بالصور .. معجون أسنان الحضارة الفرعونية وسواك البداوة المحمدية

بالصور .. معجون أسنان الحضارة الفرعونية وسواك البداوة المحمدية
ضياء ناصر
ربما من الصعوبة بمكان أن نتخيل أحد الفراعنة، وهو يفرش أسنانه كل صباح قبل أن يمارس سلطاته كحاكم بيده مصائر الناس، ولكن في الواقع كان المصريون الأوائل يهتمون بنظافة الفم والأسنان منذ ما يقارب سبعة آلاف سنة، مما جعلهم يبدعون معجوناً لهذه الغاية.
هذا ما يمكن التأكد منه خلال مراجعة المتحف الوطني النمساوي، حيث عرض لرواده وصفة مكتوبة على ورق البردي لمعجون أسنان كان المصريون القدامى أول من استخدمه، نظراً لاهتمامهم البالغ بصحة الأسنان واللثة.
وحسب هذه الوصفة المترجمة إلى اللغة الألمانية عن النسخة الفرعونية كان معجون الأسنان المصري يتكون من درخمة واحدة (الدراخمة وحدة وزن دقيقة كان يستخدمها المصريون آنذاك وتعادل 3.75 جرام) من الملح ودرخمتين من الزنبق وعشرين درخمة من الفلفل الأسود، ويستخدم الخليط كمعجون للأسنان.
اكتشف العلماء حديثاً أن هذه الوصفة تشكل حماية جيدة من أمراض اللثة. ومن جانبها تقول أمينة متحف الآثار المصرية في سان خوسيه بكاليفورنيا: إن المصريين القدماء كانوا يهتمون كثيراً بالأسنان، وكانوا يطحنون المكونات (التي تستخدم في الوصفة) لتكون ناعمة جداً ويخلطون معها زهرة السوسن.
وتضيف أمينة “أن المصريين القدماء جربوا علاجات مختلفة للأسنان واللثة، بما في ذلك علكة تشبه العلكة الحديثة بغية إعطاء رائحة طيبة للفم وأضافوا إلى الوصفة عسل النحل والنعناع ومواد مضادة للأمراض أيضاً.
تنظيف الأسنان في العصر الحديث
وفي العصر الحديث عرض الدكتور “واشنطن وبنتورت شفيلد” أول معجون أسنان بشكله الحالي تقريبا في عام 1880 والذي كان يحتوي على بيكربونات الصوديوم وهيدروبروكسايد الهيدروجين.
معجون الدكتور شفيلد قد عرض من قبل شركة كولجيت بالرمو في الأسواق في عام 1896 على مقياس تجاري.
وعندما لاحظ الدكتور شفيلد الرسامين يبتاعون الألوان الزيتية داخل أنابيب معدنية اقتبس هذه الفكرة فوضع معجون الأسنان في أنبوبة معدنية أيضا وانتشرت أنابيب معجون الأسنان لأن الناس أحبوا تلك الطريقة المبتكرة لما ينطوي عليها من سهولة الاستعمال وشاعت الفكرة وانتشرت على الفور.
العرب وتنظيف الأسنان
وكانت ثقافة السواك منتشرة في الجزيرة العربية لتنظيف الأسنان، وبعد الإسلام أصبحت سنة مستحبة حثّ الرسول على استخدامها.
فالسواك سنة وطاعة عند الصلاة أو عند الوضوء؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
“السواك مطهرة للفم مرضاة للرب”[1] خرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”[2] متفق على صحته، وفي لفظ: ” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء”[3] خرجه الإمام النسائي بإسناد صحيح. أما حديث: “صلاة بسواك خير من سبعين صلاة بلا سواك” فهو حديث ضعيف ليس بصحيح، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عنه والحمد لله.
والمسواك أو السواك هو عبارة عن قطعة خشبية من جذور شجر الأراك (الفصيلة: سلفادورا برسيكا Salvadora persica) وهي شجيرة دائمة الخضرة تنبت في الجزيرة العربية، ويحصل على السواك من شجر الإسحل والبشام والضرو إلا أن السواك من شجرة الأراك هو أفضلها.
شاهد فؤائد السواك ونخع الشيوخ
أسمع أحكام الإستهزاء بالسواك الذى يريد أهل البداوة أن يفرضوه على أهل الحضارة
https://www.youtube.com/watch?v=F3mbDo8tx2Q
____________________________
[1] أخرجه النسائي في كتاب الطهارة، باب الترغيب في السواك برقم 5.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة برقم 887 ومسلم في كتاب الطهارة، باب السواك برقم 252.
[3] أخرجه النسائي في السنن الكبرى، ج2 برقم 30430.