اللهدراسات قرأنيةمقالاتنا

مجدي تادروس .. على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانه

على كل مسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانه !!

مجدي تادروس

مجدي تادروس .. على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانهورد أسم الغفار فى القرآن ثلاث مرات (1) بينما ذكر غفور والغفور واحد وسبعين مرة فى القرآن، وقد ورد أسم الغفار والغفور ضمن اسماء الله الحسني .

ظل هذا الغفار الغفور بهذه الاسماء محتاراً لا يجد من يخطئ ليغفر له حتى خلق انساناً له نفسٌ أمارة بالسوء فيقول كاتب القرآن على لسان يوسف بن يعقوب :

” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي

إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ

إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي

إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ” . (2)

بل ويقر ويعترف كاتب القرآن أنه بعدما سوى النفس ألهمها الفجور فيقول :

” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {أى خلقها}

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ” . (3)

وهذا الغفار نراه فى التراث الإسلامي :

 

أولاً : إله غريب الأطور

وقد أطمئن هذا الإله الغريب الأطور بعد أن خلق انسانا أثيم شرير فاجر حتى يضمن تفعيل غفرانه وأقتضاء صفاته كغفور غفار ..

ورد فى ” مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ” – كتاب اسماء الله  – باب الإستغفار والتوبة – الحديث رقم   2328 :

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ  : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ  أَيْ :

إِيجَادُهَا وَإِمْدَادُهَا بِقُدْرَتِهِ وَقُوَّتِهِ ( لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ) أَيْ :

أَيُّهَا الْمُكَلَّفُونَ ، أَوْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ( لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ) : الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : ( وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ ) أَيْ : آخَرِينَ مِنْ جِنْسِكِمْ أَوْ مِنْ غَيْرِكُمْ ( يُذْنِبُونَ ) أَيْ : يُمْكِنُ وُقُوعُ الذَّنْبِ مِنْهُمْ وَيَقَعُ بِالْفِعْلِ عَنْ بَعْضِهِمْ ( فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ) أَيْ :

فَيَتُوبُونَ ، أَوْ يَطْلُبُونَ الْمَغْفِرَةَ مُطْلَقًا ( فَيَغْفِرُ لَهُمْ ) :

لِاقْتِضَاءِ صِفَةِ الْغَفَّارِ وَالْغَفُورِ ذَلِكَ .

قَالَ زَيْنُ الْعَرَبِ : فِيهِ تَحْرِيضٌ عَلَى اسْتِيلَاءِ الرَّجَاءِ عَلَى الْخَوْفِ . (4)

 

ثانياً : يهدد عباده الأذلاء على لسان رسوله قائلاً ” لو لم تذنبوا يفنيكم الله ويأتي بقوم يذنبون ”

ورد فى صحيح مسلم – كتاب التوبة – باب سقوط الذنوب بالاستغفار توبة – الحديث رقم :  4936 –  2749 :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ :

” عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ

لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا

لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ

وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ

فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ” . (5)

 

ثالثاً : خلق الانسان لإظهار صفات الألوهية

مجدي تادروس .. على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانه” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ

وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ،

وَإِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ

لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ،

وَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ ،

الْحَدِيثَ. وَلَعَلَّ السِّرَّ فِي هَذَا إِظْهَارُ صِفَةِ الْكَرَمِ وَالْحِلْمِ وَالْغُفْرَانِ ،

وَلَوْ لَمْ يُوجَدْ لَانْثَلَمَ طَرَفٌ مِنْ ظُهُورِ صِفَاتِ الْأُلُوهِيَّةِ ،

وَالْإِنْسَانُ إِنَّمَا هُوَ خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ يَتَجَلَّى لَهُ بِصِفَاتِ الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ،

وَالْقَهْرِ وَاللُّطْفِ وَالْإِنْعَامِ ،

وَالْمَلَائِكَةُ لَمَّا نَظَرُوا إِلَى الْقَهْرِ وَالْجَلَالِ قَالُوا

: أَتُجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ” . (6)

 

رابعاً : خلق الإنسان خاطئ لأقتضاء صفة الغفار والغفور

” أَنَّ اللَّهَ كَمَا أَحَبَّ أَنْ يُعْطِيَ الْمُحْسِنِينَ

أَحَبَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ الْمُسِيئِينَ ،{لكى يثبت أنه غفور }

وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَسْمَائِهِ : الْغَفَّارُ ، الْحَلِيمُ ، التَّوَّابُ ، الْعَفُوُّ ،

وَلَمْ يَكُنْ لِيَجْعَلَ الْعِبَادَ شَأْنًا وَاحِدًا ،

كَالْمَلَائِكَةِ مَجْبُولِينَ عَلَى التَّنَزُّهِ مِنَ الذُّنُوبِ ،

بَلْ يَخْلُقُ {أى أن هذا الإله يخلق كل انسان بشره}فِيهِمْ مَنْ يَكُونُ بِطَبْعِهِ مَيَّالًا إِلَى الْهَوَى مُتَلَبِّسًا بِمَا يَقْتَضِيهِ ،

ثُمَّ يُكَلِّفُهُ التَّوَقِّي عَنْهُ ، وَيُحَذِّرُهُ عَنْ مُدَانَاتِهِ ،

وَيُعَرِّفُهُ التَّوْبَةَ بَعْدَ الِابْتِلَاءِ ،

فَإِنْ وَفَّى فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ،

وَإِنْ أَخْطَأَ الطَّرِيقَ فَالتَّوْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ ،

فَأَرَادَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِهِ أَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ مَجْبُولِينَ عَلَى مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يَتَأَتَّى مِنْهُمُ الذَّنْبُ ،

فَيَتَجَلَّى عَلَيْهِمْ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ عَلَى مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ ،

فَإِنَّ الْغَفَّارَ يَسْتَدْعِي مَغْفُورًا ،

كَمَا أَنَّ الرَّزَّاقَ يَسْتَدْعِي مَرْزُوقًا ” .(7)

 

خامساً : يحضه على الإستباحة وممارس الشرور ويقول له أعمل ماشئت فقد غفرت لك

فيقول كاتب القرآن فى  (سورة آل عمران 3 : 135 – 136 ) :

” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ

ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ

وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ

وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)

أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ

وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) ” .

 

ويقول القرطبي فى تفسيره للنص :

عن حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ :

أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي

فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي

فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ،

وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ

أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي .

فَذَكَرَ مِثْلَهُ مَرَّتَيْنِ ،

وَفِي آخِرِهِ : اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ التَّوْبَةِ بَعْدَ نَقْضِهَا بِمُعَاوَدَةِ الذَّنْبِ ; (8)

 

سادساً:  جعل له الغفران بالشبر والأنملة (بالمقاس) !!!

مجدي تادروس .. على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانهوَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

{ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ :

إنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟

فَقَالَ لَا ،

فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ الْمِائَةَ .

ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ ،

فَقَالَ : إنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟

فَقَالَ : نَعَمْ مَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ ؟ ،

انْطَلِقْ إلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا ،

فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إلَى أَرْضِك فَإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ،

فَانْطَلَقَ حَتَّى إذَا نَصَّفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ ،

فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ،

فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَنَا تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى ،

وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ،

فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ ،

فَقَاسُوا فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ ،

فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ } !!!!

وَفِي رِوَايَةٍ فَكَانَ إلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَجُعِلَ مِنْ أَهْلِهَا .

وَفِي رِوَايَةٍ { فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي وَإِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَقَالَ قِيسُوا بَيْنَهُمَا فَوَجَدُوهُ إلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ لَهُ } .

وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ قَتَادَةُ قَالَ الْحَسَنُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَا أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ نَأَى بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا ، وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدُهُمَا جَيِّدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَرْفُوعًا : { فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ فَغُفِرَ لَهُ} . (9)

 

ونحن نسأل ماذا لو مات فى نصف المسافة بالضبط ؟

هل سيكون نصفه الأعلى فى النار والنصف الثاني الأسفل فى الجنة ؟

 

سابعاً : يمارس هذا الغفار غفرانه حتى وأن زني وأن سرق هذا الُمسلم  

فقد ورد فى ” مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ” – كتاب الإيمان :

26  –  وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ :

أَتَيْتُ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ ، وَهُوَ نَائِمٌ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ ،

فَقَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ : وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .(10)

 

وآخيراً : هذا الغفار ظالم يبرئ المذنب ويذنب البرئ  

فقد ورد فى صحيح مسلم – كتاب التوبة – الحديث رقم 2767 –  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ . (11)

 

مجدي تادروس .. على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانهوأكتفي بهذه الصفات المشينة التى تظهر فساد هذا الفكر الظلامي الذى يقود الناس إلى مزالق الحضيض والإستباحة والتمرغ فى حمئة الخطية ..

ولكن آعلم عزيزي القارئ أنك مخلوق على صورة الرحمن لتكُون من أفراد عائلتة الانسانية الرائعة التى تحمل صورته الروحية للتمتع والتلذذ بمعيته ووجوده فى حياتك من خلال أعظم علاقة انسانية وهى علاقة أب وابن …

لذلك أنت أجمل بكثير من أن تكون حياتك متدهورة غير متزنة ! إذ قد خلقك لجلاله، وأظهار عظمته وصورته الأدبية الجميلة، أذ خلقك مشابهاً طبيعته وعلى صورته …
حيث يقول كتابنا المقدس :

” ٢٦ وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا { الله روح وجَبل (أى خلق) للانسان روحاً، له (نفس) التى هى المشاعر و الذهن و الأرادة … ويحملهما جسداً }،فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» {أى سلطهم على كل البر والبحر والجو } . ٢٧ فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ {أى أن الرجل والمرأة على صورة الله}. ٢٨ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» (سفر التكوين 1 : 26 – 28) .

ويخطئ من يدعى أن الله يقول :
” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” (سورة الذاريات 51 : 56)

لآن الله غنى عن كل الخلائق .. وكأن النص يقول أن صفة الربوبية فى الله ظلت مُعطلة غير مُفعلة حتى خُلق العبيد لتفعيل ربوبيته المعطلة  !!!


ولكن الكتاب المقدس يقول:

” لذاتي { كل تلذذي } مع بني آدم ” (سفر الأمثال  8 : 31).

ولا نعلم لماذا هاجم كاتب القرآن اليهود والنصارى حينما قالوا أنهم إبناء الله حينما قال :

” وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى

نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ

قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ

بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ

يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ” (سورة المائدة 5 : 18)

تقريباً رفض كاتب القرآن كون اليهود والنصارى أبناء لله لأنه لم يفهم معني ” البنوة والأبوة ” التى أنحسرت لديه فى مدلولها الجنسي فقط فى إتخاذ الصاحبة والولد ، ولا يعلم أن البنوة لها معاني روحية أدق وأعمق من المدلول الجسدي وعلى سبيل المثال لا الحصر فهي تعني أنك:
مجدي تادروس .. على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانهأ – حامل الطبيعة … فأنا من خلال هذه العلاقة صرت أحمل طبيعة الله وتسرى سماته فى أعضائي … على صورته كشبهه … وهو القادر أن يغيرني لتلك الصورة عينها.

ب – الملازمة وعدم الإنفصال … فأن أسكن فى ستر العلي الأن فى ظل القدير أبيت أى أصبحت فى المسيح يسوع … وكما قال كاتب القرآن “ابن السبيل” أى الملازم للطريق.


جـ – تأصل المعني … كما نقول على أحد أنه عربي بن عربي أى تأصيل العروبة فى هذا الشخص.

د – المساوة … كقولنا أننا أولاد تسعه .. أو الأبناء فى سن العشرين .

فأنت مخلوق صنعة الله ونسمة القدير، لتحيا حياة القداسة وليس للخطية والشر…

عزيزي تعال نشكر الله على فضل نعمته معنا ومحبته لنا … قل:

أللهم لك الحمد على هذا الأكتشاف العظيم، لقد اكتشفتٌ هويتي الحقيقية، ولقد بينت لي أنني تاج جمال جميع مخلوقاتك، وأنا أجمل بكثير من أن أحيا حياة متدهورة .. أهدني الطريق لأعيش بالكيفية التى تظهر جمالك وطهرك وقداستك فيّ .. أللهم أشكرك لأنك جعلت كل شئ يخص حياتي متميز، وكامل، وفي ملء العظمة آمين …

 

_________________________________________

(1) فى (سورة ص 38 : 66 ) و ( سورة الزمر 39 : 5 ) و (سورة غافر 40 : 42 ) .

(2) (سورة يوسف 12 : 53).

(3) (سورة الشمس 91 : 7 -8).

(4) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=4642

(5) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=1&bookhad=4936

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=53&ID=1282&idfrom=7978&idto=8053&bookid=53&startno=9

(6) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=4642

(7) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=4642

(8) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&ID=984

(9) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=734&idto=734&bk_no=44&ID=564

(10)

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=79&ID=4&idfrom=10&idto=404&bookid=79&startno=24

(11)

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=53&ID=1282&idfrom=7978&idto=8053&bookid=53&startno=42

 

 على المسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور عن غفرانه

 

حديث (لو لم تذنبوا…)

 

ابكوا فوالله لو أنكم لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيتوبون فيتوب عليهم ..

 

 

التجديف على الله في القران – إله الإسلام خالق الموت

 

المـــــــــــــــــزيد:

شذوذ النبي محمد (ص) مع زاهر بن حرام (ر)

للكبار فقط (+18) : رهط من الصعاليك العراة ينتهكون عرض النبي محمد (ص) ويركبونه حتى الصباح

للكبار فقط (+ 18): هل كان الرسول محمد (ص) شاذاً لوطي ؟

الخليفة عمر ابن الخطاب يقر ويعترف بأنه لوطي وشاذ جنسياً

محمد يأتيه الوحي وهو فى ثوب عائشة

Sakr EL Majid

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى