اساسيات الإيمان المسيحيالإيمان المسيحيدراسات قرأنيةمقالاتنا

مجدي تادروس .. الزيت على الحيط .. الآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم 

دراسة وتعليق حول .. الزيت على الحيط .. الآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم 

مجدي تادروس

أنتشر فيديو على وسائل التواصل والسوشيال ميديا لنيافة الأنبا تادرس أسقف بور سعيد وهو يفرغ الزيت الذي تنضح به صورة المُطوبة القديسة العذراء مريم فى زجاجات وسط تهليل الشعب تمجيدات ومدائح القديسة العذراء مريم، وقد استفزتني تعليقات الناس على الفيديو والذي صار مصدر لسخرية بعض المُستهترين فمنهم من قال:

https://www.facebook.com/100070957699130/videos/843457200084980

& لماذا لا يتم توزيع هذا الزيت على البطاقات التموينية لفك أزمة الشعب المسكين لأن سعر زجاجة الزيت بــ 80 جنيه مصري الأن؟

& أنا أحتاج بيض أكثر من الزيت فلماذا لا تنضح الصورة بالبيض ويقوم سيدنا بجمعه وتوزيعه علينا لأن سعر كرتونة البيض تعدت الـــ 100 جنيه يعني البيض بقى لا يمسه إلا الطبقة الأرستقراطية فقط .. نظرة للغلابة يا ست الغلابة؟

وهذا أقل الكلام سفاهة وما لم أنشره أعظم بلاءً، مما اضطرني لمحو البوست من الجروب!

بعدها قررت أن أقوم بعمل دراسة عن المعجزات على ضوء كلمة الله بالكتاب المقدس وأنشر البوست مرة ثانية مع الدراسة وأقوم بالرد على أسئلة الناس الجادة التى وردت فى التعليقات..

أكثر المُعلقين يتسائلون عن مدى امتلاك الكنيسة الآن لقوة صنع الآيات والعجائب، مثل إقامة الموتى و تفتيح أعين العميان وإقامة المفلوجين والمشلولين…  كما كان للكنيسة الأولي في بداية زمن العهد الجديد، عهد الرسل.. ألم يقل الرب يسوع المسيح فى (إنجيل متى 10 : 8):

٨ اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا.”..

أيضاً قال فى (إنجيل مرقس 16 : 17 – 18):

١٧ وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ  {فى كل زمان ومكان}: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.  ١٨ يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ»..

وأيضاً فى (أنجيل يوحنا 14 : 12 – 14):

مجدي تادروس .. الزيت على الحيط .. والآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم  ١٢ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. ١٣ وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ.١٤ إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.”..

وهناك الكثير من النصوص الكتابية التى تؤكد وعد الرب يسوع المسيح بعمل الآيات والعجائب وصنع القوات الخارقة أى المعجزات إلي أن يأتي الرب في سحاب مجده فى مجيئه الثاني!

ولكن من الغريب أن يُعليق بعض الخدام ومن طوائف مسيحية مختلفة على أجابة ما سبق من أسئلة كانت كالأتي:

1 – أن الرب سمح بالمعجزات فى بداية العهد الجديد فقط لنشر المسيحية فى كل المسكونة، إقامة الموتى وشفاء المولود اعرج وغيرها من معجزات.. ثم توقفت بعد انتشار الكرازة بالإنجيل فى كل الأرض وأصبح الأعتماد على الكلمة الله الحية الفعالة وليس باستخدام الأيات والعجائب، وقد تحدث بعض المعجزات بين الحين والأخر، وبخاصة مع رواد الكرازة الذين حملوا الإنجيل إلى الشعوب والأماكن التي لم يكن قد وصلها الأنجيل من قبل.. وللرد على هذه النقطة نقول:

أن المأمورية الكرازية العظمي لم تكن للتلاميذ والرسل بالكنيسة الأولى فقط.. بل هذه الأيات تتبع كل المؤمنين فى كل عصور الكنيسة، فقد قال الرب فى (إنجيل مرقس 16 : 17 – 18):

١٧ وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ  {فى كل زمان وكل مكان}: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.  ١٨ يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ»..

