تعليقات على الآخبارمقالاتنا

رجوة أحمد راجي  .. الرسالة وصلت يا مولانا.. بطرس فجر كنيسة القديسين

الرسالة وصلت يا مولانا ..  بطرس فجر كنيسة القديسين

رجوة أحمد راجي  

الرسالة وصلت يا مولانا ..  بطرس فجر كنيسة القديسين“مين فينا موجوع بجد؟.. ومين جاى يعزى؟ “..

بهذه الجمل انتهت أحداث فيلم «مولانا» والتى وجعتني أنا شخصياً من الفيلم كمتنصرة وعابرة تاركة للإسلام، وبالرغم من التصفيق الحاد من قبل الجمهور والتهليل الإعلامي للفيلم، إلا أني ذهبت وقررت مشاهدة الفيلم أكثر من مرة لأصل للرسائل التمريرية التى يريد الفيلم أن يوجهها للجميع !!!

 

فيلم مولانا مأخوذ من عمل روائي للكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى، تم نشره عام 2012. يتناول العديد من المواضيع، منها الإشكاليات ذات الطابع الإسلامي حول الحديث النبوي ،والمعتزلة، والتشيع ، وأهل الذمة، والإرهاب، وشيوخ الفضائيات.

 

ويُعد الشيخ حاتم الشناوي الملقب بــــــ “مولانا” في الرواية، هو الشخصية الرئيسة فيها، وبالمناسبة  “الإستاذ إبراهيم عيسى يرى فى هذه الشخصية نفسه” وهو نموذج لداعية مرن ومرح يراعي الظروف ومتطلبات العصر.رحلة صعود تبدو معتادة لشيخ صغير في مسجد حكومي من مجرد قيادة الصلوات إلى أن يصبح داعية تلفزيوني شهير يملك حق “للفتوى” التي يتلقاها الملايين بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث السائد في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفي .. “الشيخ حاتم” يجد نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة بين فقده الجزئي لطفل تأخر إنجابه يعالج في مصحة خارج الوطن وزوجته أميمة التى فتر حبها مع وطأة الفقد لرباط الأمومةوهى شخصية محجبة وملتزمة للغاية لكنها فى القصة الأساسية تخون زوجها مع طبيب الأسنان..

 

الرسالة وصلت يا مولانا ..  بطرس فجر كنيسة القديسينهناك أيضاً مؤسسات أمنية تسعى للسيطرة على الشيخ وتوريطه واستغلال نقاط ضعفه من أجل توجيهه لخدمة معاركها وتمرير ماتريده للمجتمع، كما تورطه جهة سيادية عليا في حل مشكلة أحد أبنائها الذي يعرض الأسرة الرئاسية إلى حرج لا تتحمله ظروف مجتمع هش.

 

فالفيلم يحتوي على رسائل تمريرية كثيرة تحدد التوجيه السياسي للمجتمع فى المرحلة القادمة، أعتقد أنها مررت بحنكة ليبتلعها المواطن ليتم سستمته وتوجيهه للتحكم فيه فى المرحلة القادمة للوصول لحالة الأستقرار المجتمعي للوطن، منها على سبيل المثال لا الحصر:

1 – ضرب التشدد السلفي بالفكر المعتزلي:

والمعتزلة فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري (80 هـ – 131 هـ) في البصرة (في أواخر العصر الأموي) وقد ازدهرت في العصر العباسي . وقد لعبت دوراً رئيسياً سواء على المستوى الديني والسياسي، ولقد غلبت على المعتزلة النزعة العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرع بذلك، وإذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل، والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجب وآمر وناه، لذلك فإنهم قد تطرفوا وغالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، بعكس أهل السنة الذين استخدموا العقل وسيلة لفهم النص وليس حاكماً عليه.

 

2 – تفريغ المشايخ من الهالة القدسية التى يغلفهم بها المجتمع.

 

3 – تمرير المخاطر التي يتعرض لها كل من يصطدم بهيبة الدولة والخروج عن مسارها السياسي.

 

4 – تفعيل البعد الإنساني والمواطنة على البعد الديني لقبول الآخر المختلف وذلك لضرب خطاب العنف فى المحتوى النصي للموروث الديني الإسلامي للحد من ظاهرة الإرهاب.

 

الرسالة وصلت يا مولانا ..  بطرس فجر كنيسة القديسين5 – التشكيك فى المتنصريين العابرين الذين تحولوا إلى المسيحية وهى أشد الرسائل الخبيثة التى مررها الفيلم وهو ما وجع قلبي من الفيلم كمتنصرة، والمشاهد تركز على مولانا عندما يقترب أكثر من الدوائر السياسية والامنية فيتصل به نجل رئيس الجمهورية وهو يعرف باسم جلال (جمال مبارك) ويقوم بطلب المساعدة بخصوص شقيق زوجته حسن، الذي أصبح يدين بالديانة المسيحية حيث غير أسمه إلي بطرس، حيث يضعف قوة الأسرة الحاكمة في ذلك، ويبدأ مولانا في التطوع للحديث مع هذا الشاب الذي يعاني من اضطرابات عائلية، وأقناعه بأن علاقته بأسرته أقوي من أي اعتقاد ديني.. وتمرر المشاهد بحنكة وبكل تركيز على هذا المتنصر أخو (خديجة الجمال زوجة جمال مبارك) الذى يسعى لتغيير ديانته من الإسلام ليعتنق المسيحية ويظهره كشاب مستهتر أرعن مهزوز مُهدداً من حوله بالأنتحار .. حتى يصل بنا الفيلم بقيام حسن بطرس بتفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية .. فى ربط الدراما بالأحداث الواقعية للحادث الذى استهدف كنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر بشرق مدينة الإسكندرية المصرية صباح يوم السبت 1 يناير 2011 في الساعة 12:20 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية .. وهنا يكشف الذئب عن ذيله ويتضح الغرض الخبيث لتمريرات الفيلم الوقحة للقضاء على المتنصرين الذين يتحولون من الإسلام إلي المسيحية، والنظر إليهم على أنهم مرضى نفسيين للأسباب الاتية:

ا –  العدد المتكاثر للعابرين والمتزايد كمتوالية هندسية تؤثر على الخريطة السكانية لمصر.

 

ب – الصدمة المجتمعية ورد فعل أهل المتنصر ومن حوله والمحتكين به.

 

الرسالة وصلت يا مولانا ..  بطرس فجر كنيسة القديسينجـ – حيرة الدولة فى أمرهم حيث تتعامل معهم على إنهم مصيبة ومؤامرة إمبريالية صهيونية من صنع الموساد الإسرائيلى وخلافه ممن تراهم الدولة متربصين بالإسلام بحسب نظرية المؤامرة المعشعشة فى الذهن الإسلامى.

 

ء – عدم القدرة الإستعابية للكنيسة فى ضم هؤلاء المتنصرين والهروب منهم بل وغلق كل السبل للأنضام إليها كأعضاء جدد، بسبب القيود التى وضعتها الدولة على الكنيسة وتحويلها إلى مؤسسة تابعة لها، بل وتهدد الدولة الكنيسة بالجماعات الأصولية وتستخدمهم ضدها حتى ترتمي الكنيسة فى حضن الدولة وتخضع لها عن يد وهم صاغرون أذلاء .

 

هـ – تفشي الموروث الديني الذي يأمر المُسلم  بقتل المرتد الخارج عن الإسلام بل وعلى الدولة تنفيذه بحسب ماورد فى المادة الثانية من الدستور المصري الذى ينص على أن ” الإسلام هو دين الدولة والشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسي للتشريع”.

 

وآخيراً وحتى لا أطيل عليكم أقول للاستاذ إبراهيم عيسى والقائمين على الفيلم لقد وصلت التمريرة لكن الهدف لم يسدد، وكان عليهم أن يقصوا لنا الروايات الحقيقة للمتنصرين فى “عائلة محمود الجمال” نسيب “جمال مبارك” ومنها قصة لجوء “نيفين الجمال” للمحاكم البريطانية وطلبها للجوء لتغير ديانتها هي وابنها .. فأنتم تعلمون من هم المفجرون للكنائس وعلى الكنيسة أن ترفض هذا الاسلوب الوضيع ولا تخضع لتمريرات المحتالين..

 

لمشاهدة الفيلم كامل على هذا الرابط

 

https://a.shahid2day.com/watch.php?vid=dce3ca741

 

Sakr EL Majid

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى