اساسيات الإيمان المسيحيالإيمان المسيحيالله

صباح ابراهيم .. ماذا لو تجلى الله وصار انساناً ؟

ماذا لو تجلى الله وصار انساناً ؟

صباح ابراهيم

Tad Alexandrianالله قادر على كل شئ ولا يعجزه شئ. وهذا ما تقره كل الديانات ويؤمن به كل المؤمنين ومن كل الاديان .

تعلِمنا الكتب السماوية ان الله تجلى لموسى على جبل حوريب بسيناء، و ظهر للنبي موسى بهئية نار مشتعلة بعليقة في شجرة تشتعل و لاتحترق. فكان تجليا عظيماً.

فالله سبحانه تجلى لموسى بالحجر فوق الجبل، وتجلى بالشجر ليكلم موسى، فهل يعجزه و هو القادر على كل شئ ان يتجلى على هيئة بشر ليوصل رسالته إلينا مباشرة وهو القادر على كل شئ ؟

كتب البشير يوحنا: ” في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان” (انجيل يوحنا 1:1).

عقيدة المسيحية تقر ان المسيح كلمة الله وروحه القدوس، تجسد بملئ الزمان و نزل من السماء و صار انسانا وعاش بيننا ثلاثة وثلاثين سنة كابن الله بالروح وابن الانسان بالجسد والروح ايضاً .

فما هي صفات الله المتجسد على الارض ان تجلى وصار انساناً؟

لو شاءت ارادة الله ان يتجلى ويصير انساناً لإيصال رسالته السماوية إلى بني البشر مباشرة و يعلمهم ما يريد بصوته البشري وينقل لهم رسالته بصورة مباشرة فكيف ستكون صفات هذا الإله الانسان، من المؤكد ستكون الكمال بعينه. باعماله وبأقواله وتعاليمه وسيرة حياته على الارض وسيمثل الله في قدسيته ومثاليته.

اننا نتوقع ان تتصف حياته وسيرته بالصفات التالية :

1 انه يدخل إلى عالم البشر بطريقة غير عادية .

2يكون انسانا بلا خطيئة، قديساً، نزيها كامل الاوصاف .

3يجري معجزات خارقة حتى يعرفه البشر انه مرسل من الله .

4يكون مختلفاً عن غيره بالسلوك، يحمل السلام والمحبة لكل البشر، لا يعادي احدأ، لا يصدر عنه شر أو اذية لغيره ولا يدعو للعنف .

5يقول كلاما لا يمكن لغيره من البشر ان يقوله .

 6ان يكون له تاثير شامل على كثير من الناس .

 7يشبع الجوع الروحي للناس بسمو تعاليمه .

 8يكون له سلطان على المرض والموت الذي لا سلطان لبشر عليهما قط، وله صفات الله في اعماله و قدرته الخارقة على الارض وبين الناس .

سنتكلم بالتفصيل عن هذه الأوصاف بنقاط .

أولاً – لو صار الله انسانا- سيدخل الى عالم البشرية بطريقة غير عادية .

حسب العقيدة المسيحية، المسيح كلمة الله الذي تجسد وبشر به الملاك جبرائيل الفتاة العذراء مريم بنت يواقيم، حُبلَ به باتحاد روح الله القدوس، وولد بمعجزة خارقة غير عادية لفتاة عذراء من غير زرع رجل، لم تحدث بين جميع البشر بناء على بشارة من السماء حيث قال الملاك جبرائيل لمريم :

اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.” (انجيل لوقا 35:1).

انه طفل من غير أب ولا زرع بشر، انه القدوس، ابن الله بالروح. ويدعى ابن الله مجازا . وليس بولادة جنسية جسدانية كما يسئ فهمها لدى البعض . وليس زواج الله من صاحبة كما يشاع زورا . تحققت بولادته المعجزية نبؤءة الانبياء السابقين حيث تنبأ النبي اشعيا قائلا : ” هالعذراء ستحبل و تلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اي(الله معنا). وهكذا كان، حيث ولد كلمة الله يسوع المسيح وعاش روح الله متجسداً معنا .

وكما قال الرسول يوحنا: “في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله. به كان كل شئ و بغيره لم يكن شيئ مما كان.”(انجيل يوحنا 1:1).

والكلمة صار جسداً وحل بيننا. اي ان يسوع كلمة الله الآزلي كان موجودا عند الله الآب منذ الازل قبل تجسده في احشاء العذراء مريم بهيئة كلمة او عقل الله الناطق او نطق الله العاقل .

القرآن يؤيد هذا حيث يدعو المسيح عيسى بن مريم ، ولم ينسبه الى اب بشري .

ثانيا – لو صار الله انسانا – سيكون بلا خطيئة .

لكي يكون يسوع المسيح هو المخلص والفادي للبشرية، ويموت عن خطايانا، يجب ان يكون هذا الفادي بلا خطيئة اصلية متوارثة من آدم، ويسوع المسيح لم يأت من نسل آدم من جهة الآب. لأنه ابن الله بالروح، وابن مريم بالجسد فهو بلا خطيئة متوارثة من آدم.

الله منح النبي ابراهيم كبشا ليذبحه فداء عن التضحية بأبنه اسحق، وكان هذا الذبح العظيم رمزا لفداء و تضحية السيد المسيح لنسل البشرية. وليس الكبش كان عظيما انما هو الرمز للمضحي الحقيقي العظيم القادم في ملئ الزمان.

القرآن يؤيد الولادة العذراوية للسيد المسيح ، بقول مريم للملاك المبشر:

قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)(سورة مريم 20 – 21 ).

         المسيح ولد وعاش بلا خطيئة، وسأل يسوع الناسَ يوماً متحدياً من منكم يبكتي على خطيئة؟ لم يجروء اي واحد من اعداءه اليهود المتربصين به ان يرد عليه، او يمسك عليه خطيئة واحدة. ولو كان خاطئا كبقية البشر لما سأل الناس هذا السؤال وتحداهم .

         يسوع المسيح الانسان البار قريب من الله دائماً، وقال: “اني في كل حين افعل ما يرضيه” (انجيل يوحنا 29:8).

وهذا ما ينزه المسيح عن كل خطيئة وحياته كلها بلا شائبة. لأنه الله المتجسد الذي لا يخطئ .

المسيح الانسان علمنا ان نغفر نسامح للاخرين ونقول عندما نصلي إلى الله ألآب: “اغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن اخطا الينا“.

المسيح لم يطلب من احد ان يغفر له لأنه كامل وبلا خطيئة. وكما قال النبي اشعياء:

وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِه غِشٌّ.” (سفر اشعياء 9:53).

شهد الكتاب المقدس عن اخطاء ارتكبها موسى النبي بقتله رجلاً مصرياً، وكذلك النبي /الملك داؤود وغيرهم، الا انه لم يسجل على المسيح من تلاميذه انه ارتكب خطيئة واحدة في حياته. يقول القديس بطرس فى (رسالة بطرس الأولى 2 عدد 22): ” الذي لم يفعل خطيئة ولا يوجد في فمه مكر.

يشهد الرسول فى (إنجيل يوحنا في 5:3): ” وتعلمون ان ذاك اظهر (المسيح) لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطيئة.

حتى يهوذا الخائن تلميذ المسيح شهد ببراءة سيده اذ قال:” قد اخطأتُ اذا سلمتُ دما بريئا “. (أنجيل متى 3:37).

اللص المصلوب عن بجوار المسيح شهد لكمال يسوع،

بيلاطس الحاكم الروماني شهد له بالبراءه .

واليهود لم يجدوا فيه علة يمسكونه بها فقالوا انه يجدف معادلاً نفسه بالله.

وكانت هي الحقيقية التي لم يفهموها .

القرآن وصف المسيح بالغلام الزكيفى (سورة مريم 19)” قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ” والزكي هو الطاهر الذي تزكى على الجميع ولا عيب فيه..

كان المسيح هو الكمال المطلق الذي يرفع شخصيته إلى ما فوق البشر. و كل هذه الادلة تثبت الوهيته وانه الله الظاهر بالجسد، وهذه صفات لم تتحقق في اي انسان عبر التاريخ.

ثالثا – لو تجلى الله وصار انسانا – لعمل معجزات خارقة .

ماذا عمل يسوع من معجزات ليبرهن انه هو الله الظاهر بالجسد؟

قال يسوع لتلاميذ يوحنا: “العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشرون”(انجيل متى 5:11).

هذه المعجزات والكثير غيرها عملها يسوع بنفسه، ليظهر سلطانه الالهي على الطبيعة والامراض، وطرده الشياطين وتغلبه على سلطان الموت، لتشهد له انه هو الله على الارض. تحققت كل نبوءات انبياء العهد القديم التي قيلت عنه. فمن يكون صاحب هذه المعجزات لخارقة للطبيعة غير الله ذاته متجسداً بروحه القدوس وكلمته المباركة، بهيئة يسوع المسيح. انها الحقائق التاريخية التي تمجد المسيحية، و ليست غلوا في الدين كما يدعي الاخرون .

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)(سورة النساء 171).

كيف يكون غلوا بينما يشهد بنفس الوقت ان المسيح كلمة الله وروح منه؟ هل يوجد من البشر من اطلق عليه لقب كلمة الله وروحه القدوس؟

Displaying items by tag: المسيح قال أنا الله فأعبدونىالمسيحية ليست ديناً بل هي المسيح في كل صفاته .

عشرات المعجزات عملها يسوع كلمة الله المتجسد ليثبت للناس الوهيته وقدرة الله فيه، مشى على الماء، هدأ العاصفة واسكت امواج البحر، اشبع الاف الناس الجياع من خمسة ارغفة وسمكتين، اقام الموتى، طرد الشياطين، خلق عيونا للمولود اعمى بلا عيون، تنبأ بموعد ومكان موته. وحدد عدد ايام بقاءه في القبر، وبشر بقيامته وانتقاله إلى السماء ليعد منازلا للابرار في ملكوت السماء، واخبر بعودته مرة اخرى على السحاب مع ملائكة الله و القديسين، فمن يكون هذا الانسان الخارق للطبيعة غير الله المتجسد؟

كلام يسوع المسيح واعماله وتعاليمه كلها معجزات، فكيف لا يكون هو الله الظاهر بالجسد؟

لم يعمل يسوع المسيح معجزاته ليظهر قدرته بل محبته ورحمته للناس، التي هي محبة الله لنا، عمل كل معجزاته علنا امام الناس نهارا وتحت الشمس، وليس في الخفاء أو ليلاً من غير شاهد، كما ادعى غيره .

“حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوْا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ. “(أنجيل متى 31:15).

رابعا – لو الله تجلى وصار أنسانا – لجاء مختلفاً عن كل البشر .

Unofficial:... - Unofficial: Diogo Morgado U.S.A Fan Pageالله المتجسد كأنسان، لابد ان يكون له صفات كاملة، لا شائبة فيها ابداً، لانه يمثل الكمال.

فيسوع الانسان كان مثال الطهر والقداسة والاتزان العاطفي. له البصيرة النفاذة وفي قلبه محبة الناس، يدعو للسلام وينبذ العنف. حتى اعداءه الذين عذبوه وصلبوه طلب لهم من ابيه السماوي المغفرة لأنهم لا يعلمون ما يفعلون. لأنهم يجهلون انهم يصلبون رب المحبة وملك السلام.

كان يسوع رمزا للفضيلة والتقوى، نموذجا للقداسة، يسوع لا مثيل له بين البشر لأنه ملك الملوك ورب الارباب. كان وديع متواضع القلب، يجالس الفقراء والخطاة، يغفر خطاياهم ويعلم افكارهم، يساعد المحتاجين و يشفي المرضى. جمع بين حب الخطاة والقسوة على الخطية. لانه جاء كطبيب للمرضى بالجسد والخطاة بالروح حيث الاصحاء لا يحتاجون لطبيب بل المرضى .

خامسا – لو ان الله تجلى وصار أنسانا – لكانت كلماته اعظم ما قيل .

نطق يسوع بكلام لا يستطيع اي بشر ان يقوله، وما قاله يسوع لا يمكن لأي انسان ان يتحدث به، فهو اما ان يكون الها او انساناً مجنوناً لا يعي ما يقول .

قال يسوع المسيح:” اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.”(أنجيل متى ٣٥:٢٤).

شهد الضباط والجنود الذي صلبوه ، وقالوا عنه: “لم يتكلم انسان قط هكذا مثل هذا الانسان .

يسوع غالباً ما يبدأ كلامه قائلا: “الحق الحق اقول لكم …” قيل لكم …. اما انا فاقول لكم …” لا يقتبس اقوالا لغيره لأنه هو كلمة الحق الالهي.

ومن اقواله :

قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.” (أنجيل متى 28:5).

سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا.”(أنجيل متى 5: 38-40).

كلمات يسوع للبشر قوانيناً تصلح لكل زمان ومكان، انه المشرع العظيم، لأنه هو الطريق والحق والحياة . كل كلمة قالها كانت تعبر عن سلوكه وافعاله، لم ينسخ كلاما قاله، ولم يمسك عليه احد قولاً او فعلاً خاطئاً. لأنه يمثل كمال الله فى الارض.

لم يتلق تعليماً في المدارس لكنه كان يقرأ ويكتب و يعلم الاخرين فدعوه يا معلم، كان يناقش الكهنة ويحاور المثقفين، ويبهرهم بحكمته منذ صباه.

قال المؤرخ وليم تشانتج: ” ان حكماء التاريخ وابطاله يخفت ضوئهم شيئاً فشيئاً مع الزمن، يتصاغر الحيز الذي يشغلونه في التاريخ، اما يسوع المسيح فليس لمرور الزمن من أثر سلبي على اسمه او افعاله او اقواله.

كل الملوك والممالك القديمة انقرضت، اما يسوع فمملكته تدوم إلى الأبد . وليس لملكه انقضاء .

سادسا – لو ان الله تجلى وصار أنساناً – لكان تأثيره شاملاً ودائماً

لا تزال شخصية يسوع المسيح – بعد الفي سنة – تترك تأثيرها على البشر. ففي كل يوم يختبر بعض الناس اختبارات رائعة مع يسوع .

كل العالم يشهد ان يسوع هو اعظم انسان عاش على الارض تأثيراً على الناس، تعاليمه افعاله واقواله كانت وماتزال نبراساً منيراً يهدي البشر اجمعين إلى الصلاح وستبقى إلى نهاية الزمان .

بغير اموال ولا اسلحة هزم الشر وقوى الظلام، من غير جيوش احتل دول العالم وسكن قلوب الملايين من البشر بالحب ومجدوا اسمه القدوس، لأنه كلمة الله.

بغير كتب ولا مدارس افاض يسوع المسيح علوماً واخلاقاً سامية على افكار الناس وغير حياتهم نحو الافضل. ابلغْ الحكماء والفلاسفة لم ينطقوا بما قال من كلام يفوق قدرات البشر اجمعين. اثر في سامعيه كما لم يؤثر شاعر او خطيب.

من غير ان يكتب بقلم، انتشرت تعاليمه و اقواله في ارجاء العالم، وكتبت ملايين الاقلام ملايين الكتب عن سيرته وحياته وتعاليمه السامية. اعظم الفنانين في العالم تنافسوا لرسم صوره المعبرة، و تفنن النحاتون بنحت تماثيل ومنحوتات تخلده وتحي ذكراه .

اعظم المفكرين والفلاسفة كتبوا عنه اروع الكتب، وتحدثوا عن سيرته و تراثه. لم يعش معلما سوى ثلاث سنوات قصيرة، الا انه ترك تراثاً خالداً سيستمر لألاف السنين بعده هدى ونور تدرسه وتتبعه الاف الاجيال. لا يخلو بيت مسيحي في العالم من كتاب بشارته و حياته وتعاليمه – الانجيل- او الكتاب المقدس او البشرى السارة .

الماركسية علمت الاقتصاد والاشتراكية، اللينينة علمت وطبقت الشيوعية و نظام الشغيلة الاشتراكي، الا ان المسيحية علمت الحب لكل البشر ونشرت السلام بين الشعوب. لأنه قال احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يضطهدوكم .

سابعا – لو ان الله تجلى وصار أنسانا – لأشبع جوع الناس الروحي

قال السيد المسيح: “طوبى للجياع و العطاش الى البر لأنهم يشبعون”.

ان عطش احد فليقبل اليّ ويشرب.

من يشرب من الماء الذي انا اعطيه فلن يعطش إلى الأبد.

سلاماً اترك لكم، سلامي اعطيكم، ليس كما يعطي العالم اعطيكم أنا.دخلك بتعرف الكتاب الجديد الذي يقول بأن يسوع المسيح ربما لم يكن حسن المظهر وكان قبيحاً أو مُشوّهاً في الحقيقة

لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب“.

ان اجتمع اثنان او ثلاثة بأسمي فهناك اكون في وسطهم”.

أنا خبز الحياة، من يقبل اليّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي ّ فلا يعطش ابداً”.

تعالوا ايّ يا جميع المتعبين وثقيلي الاحمال وانا اريحكم.

اتيت لتكون لكم حياة ويكون لكم افضل.

منْ من البشر يستطيع ان يتفوه يمثل هذه الكلمات الرائعة؟ كلاماً شاملاً موجهاً لكل البشر. فقط الله المتجسد، يسوع المسيح هو الانسان الوحيد على الارض الذي يستطيع ان يقول مثل هذا الكلام وليس غيره، لأنه يمثل الله .

لو تجلى الله وصار انساناً، لكان مثالياً والكمال بذاته، وهذا ما جسده يسوع المسيح، لأنه كان كاملاً ويحمل كأنسان كل صفات الله على الارض .

لن يملأ الفراغ الروحي لقلوبنا ويريح نفوسنا المتعبة غير الله، والمسيح الذي رأيناه بقلوبنا و لمسناه بارواحنا وعرفناه من خلال انجيله المقدس .

من اعظم ما قاله السيد المسيح من دروس خالدة في المحبة والتسامح :

سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.”

كُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.” (أنجيل متى: 5 45 -48).

أنها كلمات إله قادم من السماء إلى الارض لهداية البشر اجمعين، وليست اقوال انسان عادي .

ثامنا – لو ان الله تجلى وصار أنساناً – لكان له سلطان على الموت

قال يسوع المسيح متحدثا عن الموت، لن يستطيع ان يخطف منه حياته، بل هو من سيقدم حياته طواعية فداء عن البشر لمحبته لهم ويتحمل وزر خطاياهم على الصليب، في الزمان و المكان الذي هو سيحدده بنفسه، بعد ان يُكمل رسالته.

قال يسوع له المجد: ” ليس احدٌ يأخذها مني (حياته)، بل انا اضعها من ذاتي، ولي سلطان ان اضعها وسلطان ان آخذها ايضاً”.

هل هذا كلام انسان مخلوق، ام كلمات من له سلطان الله ؟

اي انسان من البشرله سلطان ان يسترجع حياته ويعود من عالم الاموات للحياة بإرادته؟

صدق السيد المسيح بكلامه فقد بذل حياته طواعية واقامها من الموت بقوة لاهوته.

وهذا اكبر اثبات على ان المسيح له سلطان الله على الموت. هو وحده من يتحكم بالموت والحياة لأنه هو الحياة وخالقها.

لقد تنبأ بموته وحدد موعده وكم يوم سيبقى في القبر، و حدد مكان الفداء وذهب إلى اورشليم بنفسه ليفتدي البشر باقدس مكان في العالم .

يخطئ من يتصور ان الله يموت بموت المسيح، الجسد البشري المتحد باللاهوت مات مؤقتاً ولم يرَ فساداً في القبر، لكن لاهوت الله الحال فيه لا يموت مطلقاً.

وروح الله باق في سماء مجده يدير الكون، لأن الروح لا يتأثر بالموت .