2 – ربط بعض الخدام بين إجراء بعض المُعجزات والحالة الروحية في الكنيسة، قالوا لو أن  كنيسة القرن الواحد والعشرين كانت أكثر روحانية وقداسة ونقاءاً فى التعليم، ولو تابت الكنيسة لاستطاعت أن تجرى الآيات والعجائب وصنع القوات التي أجرتها كنيسة القرون الأول..!

وللرد على هذه النقطة، أن كنيسة الكورنثيين كانت تمتلك كل هذه المواهب، كما شهد عنهم القديس بولس في (رسالته الأولى لأهل كورنثوس 1 :7):

٧ حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا، وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، “، ثم وبخهم بنفس الرسالة قائلاً في (رسالته الأولى لأهل كورنثوس 3: 1 – 3):

١ وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَال فِي الْمَسِيحِ، ٢ سَقَيْتُكُمْ لَبَنًا لاَ طَعَامًا، لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ، بَلِ الآنَ أَيْضًا لاَ تَسْتَطِيعُونَ، ٣ لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟ “.

ثم يعلن بنفس الرسالة لنفس الكنيسة أن المواهب التسعة المعجزية التى تصل لصنع قوات، ومن هذه المواهب، التكلم بألسنة، وترجمة الألسنة والشفاء وغيرها من المواهب، وهي تختلف من شخص لآخر حسبما  يشاء الروح القدس فيقول فى (رسالته الأولى لأهل كورنثوس 12 :7-12 و28-31):

٧ وَلكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. ٨ فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ، وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ، ٩ وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. ١٠ وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ، وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ، وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ، وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ، وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. ١١ وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ. ١٢ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا……  ٢٨ فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. ٢٩ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ ٣٠ أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟  ٣١ وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضًا أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ.”. 

فالمواهب لا تُعطى بالاستحقاق حسب حالة الشخص الروحية، بل هي حق مُكتسب من بر المسيح بالنعمة نحصل عليها بالإيمان، وليس بالضرورة حسب استحقاق الشخص أوحالته الروحية…

فمن الواضح إذاً في كلمة الله أن إجراء الآيات والعجائب المعجزية وصنع القوات يتبع كل المؤمنين فى كل زمان وفى كل مكان في وقت أحتياج المؤمن لعملها وليس للإستعراضات، تتبع المؤمنين ولا يتتبعها المؤمنين لإظهار قدراتهم أو إثبات صحة إيمانهم وكما قال الرب لمرثا عند قبر لعازر فى (إنجيل يوحنا ٤٠:١١):

٤٠ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟»”..

فنحن نؤمن فنرى الآيات والعجائب وقت احتياجنا لها ولا يصح أن نقول للرب “أريني معجزة لكي أؤمن”، لأنه لن يفعل ذلك.. بل ولا توجد معجزة واحدة حدثت فى كل الكتاب بدون سبب يعبر عن أحتياج حقيقي عجز الإنسان تسديده أو مواجهته فيتم تسديديه بطريقة أعجازية … 

لذلك حذرنا الروح القدس فى الإنجيل بنبوات عدة أنه في أواخر الأيام قبل المجيء  الثاني للرب يسوع المسيح بحدوث الكثير من المعجزات التى سيصنعها المُضللين لأثبت صحة ضلالاتهم وتجديفاتهم على الروح القدس وعدم إيمانهم بأن الرب يسوع هو المسيح الله الظاهر فى الجسد.. فقال الرب يسوع المسيح فى حديثه الأخير على جبل الزيتون، فى (إنجيل متى 24 : 23 – 26):

 ” ٢٣ حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. ٢٤ لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا.  ٢٥ هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. ٢٦ فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا.”.

وأيضاً يحذرنا القديس بولس فى (رسالته الثانية لتسالونيكي 2 : 7 – 10):

٧ لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، ٨ وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. ٩ الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،١٠ وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا.”…

أنظر أيضاً (سفر الرؤيا 13 :12- 15)..

وفي (إنجيل متى 7 :21-23):

٢٠ فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. ٢١ «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ٢٢ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ ٢٣ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!”..

فهؤلاء هم مسحاء كذبة غير مؤمنين بالرب يسوع المسيح أنه هو الله الظاهر فى الجسد وبل وهم أعداء الصليب (أنظر رسالة فيلبي 3 : 18 – 19).. من أمثال المُعزمين الذين يستخدمون المزامير والدلال وتعاويذ كتاب “العذراء حالة الحديد” .. وأصحاب الرقية الشرعية، الكل يستخدمون اسم الله.. وقد يُنجحهم الشيطان ببعض الأحيان فى عمل الآيات ليثبت صحة ضلالتهم.. !!

مجدي تادروس .. الزيت على الحيط .. والآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم الكتاب المقدس يقول عن النبي الصادق الحقيقي ونبواته الصادقة فى (سفر عاموس 3 : 7):

7 إِنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْرًا إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ.“.

فالنبي الصادق هو الذي يكشف له الله أسراره {مقاصده} التى يريد أن يعلنها للبشرية. وهذا ما يؤكده أرمياء النبى بالروح أن الأنبياء يقفون في حضرة الله، أو فى مجلسه السماوى، ويسمعون كلامه ومشورته الإلهية التى يريد أن يعلنها للبشرية فيقول فى (سفر أرميا 23 : 18):  

” لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ

بل ويقول الرب عن الأنبياء الكذبة فى (سفر إرميا 23 : 22):

“وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ “.

ويقول الرب بفمه الطاهر فى (أنجيل يوحنا 14 : 12):

12 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي.“.

ويقول كاتب العبرانيين عن الإنبياء بأن الله: “شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات ومواهب الروح القدس حسب إرادته”(رسالة العبرانيين 2 :4).

كما وعد الرب بنفسه فى (إنجيل يوحنا ٢٣:١٦):

٢٣ وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.”.

ويؤكد لنا الكتاب المقدس أن صنع الآيات والعجائب لأثبات صحة الإيمان هذه ضلالة يستخدمها الشيطان في مُسحائه المُضلين والأنبياء الكذبة حتى يُضلل ولو أمكن المختارين.. فالرب يسوع المسيح رفض عمل إية واحدة أمام الملك هيرودس الملك فيشهد الوحي في (إنجيل لوقا 23 : 8 – 9):

٨ وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا، لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيل أَنْ يَرَاهُ، لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، وَتَرَجَّى أَنْ يَرَى آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ. ٩ وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ.”..   

ويقول كاتب (رسالة العبرانيين 4 : 16):

١٦ فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.

16   Let us therefore come boldly unto the throne of grace, that we may obtain mercy, and find grace to help in time of need.

أى ننال الآية والأعجوبة فى وقت الاحتياجات.. لأن معجزة بلا سبب لا تأتي ولا توجد معجزات لنوال البركات أو لأثبات صحة الإيمان فهذه بدعة لا تصح ولا تليق ..

فكل الآيات التى صنعها الرب يسوع المسيح كانت لخدمة الإنسان وتسديد احتياجاته التى يعجز عليها .. وإيليا النبي فى زمن المجاعة قال (سفر الملوك الأول ١٤:١٧):

١٤ لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ».  

وإليشع النبي في (سفر الملوك الثاني 4 : 2 – 7):

٢ فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟». فَقَالَتْ: «لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ». ٣ فَقَالَ: «اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. ٤ ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأَوْعِيَةِ، وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ» . ٥ فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. ٦ وَلَمَّا امْتَلأَتِ الأَوْعِيَةُ قَالَتْ لابْنِهَا: «قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً». فَقَالَ لَهَا: «لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ». فَوَقَفَ الزَّيْتُ. ٧ فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ: «اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ»…

أى أن إليشع النبي صنع المعجزة لتسديد ديون الأرملة التى عجزت على تسديدها للمرابي..  بل ووفت كل أحتياجات هذه الأرملة وسددتها … ومعجزة بلا سبب لن تُصنع… ولكي نفهم القصد الإلهي من الأيات والعجائب وصنع القوات فى دراسة سريعة ومختصرة كالأتي:

أولاً:  تعريف المعجزة

1 – فى الكتاب المقدس

معنى الأعجوبة أو المعجزة هي عمل أو ظاهرة خارقة للطبيعة، في لحظة حاسمة أو مرحلة فاصلة في التاريخ. والآيات والعجائب الحقيقية، هي التزام إلهي من الرب للمؤمنين تتبعهم عند طلبها فى أوقات أحتياجاتهم، فالرب هو إله الطبيعة وخالقها، ضابط الكل والقادر على كل شيء..

(انظر سفر الخروج 7 :3-5، سفر التثنية 4 :34 و35، سفر يشوع 3 :5… أنجيل يوحنا 3 :2 ،9 :32 و33 ، 10 :38، سفر أعمال الرسل 10 :38… إلخ).

والشيطان وجنوده وآلاته من البشر، يمكنهم أن يصنعوا بعض الآيات والعجائب عند إصرار الإنسان البعيد عن الله على صُنعها عن طريق السحر والطرق الشيطانية.. أنظر (سفر الخروج 7 :11 و12 و22… أنجيل متى 24 :24، سفر أعمال الرسل 8: 9-24 ، 13 :6 – 12 ، الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي  2 :9، سفر الرؤيا  13 :14 ،16 :14)… إلخ.

(2) العبارات الكتابية الدالة على هذه الخوارق: الآيات والعجائب التى هى أفعال غير عادية من عمل الله، خارقة للطبيعة تظهر قدرة الله فى حياة المؤمنين وهذه الأيات تتبعهم، وتحدث عندما ينطق بها أنبياءه ورسله وجميع المؤمنين بالإيمان دون شك وباسم الرب يسوع المسيح. وتوصف في العهدين القديم والجديد بكلمات تدل على طبيعتها الخارقة، فهى:

(أ) “عجائب”  لأنها تدعو إلى العجب والدهشة…فيقول فى (مزمور 86 : 10):

” لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ.“.  

(ب) ” آيات “ أو علامات على تدخل الله في مجريات الأمور لافتقاد شعبه.. فيقول فى (أنجيل مرقس  16 : 17):

مجدي تادروس .. الزيت على الحيط .. والآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم ” وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.“.

وكثيراً ما تذكر ” الآيات والعجائب ” معاً كما ورد فى (سفر أعمال الرسل 14 : 3):

” فَأَقَامَا زَمَانًا طَوِيلاً يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، وَيُعْطِي أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. “.

 (جـ) “قوات “ لأنها تستلزم لإجرائها قوة تفوق قدرة الإنسان، ودليل واضح على قدرة الله غير المحدودة كما ورد في (سفر أعمال الرسل 8 : 13):

١٣ وَسِيمُونُ أَيْضًا نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ، وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى انْدَهَشَ.”..

و“بالقوات العجائب والآيات معاً، كما في موعظة بطرس في يوم الخمسين (سفر أعمال الرسل 2 :22):

٢٢ «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ.”.

(د) “معجزات” لأن الإنسان يعجز من ذاته عن الإتيان بمثلها، لأنها كقول أليهو لأيوب البار فى (سفر أيوب 37 : 16):

١٦ أَتُدْرِكُ مُوازَنَةَ السَّحَابِ، مُعْجِزَاتِ الْكَامِلِ الْمَعَارِفِ؟؟ “.. وهذه هى المرة الوحيدة التي ذكرت فيها كلمة معجزة بالكتاب المقدس.

ثانياً: الرب نفسه أية

١٤ وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».”(سفر اشعياء 7 : 14)..

أعظم آيات الكتاب المقدس هو الرب يسوع المسيح نفسه الذى دخل إلى التاريخ فترخ التاريخ ونزل إلى الأرض ليفتديها من لعنة الناموس فقد ولد من العذراء المطوبة القديسة مريم، بعد أن بشرتها الملائكة بمولده العجيب الخارق للقوانين الطبيعية، سواء لأمه العذراء مريم أو للرجل الذي كانت مخطوبة له المدعو يوسف النجار (أنجيل متى 1، أنجيل لوقا1)، ثم مات الرب يسوع  على الصليب، ودُفن كأي إنسان، ولكنه في اليوم الثالث من صلبه، قام منتصراً من القبر الذي دفن فيه منتصراً على الموت بقوة نفسه، وظل يظهر لتلاميذه طيلة أربعين يوماً كما ورد فى (سفر أعمال الرسل 1 :3 )، يأكل ويشرب معهم، ولكن بجسد ممجد غير خاضع للقيود الطبيعية المعتادة، كدخوله عليهم والأبواب مُغلقة، وأخيراً صعد إلى السماء أمام عيون تلاميذه “٩ وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. (سفر أعمال الرسل 1 : 9).

عندما جاء تلميذا يوحنا المعمدان للرب يسوع المسيح يسألانه (أنجيل متى  11: 3-5):

٣ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» ٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا:«اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: ٥ اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ.”.

ويوجد وصف مفصل لبعض هذه المعجزات في الأناجيل. ولكن من الخطأ كما يحدث كثيراً اعتبار هذه المعجزات المذكورة في الأناجيل، هي كل ما فعل الرب يسوع المسيح. وحتى لو أمكن تعليلها – كما يحاول كثيرون- فهناك العبارات المتكررة في الأناجيل، مثلما يذكر متى البشير فى (أنجيل متى 4 : 23):

٢٣ وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب.”.

و يذكر البشير لوقا فى (أنجيل لوقا 6 :17 19):

١٧ وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْل، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، ١٨ وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. ١٩ وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ.”..

وهذه القوة تكمن فى أرواحنا بقوة الرب الروح القدس الثابت فينا للأبد.. وهذا ما جعل القديس بولس الرسول فى (رسالة فيلبي ١٣:٤):

١٣ أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.”.

ثالثاً: أهمية الآيات والعجائب كدليل للعهد الجديد الذى نحياه

(أ‌)    الأيات والعجائب وصنع القوات دليل لإستعلان الله في ابناءه المؤمنين المولدين من الله وكما يقول (أنجيل يوحنا 1 : 12 – 13): “١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.١٣ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.”..

وفى (رسالة أفسس 2 : 10):

١٠ لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”..

وهذه الأعمال الصالحة هى الأعمال التى سنعملها بإيمان ابن الله الذى نحياه وكما تقول (رسالة غلاطية 2: 20):

٢٠ مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.”..

فالمسيحية الحقيقة هي مشروع استنساخ المسيح فى ابناءه المولدين من الله الذين قبلوه.. وكما تقول (رسالة كورنثوس 3 : 18):

١٨ وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا {إلى صورة المسيح}، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.”..

أذاً الآيات والعجائب وصنع القوات برهان على صدق مواعيد الرب لنا في إرسالية لنا للكرازة لجميع أقاصي الأرض وهي آيات تابعة تجعلنا ننفذ مشيئة الأب، كما فى السماء كذلك على الأرض.. وهذا يؤدي بنا إلى النظرة السليمة إلى قيمة الآيات والعجائب وصنع القوات كبراهين على صدق الإعلان الإلهي لغير المؤمنين..

(ب) الآيات والعجائب والقوات التى صنعها الرب يسوع المسيح فى فترة تجسده أثبتت ربوبيته وسلطانه الفائق على الطبيعة، فلم يكن له سلطان على الرياح والبحر فحسب، بل إن روح ونفس الإنسان وجسده كانا طوع لأمره، فهو رب الحياة وكل ما يتصل به من شباب وقوة وصحة وعمر مديد. هذه هي الحقيقة العظيمة التي تثبتها المعجزات، فهي ليست مجرد دليل خارجى يتم لتأييد تعليم معين، ولكنها دليل بليغ مباشر على أصالة صدق إيماننا بأن ربنا وإلهنا يسوع المسيح امتلك قوي وسلطان لا يمتلكها سوى الله نفسه، ولكنها لا تقل أهمية في إثبات المهمة الخاصة التي جاء لأجلها، وهي أن يخلص الجنس البشري. وهو لم يصنع هذه المعجزة لكي يؤمن به الناس بما يقوله عن نفسه، ولكن أعماله العجيبة والقوات التي صنعها كانت دليلاً قاطعاً على صدق هذه الأقوال، فقد  أثبت أنه “المخلص” بإتمامه أعمال المُخلص، بشفاء الناس (رجالاً ونساءً) من أمراضهم الروحية والنفسية والجسدية. ومن المعلوم جيدا أن “الخلاص” – في معناه الحقيقي – أي خلاص الناس من الشرور والمفاسد التي سقطوا فيها، هو مفهوم لم يُعلن للعالم إلا في الإنجيل. وكانت الرسالة الأساسية للمعجزات هي إظهار الرب في هذه الصورة، أي باعتبار أنه يريد ويقدر أن يخلص، فهذا هو مضمون ما قاله الرب نفسه لتلميذي يوحنا المعمدان في (إنجيل متى  11: 4 -6)

٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا:«اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: ٥ اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. ٦وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».”.

 (جـ) الآيات والعجائب والقوات هى صورة الإعلان المنظور وكما يقول (أنجيل يوحنا ١ : ١٨):

١٨ اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ{أي أعلن}.”..

لذلك كان من الخطأ البالغ أن نظن أن أساس إيماننا لا يهتز إذا أنكرنا المعجزات أو طرحناها جانباً.. لأننا نفقد الدليل الإيجابي الذي نمتلكه عن قوة المسيح المخلصة. فالمعجزات ليست مجرد الأدلة على صدق الإعلان، ولكنها هي نفسها إعلان محبة الأب، فهي تعلن “مخلصاً” من كل أمراض البشرية الروحية والنفسية والجسدية، ليس ثمة إعلان آخر في العالم له نفس هذه القوة. فنحن لا نتتبع الآيات والعجائب بل هى التى تتبعنا حيثما ذهبنا وتحدث فى أوقات الاحتياج لها..

“وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.(إنجيل مرقس 16 : 17) .. وأن هذه الآيات والعجائب المسجلة للرسل – كما في حالة شفاء بطرس للرجل الأعرج – هى دليل على قوة المُخلص التى تعمل فيه (سفر أعمال الرسل 3 :3و4) ..

كما قال القديس بطرس نفسه فى (سفر أعمال الرسل 4 :10-12):

١٠فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا. ١١هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ.  ١٢وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».“.

الآيات والعجائب سواء التي أجراها الرب أو الرُسل وجموع المؤمنين إنما تعلن مصدراً جديداً للقوة، في شخص ربنا يسوع المسيح، لخلاص الناس. فمهما بدا منها أن ثمة تدخلاً حدث في نظام الطبيعة المألوف، فهو لا يرجع إلى تعديل في هذا النظام، بل إلى تدخل قوة جديدة فيه. وتكشف المعجزات عن طبيعة هذه القوة التى تعمل فينا بالروح القدس، التي لا يمكن إدراكها إلا بملاحظة هذه المعجزات.. فالإنسان يُعرف بأقواله وأفعاله. وقد استشهد الرب يسوع المسيح نفسه بهذين الأمرين للإعلان عن ذاته فى (أنجيل يوحنا 10 :37 – 38)

” ٣٧ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي.  ٣٨ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».“.

فالآيات والعجائب والقوات التي أجراها الرب يسوع المسيح كانت تعلن وتثبت بما لا يدع مجالاً لشك، طبيعته الإلهية وسلطانه الإلهي. لقد كانت أمام كل الأمة اليهودية، دلائل صادقة قوية على أنه قد جاء الذي سبق أن وُعد به الآباء وأعلن لهم فيقول (سفر إشعياء 35 :4): “هوذا إلهكم … يأتي،… هو يأتي ويخلصكم”.

لذلك فإننا نقبلها كبراهين على صدق كل كلمة قالها أوعلَّم بها، فهو نفسه “الكلمة”، كما أنها دلائل أكيدة على النصرة النهائية على الموت، ودلائل أكيدة على الحياة الآتية، لأنها كانت إعلانات عن ذاك الذي قال عن نفسه في (إنجيل يوحنا 11 :25): ” أنا هو القيامة والحياة”.

رابعاً: المعجزات في العهد القديم 

مجدي تادروس .. الزيت على الحيط .. والآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم (1) معجزات العهد الجديد التي أجراها الرب يسوع المسيح وتلاميذه والمؤمنون به، هي الأمتداد الطبيعي لمعجزات العهد القديم الذي يعلن عن المسيا المُخلص، نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (سفر التكوين 3 : 15)، وواضح أنها تمت إعلاناً عن وجود الله وطبيعته وقدرته وتدبيره حتى جاء الرب يسوع المسيح الذي في هو حضن الأب متجسداً لأجل خلاصنا..                 

(2) لذلك نرى فى معجزات موسى قدرة الله على إنقاذ شعبه من أرض مصر وعمل الفصح وعبور بحر سوف… فالهدف الذي ترمى إليه هذه المعجزات، هو نفسه الهدف من المعجزات في العهد الجديد، فيقول موسى النبي فى (سفر التثنية 4 :32-35):

٣٢ «فَاسْأَلْ عَنِ الأَيَّامِ الأُولَى الَّتِي كَانَتْ قَبْلَكَ، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلَى الأَرْضِ، وَمِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاءِ إِلَى أَقْصَائِهَا. هَلْ جَرَى مِثْلُ هذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ، أَوْ هَلْ سُمِعَ نَظِيرُهُ؟ ٣٣ هَلْ سَمِعَ شَعْبٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ، وَعَاشَ؟ ٣٤ أَوْ هَلْ شَرَعَ اللهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ، بِتَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحَرْبٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ، مِثْلَ كُلِّ مَا فَعَلَ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ؟ ٣٥ إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. “..

فالله هو الإله الذي أعلن ذاته في هذه الأعمال العجيبة في انقاذ شعبه، ولذلك يقدم للوصايا العشر بالقول في (سفر الخروج 20 :2- 5)

٢ «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. ٣ لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. ٤ لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. ٥ لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،”..

فبدون هذه المعجزات كان الله يظل لهم مجرد فكرة تجريدية، ولكنه بهذه المعجزات، أعلن أنه الله الحي، وأنه “إله بار ومخلص”(سفر إشعياء 45 :21)، يمكن أن يُحَبَّ من كل القلب والنفس والفكر والقدرة (أنجيل مرقس 12 :30).

(3) المعجزات التالية: تؤدي المعجزات التي جاءت بعد ذلك في التاريخ الكتابي، مثل المعجزات التي جرت على أيدي إيليا وأليشع، نفس الغرض العظيم، وتُعلن أكثر فأكثر إرادة الله وتدبيره وقدرته، فهي ليست مجرد أعاجيب لتأدية شهادة خارجية لتعليم معين، ولكنها من صنع إله حي على أيدي خدامه العاملين معه، ومن خلالها يعلن هو ذاته.. فإذا كانت معجزات العهد الجديد ممكنة، فمعجزات العهد القديم تكون ممكنة أيضاً.. وحيث أن معجزات العهد الجديد تعلن طبيعة الرب يسوع المسيح ومشيئته بالفعل والقول، فكذلك معجزات العهد القديم تعلن وجود الله وطبيعته ومشيئته. إن الطبيعة ذاتها تعلن وجود الله، ولكن المعجزات تعلن أعمال جديدة وخطيرة لله..

(4) يجب أن نذكر أن أسفار العهد القديم تنطوي على معجزة من أعظم المعجزات، ألا وهي النبوة. فمن الواضح أن به نبوات مُسبقة عن تاريخ الشعب اليهودي منذ البداية، وذلك منذ قصة حياة إبراهيم فصاعداً. ولا جدال في أنه يزخر بنبوات واضحة عن الرب يسوع المسيح وأعماله، لدرجة أن الشعب كان ينتظر المسيا قبل ظهوره.. فالرب يسوع المسيح قد جاء ليتمم ما سبق أن تكلم به الأنبياء، حتى إن الرب نفسه كان يشرح هذه النبوات لتلمذي عمواس في (أنجيل لوقا 24 :27): “٢٧ ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.”…

وهي أيضاً إعلان عن طبيعة الله، إذ تعلن أنه هو الإله وليس آخر، الإله وليس مثله،

وفى (سفر إشعياء 46 :9 – 10):

٨ «اُذْكُرُوا هذَا وَكُونُوا رِجَالاً. رَدِّدُوهُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيُّهَا الْعُصَاةُ. ٩ اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. ١٠مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي.”..

وأنه هو المُهيمن على مصائر كل البشر، وهو رب التاريخ زماناً ومكاناً.. وكما يقول كاتب العبرانيين فى (رسالة العبرانيين ٨:١٣): “٨ يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.”.  

خامساً: معنى المعجزة فى الإسلام

(1) المعجزة هي الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي مع عدم المعارضة، لتكون دليلا على صدق دعواه في أنه رسول من عند الله.

وكما قال كاتب القرآن فى (سورة البقرة 2 : 260):

” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “.

(2) عجز محمد عن الاتيان بأية معجزة، وكما يجزم كاتب القرآن بأن محمد لم يأتي بمعجزة فيقول فى (سورة الإسراء 17 :  59):

” وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا “.
وذلك بعد أن طلب أهل قريش معجزة تدل على صحة نبوة محمد:

فيقول كاتب القرآن فى (سورة البقرة 2 :118 – 119):

” وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)“.

وفى تفسير ابن كثير للنص يقول:
عن ابن عباس قال: قال رافع بن حريملة لمحمد .. يا محمد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله في ذلك من قوله “وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية..

وقال مجاهد “وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية قال النصارى تقوله وهو اختيار ابن جرير قال لأن السياق فيهم. وفي ذلك نظر وحكى القرطبي ” لولا يكلمنا الله” أي يخاطبنا بنبوتك يا محمد قلت وهو ظاهر السياق والله أعلم

وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدي في تفسير هذه الآية هذا قول كفار العرب ” كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم” قال هم اليهود والنصارى ويؤيد هذا القول أن القائلين ذلك هم مشركو العرب قوله تعالى:

” وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ” (سورة الأنعام 6 : 124).

 وقول كاتب القرآن:

” وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)(سورة الإسراء 17 : 90 – 93 ).

 وقوله تعالى:  ” وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)(سورة الفرقان 25 : 21 -22).

وقول كاتب القرآن فى (سورة المدثر 74 : 52):  ” بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) ” .  

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كفر مشركي العرب و عتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به إنما هو الكفر والمعاندة كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم كما قال كاتب القرآن:

 ” يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)(سورة النساء 4 : 153) .

وقال كاتب القرآن (سورة البقرة 2 : 54 – 55) :

” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) “.


” وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ “ (سورة الأنعام 6 :109).  

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura2-aya118.html


شق القمر:

مجدي تادروس .. الزيت على الحيط .. والآيات والعجائب والمعجزات فى الكنيسة اليوم ” اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ” (سورة القمر 54 : 1).

 ( شق عليَّ فراقك ).

 ((عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين، حتى رأوا حراء بينهما.)) [صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب انشقاق القمر، 3655) .
ويدعى المسلمون أن هناك الكثير من المعجزات التي صنعها محمد مثل: 
1
 سلام الحجر والشجر
2
 تحريك الشجرة
3
 أكثار الخبز
4  معجزة تسبيح الحصى عندما طلب منه مكرز العامري برهان ليعرف أنه رسول الله، وأورد هذه المعجزة البيهقي، إذ لعله هو أكثر كناب السيرة الذين نسبوا معجزات كونية وفوق طبيعية إلى محمد.

5 – معجزة القرآن: طبعاً عندما واجه المشكّكون محمد وتحدّوه، ردّد محمد قوله بأنه عاجز عن الإتيان بمعجزة، وأنكر قدرته. واعترف أنّ جميع الأنبياء الذين سبقوه كانت لهم معجزات وكانوا قادرين على الإتيان بها. ونراه يكرّر قوله دائماً أن معجزته الوحيدة هي القرآن.

” أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ” (سورة يونس 10 : 38).


” قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا “ (سورة الإسراء 17 : 88) .

” قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ” (سورة الكهف: 110. فصّلت:6) .

” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ” (سورة الغاشية:21- 22) .

” قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(سورة الأعراف 7 : 188) .

” هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)(سورة ال عمران 3 : 7 -8).

ومما سبق نستنتج أن المعجزات فى الإسلام هي درب من دروب الهوس وادعاءات غير منطقية الغرض من محاولة برهنة وإثبات نبوة نبي كذاب ظهر فى القرن السادس مدعياً النبوة!

أرحب بكل أسئلتكم 

مجدي تادروس 

للمزيد : 

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض

كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر

كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!

تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم

أولئك هم الوارثون

نعم الله فى الإسلام يصلي لذلك صلى يسوع المسيح !!

Magdios Alexandrian

رئيس مجلس إدارة الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى