الأنبياءالإيمان المسيحياللهمقالاتنا

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ

وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ

مجدي تادروس 

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍقال الرب يسوع المسيح فى (إنجيل لوقا 17: 26- 30):

وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ. كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيُزوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ أَمْطَرَ نَاراً وَكِبْرِيتاً مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ ” .

يجب أن تلاحظوا ثلاثة أمور في هذا النص الكتابي:

أولا، لاحظوا التوضيحين اللذين استخدمهما الرب يسوع المسيح – الطوفان في أيام نوح، ومطر النار والكبريت الذي نزل على سدوم.

ثانيا، انظروا إلى آخر ثلاث كلمات في عدد 27، “وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ”.

ثم انظروا إلى آخر ثلاث كلمات في عدد 29، “وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ”.

والآن انظروا إلى عدد 30، “هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ” هذا يشير إلى المجيء الثاني للمسيح لدينونة العالم غير المؤمن .

كان الناس في أيام نوح غير مستعدين – لذلك هلكوا جميعاً.

كان الناس في أيام لوط غير مستعدين – لذلك هلكوا جميعاً.

الأكل والشرب والزواج لم يكونوا خطأ في حد ذاتهم لكن كانواكلما يشغل الناس!

لم ينصتوا لنوح أو لوط، لذلك هلكوا جميعاً.

والآن سنتطلع إلى المجموعتين من الناس ونرىلماذالم يكونوا مستعدين للدينونة.

لكن أولاً لابد أن أقول إن الكتاب المقدس يعلم أن الله إله سيدين العالم.. أنا أعلم أنه ليس هذا ما يؤمن به الناس اليوم. كثيرا يقولون،

“أنا لا أؤمن بإله الدينونة.

” لكن الأمر لا يهم ما يؤمنون به.

الله ليس جزء من خيالاتك،

فهو موجود خارجاً عما في فكرك.

هو موجود سواء آمنت به أو لم تؤمن.

لذا فلا يهم إنك “لا تؤمن بإنه سيادين العالم ” ولأن وجود الله لا يعتمد على ما تؤمن به، فما تعتقده لا يغير في الأمر شيئا!

ولنفرض إنك قلت، “أنا لا أؤمن بوجود القمر” هل هذا يجعل القمر تختفي؟

بالطبع لا ! هكذا الأمر بالنسبة لله.

إن قلت، “أنا لا أؤمن بإلدينونة.” هذا لا يغير في الأمر شيئاً. إن كنت تؤمن أو لا تؤمن،

الله موجود خارج ذهنك – وهو الديان ويغضب على الخطية – سواء كنت تؤمن بذلك أو لا.

في الواقع، الناس في أيام نوح كانوا يفكرون تماما مثلك.

كان لديهم فكرة عن الله – لكن مثلما تفكر أنت،

هم فكروا أن الله ليس ديان عادل ومثلك، كانوا على خطأ – خطأ تام!

ولهذا أرسل الله الطوفان العظيم، وكما يقول الرب يسوع المسيح “وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ” (أنجيل لوقا 17: 27).

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍوهكذا كان الحال في مدينة سدوم أيضا .

فكر الناس في سدوم أن الله لن يدينهم أبداً. الناس في أيام نوح لم ينتبهوا لكرازته.

ولا الناس في سدوم أنصتوا لتحذيرات لوط .

حتى أصهاره ظنوه يمزح حين حذرهم أن الدينونة ستأتي. لكنهم كانوا مخطئين. أتى القضاء “وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ” (أنجيل لوقا 17: 29).

ختم الرب يسوع المسيح تحذيره في عدد 30 بالقول،

هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ” (أنجيل لوقا 17: 30).

أظن أننا نعيش في هذه الأيام الآن.

لا أحد يعلم اليوم أو الساعة التي يحل فيها قضاء الله على هذا الجيل الشرير.

لكن كل العلامات تشير أننا نحيا بالقرب الشديد من نهاية هذا الزمان.

يقول الكتاب المقدس فى (سفر عاموس 4: 12):

“اسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ”.

هل أنت مستعد للقاء الله؟

هل أنت مستعد لمجيء المسيح الثاني ونهاية هذا الزمان؟

سأل التلاميذ الرب يسوع المسيح فى (إنجيل متى 24: 3):

“مَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟”.

لم ينتهرهم الرب يسوع المسيح، بل أعطاهم علامات كثيرة تبين للذين يعيشون على الأرض أن الوقت قد اقترب.

أنا مقتنع أننا نعيش في هذه الأيام الآن.

قال الرب يسوع المسيح إنه سيكون وقت مثل وقت نوح قبل قضاء الطوفان العظيم – ويكون وقت مثل أيام لوط، قبل أن يمطر الله القضاء الناري عليهم.

دعوني أذكركم بما قاله الرب يسوع المسيح فى (لوقا 17: 26، 28، 30):

” وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوح.. كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ.. هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ”.

وتنبأ الرب يسوع المسيح بأن دينونة رهيبة ستقع على الذين ينكرون المسيح في هذا الجيل الشرير.

قال الرب يسوع المسيح فى (إنجيل متى 24: 21، 22):

” لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ..”.

يتحدث الكتاب المقدس عن أن الله سيسكب سبع جامات غضب على العالم في زمن الضيقة .

هذه النبوة في (الأصحاح السادس عشر من سفر الرؤيا)..

جامة الغضب الأولى ستُحدث دمامل خبيثة وردية على الناس (ع2).

جامة الغضب الثانية ستجعل البحار مثل الدم، دم الإنسان الميت (ع 3).

جامة الغضب الثالثة ستحول الأنهار وينابيع المياه إلى دم (ع 4).

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍجامة الغضب الرابعة ستُسكب على الشمس فتحرق الناس بنار، وسيحترق الناس بنار شديدة (ع 8، 9).

جامة الغضب الخامسة ستُحدث ظلاما كثيفا وسيعض الناس ألسنتهم من الوجع (ع 10).

جامة الغضب السادسة ستُسكب على نهر الفرات فينشف (ع 12).

جامة الغضب السابعة ستُسكب وسيحدث أشد زلزال في التاريخ كله وسيحطم كثير من الأرض، وسيسقط برد عظيم على سكان الأرض (سفر أعمال الرسل  19، 21).

هل سيتوب الناس ؟ لا !

سيكون الوقت قد مضى على التوبة! “فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَدِ” (سفر الرؤيا 16: 21) . يقول الكتاب المقدس،

وفى (الرسالة الأولى لأهل تسالونيكي 5: 2- 3):

“يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ. لأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: سَلاَمٌ وَأَمَانٌ حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ” .

فقط المؤمنون الذين اختبروا تغييرا حقيقياً، لديهم رجاء في الاختطاف قبل هذه الأحداث المرعبة. لكن أغلب المسيحيين بالاسم سيُتركون. سيقول لهم الرب يسوع المسيح لهم ماقاله للعذاري الجاهلات فى (إنجيل متى 25: 12): ” إِنِّي لا أَعْرِفُكُم.

أغلب الناس يخافون أن يحذروا الناس من الغضب الآتي ونار جهنم!.. ولكن معلمنا بولس الرسول يقول لتلميدة تيموثاوس فى (الرسالة الثانية لتيموثاوس 4: 2- 4):

اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ . اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ. لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَات” ..

لا عجب أن كنائسنا تمتلئ بغير المؤمنين اليوم من المسيحيين على شاكلة العذاري الجاهلات!

وللاسف الرعاة يخافون أن يعظوهم بالحقيقة حتى لا يتركون الكنيسة وعضويتها !

إن التكليف الإلهي الذي كلفنا به الله ليس هو أن أعلم الكتاب المقدس آية بآية . بل بملكوت السماوات والايمان الحقيقي بالرب يسوع المسيح !

(إنجيل لوقا 17: 26، 28، 30):

وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوح.. كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ.. هَكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ ” .

إن كان هذا الكلام يضايقك و”كالصاعقة” لك، فليساعدك الله ! لأنك سوف تكون في مأزق حقيقي حين يأتي وقت الدينونة والقضاء الإلهي!

والآن ماذا ينبغي أن تفعل كي تهرب من الدينوة والقضاء الإلهي العادل ؟

لا بد أن تفعل تماما كما فعل لوط ونوح !

قال الله للوط أن يهرب من سدوم. قال الله فى (سفر تكوين 19: 17):

اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لا تَنْظُرْ الَى وَرَائِكَ … لِئَلَّا تَهْلَكَ “.

إن كنت تأمل في النجاة، هذا ما يجب أن تفعله أنت أيضا.

عد من حياة الشر التي تحياها.

يقول الله (الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 6: 17):

“اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا… فَأَقْبَلَكُمْ”.

اعتزل الخطاة. ابتعد عن الذين يعيشون في الخطية البعدين عن المصالحة الإلهية..

هذا ما كان على لوط أن يفعله،

وما عليكأنتأن تفعل .

اخرج من عالم الخطية و لا بد أن تفعلوا ما فعل نوح. فقد قال الله لنوح فى (سفر التكوين 7: 1):

ادْخُلْ … إِلَى الْفُلْكِ “.

(سفر التكوين 6: 13):

فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أًتَتْ أًمَامِي لأنَّ الأرْضَ امْتَلَأتْ ظُلْما مِنْهُمْ. فَهَا أنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأرْضِ” .

(سفر التكوين 7: 1):

ادْخُلْ.. إِلَى الْفُلْكِ”.

كان الفلك رمزاً أو صورة للرب يسوع المسيح.

تعال للمسيح. الذى قال فى (إنجيل متى 11: 28):٢٨ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ .

دخل نوح للفلك ونجا من الدينونة. لا بد أن تأتي وتدخل فى الرب يسوع المسيح.

سيطهرك المسيح من كل خطية بدمه، الذي سفكه على الصليب.

تعال وأدخل فى الرب يسوع المسيح بالإيمان! لقد قام من الموت.

سيعطيك الحياة الأبدية – وسيخلصك من الغضب الآتي.

اترك الخطية وراءك كما فعل لوط. وأدخل إلى المسيح كما فعل نوح.

فلك النبي نوح وقصة الطوفان

الفلك يشير بصورة واضحة لربنا يسوع المسيح من عدة جوانب:

1 – الفلك هو وسيلة النجاة الوحيدة من الطوفان:

وهو في هذا صورة لربنا يسوع المسيح الوسيلة الوحيدة للنجاة من غضب الله ودينونته «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ.» (سفر أعمال الرسل  4: 12).

2 – الفلك مصنوع من الخشب:

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍالخشب يشير إلى ناسوت ربنا يسوع المسيح، فهو ابن الله الأزلي لكنه تجسد «وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.» (أنجيل يوحنا1: 14). والمسيح – له المجد – مشبه بأنه شجرة فمكتوب عنه: «٢ نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق {كجذر} مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ.» (سفر إشعياء 53: 2). ولكي ينجو نوح من الموت، كان لا بد أن تُقطع الأشجار وتموت لكي يحصل على الخشب ويبني الفلك. وهذا مبدأ عام أن الحياة تنبع من الموت. ولكي ننجو نحن من الموت الأبدي، كان لا بد أن يموت المسيح «يُقطع المسيح» (سفر دانيآل 9: 26). قُطِع من أرض الأحياء بموته على الصليب، لكي يمتلك كل من يؤمن به الحياة الأبدية. وإن كان الفلك مصنوعًا من خشب ومسامير؛ وهكذا فلك نجاتنا ربنا يسوع المسيح عُلِّق على خشبة الصليب ودُقَّت المسامير في يديه ورجليه.

3 – الفلك مطليٌ من الداخل ومن الخارج بالقار:

وذلك لمنع دخول المياه إليه، وهنا يمكن أن نرى إشارة لكفارة المسيح، وكلمة ”كفارة“ معناها “غطاء” أو “ستر”. ونجد هذا الأمر مرتين هنا، فأولاً: يطلب الله من نوح أن يصنع الفلك من خشب جفر وكلمة «جفر» معناها غطاء، ثانيًا: تطليه من داخل ومن خارج بالقار، ونتيجة لذلك سُتر نوح ومن معه من طوفان المياه ونجوا من الهلاك. كان لا بد أن تُغَطى الخطية من أمام وجـه الله وهـذا ما عملـه دم المسيح الذي سفك علـى الصليب «٢ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا.» (رسالة يوحنا الأولى  2: 2).

4 – الفلك له كوى (شباك) من فوق:

وذلك للتهوية والإضاءة ولكنه أيضًا له معنى روحي جميل وهي أن نوح وعائلته وهم في الفلك لا يتطلعون إلى أسفل حيث فساد الأرض، لكن أعينهم تتطلع إلى أعلى، إلى السماء، إلى الله الحي. ونحن مدعوون لننظر إلى أعلى ونسير بالإيمان إذ مكتوب: « ١ فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. ٢ اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ،» (رسالة كولوسي 3: 1، 2).

5 – الفلك له باب واحد في جانبه:

لكي يدخل منه نوح وعائلته وينجوا من دينونة الطوفان. وهناك باب واحد فقط للنجاة من الموت الأبدي، هو الرب يسوع المسيح «أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص» (أنجيل يوحنا 10: 9).

قال الله لنوح أن يضع باب الفلك في جانبه، وهذا يشير إلى جنب الرب يسوع الذي طُعن بالحربة ليعلن أن الطريق إلى قلب الله الآن صار مفتوحًا للمذنبين والخطاة. إن باب النعمة مازال حتى اليوم مفتوحًا، والرب يسوع يرحِّب. بك ولكن تذكَّر أنه بعد أن دخل نوح وعائلته الفلك، أغلق الرب عليه ولم يستطع أي شخص من خارج الفلك أن يدخل. وأعلن الرب يسوع في مثل العشر العذارى أنه بعد أن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس «أُغلق الباب» (أنجيل متى 25).

6 – الفلك مكوَّن من ثلاثة مساكن (طوابق):

مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية وهذا يشير إلى اختلاف درجات النمو والتقدم للمؤمنين الحقيقيين بالمسيح، جميعهم في المسيح مخلَّصون وفي أمان، لكن هناك ثلاثة مستويات في عائلة الله: أطفال وأحداث وآباء. وكذلك يشير إلى خلاص في الماضي والحاضر والمستقبل، خلاص من عقوبة الخطية ومن سيادة الخطية ومن جسد الخطية، خلاص للروح وللنفس وللجسد.

7 – نوعان من المياه صدمتا الفلك:

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍبعد أن دخل نوح وعائلته الفلك، أغلق الرب عليه وجاء الطوفان الذي يعلن عن غضب الله ودينونته؛ فانفجرت كل ينابيع الغمر العظيم (مياه من أسفل) وانفتحت طاقات السماء (مياه من أعلى)، وكان المطر على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة. والفلك هنا يشير إلى ربنا يسوع المسيح الذي عندما عُلِّق على الصليب لأجلنا، تألّم نوعين من الآلام: آلام من البشر (من أسفل) في الثلاث الساعات الأولى، وآلام من الله (من أعلى) في الثلاث الساعات الثانية والمظلمة. في النوع الأول من الآلام كان يتألم من أجل البر؛ لأنه هو البار والبشر أشرار. لكن في النوع الثاني من الآلام كان يتألم من أجل الخطية؛ لأن الله الديان العادل وضع عليه إثم جميعنا. تألم تلك الآلام الكفارية الرهيبة حيث قال بروح النبوة: «غمر ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك (قنواتك). كل تياراتك ولججك طمت عليَّ» (مزمور 42: 7).

أخي.. أختي.. بعد أن رأينا الفلك كصورة جميلة لربنا يسوع المسيح، فلك نجاتنا، الذي مات لأجلنا على الصليب واحتمل الدينونة الرهيبة نيابة عنا، دعني أسألك: هل دخلت إلى فلك النجاة؟ هل صرت في المسيح إنسانًا جديدًا؟ تذكر أن الذين لم يصدقوا كرازة نوح لهم ولم يدخلوا الفلك هلكوا هلاكًا زمنيًا وأبديًا، وهكذا كل من يرفض الإيمان بالرب يسوع المسيح المخلِّص، فحتمًا سيهلك! «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» (أنجيل يوحنا 3: 36). فلا تؤجل! تعال إلى الرب يسوع المسيح الآن بالإيمان فتخلـص وتنجـو مـن الهلاك الأبدي.

من هو نوح؟

اسم نوح أسم سامي معناه [راحة] وهو ابن لامك بن متوشالح بن أخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن أدم.

سماه أبوه نوحا قائلا:

” هَذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا بِسَبَبِ الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ” (سفر التكوين 5: 29).

وكان نوح رجلاً باراً وكاملاً وسار مع الرب مثل أخنوخ، وأعلن إيمانه المطلق بالله وكرز به (رسالة بطرس الثانية  2: 5 ورسالة العبرانيين 11: 7).. إلا أن البشر كانوا قد فسدوا وخرجوا عن الطريق القويم واقترفوا الآثام وعملوا الشر حتى حزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وقرر أن يمحوه من العالم. ولكن الله استثنى نوح لأنه كان يجد نعمة في عيني الرب. فأخبره الله عن نيته بمحو البشر وأمره أن يصنع لنفسه فلكاً {سفينة} من خشب يحتمي به وينجوا بنفسه ومعه عائلته وبعض الحيوانات.

فصنع نوح الفلك (سفر التكوين 6). ودخله ومعه امرأته وبنوه الثلاثة ونساؤهم وزوج من كل نوع من البهائم النجسة ومن الطيور وسبعة أزواج من البهائم والطيور الطاهرة. وبعد سبعة أيام نزل طوفان على الأرض واستمر المطر ينزل لمدة أربعين يوما وليلة وغرق به كل من كان على الأرض من بشر، ومن حيوانات (سفر التكوين 7) وكف المطر بعد الأربعين يوماً وليلة وابتدأت المياه تنحسر.. وأطلق نوح غراباً ثم حمامة عدة مرات حتى لم تعد الحمامة وأدرك أن الماء قد انحسر ولكن نوحا لم يخرج من الفلك مع عائلته والحيوانات التى كانت معه ألا بعد أن دعاه الله إلى ذلك.

مجدي تادروس  .. وكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍوبنى نوح مذبحا للرب وقدم فوقه بعض الحيوانات الطاهرة. ولما تنسم الله رائحة الرضا قرر ألا يلعن الأرض بعد ولا يميت كل حي (سفر التكوين 8). وجعل الله قوس القزح علامة لوعده. وبارك الرب نوحا وبنيه وقال لهم: ” أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ”. ويعني هذا أن نوحا هو الأب الثاني للبشر بعد آدم. وأوصى الرب نوحا ألا يأكل الحيوانات التي بدمها أو الميتة بمرض وبأن يقاص القاتل بالقتل (سفر التكوين 9 : 1-7). وقد استقر فلك نوح بعد طوفان الماء فوق جبل أراراط. واشتغل نوح في الزراعة. وزرع مع ما زرع من نبات كرمة فأثمرت عنبا وصنع مسكرا وشربه وسكر فسخر ابنه الصغير حام منه وكشف عورته. ولكن أخوي حام وضعا الرداء على أبيهما. فلما استفاق نوح وعرف ما فعله حام لعن كنعان (ابن حام) وقال أنه سيكون عبدا لأخوته وبارك سام ويافث. ثم مات نوح عن عمر بلغ تسعمائة وخمسين سنة (سفر التكوين 9: 29). ومع الأيام أصبح الساميون العائلة المتزعمة على باقي ذرية نوح. وشبه المسيح حالة الناس عند مجيئه الثاني المنتظر بحالة البشر أيام نوح عند مجيء الطوفان (أنجيل متى 24: 38). وكثيرا ما أشار الأنبياء والرسل إلى نوح وإلى الطوفان (سفر إشعياء 54: 9 وسفر حزقيال 14: 14 ورسالة بطرس الأولي  3: 20 ورسالة بطرس الثانية  2: 5).

والجدير بالذكر أن هناك أساطير عن الطوفان شبيهة بطوفان نوح موجودة في تراث بعض الأمم. وأقدمها أسطورة الطوفان عند البابليين. وهناك أساطير مشابهة لها عند اليونان والرومان. والقصة البابلية عن الطوفان جزء من ملحمة جلجامش. وأما الرجل الذي أنقذ نفسه وعائلته والبهائم في فلك كما جاء في القصة البابلية فكان اسمه [أوتنافشتيم]. وأوجه الشبه في القصتين العبرية والبابلية تثبت صحة قصة الطوفان في الكتاب المقدس.

شاهد الفيلم وتلذذ بمجد الرب الذي يحبك ..

 

فيلم نوح النبى

للمزيد : 

عصا موسى.. الخشبة التى تنقذ من الموت!

بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء الارض

كاتب القرآن يؤكد أن المسيح هو خالق كل البشر

كاتب القرآن يقر بأن “المسيح هو الله” والآحاديث تؤكد!

تضارب أقوال كاتب القرآن حول مولد المسيح عيسى ابن مريم

أولئك هم الوارثون

نعم الله فى الإسلام يصلي لذلك صلى يسوع المسيح !!

القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً لله

Tad Alexandrian

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى