إرسالية حلّ الجحش.. للقديس أثناسيوس الرسولي

إرسالية حلّ الجحش.. للقديس أثناسيوس الرسولي
القديس أثناسيوس الرسولي
(أنجيل متى ٢:٢١ – ٧):
” ٢قَائِلاً لَهُمَا:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا.
٣ وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ:
الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا»….
٦ فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ،
٧ وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا.”.
يا أحبائي، حلّ الجحش موهبة!
إنها موهبة تُعطى للعظماء، لا عظمة الجسد بل عظمة الإيمان والمحبة والعقل والفضيلة، مثلما شُهد به عن موسى أنه صار عظيماً في شعبه.. فإنه مَنْ كان عظيماً يقدر أن يحلَّ الجحش!.. ليتني أكون مثلهما {التِّلْمِيذَانِ} أستطيع أن أفك قيود الحاضرين لأن كل واحد منَّا مُقيَّد بقيود الخطية، كما شهد الكتاب قائلاً: إن كل أحد مربوط بجدائل (بأربطة) خطاياه.
لنبتهل إذن لكي يُرسل الرب يسوع المسيح تلاميذه إلينا، فيحلونا من القيود المُكبِّلين بها جميعاً، إذ بعضنا مُقيَّد بحب الفضة، وآخر بقيود الزنا، وآخر بالسك، وآخر بالظلم.
الحاجة ماسة أن يرسل إلينا تلاميذه فيحلونا من قيود الشرير، لأنه هكذا قال لتلاميذه: انطلقوا إلى القرية المقابلة فستجدون جحشاً مربوطاً حلوه وأئتوا به إليَّ.
حلوه من الأرضيات وآَتوا به إلى المدينة، المدينة السمائية. كما يكتب الرسول المغبوط بولس قائلاً فى (رسالة العبرانيين ١٤:١٣): ” لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ.”..
وفى (رسالة العبرانيين ١٠:١١): ” .. الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.”.
وقال أيضاً فى (رسالة العبرانيين ١٨:١٢– ٢٢): ” ١٨ لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ،.. ٢٢ بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ،”.
فأذهبوا أيها الرسل وحلّوا الجحش، لأن حضور مخلصنا (بتجسده) ومحبته للبشر، إنما هو إستدعاؤنا ثانية من القرية المجاورة إلى أورشليم المدينة السمائية، لأنه بسبب المعصية الصائرة من آدم طُردَّ من الفردوس، ونقلنا إلى القرية المحاذية، لأن الله أخرج آدم وأسكنه مقابل جنة النعيم، القرية المقابلة... وكما يقول (سفر التكوين ٣ : ٢٣ – ٢٤): ” ٢٣فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.٢٤ فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.
ها هم تلاميذ الرب يسوع المسيح يَحلّون الجحش
أرسل الرب التلاميذ إلى القرية ليحلّوا هذا الجحش، لأن من أجله أقبل المخلص، وترك الــ 99 خروفاً غير الضالة، كي يمضي ويفتش عن الضال، وإذا وجده سُرَّ به. (أنجيل لوقا 15 : 4 – 7).
من أجل الضال، أرسل التلاميذ إلى القرية المحاذية، لأني أعرف أن قوات غير منظورة كانت تخدم الرب يسوع، ولعل تلك القوات أرسلها الرب مع أصحاب بطرس إلى القرية المحاذية ليحلّوا الجحش، فقد قيل عن الرب فى (إنجيل متى ١١:٤): “.. وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.”، وعن الناس يهتف داود قائلاً فى (المزمور 78: 24، 25): «أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا». ، لأنه لا يستطيع من يهوى أمور الجسد أن يصل إلى هذه المدينة الكبرى، لأن الجسداني مقيم بعد في القرية، لأن شهوة الجسد عداوة لله… لأنه إذا سلك أحد الناس في مدينة الفضيلة والعفاف وإستنار بالحكمة وعكف على النسك حينئذ يصير نظير القديسين، لأن القديسين ليست لهم ها هنا – كما سبقت وقلت – مدينة راحة، بل هم طالبون العتيدة التي صانعها وبانيها الله.
فلما مضى التلاميذ حلّوا الجحش، لأن (هذه الموهبة) لهم خاصة أن يحلوا هذا الجحش، لأن كثيرين يظنون أنهم تلاميذ الرب يسوع المسيح، ولكنهم ليسوا عاملين بل غاشين مثل يهوذا.
قد كان للجحش أصحاب كثيرون لأن أصحاب الجحش قالوا للتلاميذ: لماذا تحلون الجحش؟
ولعلهم قالوا لهم: “أما تبصرون يا قوم كيف هو مربوط وهو مسلم إلينا فلما تأخذوه منَّا؟ أنه يساعدنا في عملنا.. لما تحلوا أملنا؟ أنكم تريدون أن تعدمونا هذا. وهذا إن أنحل من القيود فنحن لا محالة نُقيَّد عوضاً عنه، وإن عُتقَّ هذا فنحن نُشجَّب بدلاً منه – لأن الشياطين كانوا خائفين لما أبصروا الجحش قد أنحل، واضطربت القوى المضادة لما أتى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وعلموا بقدومه. تفرقوا وفزعوا لما سمعوا الرب يقول لتلاميذه فى (إنجيل لوقا ١٩:١٠): “هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.”… رهبوا لما سمعوه يقول لتلاميذه فى (إنجيل متى ١٩:٢٨): “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.“، وخشوا لئلا يكون هذا هو الذي ينير الظلمة، لأنهم سمعوا النبي قائلاً فى (سفر إشعياء 9: 2): «الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ»”.
كان الكل يحيط بالجحش، كل أصحابه جالسون يحرسونه. أترى لو كان هذا شيئاً محسوساً كان كل أصحابه بجلسون يرصدونه؟ يكون مِلكاً لأصحاب كثيرين وكل مالكيه يجلسون جواره، ولا يتجرأ أن يمشي أحدهم في سوق ولا يكون لهم عمل آخر، كلهم يجلسون بجانب حمار. أيربط حمار محسوس على قارعة الطريق ولا يكون له مزود ولا يمضي إلى حقل!
هل يربط جحش على قارعة الطريق وكل أصحابه يجلسون يحرسونه؟
أني أقول هذه الأقوال، ولست مبطلاً الرواية (التاريخية)، لأننا لسنا نبطل بالروح ما هو مكتوب، بل نحفظ القوة التي للروح بالمكتوب، لأنه بالحقيقة قد جلس الرب على حمار حسي في دخوله من بيت عنيا إلى أورشليم، لأنه هكذا قال النبي في (سفر زكريا٩ : ٩): “٩ اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.“، فإذن الرواية صادقة لكني أطلب الأمور التي ترمز إليها، وألتمس قوة الروح.
قد جلس على جحش ونحن لا نشك ولا نجحد مجيئه بالجسد لأنه من أجل هذا أقبل لكي يجد إلهاً لك. ولكي يسترجع الضال. إن الإله المحب للبشر الذي من أجله أقبل يوعز إلى تلاميذه قائلاً لهم : انطلقوا إلى القرية التي أمامكما تجدان جحشاً مربوطاً حِلّاه وأئتيا به إليَّ. خيرات عظيمة منحنا الرب إياها لأنه لم يحل قيودنا من الخطية فقط بل منحنا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، لأن الشرير وقوات ظلمة هذا العالم أسرونا فقيدونا وربطونا بقيود لا تنحل ولم يكونوا يسمحون لنا أن نسلك الطرق الصالحة. كنا معهم مقيدين وهم أيضاً بحذاتنا جلوس. قوم أشرار وسادة قساة، لكن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح أقبل ليعطي إطلاقاً للمأسورين والبصر للعميان.
وبالجملة، أرسل تلاميذه فحلوا الجحش، وأعدَّ له مرعى، لأن داود النبي والملك يوضح هذا فى (مزمور 23 : 1 – 3): “١ الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.٢فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. ٣ يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. “. وقال أيضاً فى (المزامير ١٤:١٠٤): “الْمُنْبِتُ عُشْبًا لِلْبَهَائِمِ، وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ، لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ،“.
فلنرجع إذن يا أحبائي، لنقتبل الخيرات الواردة إلينا. فنستطيع أن نقول مع داود النبي والملك فى (مزمور 23 :5): “٥ تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا.“
وقيل “اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ،“(سفر إشعياء ٣:١) ، ولعل من أجل هذا الجحش اضطجع يسوع في مذود. ألم يكن ليوسف موضع؟
قد كان رجلاً شريفاً وإنساناً منسوباً إلى جنس ملكي، كان ابناً لداود. أفلم يكن له موضع إلا هذا؟
ألم يوجد موضع آخر؟ لكن من البيِّن أن الأمور المدبرة كانت أموراً إلهية، وحقاً إن خصمنا الشيطان حين شاهد هذه الأمور حسد جنس البشر.
فلنفحص ذواتنا إن كانت القيود قد حلت، ولنقبل إلى ما هو أفضل، وإن كانت قيودك لم تُحل بعد فادفع ذاتك إلى تلاميذ الرب يسوع المسيح . فقد أخذوا من المخلص سلطاناً مثل هذا كما ورد فى (إنجيل متى ١٨:١٨): “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. “.. وقال أيضاً فى (إنجيل يوحنا ٢٣:٢٠): ” مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».
سعداء هم الذين غفرت خطاياهم وسترت آثامهم
قال أصحاب الجحش للتلاميذ: لماذا تحلون الجحش؟
فأجاب التلاميذ كما فى (أنجيل لوقا ٣٤:١٩): “فَقَالاَ:«الرَّبُّ {صاحبة الحقيقي الذى خلقه} مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».
أنظر إلى إجابة التلاميذ الحكيمة، فإن أصحاب الجحش الكذبة لما سمعوا أن صاحب الجحش الحقيقي في حاجة إليه وَلوا ظهورهم ولم يجيبوا، بل اسرعوا إلى رئيسهم الشرير ليخبروه بالأمور التي تمت..
هناك المؤامرة على الرب، لأن هناك التأمت وتجمعت القوى الرديئة، هناك محفل الأشرار كي يتم قول داود النبي والملك فى (مزمور ٢ : ١-٣) : “١ لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟٢قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ، قَائِلِينَ: ٣ « لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا، وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا».“.. لأن الأبالسة قالوا لرئيسهم الشرير ماذا نصنع؟ الجحش قد تم حله ومضى إلى صاحبه، ومن الآن ليس تحت طاعتك ولا تملكه.
فكر إبليس ماذا يصنع بيسوع واجتمع الفريسيون والكهنة إلى دار قيافا، واشتركوا في الرأي على المسيح ليهلكوه، كما يقول (أنجيل متى ٣:٢٦): “حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْب إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا،”.
فإذ قد تحررنا من إستعباد الشيطان فلنعرف المحسن إلينا، ربنا يسوع المسيح، الذي له المجد إلى الأبد آمين.
______________________________________
المرجع: ميمر القديس أثناسيوس من مخطوط 59 طقس بالمتحف القبطي، الذي نشره الشماس يوسف حبيب في كتابه: تاملات القديس أبيفانيوس حول أسبوع الآلام.
ملحوظة هامة للناشر:
يقول الكتاب أن الرب خلق الأنسان والحيوانات فى اليوم السادس وكأنه يخبرنا أن الذين ليس له صورة المسيح هم أختاروا بكامل أرادتهم أن يكون كالبهائم.. فقد ورد فى (سفر التكوين 1 : 24 – 27):
“٢٤ وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ. ٢٥ فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ٢٦وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ ٢٧ فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. »”.
وهذا ما أكده القديس بولس فى (رسالته الأولى لأهل كورنثوس 2 : 14 – 15):
“١٤ وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ {أى الانسان الحيواني} لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا {أى مربوط روحياً كالجحش قبل أن يحل}. ١٥ وَأَمَّا الرُّوحِيُّ {الانسان الذى على صورة المسيح وشبهه} فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ.”.
وقد قال داود النبي والملك فى (مزمور 49 : 12 – 20):
“١٢ وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ {لا يسكن فى الحضور الإلهي(مز 91)}. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ… ٢٠ إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.”.
وحتى لا أطيل عليكم.. آختم بما قاله القديس بولس الرسول فى (رسالة الثانية لأهل كورنثوس ١٨:٣):
“وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا {صورة المسيح}، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.”..
بل ويتمخض بهم متشفعاً من أجلهم فى (رسالة غلاطية ١٩:٤):
” يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ.”.
فنحن فى زمن “إرسالية حل الجحش” أى الإنسان الطبيعي ليتحول لإنسان روحي ونقدمه للرب ليرد له صورته الإلهية التى خلُق عليها كما يقول الرسول بولس فى (رسالة أفسس ١٠:٢):
“لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ {تحفته الجميلة التى أتقنها فى اللغة اليونانية}، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.”.
فلا تدع الفرصة تفوت قبل أن تحل كل مربوط فى بيتك أو حولك حتى يتصور فيه المسيح… أمين.
والمجد لله أبدياً أمين.
مجدي تادروس
الجالس فوق الشاروبيم – فريق التسبيح القبطى
(( المرفوع )) Lifted Up
للمـــــــــزيد:
محاولة إنتحار (محمد) وعلاقتة بمرض BPD
البوسطجي صلي الراسل عليه وسلم (1)
البوسطجي صلي الراسل عليه وسلم (2)
كاتب القرآن يقر ويعترف بألوهية محمد فى القرآن
عبير ورؤى القدير.. آختبار الأخت ماري عبد المسيح – عبير على عبد الفتاح
إيران تعتقل (مريم) فاطمة محمدي (21 عام) ناشطة سبق سجنها بعد ان تحولت إلى المسيحية
القديسة المسيحية “بنين أحمد قطايا” التى أسلمها المطران لحزب الله الإرهابي
القرآن آجندة الشيطان لقتل كل البشر
للكبار فقط (+ 18): هل كان الرسول محمد (ص) شاذاً لوطي ؟
الخليفة عمر ابن الخطاب يقر ويعترف بأنه لوطي وشاذ جنسياً
شذوذ النبي محمد (ص) مع زاهر بن حرام (ر)
للكبار فقط (+18) : رهط من الصعاليك العراة ينتهكون عرض النبي محمد (ص) ويركبونه حتى الصباح