لماذا ميز الله شعب اسرائيل عن جميع شعوب الارض؟

لماذا اذا ميز الله شعب اسرائيل عن جميع شعوب الارض؟
مجديوس السكندري
سألني صديق .. وهذا السؤال يسألونه الكثير من الناس ..
تقولون ان الله يحب كل البشر فلماذا اذا ميز الله شعب اسرائيل عن جميع الشعوب الارض ؟
لماذا اختار هذا الشعب بالذات ؟
اليس هو مثل اله المُسلمين الذي قال في القران : ” كنتم خير أمة أُخرجت للناس” (سورة أل عمران 3 : 110) .؟
اليس هذا يدل على انه اله يحابي الشعب الاسرائيلي على حساب الشعوب الاخري ؟
اليس هذا يدل على انه اله ظالم وغير عادل وعديم المحبه كما تقولون ؟
وللأجابة نبدء القصه يا صديقي العزيز باختصار من ايام ابراهيم وهو ليس يهودي لان النسل اليهودي لم يكن اتي بعد فهو عبراني اي من قبيله عبرانيه من منطقة بابل . وابراهيم احب الرب جدًا لان الرب ايضا احبه .. وقد رفض إبراهيم اي فكر غير لائق وتمسك بالرب واثبت ايمانه بافعال ولهذا وعده الرب ان من نسله ياتي المخلص للبشرية كلها الذي فيه تتبارك كل الارض ونسل ابراهيم هو اسحاق وكرر الرب وعده لاسحاق ونسل اسحاق هو يعقوب وايضا كرر الرب وعده ليعقوب ومن يعقوب اتي اسباط اسرائيل الاثني عشر والوعد كان ان المسيح ياتي من سبط يهوذا واطلق علي سبط يهوذا اسم يهود واصبح الاسم الذي يطلق علي شعب مملكة يهوذا الجنوبية (السبطين) وليس مملكة السامرة ( العشرة اسباط) .
بمعنى أن يختار الله عجينة “خميرة”صغيرة صالحة، وبها يخمر العجين كله، يختار الجزء مؤقتًا ليكون له الكل فيما بعد، وهذا ما حدث عندما اختار الله إبراهيم، فقد رأى الله في إبراهيم الاستعداد الطيب للحب والطاعة والإيمان.
وكما وضح الكتاب المقدس ..قال الرب لإبرام أذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أُمة عظيمة وأُباركك وأُعظم أسمك وتكون بركة وأُبارك مُبارِكيك ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض. فذهب إبرام كما قاله له الرب” (تك 12: 1 – 4)
ويقول ايضا ” بالإيمان إبراهيم لما دُعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدًا أن يأخذه ميراثًا فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي. بالإيمان تغرَّب في أرض الموعد” (عب 11: 8، 9)
وسار إبراهيم مع الله بأمانة وحب وإخلاص، للدرجة التي قدم فيها ابنه وحيده إسحق ذبيحة لله، واثقًا أن الله قادر أن يقيمه من الموت بعد ذبحه ” بالإيمان قدم إبراهيم إسحق وهو مُجرَّب قدم الذي قبل المواعيد وحيده. الذي قيل له أنه بإسحق يدعى لك نسل. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا” (عب 11: 17 – 19)
وقال الرب له ” بذاتي أقسمت يقول الرب إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك. أُباركك مباركة.. ويتبارك في نسلك جميع أُمم الأرض من أجل أنك سمعت لقولي” (تك 22: 16 – 18) ..
وهكذا اختار الله إبراهيم، واختار إسحق دون إسماعيل، واختار يعقوب دون عيسو، واختار شعب بني إسرائيل دون بقية شعوب العالم..
لذلك ” الله يدخل تاريخ الإنسان عبر بوابة شعب إسرائيل وذلك ليستودعه تدبير قصد الخلاص. لهذا السبب بالضبط نقرأ في الكتاب أن هذا الشعب هو
خادم الله (أش 44: 21) ..
ومختار الله (أش 45: 4)..
وابنه البكر (خر 4: 22)..
وميراثه (أش 19: 25)..
وعروسه (هو 2: 14 – 20)..
إسرائيل على هذا الأساس.. مركز للتاريخ المقدَّس.. محور تاريخ الخلاص.. هذا الشعب الأضعف بين الشعوب، قد تحوَّل بفعل اختيار الله له، إلى مركز لكل التاريخ المقدَّس، وإلى نواة تنطلق منها بركات الله ونعمه إلى سائر الشعوب“..
ولم يكن اختيار الله لشعب بني إسرائيل هو الهدف النهائي لله، إنما وسيلة لجذب العالم كله ..( “لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع” (غل 3: 14) .
” الشعب الإسرائيلي ليس غاية الاختيار، ولا ينحصر فيه معنى الاختيار. لم يكن اختيار الله له كهدف بحد ذاته، بل كأداة وكخميرة … اكرر بل كأداة وكخميرة .
أولًا: ليتقدَّس هذا الشعب، ومن ثمَ ليتحول إلى أداة بها تتقدَّس سائر الشعوب الأخرى. الشعب المختار هو أداة تتقدَّس بها سائر الشعوب الأخرى. الشعب المختار هو أداة لتقديس الخليقة كلها.. الشعب المختار هو القناة التي تنتقل عبرها إرادة الله وقداسته.. الشعب المختار هو أداة لتقديس الاختيار الإلهي الجزئي، ولا يكتمل بمجرد اختيار إسرائيل، إنما كماله هو في قداسة الأمم من خلال إسرائيل”.
والاختيار هبة مجانية من الله، فقد اختار الله شعب إسرائيل وهو شعب صغير، ولم يكن بقوة وعظمة وحضارة الشعوب الأخرى .
لذلك قال الله لهم ” إياك قد اختار إلهك لتكون له شعبًا أخصَّ من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم لأنكم أقل من سائر الشعوب. بل من محبة الله إياكم وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم” (تث 7: 6 – 8) ..
وهذا ما أكده أيضًا في العهد الجديد..
فقال السيد المسيح لتلاميذه ” ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر” (يو 15: 16) ..
لقد ” اختار الله جُهَّال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود. لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه” (1كو 1: 27 – 29).
وليس معنى أن الله اختار بني إٍسرائيل شعبًا له، أنه أغمض عينيه عن خطاياهم وتعدياتهم، إنما سقطوا تحت تأديبات الله الشديدة ، وعندما رفضوا المخلص رفضهم الله، وتحقق فيهم قول السيد المسيح ” إن ملكوت الله ينزع منكم ويُعطي لأمَةٍ تعمل أثماره” (مت 21: 43) .
الملخص:
الله بيحب كل الشعوب .. وكل مخلوق على وجه الارض .. ويريد ان يغني الكل بالبركات السماويه .. خذوا نصيبكم يا شعوب الارض واتمتعوا به.. وانت يا صديقي الغالي اللي سائل السؤال خذ نصيبك بالبركه .. واعطي الفرصه للرب ان يدخل الى قلبك لتتمتع بوعود الرب وتاخذ البركات السموايه ويكشف لك الكثير .
“يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي” (ام 23: 26).