من هي الكنيسة؟

من هي الكنيسة؟
القس سمير بولس
يتبادر الى أذهان الكثيرين عندما يسمعون كلمة كنيسة أنها عبارة عن مبنى الكنيسة الفخم الضخم ذو الأسوار المرتفعة والمنارة العالية التي يعلوها الصليب الجميل، المبنى المحلّى بالنقوش المعمارية من الخارج والمزين بأبهى المناظر والأثاث من الداخل.
وربما يذهب تفكير البعض إلى أنه المكان الذي تشعر فيه بالوقار والهدوء والخشوع لأنه مرتبط في التفكير بالصلاة والعبادة والقرب من الله. لكن الكنيسة هي أكثر من ذلك بكثير.
فمعنى الكنيسة نراه مذكور أول مرة في الكتاب المقدس في العهد القديم في سفر الخروج بعد خروج الشعب من أرض مصر واعتزالهم العبادات الوثنية السائدة في ذلك العصر. عندما طلب الرب من موسى تقديم خروف الفصح “ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية” (سفر خروج 12: 6).
وهذا المعنى إستخدمه القديس اسطفانوس في عظته الشهيرة في سفر اعمال الرسل ” هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية مع الملاك الذي كان يكلمه في جبل سيناء ومع آبائنا” (سفر اعمال 7: 38).
ايضًا هي الجماعة المدعوة إلى الخروج أو الاعتزال أي المختارين من العالم ونجد هذا المعنى مذكور ومتكرر في أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. فنجد بطرس الرسول في رسالته الأولى يكتب “بطرس رسول يسوع المسيح الى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية المختارين”.
الكنيسة العامة تشمل كل المؤمنين الحقيقين بالمسيح يسوع في كل زمان ومكان، الذين يجتمعون تحت اسم ورئاسة الرب يسوع المسيح وهم المغسولون بدمه الكريم واعتمدوا على اسمه المبارك.
وكذلك، هم المؤمنين الذين رقدوا في الرب.
بدأت كنيسة العهد الجديد يوم الخمسين وتستمر حتى الاختطاف للمسيح.
الكنيسة جسد المسيح يقول بولس الرسول في رسالة أفسس “وأخضع كل شيء تحت قدميه وأياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة. التي هي جسده ملَ الذي يملأ الكل في الكل” (رسالة افسس2: 22، 23).
جسد المسيح ممثل في جميع المؤمنين باسمه. ويتكون من جزئين:
الكنيسة العامة الجامعة هي الكنيسة التي تتكون من كل الذين لهم علاقة شخصية حقيقية مع الرب يسوع المسيح “لأننا جميعا بروح واحد أيضاً أعتمدنا الى جسد واحد، يهودًا كنا أم يونانيين، عبيدًا أم أحرار وجميعنا سقينا روحا واحدًا” (رسالة كورنثوس الأولى 12: 13). فكل مؤمن حقيقي هو جزء من جسد المسيح. فكنيسة الله الحقيقية هي ليست طائفة أو بناية، فتدعي جامعة لوجودها وانتشارها في كل العالم.
جماعة المؤمنين في مكان معين مثل كنيسة أورشليم “ولما حضروا الى أورشليم قبلتهم الكنيسة والرسل والمشايخ، فأخبروهم بكل ما صنع الله معهم” (سفر اعمال 15: 4). وايضاً ” وكان في انطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر..” (سفر أعمال 13: 1).
تشير كذلك الى فئة صغيرة تجتمع للعبادة في بيت أحد المؤمنين، مثل الكنيسة التي في بيت إكيلا وبرسكلا وبيت فيلمون. أساسها الايمان بالمسيح ابن الله الحي. حيث خاطب السيد المسيح بطرس عندما أعترف أنه أبن الله الحي ” وأنا أقول لك أيضاً، أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أي الأيمان أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها “(انجيل متى 16: 18). ويكتب بولس الى أهل كورنثوس “حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت أساساً وآخر يبني عليه ” (رسالة كورنثوس الاولى 3: 10).
القاب الكنيسة :
وجد عدة اسماء كتابية للكنيسة، وهي تنطبق على المؤمنين وعلى الكنيسة المحلية أيضاً.
كنيسة الله :
” لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. ” (رسالة كورنثوس الأولى 9:15) .. توضح ملكية الله لها، وأيضاً فى (1تيموثاوس ١٥:٣) : “وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ.” ، وفى (سفر أعمال الرسل ٢٨:٢٠) : “اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ، وفى (1 كورنثوس ٢:١) : ” إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَهُمْ وَلَنَا” , وفى (1 كورنثوس ٣٢:١٠) ” كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ. ” ، وفى (1 كورنثوس ٢٢:١١) ” أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ؟ أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ! ” وفى (2 كورنثوس ١:١) ، (غلاطية ١٣:١)، (1 تيموثاوس ٥:٣) .
كنيسة المسيح :
سلموا بعضكم على بعض بقبله مقدسة. كنائس المسيح تسلم عليكم” (رسالة رومية 16:16). توضيح العلاقة بين الكنيسة ومؤسسها.
عروس المسيح :
في مَثَل العذارى الحكيمات. شبه الرب يسوع نفسه بالعريس ويؤكد هذا المعنى بولس الرسول ويقول “فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد عذراء عفيفة للمسيح” (2 كو 11: 2). وهذا لتوضيح العلاقة بين الكنيسة ومؤسسها.
جسد المسيح :
“التي هي جسده ملَ الذي يملأ الكل في الكل” (رسالة افسس 1: 23) لتوضيح الطريقة التي بها يبعث الرب حياته بأعضائه.
هيكل الله :
” أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم “ (1 كو 3: 16). لتبرز إنها مسكن الروح القدس، والمؤمنون ككهنة مقدسون واحجار حية يجتمعون كهيكل مقدس.
قطيع الله :
“ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك ايضاَ فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد “(انجيل يوحنا 16:10). وبطرس الرسول يقول “لأنكم كنتم خراف ضالة لكنكم رجعتم الآن الى راعي نفوسكم وأسقفها “ (رسالة بطرس الأولى 2: 25).
بيت الله :
“ولكن أن كنت أبطئ فلكي تعلم كيف يجب ان تتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته” (رسالة تيموثاوس الأولى 3: 15).
والسؤال لك الأن :
هل تمتعت بفداء المسيح العظيم لكي تكون في جسد المسيح أي في كنيسته؟
وهل اصبحت من رعية المسيح الذي يرعى نفوسنا ويعتني بنا واصبحت من عروس المسيح المستعد لملاقاة العريس الرب يسوع، الذي أشترانا بدمه الغالي الثمين لكي ينقذك من الأبدية التعيسة مع إبليس؟
أقبل اليه الأن لكي تكون من أهل بيت الله ولك مكان في سماه.
أمين .