صالح حمّاية .. الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية جـ 2 من 2

الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية جـ 2 من 2
صالح حمّاية
وكا نرى (كما فصلنا في الجزاء الاول من المقال) الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية جـ 1 من 2 ففي كل شيء، كل شيء وبدون أي استثناءات بما تعلق بقيم الحضارة ـ فأمة الإسلام و الحضارة الإنسانية ليستا حتى خطين متوازيان لا يلتقيان، بل هم على طرفي نقيض وفي تصادم، فما هو مرغوب لدى طرف، فهو منبوذ ومكروه بشدة لدى الطرف الآخر، وما هو مرغوب لدى طرف، هو منبوذ لدى الآخر، وهو ما يحيلنا لا محالة إلى تأييد رأي هنتجتون، وعموما وحتى بدون هذا السرد، فيمكن لمس ما نقول لمن يريد من الخطاب الإسلامي التقليدي، فهذا الخطاب معادي للحضارة الإنسانية، ومشنع بها، ونقصد هنا بالتحديد كلام الفقهاء الكافر والرافض للحضارة الغربية والتي هي النواة الصلبة للحضارة الإنسانية، فأنت لا تجد شيخا أو فقيها، أو شخصا له علاقة بالدين الإسلامي، إلا و تراه يسب ويشتم في الحضارة الغربية ليل نهار، فكل الشرور في الحضارة الغربية، و الشيطان الأكبر هو الغرب وحضارته، وشخصيا لا يبدو لي من المستغرب أنه ورغم العداء الرهيب و المذابح المريعة بين السنة و الشيعة (وهما اكبر فرقتين مسلمتين ، قد تخاصمتا في كل شيء) أن يتفقا في نقطة العداء للحضارة الإنسانية، فهذا الأمر بديهي، و شخصيا أدرك لما حصل هذا، و هو لسبب بسيط جدا في الواقع .
ببساطة إن رجل الدين المسلم سواء شيعياً أو سنياً، فهو يرى في الواقع أن الحضارة الإنسانية والغربية تحديدا الهي التجسيد الحي لكذبه و فشله، ففي التاريخ الإسلامي وحين جوبه المسلمون بالأسئلة المصيرية إتجاه توجههم، كمركزية العقل، او مركزية الإنسان وأولوية الحرية الخ، كان الفقهاء يدلسون على المسلم المقهور بقوة الإرهاب و القمع، أن النقل مثلا هو أحسن من النقل، وأن العبودية أحسن من الحرية، و أن الكهنوت أحسن من حرية الفكر، وزعموا أن هذه هي الخيارات المصيرية التي ستقود المسلمين نحو العزة و الفخر و المجد، ولكن ما الذي جرى؟ لقد مر الزمن و جاءت الحضارة الغربية وكشفت زيف ذلك الكلام الكاذب، فهي بدل النقل إختارت العقل، بدل العبودية إختارت الحرية، و بدل الكهنوت إختارت العلمانية، وفي كل شيء قال له المسلمون نعم قالت الحضارة الغربية له لا، وفي كل شيء قال له المسلمون لا ، قالت الحضارة الغربية نعم، و ماذا كانت النتيجة ؟ لقد كانت كل خيارات الحضارة الغربية صحيحة، بينما ثبث زيف كلام الإسلام، فهذا هذا الهيلمان العظيم الذي نراه متجسدا في الحضارة الغربية من علوم ومعارف، و الحضارة و الإزدهار الذي يفر المسلمون في قوارب الموت للوصول إليه، كلها كانت نتيجة لنقض كلام الفقهاء وكلام الدين الإسلامي، ونتيجة لفعل ما هو عكس، وليس حتى مختلفا عنه قليلا، و عليه فهذا هو ما يجعل الحضارة الغربية و الحضارة البشرية بالعموم، هي أعدى أعداء الدين الإسلامي و أمته، فهذه الحضارة بمجدها و ازدهارها وبريقها في هذا العالم، هي المثال الحي على سقوط الإسلام وفشله، و على أنه محض أكاذيب يتم إستغفال المسلمين المقهورين بها .
وكإضافة على هذا هنا، فقد وجب القول أن المسلمين ولفترة من تاريخهم قد لاحظوا هذا، فبعد موجة الاستعمار و إحتكاك المسلمين بالغربيين المتحضرين، رأوا بأم أعينهم زيف و كذب رجال الدين عليهم، و رأوا التحضر على أصوله، و أكتشفوا الأكاذيب التي روجها الفقهاء وسطهم، وعليه قامت في بدايات القرن العشرين و لفترة ما دعاوى من بعض المتنورين في بلاد المسلمين لنبذ التراث و الأفكار المتخلفة التي عاش فيها المسلمون، فتلك الأفكار لم تحمل سوى البلاء و الخراب على المسلم بنظرهم حينها، و حصل في تلك الفترة تطور كبير في بلاد المسلمين بسبب هذا، حيث كانت بعض البلاد المستعمرة ـ تسعى لتقليد المستعمر لأكتساب سبل الحضارة، و التمدن، وقد قطعوا شوطا فيهذا، و لكن ورغم كل هذا وللأسف، فهذا لم يدم، فالمسلم الذي تعلم قيم الحضارة من المستعمر كالحرية مثلا، ثار لطرد المستعمر من بلاده ، ولكن وكنتيجة لهذا للأسف، ولأنه المسلم لا يملك قيم التحضر كقيم راسخة في شخصيته، فقد عادت سطوة الكهنوت تتسلل ببطئ لتحمه، وعاد المسلم للسقوط في براثن الهمجية والتخلف الإسلامية، فقد سيطرة رجال الدين رويودا رويدا على المشهد، و روجوا لنظريات من قبيل خطورة التغريب، و خطورة الغزو الثقافي، و أنه يجب العودة للتراث وتقاليد الآباء والدين، من أجل التحرر المطلق من هيمنة الإستعمار، و طبعا و لأن المستمعر كفرد مختلف عن المستعمر من حيث قيمه، فقد أدى هذا لعودة المسلمين لهمجيتهم المعهودرة من إحتقار للمراة، وعداء للحرية، ونبذ للعقل، وربما تمثل
دولة الخلافة داعش ذروة هذا المشهد المأساوي، ففيما هناك في هذا العالم حضارة تحمي حتى النباتات والحيوانات من الأذى من باب الإنسانية، هناك وفي ذات الوقت أناس يذبحون ويفجرون و يسفكون دماء البشر بدون أي رحمة او ضمير، و يدمرون أثارا لا تقدر بثمن لأجل الهراء، و هو المثال الأكثر دلالة على حالة الصدام الحتمي هذه بين الحضارة الإنسانية، و بين أمة الإسلام ودينها ، و طبعا هنا فمن يزعم غير ذلك، ليس سوى ملديس، فهذا الكلام هو الكقول أن داعش و بتصرفاتها تشبه حكومة الدانمرك وتصرفاتها، و هو الهراء الفج المحض .
و على هذا فلا يمكننا وبعد هذا السرد ، إلا أن نقول ختاما أن الإسلام و أمة الإسلام، ليسوا سوى أعداء للحضارة الإنسانية بالحتمية، و أن الحضارة الإنسانية في جوهرها هي نقيض للإسلام، وعليه فهي لن تتقدم إلا بقمع الإسلام، وكذلك قمع المسلمين الذين يحملون أفكاره المعادية للبشرية، فالسماح لهذا الدين بالوجود في العالم، هو كالسماح للأفعى سامة بالتجول بحرية في منزلك وأنتظارها إياها لأن تلدغك، لهذا فعن دعوات حوار الأديان، وحوار الثقافات، وخرافة الإعتدال الإسلامي، فهي بتصوري لا يجب أن تلقى سوى الرفض، فهي ليست سوى ضحك على الذوق، وتقية من دين يؤمن بالتمسكين لحين التمكين، للانقضاض على العالم، فهذه الأفعى لا أمان لها، وهي خطر على الإنسانية كلها، فنحن هنا لا نتحدث عن صدام في قيمة أو أثنين او حتى ثلاث وهو أمر مشروع في إطار التعدد، ويمكن إيجاد حلول وسطى معه، و لكننا نتحدث عن دين هو النقيض مع الحضارة الإنسانية وفي كل شيء، ومنه فبقاء الحضارة الإنسانية يعني زوال الإسلام ولا بد، فيما تمدد الإسلام بالضرورة فيعني زوال الحضارة البشرية ولاشك أو على الأقل إنهاكها بالضربات، ولك أيها الإنسان أن تختار .
للمـــــــــــزيد:
الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية جـ 1 من 2
الإسلام العامل الأساسي للتخلف فى المجتمعات الإسلامية
من 1430 عام أعلَنَ الإسلام الحَرب عَلى الجَمِيع.. ما هُو الحَل؟
مُذَكرات مُسلم سَابق : أشعرُ بالخجل !!
قريباً نقرأ الفاتحة على الشريعة الإسلامية!
الإسلام عقيدة أيدولوجية أخطر من النازية والفاشية وعلى الجميع كشفها ومحاربتها – المقدمة
الإسلام عقيدة أيدولوجية أخطر من النازية والفاشية وعلى الجميع كشفها ومحاربتها جـ 1
الإسلام عقيدة أيدولوجية أخطر من النازية والفاشية وعلى الجميع كشفها ومحاربتها جـ 2
الإسلام عقيدة أيدولوجية أخطر من النازية والفاشية وعلى الجميع كشفها ومحاربتها جـ 3
للكبار فقط (+ 18): هل كان الرسول محمد (ص) شاذاً لوطي ؟
الخليفة عمر ابن الخطاب يقر ويعترف بأنه لوطي وشاذ جنسياً
شذوذ النبي محمد (ص) مع زاهر بن حرام (ر)
للكبار فقط (+18) : رهط من الصعاليك العراة ينتهكون عرض النبي محمد (ص) ويركبونه حتى الصباح
محمد يأتيه الوحي وهو فى ثوب عائشة
الشَّبَقُ الْجِنْسِيُّ عِنْدَ قَثْم بْن عَبْدِ اللَّات المكني بمحمد ابن أمنه
أخلاق إسلامية (1): وإن زني وإن سرق
أخلاق إسلامية (2) : لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله
أخلاق إسلامية (3) : ينكح بلا قانون ويقتل بلا شريعة
أخلاق إسلامية (4): أصول السباب الجنسي
أخلاق إسلامية (5): اغتيال براءة الأطفال
أخلاق إسلامية (6) : استعارة فروج النساء