تعليقات على الآخبارخواطر معكوك بن بعكوكة رضي الله عنهمقالاتنا

مجدي تادروس .. خروف العيد بالتقسيط على سنة ومذكرات فوفو خَرفان

خروف العيد بالتقسيط على سنة ومذكرات فوفو خَرفان

 

مجدي تادروس

 

مجدي تادروس .. خروف العيد بالتقسيط على سنة ومذكرات فوفو خَرفانبمناسبة مانشرته جريدة الوطن المصرية بتاريخ الثلاثاء الموافق 8/9 / 2015 للمهندس طارق طنطاوي، رئيس شركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية، حيث قال إنه سيتم توفير أضحية العيد في كافة المجمعات الاستهلاكية بسعر 38 جنيهًا للكيلو، مؤكدًا أن العام المقبل سيتم التنسيق مع البنوك لتوفير الخرفان بالتقسيط .

 

وأضاف “طنطاوي”، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج “الحياة اليوم” مع الإعلامية لبني عسل على فضائية “الحياة”، أنه سيتم توافر خروف العيد للمواطنين بالتقسيط، بالاتفاق مع بعض البنوك، لشراء الخرفان وطرحها بالتقسيط لسداد المبلغ في مدة ما بين 6 إلى 12 شهرًا.. فتذكرت قصة كنت قد كتبتها منذ فترة ونشرت فى المواقع المختلفة بأسم مستعار تحت عنوان:                        

 

مذكرات فوفو خَرفان

 

مجدي تادروس .. خروف العيد بالتقسيط على سنة ومذكرات فوفو خَرفانوقف الأولاد حول الحوَلي الصغير (الخروف ابن سنة) وهم فى غاية الفرح والسرور ،

فمنهم من أمسكه من فراءه،

والثانى يشده من القرن الناتئ فى رأسه

والآخر يفتح فاه ليضع البرسيم بكل قوه،

والأم تقول لزوجها الحاج المسرور بفرح أنجاله :

بعوده ياحاج .. ربنا يخليك لينا ..

ظل الأولاد يلعبون مع الخروف “فوفو” وهو الأسم الذى أطلقه عليه الأولاد .. بينما تصرخ الأم فيهم لعدم أهتمام الأولاد بدروسهم وعمل الواجبات المدرسية ..

إلى أن جاء يوم الذبح العظيم،

حيث سمع فوفو الأم تقول للحاج :

– ما تنساش يا حاج تجيب الجزار علشان نضحي بفوفو  ..

– طبعاً مش هانسي يآم أحمد ..

وقف “فوفو” متأطئاً رأسه الصغير وقد ملء الحزن قلبه وأنتابته رعدة شديدة مع قشعريرة كنشت فروته وهزت ليته الصغيرة .. وبدأ يلعن أبوه لأنه لم يرسله إلى معلم اللغات ليتعلم نهيق الحمير أو حتى نبح الكلاب حتى أذا ما أقترب من المشترى يتخفى بالنباح متخفياً فى نباح الكلاب أو نهيق الحمير أو حتى زئير الأسد ..

وبينما هو غارق فى رعبه، تتصبب رأسه عرق خوفه كالشوربة، سمع هرج ومرج وصوت شجار وسباب بأغلظ الشتائم صاعداً من الشارع ..

طل “فوفو” رافعاً رأسه فوق جدار الفرندة وإذ بالأسطي توتو العجلاتي يمسك بتلبيب الأوسطي شيشه المكوجي ويشده من قفطانه وهو يصرخ فى وجهه قائلاً :

” وحياة النبي منا سايبك إلا فى القسم .. لازم تقولي سرقت كلبي الوَلف، ووديته فين ؟

يضحك “فوفو” قائلاً .. حقاً أن شر البلية مايضحك .. وتختفي الأصوات ويمر وقت طويلاً ..

فجأة يدق جرس الباب ..

بعدها يسمع فوفو صوت الحاج وهو يضرب كف على كف ويقول لآم أحمد :

لا إله إلا الله .. دا من علامات الساعة

ياساتر أستر يارب،

أرحم ياللي بترحم ..

تتصورى يا حاجة الواد شيشه سرق الكلب الولف بتاع توتو العجلاتي وذبحه ..

والناس لقوا فروته فى صندوق الزبالة فى العزبة إللى جانبينا ..

وراحوا القسم .. حاجه تقطع القلب .. الواد شيشه كان بيعيط بشده وهو بيقول “أعمل أيه بس كان لازم أجيب للولاد لحمه علشان العيد ومالقيتش حد يسلفنى علشان أجيب لحمه .. أعمل أيه بس؟ ..

مصاريف المدارس ومعاه فجعة شهر رمضان وبعده جاء عيد الفطر وبسرعة البرق لحقه عيد الأضحى بعده .. خمس أفواه ياعالم .. مجدي تادروس .. خروف العيد بالتقسيط على سنة ومذكرات فوفو خَرفانوبكى شيشه ونَاح وندب حظه السئ ولطم خدوده على فضيحته ..

تخرج أم أحمد منديلها وقد رغرغت عينيها بالدموع وتقول :

الرحمة من عند الله ياحاج .. ثم تمسح عينيها .. وهي تقول :

” قولي يا حاج ” ..

قاطعها الحاج بحدة وقال لها .. ليه هو انت دكر علشان أقولك ياحاج ..!

ترد أم أحمد وهى تضحك:

ههههئ .. ضحكتني ياحاج ما بلاش هزار علشان بيقلب بجد ياخويا والعيال صاحيه.. قولي هو الجزار هايجى أمتى ؟

الصباح رباح يا ستي .. وبعدين مانا جايب ليكى عشرة كيلو لحم أمبارح .. !

ترد أم أحمد قائلة :

أيوه ياخويا بس أوعك تكون سارق لنا كلب زي الواد شيشه .. ههههئ

يضحك الحاج وهو يقول :

والنبي الكلاب أختفت من الشوارع .. الناس جاعت يا أم أحمد ..

ثم يخلع النظارة ويضحك ويقترب من أم أحمد وهو يهمس قائلاً والنبي لأطلع العشرة كيلو لحمة على جتتك بالليل .. علشان أعرفك الفرق بين الكلب والخروف ..

ويضحك الحاج عثمان ويسعل ويكح والست غندورة زوجته غارقة فى همساتها ودلالها ..  بينما فوفو ترتجف ليَته متأوهاً قائلاً مااااااااااااااااااااء ..

شقشق الفجر وبدءت أصوات مكبرات الصوت تدوى كاسر سكون الليل والكل يصرخ ” لبيك اللهما لبيك .. لبيك .. لا شريك لك ..

الكل يُلبك منفجرين كالقنابل الصوتية ..

بعدها رجع الحاج عثمان إلى البيت ومعه الجزار ..

دخل نُحنح الجزار ومعه سكينته والشاطور والمَسن والحبال وهو يقول : “ياساتر يارب” ..

بدأت كوارع فوفو تهتز مرتعدة وتتمرمر كليتاه ويبكي وهو يثغئ بصوت عالى وكأنه يقول لهم :

” ياعالم أنا ليس الذِبح العظيم ..

أنا كنت رمز من ظلال الرموز

أنا لا أستطيع أن أفدي انسان ..

أنتم أعظم من الخراف ..

لأنه لا يمكن لدماء ثيران و تيوس ترفع الأوزار ..

وليس بدم تيوس وعجول بل دخل عيسى بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً ..

أنه دم الانسان عيسى المسيح الذى لم يستنكف أن يكون عبداً ليساق للذبح فدية عن العالمين ..

ياعالم “فوفو” ماينفعش يكون الدَية ولا الثمن اللى أندفع لأنقاذ الانسان من الموت الإبدي فى جهنم وبئس المصير ..

ياعالم .. أنتم تزدرون دائسين الدم الذكى المسفوك لخلاصكم ..

دم عيسى المسيح الذى يطهر من كل خطية ..

أجدادى كانوا رمز للذبح العظيم ..

هو أتولد فى المذود البقر ليعلن للعالم أنه هو الذبيح الحقيقي الغير محدود لكل خطية العالم ..

لأنه إن كان دم ثيران و تيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد ..

فأنتم تهتمون بغسل الجسد ولا تهتمون بقيامة أرواحكم ..

ياعالم حرام عليكم ..

مجدي تادروس .. خروف العيد بالتقسيط على سنة ومذكرات فوفو خَرفانعيسى المسيح فقط هو حمل الله الذى رفع حطية العالم ..

يتنبه نحنح الجزار لثغاء (لصوت) الخروف “فوفو” ويقول للحاج عثمان :

الخروف ده منظره مريض .. أسمع ثغائه ياحاج  ..

يسمع الحاج عثمان ويقرر قائلاً :

لازم نسأل الشيخ شردوح عن شرعية ذبح الإضحية وهي مريض ؟

أخرج الحاج تليفونه الجوال وطلب رقم الشيخ شردوح ليسأله ووصف له ماحدث ..

طلب الشيخ من الحاج أن يسمعه صوت الخروف ..

وضع الحاج الموبايل بجوار فم “فوفو” .. بينما أصر “فوفو” على الصمت الرهيب ..

طلب الحاج من أولاده أن يشدوا فرائه حتى يسمع الشيخ شردوح ثغاء الخروف .. دون جدوى..

زهق الشيخ شردوح وقال للحاج

– ” هل للخروف عينان سليمتان ؟

– قال نعم .

– هل أرجله سليمة ؟

– قال له الحاج ” نعم ” ..

– وهل أذنيه سليمتان ؟

– قال الحاج ” نعم ” ..

– فقال له الشيخ ” أبشر ياحاج أنه حلالاً حلالاً وذبحه حلالاً والله يتقبل منك ..

– كبر الحاج عثمان وقائلاً بصوت أجش :

الله أكبر أذبح يا نحنح أنه حلالاً مقبول

هلل الأولاد وشد نحنح الخروف وداس على رجليه الأمامية وأمسك الحاج بالأرجل الخلفية ورقد الأولاد فوق جسد فوفو وأستل نحنح سكينه بعد أن ضربها فى المَسن ثلاثاً وقائلاً “الله أكبر” .. بينما ردد الحاج سورة الكوثر :

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ..

تقترب أم أحمد من الحاج وتهمس فى أذنيه قائلة :

قولي ياخويا .. يعنى أيه “أبتر” ؟

فيقول الحاج .. يعنى مقطوع الأثر  ..

تقول غندوره .. والنبي مافهمتش ياخويا ..

فيقول لها الحاج عثمان:

طيب نبقى نسأل الشيخ شردوح لما نخلص يا ستى ..

– طيب ياخويا ..

سالت دموع ودماء ” فوفو” وصمت للأبد ..

بينما غمس الحاج عثمان يده فى الدم ووضعها على رأس أولاده ثم وضع يده المغموسة بالدم على الحائط وقال :

ماشاء الله و لا حول ولا قوة إلا بالله ..

كفاره عن بيتي وأهل بيتي ..

اللهم تقبل منا يارب العالمين ..

اللهم أمين .

 

المـــــــــــــــــزيد:

يسوع المصلوب – إِلهي لماذا تركتني؟

ثقافة الصليب

يسوع المصلوب، القديسة مريم ويوحناالحبيب

ماذا تفيدني قيامة المسيح عمليًا؟

المَذْوَدْ أَعْلَان عن الصَليب

المسيح هو الذبح العظيم

Sakr EL Majid

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى