التأمل اليومي

الخدمة تسبق العظمة

الخدمة تسبق العظمة

 

“ثُمَّ عَزَلَهُ وَأَقَامَ لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكًا، الَّذِي شَهِدَ لَهُ أَيْضًا، إِذْ قَالَ: وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي.”

(أعمال 22:13).

 

عندما يمسح الله إنساناً، تعمل هذه المسحة في ملئها فقط لتُمكِّن هذا الإنسان أن يُحقق مصيره في الله بعد أن يُثبت نفسه في الخدمة. فالمسحة لا تعمل لمجرد أنك تريدها أن تعمل؛ إذ أن هناك وقتاً للخدمة؛ وقتاً تُختبَر فيه طاعتك وتُثبَّت. فإن لم يتأكد الله من طاعتك، فلن يأمر الآخرين أن يُطيعوك. إذ قبل أن تُطلق إلى العظمة؛ وإلى المصير النهائي لعمله في حياتك، يجب عليك أولاً أن تتعلم أن تخدم.

ونجد هذا حقيقياً في حياة بعض الشخصيات العظيمة في الكتاب المقدس. خُذ داود مثلاً؛ فقصته تدفعك للانتباه بسبب النعمة الغير عادية التي وجدها عند الله. فوصفه الله بأنه رجل حسب قلبه (أعمال 22:13). وكبر ليُصبح أحد أعظم ملوك إسرائيل وكان هذا نتيجة حياة الانتماء والخدمة المُخلصة التي كانت له. فيقول الكتاب المقدس في 1صموئيل 21:16-22 “فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ، فَأَحَبَّهُ جِدًّا وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ».”

وبهذه الطريقة أتى داود ليخدم الملك شاول. وما يستحق الذكر هو حقيقة أن في ذلك الوقت، كان داود قد مُسح بالفعل. ولذلك فمن الواضح، أن المسحة قادته ليخدم شاول الملك، لأنه إن كان سيُصبح ملكاً عظيماً، كان يجب عليه أولاً أن يتعلم أن يخدم.

وأكَّد السيد نفسه بمنتهى الوضوح، في متى 26:20-28، كيف أن خدمتنا لله ولبعضنا البعض تسبق عظمتنا في مملكة الله “فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ.” وكان الرب يسوع هو المثل الأعلى للخدمة الحقيقية. فيقول الكتاب المقدس أنه أطاع حتى الموت، لذلك، عظَّمَه الله عالياً وأعطاه اسماً فوق كل اسم، حتى تسجد كل ركبة لاسم يسوع (فيلبي 9:2-11).

لذلك فلكل من له عمل قيادي في بيت الله أو في أي مجال آخر، من المهم أن تخدم، وتتعلم أن تُخضع نفسك لسُلطة روحية. ويجب عليك أن تكون خاضعاً للسُلطة قبل أن تصير رجلاً له سُلطان، وإلا لن تعمل بقوة روح الله.

 

 

صلاة

أبويا الغالي،

كم أنا ممنون لامتياز كَوني شريكاً لحكمتك العظيمة؛ وأشكرك على كلمتك التي هي نور يقودني في طريق العظمة في الحياة. وتتقدم حياتي باستمرار كلما خضعتُ للتعليمات وخدمتُ بفرح في كرمك،

في اسم الرب يسوع المسيح. آمين.

 

دراسة أخرى

مرقس 43:10-45

Aisha Ahmad

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى