الكتاب المكنونحقيقة الإسلامدراسات قرأنيةكاريكاتيرمقالاتنا

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ .. وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟

مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ..  وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟

مجدي تادروس  

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟مقدمة لا بد منها:

تعودنا من بين الحين والأخر خروج صراصير الدعوة الحسنة من بكبورتات الجهاد اليعفوري ليتطاولوا على الإيمان المسيحي مزدارين متهاونيين بلا حياء ولا أدب لأنهم أمنوا العقاب ..

فقد خرج علينا صرصور الصراصير يحمل رغيف خبز (شكل القربان) وكوب به كوكاكولا مدعياً أننا نأكل إلهنا ونشرب دمه، … وتطاول ورأء أخر وصرصور نازل على جذور رقبته دون أن يعلم أن صلعومه بن أمنة كاتب القرآن الذي يؤمن به سرق الكثير من اساسيات الايمان المسيحي واضعاً اياها فى كتابه المنحول دون أن يدري وأُطلق على هذه النصوص “الكتاب المكنون”، فقال صلعومة كاتب القرآن فى (سورة الواقعة 56 : 77 – 80):

” إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)“.

وقد قال الشيخ المجدد/ محمد ناصر الألبان عن هذا “الكتاب المكنون“:

* الذى لا يمسه إلا المطهرون ليس لها علاقة بالقرآن الذى بين أيدينا فالمس هنا يرجع إلى “الكتاب المكنون” المذكور من قبل..

* ويكمل ويقول فكتابنا والحمد لله ليس مكنوناً لأن مكنون معناه مخفي وغير مرئي..

* و”الكتاب المكنون” مخفي ولا تطوله ايد الشياطين..

وفى (سورة ال عمران 3 : 7) قال صلعومة بن أمنة رسول الشيطان كاتب القرآن:

” هو الذي أنـزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب” .. ولم يخرج علينا صراصير الدعوة يوماً على مدار 1450 سنة ليحددوا لنا المحكمات من المتشابهات!

وكان على الصرصور المزدري بدلاً من تطاوله على ما يجهله، أن يسألنا لنعلمه ونمحو الغباء عن ذهنه المُضطرب وفك حيراته، عملاً بالنص القرآني الذى أجاز لنا أن نزيل شكه فى نصوص قرآنه ووحيه الشيطاني، كما ورد  فى (سورة يونس 10 : 94):  

” فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)“…. وغيره من النصوص التى تؤكد له أننا أصحاب اليقين الناصع والبرهان القاطع لنصل بك إلى الحق الساطع..

وحتى نقوم بمحو الغباء وأمية صراصير الدعوة، نسألهم:

هل يعلمون أن “مائدة الرب” ورد ذكرها فى القرآن؟ 

وأين وردت فى النصوص القرآنية؟ ..

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟وهى التى قال عنها اللص الصلعومي كاتب القرآن ما يلي:

1 – أنها صبغة الله أحسن صبغة

فأن صبغة الله أحسن صبغة كما ورد فى (سورة البقرة 2 : 138):

صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ … وكالعادة أختلف اهل التفسير والتأويل حول هذه ” الصبغة ” هل هي ” المعمودية ” أم أنها ” المائدة الإلهية أو الأكلة السماوية ” وهي التى تصبغ أكلها أى المؤمنين بها بالنور الإلهي كما ورد فى (سورة المؤمنون 23 : 20):

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ“.

ألا يذكرنا هذا بالنص الوارد فى (سورة التين 95 : 1 – 5):

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) “… ولا يعلم محمد بن أمنة القريشية أن شجرة التين ترمز لبني إسرائيل وأن الزيتونة رمز للمسيحية وزيتها رمز لعمل الروح القدس فى الانسان .. لكن نعمل أيه لما الحرامي الصلعوم الشهواني يسرق مصطلحات الكتاب المقدس دون فهم!!

وأما عن هذه الصبغة فقد قال الرب يسوع المسيح فى (إنجيل متى 20 : 17  – 23) و(إنجيل مرقس 10 : 32 –  40):

١٧ وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِدًا إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذًا عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: ١٨ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ،١٩ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». ٢٠ حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. ٢١ فَقَالَ لَهَا:«مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». ٢٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ».٢٣ فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي»..

 

وقال أيضاً في (إنجيل لوقا 12 : 50):  

٥٠ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟”…

فالصبغة التى أصطبغ بها الرب يسوع المسيح هي صبغة دمه المسفوك على الصليب وكأس الألم باذلاً نفسه بعهد أبدي مرة واحدة ليصطبغ كل المؤمنين بهذا العهد كلما شربوا من الكأس صانعين هذا تذكاراً للعهد الجديد الذى كلفه سفك دمه..   

2 – مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ

كلمة قربان ذكرت فى القرآن ثلاث مرات:

معنى القربان:

قال القرطبي فى تفسيره:

قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْقُرْبَانُ كُلُّ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ طَاعَةٍ وَنَسِيكَةٍ، وَالْجَمْعُ قَرَابِينَ، كَالرُّهْبَانِ وَالرَّهَابِينَ.

أنظر تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – سورة الأحقاف –  قوله تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة – الجزء السادس عشر – ص: 195 – دار الفكر.

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=46&ayano=28

 

وقد قال محمد بن أمنة القريشية الشهير بــــ ” قُثم ابن كبشة” فى قرآنه بــ (سورة ال عمران 3 : 183 – 184):

الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)“.

وأيضاً عن القربان قال فى (سورة المائدة 5 : 27):

” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)“.

وقال أيضاً في سورة (سورة الأحقاف 46 : 28):

فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)” .

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟وقال ايضاً عن القربان فى (سورة المائدة 5 : 111 – 115):

” وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)“. 

والمعنى الظاهري من النص يقول أن حواريين {تلاميذ} الرب يسوع المسيح أوحيَّ لهم أن يؤمنوا بالله والمسيح وقالوا أمنا، ولم يقل لنا كاتب القرآن الصلعومي، ما نوع الوحي الذى أوحى به الله للحواريين وكلمهم من خلاله؟
ثم يطلب الحواريين من الرب يسوع المسيح أن يُنزل لهم من السماء ” مائدة ” يأكلون منها وتطمئن قلوبهم بها، وتكون “عيداً ” لأولهم ولآخرهم، أية آى معجزة من الله ورزقاً .. وقد قال أهل التأويل من أئمة المُفسرون عن هذه المائدة (مائدة الرب) مايلي: 

1 – يكون يوم نزول هذه المائدة عيداً:
فهذه المائدة يكون يوم نزولها عيداً يُعظمه الحواريين أى تلاميذ الرب يسوع المسيح وكل من يؤمن به ومن يأتي من بعدهم.. ومن المُعلوم أن الاعياد عند اليهود والمسيحيين والمسلمين هى ذكرى لأكبر الحوادث ذات الاثر الفعال فى حياة الشعب الذى يعيد ويحتفل بها ..

قال التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب – للإمام فخر الدين الرازي فى تفسيره للنص: 
قَوْلُهُ: عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا .. أَيْ نَتَّخِذُ الْيَوْمَ الَّذِي تَنْزِلُ فِيهِ الْمَائِدَةُ عِيدًا نُعَظِّمُهُ نَحْنُ وَمَنْ يَأْتِي بَعْدَنَا ، وَنَزَلَتْ يَوْمَ الْأَحَدِ فَاتَّخَذَهُ النَّصَارَى عِيدًا، وَالْعِيدُ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِمَا عَادَ إِلَيْكَ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ عَادَ يَعُودُ ، فَأَصْلُهُ هُوَ الْعَوْدُ ، فَسُمِّيَ الْعِيدُ عِيدًا لِأَنَّهُ يَعُودُ كُلَّ سَنَةٍ بِفَرَحٍ جَدِيدٍ، وَقَوْلُهُ: (وَآيَةً مِنْكَ) أَيْ دَلَالَةً عَلَى تَوْحِيدِكَ وَصِحَّةِ نُبُوَّةِ رَسُولِكَ (وَارْزُقْنَا) أَيْ وَارْزُقْنَا طَعَامًا نَأْكُلُهُ ( وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ).

أنظر التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب – الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل – سورة المائدة – قوله تعالى قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا – ص : 110 – دار الكتب العلمية ببيروت – سنة النشر: 2004م – 1425هـ.

http://library.islamweb.net/newlibrary/displaybook.php?flag=1&bk_no=132&ID=2239

 

والمصدر الذى سرق منه كاتب القرآن، من الأيات التى وردت فى (الرسالة الأولى لأهل كورنثوس  5 : 7 – 8):

٧ إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا. ٨ إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ” .

أما تفسير “التحرير والتنوير” قال فى تفسيره للنص: 
” وَهَذَا الْعِيدُ الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ عِنْدَ النَّصَارَى وَلَكِنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَكَلَ مَعَ الْحَوَارِيِّينَ عَلَى مَائِدَةِ لَيْلَةِ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ صُلِبَ مِنْ صَبَاحِهَا . فَلَعَلَّ مَعْنَى كَوْنِهَا عِيدًا أَنَّهَا صُيِّرَتْ يَوْمَ الْفِصْحِ عِيدًا فِي الْمَسِيحِيَّةِ كَمَا كَانَ عِيدًا فِي الْيَهُودِيَّةِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ قَدْ صَارَ عِيدًا بِاخْتِلَافِ الِاعْتِبَارِ وَإِنْ كَانَ الْيَوْمُ وَاحِدًا لِأَنَّ الْمَسِيحِيِّينَ وَفَّقُوا لِأَعْيَادِ الْيَهُودِ مُنَاسَبَاتٍ أُخْرَى لَائِقَةً بِالْمَسِيحِيَّةِ إِعْفَاءً عَلَى آثَارِ الْيَهُودِيَّةِ“.

أنظر التحرير والتنوير – سورة المائدة – محمد الطاهر ابن عاشور – قوله تعالى قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا – الجزء السابع – ص : 108 – 112 –  دار سحنون.

https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=732&idto=732&bk_no=61&ID=740

 

https://tafsir.app/ibn-aashoor/5/114

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟2 – يعيد بهذه المائدة كل يوم أحد: 
هذه المائدة الإلهية التى يعيد لها النصارى كل يوم أحد أى يعيدون لها اثنين وخمسين (52) مرة فى السنة بينما الأعياد جميعها عند أصحاب الأديان الثلاثة يعيدون لها مرة واحدة كل سنة..

قال القرطبي فى تفسيره للنص:
” وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ ” تَكُنْ ” عَلَى الْجَوَابِ ; وَالْمَعْنَى : يَكُونُ يَوْمَ نُزُولِهَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا أَيْ : لِأَوَّلِ أُمَّتِنَا وَآخِرِهَا ; فَقِيلَ : إِنَّ الْمَائِدَةَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَحَدِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ; فَلِذَلِكَ جَعَلُوا الْأَحَدَ عِيدًا ، وَالْعِيدُ وَاحِدُ الْأَعْيَادِ ;…. “. 

أنظر تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – سورة المائدة – قوله تعالى قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة – الجزء السادس – ص: 283 – دار الفكر.

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1249&idto=1249&bk_no=48&ID=671

 

3 – هذه المائدة تزيد القلب بالإيمان واليقين:
فَسر عظمة هذه المائدة الإلهية وعظمة أسرارها الفعالة أنها تزيد القلب بالإيمان واليقين ولا يتمكن الناس من الاظلاع على أسرارها إلا أذا حصلوا على الإيمان واستعملوا التقوى .. { أفهم يا صرصور الدعوة الصلعومية}.. 

قال البغوي فى تفسيره: 
” قَالُوا نُرِيدُ.. أَيْ : إِنَّمَا سَأَلْنَا لِأَنَّا نُرِيدُ ، (أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا) أَكْلَ تَبَرُّكٍ لَا أَكْلَ حَاجَةٍ فَنَسْتَيْقِنَ قُدْرَتَهُ ،
(وَتَطْمَئِنَّ) وَتَسْكُنَ ، (قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا) بِأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، أَيْ : نَزْدَادُ إِيمَانًا وَيَقِينًا ، وَقِيلَ : إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَإِذَا أَفْطَرُوا لَا يَسْأَلُونَ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُمْ، فَفَعَلُوا وَسَأَلُوا الْمَائِدَةَ ، وَقَالُوا : ” وَنَعْلَمُ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ” فِي قَوْلِكَ، إِنَّا إِذَا صُمْنَا ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَانَا ، (وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْقُدْرَةِ، وَلَكَ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَقِيلَ : وَنَكُونُ مِنَ الشَّاهِدَيْنَ لَكَ عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ .” . 

أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث – ص : 117- دار طيبة .

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436

 


4 – وهذه المائدة دليلأ على وحدانية الله وتأيد أرسالية الرب يسوع المسيح: 
فهذه المائدة تكون آية {معجزة} فائقة من الله ودليلاً على توحيده تعالى وصحة نبوة رسوله القاطعة..

قال الطبري فى تفسيره: 
” قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي – تَعَالَى ذِكْرُهُ – بِذَلِكَ : قَالَ الْحَوَارِيُّونَ مُجِيبِي عِيسَى عَلَى قَوْلِهِ لَهُمْ : ” اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” فِي قَوْلِكُمْ لِي ” هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ “: إِنَّا إِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ ، وَسَأَلْنَاكَ أَنْ تَسْأَلَ لَنَا رَبَّنَا لِنَأْكُلَ مِنَ الْمَائِدَةِ ، فَنَعْلَمُ يَقِينًا قُدْرَتَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ” وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ” يَقُولُ : وَتَسْكَنُ قُلُوبُنَا ، وَتَسْتَقِرُّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ مَا شَاءَ وَأَرَادَ ، ” وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا ” وَنَعْلَمُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْنَا فِي خَبَرِكَ أَنَّكَ لِلَّهِ رَسُولٌ مُرْسَلٌ وَنَبِيٌّ مَبْعُوثٌ ” وَنَكُونَ عَلَيْهَا ” يَقُولُ : وَنَكُونُ عَلَى الْمَائِدَةِ ” مِنَ الشَّاهِدَيْنِ ” يَقُولُ : مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا حُجَّةً لِنَفْسِهِ عَلَيْنَا فِي تَوْحِيدِهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى مَا شَاءَ ، وَلَكَ عَلَى صِدْقِكَ فِي نُبُوَّتِكَ ” .

أنظر تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري – تفسير سورة المائدة – القول في تأويل قوله تعالى ” قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ” – الجزء الحادي عشر  – ص : 224 – دار المعارف .


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=5&ayano=113

5 – هذه المائدة غرضها روحي وليس جسدي:
هذه المائدة الإلهية ذات الأغراض الدينية الروحانية هى ليست لأطعام الجسد فقط بل طعام روحي للروح الإنسانية تجعل أكلها يبتهج ابتهاج الروح بالنعمة أعنى مائدة أكلها لا يتأثر تأثيراً جسدياً بل يمنح الروح ابتهاجاً بالنعمة التى ينالها الانسان بتناول هذا السر {كلمة سر معناها قصد إلهي}..

قال الإمام فخر الدين الرازي فى ” التفسير الكبير” فى تفسيره للنص:
” تَأَمَّلْ فِي هَذَا التَّرْتِيبِ فَإِنَّ الْحَوَارِيِّينَ لَمَّا سَأَلُوا الْمَائِدَةَ ذَكَرُوا فِي طَلَبِهَا أَغْرَاضًا ، فَقَدَّمُوا ذِكْرَ الْأَكْلِ فَقَالُوا : ( نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا ) وَأَخَّرُوا الْأَغْرَاضَ الدِّينِيَّةَ الرُّوحَانِيَّةَ ، فَأَمَّا عِيسَى فَإِنَّهُ لَمَّا طَلَبَ الْمَائِدَةَ وَذَكَرَ أَغْرَاضَهُ فِيهَا قَدَّمَ الْأَغْرَاضَ الدِّينِيَّةَ وَأَخَّرَ غَرَضَ الْأَكْلِ حَيْثُ قَالَ : (وَارْزُقْنَا) وَعِنْدَ هَذَا يَلُوحُ لَكَ مَرَاتِبُ دَرَجَاتِ الْأَرْوَاحِ فِي كَوْنِ بَعْضِهَا رُوحَانِيَّةً وَبَعْضِهَا جُسْمَانِيَّةً ، ثُمَّ إِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِشِدَّةِ صَفَاءِ دِينِهِ وَإِشْرَاقِ رُوحِهِ لَمَّا ذَكَرَ الرِّزْقَ بِقَوْلِهِ : (وَارْزُقْنَا) لَمْ يَقِفْ عَلَيْهِ بَلِ انْتَقَلَ مِنَ الرِّزْقِ إِلَى الرَّزَّاقِ فَقَالَ : ( وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ) فَقَوْلُهُ : (رَبَّنَا) ابْتِدَاءٌ مِنْهُ بِذِكْرِ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَقَوْلُهُ : (أَنْزِلْ عَلَيْنَا) انْتِقَالٌ مِنَ الذَّاتِ إِلَى الصِّفَاتِ،

وَقَوْلُهُ : (تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا) إِشَارَةٌ إِلَى ابْتِهَاجِ الرُّوحِ بِالنِّعْمَةِ لَا مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا نِعْمَةٌ ، بَلْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا صَادِرَةٌ عَنِ الْمُنْعِمِ..“. 

أنظر التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب – الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل – سورة المائدة – قوله تعالى قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا – ص : 110 – دار الكتب العلمية ببيروت – سنة النشر: 2004م – 1425هـ.

 http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=132&ID=2239

 

ملحوظة هامة:

” تقدمة الدقيق ” وطانت رمز نبوي عن تجسد الرب يسوع المسيح وفدائه للانسان والتي وردت فى العهد القديم فى (سفر اللاويين اصحاح 2): 

نري فيها الرب يسوع المسيح كان رائحة سرور لله، وقد أرضى الرب بطريقتين أساسيتين وهما كالأتي: 

 1    أرضاء الله بتقديم نفسه ذبيحة محرقة إشتعل بها الغضب الإلهى وإستوف أجر العدل الإلهى حين تحولت إلى رماد.

2     أرضاء الرب كذلك بحياته الطاهرة الخالية من أى إثم وأى خطية، فلم يوجد فى فمه غش ولم يكن ماكر لا خير الماكرين، بل باراً قدوساً بلا خطية.

* وتقدمة الدقيق تمثل الكفارة والفداء لأن الدقيق الأبيض ناتج من طحن وسحق الحنطة بين حجري الرحى حيث الحجر الأعلى يمثل القضاء العادل بالموت بسبب خطية الانسان، والحجر الأسفل يمثل الصليب حيث سحقت عليه حبة الحنطة النى سحقت من أجل أطعمنا خبز الحياة الذى حمل كل نتائج الخطية، وعلى الرغم من خلوها من الدم ألا أنها تمثل حياة المسيح الشخصية كخادم لله ممسوح للخدمة .. والذى يقول عن نفسه فى (إنجيل يوحنا 12 : 24):

٢٤ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.” .

*  هذه التقدمة أخذت أشكالاً متعددة (دقيق – فطير – فريك) ولكل منها رمز نبوي لألام الرب يسوع المسيح والكل يرمز للحياة من خلال الفداء.

*  صاحب هذه التقدمة وضع اللبان. واللبان هو أحد مركبات البخور (سفر الخروج 30 : 34)، واللبان يمثل الكهنوت فالرب يسوع المسيح كان رئيس كهنتنا، وتمثل أيضاً الرائحة الزكية، فالرب يسوع المسيح كان يحترق من أجل الآخرين لكى يقدم رائحة سرور للرب. ومن الناحية العملية كان البخور يخفف من رائحة الذبائح الآخرى.. وكان يقدم مع هذه التقدمة ملحاً ولا يقدم خمير .. فالخمير يشير للخطية كما قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه الحواريين فى (إنجيل متى 12 : 1):

 “أَوَّلاً ‍تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ الَّذِي هُوَ الرِّيَاءُ”، وهو أى الرب يسوع المسيح كانت حياته بلا خطية فعدم وجود خمير يمثل الجانب السلبى فى حياته أنه هو بلا خطية {حيث ولد بدون زرع بشر متفادياً صورة آدم الخاطي الذى كان يحمل خميرة البشرية الساقطة التى نتوارثها جيل بعد جيل} ..

 ووجود الملح يمثل الجانب الإيجابى فهو يُصلح حياة الناس “فالملح يحفظ الطعام من الفساد”، وهذا وصفٌ لحياة الرب يسوع المسيح القدوس الذي لم يعرف خطية، تقدمة الدقيق ترمز إلى (الـتأمل في كمالات المسيح والنظر إلى طرقه الكاملة).

6 – أن أسرار هذه المائدة عميقة لا يقف كنهها إلا أصحاب النظر والاستدلال: 
فهذه المائدة الإلهية التي للنفس والروح فيها حصة لها قوة البرهان لأصحاب النظر والاستدلال وأن أسرارها عميقة لا يقف كنهها إلا أصحاب النظر والاستدلال وليس صراصير الدعوة الصلعومية..

 قال الإمام فخر الدين الرازي فى التفسير الكبير فى تفسيره للنص:
وَقَوْلُهُ .. وَآيَةً مِنْكَ .. إِشَارَةٌ إِلَى كَوْنِ هَذِهِ الْمَائِدَةِ دَلِيلًا لِأَصْحَابِ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ ، وَقَوْلُهُ : (وَارْزُقْنَا) إِشَارَةٌ إِلَى حِصَّةِ النَّفْسِ، وَكُلُّ ذَلِكَ نُزُولٌ مِنْ حَضْرَةِ الْجَلَالِ . فَانْظُرْ كَيْفَ ابْتَدَأَ بِالْأَشْرَفِ فَالْأَشْرَفِ نَازِلًا إِلَى الْأَدْوَنِ فَالْأَدْوَنِ .

ثُمَّ قَالَ : (وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ) وَهُوَ عُرُوجٌ مَرَّةً أُخْرَى مِنَ الْخَلْقِ إِلَى الْخَالِقِ وَمِنْ غَيْرِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَمِنَ الْأَخَسِّ إِلَى الْأَشْرَفِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَلُوحُ لَكَ شَمَّةٌ مِنْ كَيْفِيَّةِ عُرُوجِ الْأَرْوَاحِ الْمُشْرِقَةِ النُّورَانِيَّةِ الْإِلَهِيَّةِ وَنُزُولِهَا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِهِ .. ” . 

أنظر التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب – الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل – سورة المائدة – قوله تعالى قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا – ص : 110 – دار الكتب العلمية ببيروت – سنة النشر: 2004م – 1425هـ .


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=132&ID=2239

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟7 – من يستهين بهذه المائدة العظيمة يمسخه الله خنزيراً: 
فهذه المائدة الإلهية من يكفر بها يعذبه الله عذاباً لا يعذبه احداً من العالمين يعني بمسخهم خنازير وقردة ويجوز ان يعجل عذابهم فى الدنيا ويجوز ان يكون مؤخراً.. {خذ بالك يا صرصور الدعوة}!!

قال البغوي فى تفسيره للنص: 
” وَقَالُوا: أَتَرَوْنَ الْمَائِدَةَ حَقًّا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ؟

فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنِّي شَرَطْتُ أَنَّ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ نُزُولِهَا عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ،

فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فَمُسِخَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا بَاتُوا مِنْ لَيْلَتِهِمْ عَلَى فَرْشِهِمْ مَعَ نِسَائِهِمْ فَأَصْبَحُوا خَنَازِيرَ يَسْعَوْنَ فِي الطُّرُقَاتِ وَالْكُنَاسَاتِ، وَيَأْكُلُونَ الْعُذْرَةَ فِي الْحُشُوشِ فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ فَزِعُوا إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَبَكَوْا فَلَمَّا أَبْصَرَتِ الْخَنَازِيرُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بَكَتْ وَجَعَلَتْ تُطِيفُ بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَعَلَ عِيسَى يَدْعُوهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَيُشِيرُونَ بِرُءُوسِهِمْ وَيَبْكُونَ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْكَلَامِ ، فَعَاشُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ هَلَكُوا ” .

أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث – ص : 117- دار طيبة .

https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=436&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0

8 – يُلبس لهذه المائدة “مسوح التقوي” عند نزولها من السماء:
فهذه المائدة لما أراد الرب يسوع المسيح الدعاة بشأن نزولها لبس مسوحاً من الشعر كرداء للتقوة كرئيس للكهنة وكأن المائدة هذه تتطلب استعداداً خاصاً عند الصلاة عليها بل وعند نزولها يبكي يسوع المسيح اشفاقاً على الناس الذين كانوا مزمعين أن يأكلوا منها فخاف أن يأكلوا منها بدون استحقاق فتكون لهم مثلة وعقوبة..

فقال بن كثير فى تفسيره للنص: 
فِلْمًا رَأَى عِيسَى أَنْ قَدْ أَبَوْا إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ لَهُمْ بِهَا ، قَامَ فَأَلْقَى عَنْهُ الصُّوفَ ، وَلَبِسَ الشَّعْرَ الْأَسْوَدَ ، وَجُبَّةً مِنْ شَعْرٍ ، وَعَبَاءَةً مِنْ شَعْرٍ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَاغْتَسَلَ ، وَدَخَلَ مُصَلَّاهُ فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَامَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ حَتَّى اسْتَوَيَا ، فَأَلْصَقَ الْكَعْبَ بِالْكَعْبِ وَحَاذَى الْأَصَابِعَ ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَوْقَ صَدْرِهِ ، وَغَضَّ بَصَرَهُ ، وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ خُشُوعًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِالْبُكَاءِ ، فَمَا زَالَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ وَتَقْطُرُ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ حِيَالَ وَجْهِهِ مِنْ خُشُوعِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دَعَا اللَّهَ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ)“.

أنظر تفسير ابن كثير – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير القرآن العظيمتفسير سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث- [ ص: 228 ] دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م.

https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=417&flag=1&bk_no=49&surano=5&ayano=114


9 – نزلت المائدة من السماء بين غمامتين وعلى سفرة حمراء رحمة لا عقوبة: 
المائدة التى نزلت ولها فرش أحمر من تحتها أو من غمام {سحاب} وغطاء فوقها ومن تحتها من غمام..

قال البغوي فى تفسيره للنص: 
“وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَتْ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا حَيْثُ كَانُوا كَالْمَنِّ وَالسَّلْوَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ لَمَّا سَأَلَ الْحَوَارِيُّونَ الْمَائِدَةَ لَبِسَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ صُوفًا وَبَكَى، وَقَالَ: “اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ” الْآيَةَ فَنَزَلَتْ سُفْرَةٌ حَمْرَاءُ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ غَمَامَةٍ مِنْ فَوْقِهَا وَغَمَامَةٍ مِنْ تَحْتِهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَهْوِي مُنْقَضَّةً حَتَّى سَقَطَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَبَكَى عِيسَى، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الشَّاكِرِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عُقُوبَةً، وَالْيَهُودُ يَنْظُرُونَ إِلَى شَيْءٍ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ وَلَمْ يَجِدُوا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ {البخور}“.

أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث – ص : 117- دار طيبة . 


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436

 

قال بن كثير فى تفسيره للنص: 
ثُمَّ أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِالْبُكَاءِ ، فَمَا زَالَتْ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ وَتَقْطُرُ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ حِيَالَ وَجْهِهِ مِنْ خُشُوعِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ دَعَا اللَّهَ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُفْرَةً حَمْرَاءَ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ : غَمَامَةٌ فَوْقَهَا وَغَمَامَةٌ تَحْتَهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا فِي الْهَوَاءِ مُنْقَضَّةً مِنْ فَلَكِ السَّمَاءِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَعِيسَى يَبْكِي خَوْفًا لِلشُّرُوطِ الَّتِي اتَّخَذَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ ” . 

أنظر تفسير ابن كثير – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير القرآن العظيمتفسير سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث- [ ص: 228 ] دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م.


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417

 

10 – هذه المائدة الإلهية مخلوقة بقدرة الله الغالبة: 
فهذه المائدة الإلهية التى لا هى من طعام الدنيا ولا من من طعام الآخرة ولكنها شئ أفتعله (الأفتعال معناه خلق جديد أو ابداع جديد) الله بالقدرة الغالبة..

فقال البغوي فى تفسيره للنص: 
” فَقَالَ شَمْعُونُ: يَا رُوحَ اللَّهِ {لقب من ألقاب الرب يسوع المسيح فى القرآن} أَمِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا هَذَا أَمْ مِنْ طَعَامِ الْآخِرَةِ؟

فَقَالَ : لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا تَرَوْنَ مِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا وَلَا مِنْ طَعَامِ الْآخِرَةِ ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ افْتَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْقُدْرَةِ الْغَالِبَةِ ، كُلُوا مِمَّا سَأَلْتُمْ يَمْدُدْكُمْ وَيَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ ” . 

أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث – ص : 117- دار طيبة .


https://www.islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=436&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=51&ayano=0&surano=0&bookhad=0

 

مجدي تادروس .. مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ وهل يأكل المسيحيين إلههم ويشربون دمه؟11 – في هذه المائدة الإلهية غني و شفاء أبدي {البركة والشفاء}:
فهذه المائدة الإلهية التى لا يأكل منها فقير الا غنى مدة عمره ولا مريض إلا برئ ولم يمرض أبداً ..

قال بن كثير فى تفسيره للنص: 
فَأَكَلَ مِنْهَا أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةِ إِنْسَانٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، يُصْدِرُونَ عَنْهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَبْعَانُ يَتَجَشَّأُ، وَنَظَرَ عِيسَى وَالْحَوَارِيُّونَ فَإِذَا مَا عَلَيْهَا كَهَيْئَتِهِ إِذْ أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ ، لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهَا شَيْءٌ، ثُمَّ إِنَّهَا رُفِعَتْ إِلَى السَّمَاءِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فَاسْتَغْنَى كُلُّ فَقِيرٍ أَكَلَ مِنْهَا ، وَبَرِئَ كُلُّ زَمِنٍ أَكَلَ مِنْهَا ، فَلَمْ يَزَالُوا أَغْنِيَاءَ صِحَاحًا حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا ..”. 

أنظر تفسير ابن كثير – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير القرآن العظيمتفسير سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث- [ ص: 230 ] دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م .


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417

وقال البغوي فى تفسيره للنص:
فَدَعَا لَهَا أَهْلَ الْفَاقَةِ وَالْمَرْضَى وَأَهْلَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْمُقْعَدِينَ وَالْمُبْتَلِينَ،

فَقَالَ: كُلُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَكُمُ الْمَهْنَأُ وَلِغَيْرِكُمُ الْبَلَاءُ ، فَأَكَلُوا وَصَدَرَ عَنْهَا أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْ فَقِيرٍ وَمَرِيضٍ وَزَمِنٍ وَمُبْتَلًى ، كُلُّهُمْ شَبْعَانُ ، وَإِذَا السَّمَكَةُ بِهَيْئَتِهَا حِينَ نَزَلَتْ ، ثُمَّ طَارَتْ سُفْرَةُ الْمَائِدَةِ صُعُدًا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا حَتَّى تَوَارَتْ ، فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا زَمِنٌ وَلَا مَرِيضٌ وَلَا مُبْتَلًى إِلَّا عُوفِيَ وَلَا فَقِيرٌ إِلَّا اسْتَغْنَى ، وَنَدِمَ مَنْ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا فَلَبِثَتْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا تَنْزِلُ ضُحًى ، فَإِذَا نَزَلَتِ اجْتَمَعَتِ الْأَغْنِيَاءُ وَالْفُقَرَاءُ وَالصِّغَارُ وَالْكِبَارُ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وَلَا تَزَالُ مَنْصُوبَةً يُؤَكَلُ مِنْهَا حَتَّى إِذَا فَاءَ الْفَيْءُ طَارَتْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي ظِلِّهَا حَتَّى تَوَارَتْ عَنْهُمْ “.

أنظر تفسير البغوي – الحسين بن مسعود البغوي – سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث – ص : 117- دار طيبة .

 
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=436

 

12 – أن هذه المائدة رحمة للمؤمنين وبها وعذاباً للمكذبين:
فهذه المائدة التى يرى الرب يسوع المسيح ان انزالها من السماء سهل ولكن فيه خطر وخوف عاقبة (تعليل هذا الخوف أن السالك اذا انكشف له ماهو أعلى من مقامه لعله لا يحتمله ولا يستقر له فيضل به ضلالاً بعيداً، وهذا جلال فى المائدة يخشى من كشفه على غير المستحقين) .. سامع يا صرصور الدعوة الصلعومية؟

فقال بن كثير فى تفسيره للنص: 
” اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ .. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سُفْرَةً حَمْرَاءَ بَيْنَ غَمَامَتَيْنِ : غَمَامَةٌ فَوْقَهَا وَغَمَامَةٌ تَحْتَهَا ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا فِي الْهَوَاءِ مُنْقَضَّةً مِنْ فَلَكِ السَّمَاءِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَعِيسَى يَبْكِي خَوْفًا لِلشُّرُوطِ الَّتِي اتَّخَذَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ – فِيهَا :

أَنَّهُ يُعَذِّبُ مَنْ يَكْفُرُ بِهَا مِنْهُمْ بَعْدَ نُزُولِهَا عَذَابًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالِمَيْنِ – وَهُوَ يَدْعُو اللَّهَ مِنْ مَكَانِهِ وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً ، إِلَهِي لَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا ، إِلَهِي كَمْ مِنْ عَجِيبَةٍ سَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي، إِلَهِي اجْعَلْنَا لَكَ شَكَّارِينَ ، إِلَهِي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَكُونَ أَنْزَلْتَهَا غَضَبًا وَجَزَاءً ، إِلَهِي اجْعَلْهَا سَلَامَةً وَعَافِيَةً ، وَلَا تَجْعَلْهَا فِتْنَةً وَمُثْلَةً.. .” .

أنظر تفسير ابن كثير – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير القرآن العظيمتفسير سورة المائدة – تفسير قوله تعالى ” إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ” – الجزء الثالث- [ ص: 230 ] دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م.


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=417

13 – يأكل من هذه المائدة النصاري من اولهم وإلى يوم البعث: 
هذه المائدة التى تظل إلى يوم البعث يأكل منها آخر الناس ولا يأكل منها إلا أهل دينه أى المسيحيين فقط..

قال القرطبي فى تفسيره للنص: 
” وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ ” تَكُنْ ” عَلَى الْجَوَابِ ; وَالْمَعْنَى : يَكُونُ يَوْمَ نُزُولِهَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا أَيْ : لِأَوَّلِ أُمَّتِنَا وَآخِرِهَا ; فَقِيلَ : إِنَّ الْمَائِدَةَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَحَدِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً ... ” . 

أنظر تفسير القرطبي – محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – سورة المائدة – قوله تعالى قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة – الجزء السادس – ص: 283 – دار الفكر.


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1249&idto=1249&bk_no=48&ID=671

 

قال  محمد الطاهر ابن عاشور فى تفسيره ” التحرير و التنوير ” فى تفسيره للنص: 
وَلِذَلِكَ قَالَ لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ، أَيْ لِأَوَّلِ أُمَّةِ النَّصْرَانِيَّةِ وَآخِرِهَا ..”. 

أنظر التحرير والتنوير – سورة المائدة – محمد الطاهر ابن عاشور – قوله تعالى قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا – الجزء السابع – ص : 108 –  دار سحنون .


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=61&ID=732

 

وحتى لا أطيل على قارئي المُحترم، أكتفي بهذه الإستدلالات التفسيرية حول هذا النصوص التى تثبت أن كاتب القرآن محمد بن أمنة القريشية والذى كان معروف فى كل قريش ” قُثم بن عبد اللات” ، كان يتكلم عن القربان المقدس والذى يرمز لتجسد الرب يسوع المسيح وظهوره فى الجسد الذى قال عن نفسه فى (إنجيل يوحنا 6 : 48 – 58 )

٤٨ أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ .. ٥١ أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ». ٥٢ فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ:«كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟» ٥٣ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. ٥٤ مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، ٥٥ لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. ٥٦ مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. ٥٧ كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. ٥٨ هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ»… “. 


فالمائدة التى نزلت من السماء كانت رمز لشخص الرب يسوع المسيح “خبز الحياة” الذى أعطانا الغني والكرامة والشفاء من داء الخطية وأمراض الروح و النفس والجسد…
وهذه الأمور كلها قد عرفتها ورأيتها وفهمتها عندما ذهبت إلى الكنيسة فى يوم الأحد ورأيت ما يحوط بسر المائدة أو مايطلق عليه (سر الشركة أو التناول أو الأفخارستيا أى الشكر أو سر القربان المقدس أو مائدة الرب .. ).. كلمة سر معناها قصد أو مقصد إلهي… ونحن كمسيحيين نتناول ونتحد فى جسد الرب يسوع المسيح الغير مرئي، كلحم من لحمه وعظم من عظامة.. وكما قال 
الوحي الإلهي المقدس فى (رسالة كورنثوس الأولي 10 : 16 – 21):

١٦ كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ {ميثاق وعهد وأتحاد} دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ {ميثاق وعهد} جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ ١٧ فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. ١٨ انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟ ١٩ فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَإِنَّ الْوَثَنَ شَيْءٌ، أَوْ إِنَّ مَا ذُبحَ لِلْوَثَنِ شَيْءٌ؟٢٠ بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ، لاَ ِللهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ.٢١ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ “.

 

وآخيراً أقول لصرصور الدعوة الصلعومية يا ريت تقرأ كتبك أولاً وحاول تثقيف نفسك إسلامياً قبل التطاول والتنابز والقذف والسب ولأزدراء بما لا تفهم ولا تعي .. نلتمس لك العذر فى الغباوة لأن الغبي عدو ما يجهل .. ولا “عليان الغيظ بيحب التأميز”!!؟؟ 

مجدي تادروس 

ملحوظة هامة: 

مُصرح بطبع هذه المقالة ونشرها أو الأقتباس منها دون الرجوع لأدارة موقعنا الحقيبة الإسلامية.

للمزيد : 

مجدي تادروس .. التوحيد الإسلامي هو عين الشِرك بالله

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض

كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر

كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!

تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم

أولئك هم الوارثون

نعم الله فى الإسلام يصلي لذلك صلى يسوع المسيح !!

القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً لله

 

Magdios Alexandrian

رئيس مجلس إدارة الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى