الله يريدك سعيداً

الله يريدك سعيداً
“أَنْتَ مُسْتَحِق أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ (لمسرتك) كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ.”
(رؤيا 11:4).
نتعلم من الشاهد الافتتاحي أن الله خلق كل الأشياء، بما فيها الإنسان، لمسرته. وخلقنا لكي نكون سعداء، لأجله. وهو يُسرَّ بنا. وهو قد خلق كل شيء به وله؛ لذلك فهو يُسر ويتمتع بنا. وهو لم يطلب رأينا أو الإذن منّا. لذلك فالطريقة الوحيدة التي تُسعده بنا وترضيه هو أن نُحقق توقعاته؛ وجزء من هذه التوقعات لنا هي أن نحيا له بسعادة وفرح كل يوم.
إن الله يريدك سعيداً دائماً لأنه لا يمكنك أن تُسعده أو تُسعد الآخرين إن كنتَ أنت نفسك لستَ سعيداً. ويحثنا في 1تيموثاوس 17:6 أن نثق في الله الذي يُعطينا كل شيء بغنى لنتمتع به. وما كان ليفعل هذا إن لم يكن يريدك سعيداً. ولكن، يُحمل بعض المؤمنين كثيراً بقلقهم وإهتماماتهم بالوقت الحاضر. وينغمرون جداً بالأحداث السلبية المُحيطة بهم حتى أنهم يفشلون في مُلاحظة فرص السعادة والتمتع التي يُحضرها الرب في طريقهم.
خُذ مثلاً قصة مريم ومرثا، يُسجل الكتاب المقدس أنه في أحد الأيام، زار يسوع الأختين في بيتهما. وبينما كانت مريم، الأخت الصغرى، جالسة عند قدميّ يسوع لتسمع كلامه، كانت مرثا من الناحية الأخرى “مطحونة في خدمة كثيرة.” وغضبت من أختها لأنها لم تُشاركها “الخدمة” وشكت للسيد. فأجابها يسوع: “… مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا.” (لوقا 41:10-42).
اختارت مريم أن تفرح بالسيد وبكلماته وكان هذا مسرة الرب جداً. فمن المهم أن لا تدع أي شيء يسلبك فرحك. ومارس بحرية كيف تتمتع بيومك، واستمتع بكل لحظة. فكل يوم يجب أن يكون يوماً صالحاً لك. وتعلم أن تقول مثل كاتب المزمور “هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ.” (مزمور 24:118).
صلاة
أبويا السماوي المُبارك، أنا في غاية الامتنان لمعرفة أنك تُسر بي، وخلقتني لمسرتك. أُقدِّم لك اليوم المسرة بأن أحيا فرحاً، وأسلك في إرادتك الكاملة، وأُقاد بحكمتك لأنقل الفرح إلى أولئك الذين أتعامل معهم اليوم. وأشكرك لأنك أعطيتني كل شيء بغنى، لكي أتمتع به، في اسم يسوع. آمين.
دراسة أخرى
مزمور 4:37؛ مزمور 24:118