شهد اعداء المسيح من اليهود انه قال قبل موته انه سيقوم من الموت بعد ثلاثة ايام .

اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. “(انجيل متى 63:27).

قال يسوع المسيح لتلاميذه ” لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.” (أنجيل متى 40:12).

وتحقق ما قال تماماً.

اتهمه اليهود انه يجدّف ( يكفر) ويعادل نفسه بالله ، وطالبوا باعدامه لأنهم لم يستوعبوا كلامه الغريب،

لم يجد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي اي علة فيه يستوجب عليها حكم الموت ، فقال انا برئ من دم هذا البار . ولم يجد هيرودس الملك ما يقوله ضده ، لكن لتتم ارادة الله ، فقد تم الحكم و الصلب . ليكتمل الفداء و تتم رسالة الخلاص. وعلى الصليب قال المسيح لقد اكمل .

جيم كافيزل يعود لـ«آلام المسيح» والتفاصيل!! – Beirutcom.netلقد استودع المسيح يسوع روحه بين يدي الله ابيه الآب وهو على الصليب، بعد ان دفع حياته موتاً ثمناً لأجرة الخطية واكمل رسالته الخلاصية، ليعود إلى عالم الحياة مرة اخرى بقوة لاهوت الله المتحد به. وحدثت معجزات بعد موته، فقد تزلزلت الارض وكسفت الشمس وانشق حجاب الهيكل معلنا انتهاء عهد قديم وبداية عهد جديد. وتحققت كل نبؤات الانبياء السابقين منذ ولادته حتى موته وقيامته .

قال السيد المسيح : ” انقضوا هذا الهيكل وانا اقيمه في ثلاثة ايام ” ولم يفهم التلاميذ وقتها انه كان يقصد هيكل جسده المبارك.” وقد اقام روح الله هذا الجسد الذي انقضوه مؤقتا، ليقدم بموته اعظم اثبات على لاهوته الممجد .

لم يحدث في تاريخ البشرية ان قام احد من الموت بأرادته وقوته. او حدد مدة بقاء جسده ميتاً في القبر، ومتى يقوم من الموت بقوة لاهوته، غير المسيح الممجد وحده، كلمة الله المتجسد، صورة الله على الارض، لأنه هو القيامة والحياة. لأنه نور العالم وهو البداية والنهاية .

قال السيد الرب: ” انا القيامة والحياة.. اني انا حي فأنتم ستحيون”.

قيامة المسيح من الموت فتحت ابواب القبور امام المؤمنين ليدخلوا الحياة الابدية لكل من آمن به. لأنه قال:” كل من آمن بي وإن مات فسيحيا “.

هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي”

اعطى المسيح بموته وقيامته الحياة للاخرين، وهذا يعني انه حي ولم يرى جسده فساداً .

وصعد إلى السماء حيث كان قبل ان يأتي إلى الارض، امام اكثر من 500 شخص ودعهم يسوع وارتفع عنهم نهاراً بجسده. قائلا لتلاميذه والعالم :

فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا.

كتب لوقا في (سفر الاعمال 11:1) “ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء.

من يستطيع ان يهزم الموت بأرادته ؟

من يقدر ان يخرج من قبره و يدحرج الصخرة التي تغلق مدخل القبر من الخارج ويترك اكفانه في داخل القبر ويغادره ؟

من يصعد بجسده إلى السماء أمام الناس ويعد بعودته ثانية مع الملائكة على اجنحة السحاب، ان لم يكن هو الله المتجسد وكلمته وروحه القدوس.. انه فقط يسوع المسيح.

هذا هو كلمة الله الذي تجسد و صار انساناً، وقام باعمال لم يقم بها بشر وقال اقوالا لا يقولها انسان.

https://www.youtube.com/watch?v=YswXveCaE58

شاهد

فيديو من مُسلم إلى اخوته المسلمين: صدقوا أو لا تصدقوا المسيح ابن مريم هو الله الظاهر في الجسد

https://www.youtube.com/watch?v=NhWgekWsizw

Tad Alexandrian

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى