مجدي تادروس .. الأضحية.. المسيح هو الذبح العظيم .. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ

الاضحية .. المسيح هو الذبح العظيم .. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
مجدي تادروس
عزيزي تخيل أنك واقفاً أمام رجل يبدوعظيم رفيع المستوى، يقول لك:
ينبغي عليك أن تُقتل،
تَقتل فى سبيلي ..
تبذل كل مالديك من أجلي أنا ..
لتكون أنت الإضحية وفديتي أنا ..
فأنك خلقت لتكون عبدي
لتسجد لى كرهاً أو طوعاً ..
وبعد إبتلاءك فى الارض وموتك وفناءك .. أنتظر مني المكافائات فى جنات تجري من تحتها الحوريات ……
بينما هناك آخر لا مثل له ولا مثل أعماله،
عظيم هو وصانع العجائب،
وهو الأبرع جمالاً من كل بني البشر،
يقول لك بكل حب وإتضاع ..
أنا لم أستنكف أن أكون عبداً لله،
لكي أذبح من أجلك ..
أموت بدلاً منك لأهبك الحياة
ومكفراً عنك جميع سيئاتك ..
تعال .. أقبلني لأعبر بك طوفان الغضب الإلهي الناتج لعصيانك ..
أشق لك البحر لتعبر من الموت والهلاك إلى الحياة الإبدية،
غالباً لك الموت بقوة روحي لأدخلنك إلى محضر الله ..
لتتنعم بمحبته فى الأرض كما فى السماء ..
أقبلني لتحيا معي إلى أبد الأبدين لأني أحبك.
فذاك ضحى ويضحى بك
وهذا ضحى ولم يشفق على نفسه من أجلك،
فأطاع حتى الموت لتحيا أنت..
فمن تقبل ؟
إبراهيم والكبش الذى لا يمسكه الموت:
ولنذهب فى رحلة قصيرة لزمن النبي إبراهيم الخليل {2052 ق .م} يوم أطاع قول الله جل جلاله وقَبل أن يذبح أبنه الذى انتظره طويلاً ..
هو واثق فى محبة الله الودود الذى يدبر له الأمر وهو مطمئن بانه سيعود بابنه حياً ووارثاً لكل مجده ..
فقد تعود إبراهيم أن يحيا حياة الإيمان (التصديق) .. الإيمان الذى يعرفه الكتاب المقدس بأنه ” الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى ” ..
ويسرد لنا الكتاب المقدس قصة الذبيح كالأتي:
” ١ وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ
أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ،
فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!».
فَقَالَ: «هأَنَذَا».
٢ فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ،
وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا،
وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».
٣ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ،
وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ،
وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ،
وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ،
وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ.
٤ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ
وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ،
٥ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ:
«اجْلِسَا أَنْتُمَا ههُنَا مَعَ الْحِمَارِ،
وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ،
ثُمَّ نَرْجعُ إِلَيْكُمَا».
٦ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ
وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ،
وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ.
فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
٧ وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!».
فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي».
فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟»
٨ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي».
فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
٩ فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ،
بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ
وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ.
١٠ ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ.
١١ فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!».
فَقَالَ: «هأَنَذَا»
١٢ فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا،
لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ،
فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي».
١٣ فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ،
فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.
١٤ فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ»{معناه بالعبري الله يرى الأحتياجات ويسددها}. حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى»”
(تكوين 22 : 1 – 14).
وقد وردت قصة الذبيح فى القرآن كالأتي حيث يقول إبراهيم لله فى (سورة الصافات 37 : 100 – 107):
” رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى
قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104)
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)” .
وكم كان المشهد مأساوي والابن المحبوب يسأل أبوه قائلاً :«هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» ..
بينما الخليل إبراهيم يرص حجارة المذبح {مكان الذبح} الذى سيقدم عليه ابنه ذبيحةً لله ..
وبيد مرتعشه تتساقط عليها دموعه الغزيرة يضع ويرتب الحطب على هذا المذبح..
ربط يد وأرجل ابنه الذي يحبه ووضعه على المذبح فوق الحطب..
والابن مُطيع .. لم يفتح فاه..
ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ..
فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!».
فَقَالَ: «هأَنَذَا» ..
فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا ..
وحينما إلتفت فى أتجاه الصوت ..
ورَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ
وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ،
فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ
وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ …
أنه الكبش القائم من الموت:
يقول الطبري وبن كثير والقرطبي فى تفسيرهم للنص القرآني ” وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
“الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ
هُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرَّبَهُ ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ “.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ثَنِي أَبِي قَالَ : ثَنِي عَمِّي قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) قَالَ :
“ذِبْحٌ كَبْشٌ”.
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) قَالَ:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
“الْتَفَتَ فَإِذَا كَبْشٌ ،
فَأَخَذَهُ فَذَبَحَهُ .”
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) قَالَ : ” كَانَ الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ رَعَى فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ،
وَكَانَ كَبْشًا أَمْلَحَ ،
صُوفُهُ مِثْلُ الْعِهْنِ الْأَحْمَرِ” .
صفات الذبح العظيم:
1 – أن هذا الكبش أقرن .
2 – هو نفس الكبش الذى قدمه هابيل ذبيحة وتقبله الله منه.
3 – خَرَجَ عَلَيْهِ (على إبراهيم) كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ .
4 – رَعَ فى الجنة أَرْبَعِينَ خَرِيفًا (عام) بعد أن قَرَّبَهُ هابيل ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ الله ونزلت نار من السماء وأكلته .
عزيزي ..
هذه القصة تمت أحداثها قبل ميلاد المسيح بألفين ومائتين سنه وكانت رمزاً لهذا الشخص المبارك الذى قال عنه النبي يحيي (يوحنا) بن ذكريا : ” «هُوَذَا حَمَلُ (كبش) اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ (الناس) !” ..
أى سيكون الفدية والإضحية عن كل البشر، آدم وكل ذريته ..
قد يظن بعض الناس أن ميلاد المسيح فى المذود كان لأظهار إتضاعه لأنه الرب يسوع المسيح هو الذى قال :
” اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.” (إنجيل متى 11 : 29)،
لكن بقليل من التفكير تجد الأتى :
1 – لو أن المسيح ولد فى أعظم قصور الأرض وأضخمها وأفخمها المصنوعة من الذهب الخالص وأبوابها اللألئ ، لكان متضعاً ..
ولو ولد على قطعة من السماء مرصعة بكل ماسات الارض التى تحمله كل طغمات أى رتب الملائكة، لقلنا أنه أعظم أتضاع لأن الكتاب المقدس يقول :
” وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.” (الرسالة الاولي إلى تيموثاوس 3 : 16) ..
ويقول الكتاب المقدس:
” هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ، وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً،” (سفر ايوب 4 : 18)،
فسر أتضاع الرب فى أنه هو :
” الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.” (رسالة فيلبي 2 : 6 -8) ..
وقال كاتب القرآن :
” لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ … “(سورة النساء 4 : 172) .
2 – ولكنه لماذا ولد فى المذود ؟
أذ يقول الكتاب المقدس عن مريم العذراء :
” فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.” (إنجيل لوقا 2 : 7) .
وقال الملاك للرعاة ” وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ».” (إنجيل لوقا 2 : 12) .
” فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ.” (إنجيل لوقا 2 : 16) .
وأذا ما رجعنا إلى العهد القديم وفتشنا بين النبوات عن المسيح الأتى لخلاص العالم لوجدناه هو الذبيح العظيم والفادي الكريم …
ففى سفر التكوين نراه هو نسل المرأة الذى يسحق رأس الحية ( سفر التكوين 3 : 15) …
وهو الخروف الذى ذبح ” وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.” (سفر التكوين 3 : 21) ،
وهو الكبش الذى يقول عنه الكتاب : ” فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.” (سفر التكوين 22 : 13) .
وهو خروف الفصح فى سفر الخروج ( سفر الخروج 12 : 5) .
هو الذبيحة من البقرة والثور والتيس والأغنام العصفوران وزوجي الحمام وفرخي اليمام فى سفر اللاويين …
وفى سفر إشعياء : ” ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. ” (سفر اشعياء 53 : 7) .
ونكتفى بهذه النبوات القليلة التى يزخر بها كتابنا المقدس والتى كانت تتكلم عن شخص الفادى العظيم من خلال الرموز التى تتكلم عن المرموز له بالخروف والتيس والحمل والبقرة والثور …. إلخ .
3 – نحن لم نسمع قط عن شخص ولد فى مذود للبقر فى وسط الحيوانات التى تقدم كذبائح حيوانية لغفران الخطايا :
” فَتَعْمَلُ مُحْرَقَاتِكَ: اللَّحْمَ وَالدَّمَ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ. وَأَمَّا ذَبَائِحُكَ فَيُسْفَكُ دَمُهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَاللَّحْمُ تَأْكُلُهُ.” (سفر التثنية 12 : 27) ،
” وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!” (رسالة العبرانيين 9 : 22) .
فالمذود كان أعلان هام للصليب يخبرنا عن الطفل الذبيح :
” ٦ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ. ٧ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. ٨ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. ” ( الرسالة إلى فيلبي 2 : 6 – 8 ) ..
” لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.” (الرسالة الاولى إلى كورنثوس 1كو 5 : 7) ..
” وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا.” (الرسالة للعبرانيين 9 : 12)
فكان لابد أن يولد فى وسط الذبائح الرمزية معلناً نفسه الذبيح العظيم المرموز له فى كل نبوات العهد القديم .
4 – أنه هو الخبر السار (أى الإنجيل) ..
فالذبح العظيم قد جاء فدية للعالمين ..
فى هذه الليلة العجيبة حيث :
” ٨ وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،. ٩ وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. ١٠ فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: ١١ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. ١٢ وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». ١٣ وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: ١٤ «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». ١٥ وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ».١٦ فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. . ١٧ فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ.١٨ وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. ١٩ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. ٢٠ ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ. ”
(إنجيل لوقا 2 : 8 – 20) ..
نرى الكل التفوا حول الذبيح مولود المذود ذلك الطفل العجيب المقمط .. الكل شاخص له .. السمائيين والأرضين … الكل فى نشوة الفرح فبعد طول الأنتظار تحت قساوة العبودية وظلال الموت :
” وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ،
أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ،
مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، ” (الرسالة إلى غلاطية 4 : 4).
وفوق هذا المذود يستقر النجم المنير الذى جذب أنظار المجوس وذهبوا ورائه حتى استقر فوقه وقدموا هدياهم من الذهب واللبان والمر وهى أيضاً رموزاً لكون هذا الطفل هو ملك الملوك ورئيس الكهنة الحقيقى والفادى الذبيح من خلال المر …
نعم هذا الطفل هو هو الذبح العظيم .
وكما قام الذبيح الذى قدمة هابيل بن آدم بعد نحره وحرقه من الموت، ليرعى فى الجنة .. وينزل ليقدمه النبي إبراهيم فدية إبنه الحبيب .. هو نفس الذبيح الغالب للموت وقائم حى للأبد وقد ضحى من أجلك على الصليب (مذبح الحب ليحترق على حطب العدل الألهي) ويقوم من الموت .. ليهبك الحياة الدائمة مع الله فى سماه وينقلك من الهلاك للبقاء فى الحياة الأفضل ..
فهل تقبله وتقبل هذا الذبح العظيم ؟
أن كنت فى حيرة من هذا الذبح العظيم ..
أرفع قلبك بالدعاء الأن وصلي لإله السماء ..
أى أتصل بالسماء ..
وقل لله أفتح لي عيني لأعرف الحقيقة
وأري خلاصك الذى أعددته لى فى المسيح يسوع .. أمين .
نرحب بأى أسئلة حول هذا الموضوع …
فيلم مؤثر عن تضحية يسوع المسيح على الصليب (( المرفوع )) Lifted Up
https://www.youtube.com/watch?v=TaKPvtsaUjE
CRUCIFIXION & DEATH OF JESUS
الله يدبر – ابراهيم واسحق
للمزيـــــــــــــــــــــــد:
كاتب القرآن يؤكد أن المسيح الرب لم يتكبر أن يكون عبداً
بإعتراف القرآن .. المسيح هو إله السماء وإله الارض
تضارب أقوال كاتب القرآن حول ميلاد المسيح
ميلاد الرب يسوع المسيح المعجزي العذراوي
المَذْوَدْ أَعْلَان عن الصَليب
هل ورث المسيح خطية آدم من بطن العذراء؟
لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ
هل يقبل الصبي يسوع سجودًا من عبدة الأوثان؟