القرآن يقر ويعترف بأن كل المؤمنات به عاهرات

القرآن يقر ويعترف بأن كل المؤمنات به عاهرات
مجدي تادروس
يقول كاتب القرآن فى (سورة النور 24 : 31):
” وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّأَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” .
قال بن كثير فى تفسيره للنص :
هَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلنِّسَاءِ الْمُؤْمِنَاتِ ،
وَغَيْرَةٌ مِنْهُ {الله} لِأَزْوَاجِهِنَّ، عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ،
وَتَمْيِيزٌ لَهُنَّ عَنْ صِفَةِ نِسَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ وَفِعَالِ الْمُشْرِكَاتِ .
وَكَانَعَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا .
سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا ذَكَرَهُ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ : بَلَغَنَا – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَ:
أَنَّ ” أَسْمَاءَ بِنْتَ مُرْشِدَةَ ” كَانَتْ فِي مَحِلٍّ {مكان} لَهَا فِي بَنِي حَارِثَةَ،
فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَدْخُلْنَ عَلَيْهَا غَيْرَ مُتَأزِّرَاتٍ فَيَبْدُو مَا فِي أَرْجُلِهِنَّ مِنَ الْخَلَاخِلِ،
وَتَبْدُو صُدُورُهُنَّ وَذَوَائِبُهُنَّ،
فَقَالَتْ أَسْمَاءُ : مَا أَقْبَحَ هَذَا.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الْآيَةَ .
فَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) أَيْ : عَمَّا حَرَّمَ {التحريم يعني وجود أباحة فى السابق أى أن النص مكتوب لنساء لا يغضغضن من أبصارهم} اللَّهُ عَلَيْهِنَّ مِنَ النَّظَرِ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ.
وَلِهَذَا ذَهَبَ [كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ] إِلَى أَنَّهُ:
لَا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الْأَجَانِبِ بِشَهْوَةٍ وَلَا بِغَيْرِ شَهْوَةٍ أَصْلًا.
وَاحْتَجَّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ ، مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ نَبْهَانَ – مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ – أَنَّهُ حَدَّثَهُ : أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ : أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ،
قَالَتْ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ {الأعمي الذى عبس محمد وتولي عنه} ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ،
وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” احْتَجِبَا مِنْهُ ”
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَوَ عَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا؟ أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ{أى العيب فى النساء} ” .
أنظر سنن أبي داود برقم (4112) وسنن الترمذي برقم (2778) .
ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَذَهَبَ آخَرُونَ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى جَوَازِ نَظَرِهِنَّ إِلَى الْأَجَانِبِ بِغَيْرِ شَهْوَةٍ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ يَوْمَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ،
وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ تَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ وَرَائِهِ ، وَهُوَ يَسْتُرُهَا مِنْهُمْ حَتَّى مَلَّتْ وَرَجَعَتْ .
أنظر صحيح البخاري برقم (454)
وَقَوْلُهُ : ( وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : ، عَنِ الْفَوَاحِشِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ وَسُفْيَانُ : عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُنَّ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ : ، عَنِ الزِّنَى.
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: كُلُّ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهَا حِفْظُ الْفُرُوجِ، فَهُوَ مِنَ الزِّنَى ، إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ: (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) أَلَّا يَرَاهَا أَحَدٌ .
وَقَالَ : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) أَيْ : لَا يُظْهِرْنَ شَيْئًا مِنَ الزِّينَةِ لِلْأَجَانِبِ ، إِلَّا مَا لَا يُمْكِنُ إِخْفَاؤُهُ .
أنظر تفسير بن كثير – تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير سورة النور- تفسير قوله تعالى ” وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا “ – الجزء السادس – [ص: 45] – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م .
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura24-aya31.html
ونحن بدورنا نسأل كاتب القرآن :
أ – ما الذى رآه رب العباد أذا أفترضنا أنه هو كاتب القرآن فى تلك النساء وهو المحيط علماً بكل شيء وفاحص القلوب والنوايا ولا يخفى عليه أمر وكتبه كاتب القرآن ؟
ب – هل هذا الأمر الإلهي لكل المؤمنات بالإسلام فى كل العصور أم كان يخص المُسلمات المعاصرات لمحمد (ص) فقط ؟
جـ – استدل علماء الإسلام على أن الأصل في الأشياءالإباحة أن لم يوجد نص تحريم، فأى مجتمع هذا الذى كان يبيح للمرأة القباحة، هل تحتاج المرأة لنص ديني من رب العباد حتى تحفظ حيائها وتصون كرامتها .. ولا تكشف فرجها للعامة ؟ … وإذا لم تنزل هذه الآية الكريمة، هل كنا سنرى المؤمنات بالإسلام “لا يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ولا يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ” ؟
د – ألم يكن من الأذوق أن يكتفي إله الإسلام برد فعل ” أسماء بنت مُرْشدَة” التى أعترضت على المتبرجات فقالت “ما أقبح هذا ” ويكتفى بالحديث ولا يقل لمحمد (ص) {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} فيصبح حكم عام على كل المُسلمات بأنهن عاهرات “لا يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ولا يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ” وينبغى أن يمتنعن عن هذه التصرفات القبيحة ؟
هـ – هل النص الذى كتبه كاتب القرآن، نبوة إلهية من إله الإسلام بأن كل المؤمنات بالإسلام عاهرات فأنزل {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ…} ؟
و – هل كاتب القرآن من خلال هذا النص القبيح أرد أن يقول أن كل النساء عاهرات بما فيهن المؤمنات، بسبب عدم أعتراف عائلته {قبيلة قريش} بنسبه لعبد الله لأنه ولد بعد وفاة أبوه بأربعة سنوات كما ورد فى حاديث مقتل حمزة عمه،
وكأنه يلمح أن أمه لم تكن هى الوحيدة الزانية بل أن كل النساء المؤمنات فى كل العصور عاهرات أيضاً ؟
ز – هل هذا النص يَسرى أيضاً على نساء محمد، وبالذات إذا علمنا أن هناك نص قرآني من إله الإسلام لنساء النبي قال فيه كاتب القرآن فى (سورة الآحزاب 33 : 32 – 33):
“ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَأَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)“….
ولم يدلنا المفسرين ما نوع الرجس الذى سيطهر منه نساء النبي تطهيراً ؟، وفى السياق النصي ينذر كاتب القرآن أمهات المؤمنينن أى نساء محمد قائلاً فى (سورة الأحزاب 33 : 30 – 31):
“يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) “.
قال بن كثير فى تفسيره للنص :
” يَقُولُ تَعَالَى وَاعِظًا نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّاتِي اخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ، وَاسْتَقَرَّ أَمْرُهُنَّ تَحْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَهُنَّ بِحُكْمِهِنَّ [وَتَخْصِيصِهِنَّ] دُونَ سَائِرِ النِّسَاءِ، بِأَنَّ مَنْ يَأْتِ مِنْهُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ –
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَهِيَ النُّشُوزُ وَسُوءُ الْخُلُقِ وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَهُوَ شَرْطٌ ، وَالشَّرْطُ لَا يَقْتَضِي الْوُقُوعَ ..
فَلَمَّا كَانَتْ مَحَلَّتُهُنَّ رَفِيعَةً ، نَاسَبَ أَنْ يَجْعَلَ الذَّنْبَ لَوْ وَقَعَ مِنْهُنَّ مُغْلَّظًا ، صِيَانَةً لِجَنَابِهِنَّ وَحِجَابِهِنَّ الرَّفِيعِ; وَلِهَذَا قَالَ : ( مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)
قَالَ مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : ( يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ) قَالَ : فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ [ عَنْ مُجَاهِدٍ ] مِثْلَهُ
(وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) أَيْ : سَهْلًا هَيِّنًا
ثُمَّ ذَكَرَ عَدْلَهُ وَفَضْلَهُ فِي قَوْلِهِ : ( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ) أَيْ : يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْتَجِبْ ( نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ) أَيْ : فِي الْجَنَّةِ ، فَإِنَّهُنَّ فِي مَنَازِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، فَوْقَ مَنَازِلِ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ ، فِي الْوَسِيلَةِ الَّتِي هِيَ أَقْرَبُ مَنَازِلِ الْجَنَّةِ إِلَى الْعَرْشِ ” .
أنظر تفسير القرآن العظيم – تفسير بن كثير – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير سورة الأحزاب – تفسير قوله تعالى ” يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ “– دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م – الجزء السادس – ص : 408 .
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura33-aya31.html
نكتفي بهذه الإستدلالات العقلية وأما باقى النص الوارد فى (سورة النور 24 : 31) فأتركه لحضرتك لتجيب على الأتى :
1 – ” وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ …. “،
فهل هذا أمر من إله الإسلام بأن تبدي المؤمنة الُمسلمة زينتها لآَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ … إلى آخر القائمة كما تبديها لبعلها {زوجها} ؟
2 – وهل يحل للمؤمنات بالإسلام أن يبدين زينتهن لمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ” بنفس المستوى الذى تبدي فيه بزينتها لبعلها ؟
3 – هل يجوز للمُسلمة أن تستعمل ملك يمينها كما صرح للرجل المُسلم ” فَانْكِحُوا …. مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ” (سورة النساء 4 : 3) ؟
وقد قال بن كثير فى تفسير للنص “لمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ “:
“عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ بِعَبْدٍ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا . قَالَ : وَعَلَى فَاطِمَةَ ثَوْبٌ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا ، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَلْقَى قَالَ: “إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ، إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلَامُكِ” .
أنظر المصدر السابق ص : 48 .
4 – قال بن كثير فى تفسير النص : ” أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ “
يَعْنِي : كَالْأُجَرَاءِ وَالْأَتْبَاعِ الَّذِينَ لَيْسُوا بِأَكْفَاءَ ،
وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ فِي عُقُولِهِمْ وَلَهٌ وَخَوَثٌ ،
وَلَا هَمَّ لَهُمْ إِلَى النِّسَاءِ وَلَا يَشْتَهُونَهُنَّ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ الْمُغَفَّلُ الَّذِي لَا شَهْوَةَ لَهُ .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : هُوَ الْأَبْلَهُ .
وَقَالَ عِكْرِمَةُ : هُوَ الْمُخَنَّثُ الَّذِي لَا يَقُومُ زُبُّهُ . وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ .
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ; أَنَّ مُخَنَّثًا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ ،
فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَنَعَتُ امْرَأَةً :
يَقُولُ إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ ،
وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ {يقول كلام جنسي لا يليق}.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
” أَلَا أَرَى هَذَا يَعْلَمُ مَا هَاهُنَا ، لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ ” فَأَخْرَجَهُ ،{أى أن محمد لم يلتزم بالنص القرآني لأنه غار على عائشه لأنه لا يثق فيها بسبب حادث الأفك ورضى بالأمر لفاطمة أبنته}فَكَانَ {المخنث} بِالْبَيْدَاءِ يَدْخُلُ يَوْمَ كُلِّ جُمُعَةٍ يَسْتَطْعِمُ .
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، بِهِ .
أنظر المصدر السابق ص : 49 .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ :
كَانَ رَجُلٌ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثٌ ،
وَكَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ ،
فَدَخْلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ ،
وَهُوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً .
فَقَالَ : إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَلَا أَرَى هَذَا يَعْلَمُ مَا هَاهُنَا؟ لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ هَذَا ” فَحَجَبُوهُ .
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، بِهِ.
أنظر صحيح مسلم برقم (2181) .
أنظر كتاب المغني لابن قدامة – موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة – كتاب النكاح – من أراد أن يتزوج امرأة فله أن ينظر إليها من غير أن يخلو بها – فصل من ذهبت شهوته من الرجال لكبر أو عنة أو مرض لا يرجى برؤه – دار إحيار التراث العربي – سنة النشر: 1405هـ / 1985م – رقم الطبعة: الأولى .
أنظر تفسير بن كثير – تفسير القرآن العظيم – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير سورة النور- تفسير قوله تعالى ” وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا “ – الجزء السادس – [ ص: 45 ] – دار طيبة – سنة النشر: 1422هـ / 2002م.
وبعد الرجوع إلى كل المفسرين من أمثال بن كثير والطبري والقرطبي، نجد أن تأويل النص كالأتي :
” وَقُلْ {أمر من رب العباد}
لِلْمُؤْمِنَاتِ {لكل المؤمنات بالإسلام}
يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {عدم النظر للرجال بشهوة}
وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ { من الزني } ” .
ونكتفي بهذا القدر من السفاهات فى هذا النص ومن أراد المزيد فعليه بالرجوع لأبن كثير والطبري والقرطبي وغيرهم من المفسرين للنص .
أليس هذا تحرش جنسي من كاتب القرآن فى أدعائه الخبيث على كل المؤمنات بالإسلام بأنهن عاهرات؟ ونحن بالنيابة عن كل المُسلمات نقول لهذ المتحرش ” خسئت أيها الكذاب أبو كل كذاب” .