَنَّبَنَى إِسْرَائِيلَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مُلُوكٌ عَلَى عَهْدِ مُوسَى؛ وَإِنَّمَا كَانَ أَوَّلَ مُلُوكِهِمْ بِالْمَعْنَى الْعُرْفِيِّ لِكَلِمَةِ مَلِكٍ وَمُلُوكٍ شَاوِلُ بْنُ قَيْسٍ، ثُمَّ دَاوُدُ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالْمُلْكِ ، وَإِنَّ مَنْ يَفْهَمُ الْعَرَبِيَّةَ حَقَّ الْفَهْمُ يَجْزِمُ بِأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ جَعَلَ أُولَئِكَ الْمُخَاطَبِينَ رُؤَسَاءً لِلْأُمَمِ وَالشُّعُوبِ يَسُوسُونَهَا وَيَحْكُمُونَ بَيْنَهَا ، وَلَا أَنَّهُ جَعَلَ بَعْضَهُمْ مُلُوكًا ; لِأَنَّهُ قَالَ: ) وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا( وَلَمْ يَقُلْ : وَجَعَلَ فِيكُمْ مُلُوكًا ، كَمَا قَالَ: ( جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ)فَظَاهِرُ هَذِهِ الْعِبَارَةِ أَنَّهُمْ كُلَّهُمْ صَارُوا مُلُوكًا ، …
يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ التَّفْسِيرُ الْمَأْثُورُ ; فَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّمَرْفُوعًا عِنْدَ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ: ” كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ خَادِمٌ وَدَابَّةٌ وَامْرَأَةٌ كُتِبَ مَلِكًا ” ،
وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: ” مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ وَخَادِمٌ فَهُوَ مَلِكٌ “رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي مَرَاسِيلِهِ ، تَفْسِيرًا لِلْآيَةِ بِلَفْظِ ” زَوْجَةٍ وَمَسْكَنٍ وَخَادِمٍ ” ،
وَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍمِثْلَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍوَعَنْ مُجَاهِدٍ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍرِوَايَةٌ أُخْرَى سَتَأْتِي بِنَصِّهَا ، وَقَدْ صَحَّحُوا سَنَدَهَا ، وَالْمَرْفُوعُ ضَعِيفُ السَّنَدِ ، وَالْمَعْنَى الْجَامِعُ لِهَذِهِ الْأَقْوَالِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُلْكِ هُنَا : الِاسْتِقْلَالُ الذَّاتِيُّ ، وَالتَّمَتُّعُ بِنَحْوِ مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ الْمُلُوكُ مِنَ الرَّاحَةِ وَالْحُرِّيَّةِ فِي التَّصَرُّفِ وَسِيَاسَةِ الْبُيُوتِ ، وَهُوَ مَجَازٌ تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ إِلَى الْيَوْمِ فِي جَمِيعِ مَا عَرَفْنَا مِنْ بِلَادِهِمْ ، يَقُولُونَ لِمَنْ كَانَ مُهَنَّئًا فِي مَعِيشَتِهِ ، مَالِكًا لِمَسْكَنِهِ ، مَخْدُومًا مَعَ أَهْلِهِ ، فَلَانٌ مَلِكٌ ، أَوْ مَلِكُ زَمَانِهِ ; أَيْ يَعِيشُ عِيشَةَ الْمُلُوكِ ، وَتَرَى مِثْلَ هَذَا الِاسْتِعْمَالِ الْمَجَازِيِّ فِي رُؤْيَا يُوحَنَّا، قَالَ : ( 1 : 6) (وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً) .
ويقول الطبري فى تفسيره للنص:
” وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا” سَخَّرَ لَكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ خَدَمًا يَخْدُمُونَكُمْ .
وَقِيلَ : إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لَهُمْمُوسَى ،لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ سِوَاهُمْ يَخْدُمُهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِيآدَمَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
11624 – حَدَّثَنَابِشْرٌقَالَ : حَدَّثَنَايَزِيدُقَالَ : حَدَّثَنَاسَعِيدٌ ،عَنْقَتَادَةَقَوْلَهُ: ” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا” قَالَ : كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ سُخِّرَ لَهُمُ الْخَدَمُ مِنْ بَنِي آدَمَ وَمَلَكُوا .
وَقَالَ آخَرُونَ : كُلُّ مَنْ مَلَكَ بَيْتًا وَخَادِمًا وَامْرَأَةً ، فَهُوَ “مَلِكٌ” كَائِنًا مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
11625– حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَىقَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ : أَنَّهُ سَمِعَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ،وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا؟ قَالَ : نَعَمْ! قَالَ : أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ قَالَ : نَعَمْ! قَالَ : فَأَنْتَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ! فَقَالَ : إِنَّ لِي خَادِمًا . قَالَ : فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ .
11626– حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍقَالَ : سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ : “وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا” فَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ وَخَادِمٌ فَهُوَ مَلِكٌ .
11627– حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ،عَنْ [ ص: 162 ] حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ،عَنْ حُمَيْدٍ ،عَنِ الْحَسَنِ : أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : “وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا” ، فَقَالَ : وَهَلِ الْمُلْكُ إِلَّا مَرْكَبٌ وَخَادِمٌ وَدَارٌ؟
فَقَالَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ: إِنَّمَا قَالَ لَهُمْ مُوسَى ذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْلِكُونَ الدُّورَ وَالْخَدَمَ ، وَلَهُمْ نِسَاءٌ وَأَزْوَاجٌ .
وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ : “وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا” أَنَّهُمْ يَمْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
11636–حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ،عَنِ السُّدِّيِّ: “وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا” يَمْلِكُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَمَالَهُ .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=5&ayano=20
ويقول فخر الرازي فى التفسير الكبير مفسراً للنص:
قَوْلُهُ (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا) وَفِيهِ وُجُوهٌ:
أَحَدُهَا : قَالَ السُّدِّيُّ : يَعْنِي وَجَعَلَكُمْ أَحْرَارًا تَمْلِكُونَ أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ مَاكُنْتُمْ فِي أَيْدِي الْقِبْطِ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْجِزْيَةِ فِينَا ، وَلَا يَغْلِبُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ غَالِبٌ.
وَثَانِيهَا : أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ رَسُولًا وَنَبِيًّا كَانَ مَلِكًا ؛ لِأَنَّهُ يَمْلِكُ أَمْرَ أُمَّتِهِ وَيَمْلِكُ التَّصَرُّفَ فِيهِمْ ، وَكَانَ نَافِذَ الْحُكْمِ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَلِكًا ، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) (النِّسَاءِ : 54 (.
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُ كَانَ فِي أَسْلَافِهِمْ وَأَخْلَافِهِمْ مُلُوكٌ وَعُظَمَاءُ ،
وَقَدْ يُقَالُ فِيمَنْ حَصَلَ فِيهِمْ مُلُوكٌ : أَنْتُمْ مُلُوكٌ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعَارَةِ .
وَرَابِعُهَا : أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مُسْتَقِلًّا بِأَمْرِ نَفْسِهِ وَمَعِيشَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا فِي مَصَالِحِهِ إِلَى أَحَدٍ فَهُوَ مَلِكٌ .
قَالَ الزَّجَّاجُ : الْمَلِكُ مَنْ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ . وَقَالَ الضَّحَّاكُ : كَانَتْ مَنَازِلُهُمْ وَاسِعَةً وَفِيهَا مِيَاهٌ جَارِيَةٌ ، وَكَانَتْ لَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ وَخَدَمٌ يَقُومُونَ بِأَمْرِهِمْ ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ مَلِكًا .
ويقول محمد الطاهر بن عاشور فى تفسيره التحرير والتنوير فى تفسيره للنص الجزء السادس ص 161:
أَنْ جَعَلَهُمْ مُلُوكًا ، وَهَذَا تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ ، أَيْ كَالْمُلُوكِ فِي تَصَرُّفِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَسَلَامَتِهِمْ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ لِلْقِبْطِ ، وَجَعَلَهُمْ سَادَةً عَلَى الْأُمَمِ الَّتِي مَرُّوا بِهَا، مِنَ الْآمُورْبِينَ ،وَالْعَنَاقِيِّينَ ،وَالْحَشْبُونِيِّينَ ،وَالرَّفَائِيِّينَ ،وَالْعَمَالِقَةِ ،وَالْكَنْعَانِيِّينَ ،أَوِ اسْتُعْمِلَ فِعْلُ ” جَعَلَكُمْ ” فِي مَعْنَى الِاسْتِقْبَالِ مِثْلَ أَتَى أَمْرُ اللَّهِقَصْدًا لِتَحْقِيقِ الْخَبَرِ ، فَيَكُونُ الْخَبَرُ بِشَارةً لَهُمْ بِمَا سَيَكُونُ لَهُمْ .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=61&surano=5&ayano=21
ويقول محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني فى كتابه “فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (تفسير الشوكاني) فى تفسيره للنص:
) وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا) أَيْ وَجَعَلَ مِنْكُمْ مُلُوكًا ، وَإِنَّمَا حَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ لِظُهُورِ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ عَلَى تَقْدِيرِهِ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ مَنْصِبَ النُّبُوَّةِ لَمَّا كَانَ لِعِظَمِ قَدْرِهِ وَجَلَالَةِ خَطَرِهِ بِحَيْثُ لَا يُنْسَبُ إِلَى غَيْرِ مَنْ هُوَ لَهُ قَالَ فِيهِ : إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَوَلَمَّا كَانَ مَنْصِبُ الْمَلِكِ مِمَّا يَجُوزُ نِسْبَتُهُ إِلَى غَيْرِ مَنْ قَالَ بِهِ كَمَا تَقُولُ قَرَابَةُ الْمَلِكِ : نَحْنُ الْمُلُوكُ ، قَالَ فِيهِ : (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا ) وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْمَلِكِ : أَنَّهُمْ مَلَكُوا أَمْرَهُمْ بَعْدَ أَنْ كَانُوا مَمْلُوكِينَ لِفِرْعَوْنَ ، فَهُمْ جَمِيعًا مُلُوكٌ بِهَذَا الْمَعْنَى ،
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ ذَوِي مَنَازِلَ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ إِلَّا بِإِذْنٍ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَالظَّاهِرُأَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْآيَةِ الْمَلِكُ الْحَقِيقِيُّ ، وَلَوْ كَانَ بِمَعْنًى آخَرَ لَمَا كَانَ لِلِامْتِنَانِ بِهِ كَثِيرُ مَعْنًى ، فَإِنْ قُلْتَ : قَدْ جَعَلَ غَيْرَهُمْ مُلُوكًا كَمَا جَعَلَهُمْ ، قُلْتُ : قَدْ كَثُرَ الْمُلُوكُ فِيهِمْ كَمَا كَثُرَ الْأَنْبِيَاءُ ، فَهَذَا وَجْهُ الِامْتِنَانِ .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=66&surano=5&ayano=21
وآخيراً نستنتج مما سبق حيرة أهل التفسير وتأويل القرآن أمام النص الوارد فى (سورة الْمَائِدَةِ 5 : 20):
“…. وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا …”، ولكنهم أكدوا “وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْآيَةِ الْمَلِكُ الْحَقِيقِيُّ ،”.. ومنهم محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني فى كتابه “فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (تفسير الشوكاني) فى تفسيره للنص!!
ومن الغريب أن القرآن ينعت العرب فى (سورة التوبة 9 : 97):
” الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)“.
وإلى اللقاء فى:
اليهود فى القرآن.. المقال 4 .. أختص بني إسرائيل بالحكم والنبوة، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون“…