التأمل اليومي

الإيمان يستند على كلمة الله، وليس “التفاؤل”!

الإيمان يستند على كلمة الله،

وليس “التفاؤل”!

 

“إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ (سماع الخبر)، وَالْخَبَرُ (وسماع الخبر) بِكَلِمَةِ اللهِ.”

(رومية 17:10).

 

إن الإيمان الذي يعمل ويأتي بنتائج هو الذي يكون مبنياً على كلمة الله. وقد يقول قائل، “أنا متفائل جداً وواثق من جهة المستقبل؛ فأنا متفائل بأن المعجزة التي أتوقعها سوف تحدث!” وعلى ما تبدو الكلمات أنها جميلة، ولكنها ليست إيماناً. إذ يجب أن يكون لك كلمة الله كأساس لإيمانك وإقرارات فمك، لأن الإيمان يستند على كلمة الله؛ فهو استجابة الروح البشرية لكلمة الله.

 

 

وعندما تتصرف بناءً على كلمة الله فأنت تُعرب عن الإيمان. فشرح بولس الرسول في الرسالة إلى أهل رومية كيف أظهر إبراهيم إيماناً قوياً مُستنداً على ما قاله له الله في تكوين 5:17 “…لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ.” لذلك يقول الكتاب المقدس  “وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ.”(رومية 20:4). فكانت كلمة الله لإبراهيم كدليل مؤكِد ثم تكلم بما يتفق مع الله؛ وبذلك تشدد إيمانه.

 

 

وهناك مثلاً آخر في قصة المرأة الفينيقية في مرقس 7؛ مثلاً رائعاً عن الإيمان الحقيقي. إذ كان على ابنتها الصغيرة روحاً نجساً، فأتت وسقطت عند قدمي السيد وتوسلت إليه أن يُخرج الشيطان من ابنتها (مرقس 7: 25، 26). ولكن قال لها يسوع في عدد 27 “… دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ.” وكان ردها: “… نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ!.” (مرقس 28:7). فقال الرب يسوع، مُطوِّباً إيمانها، “«لأَجْلِ هذِهِ الْكَلِمَةِ، اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ». فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ، وَالابْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ.”(مرقس 7: 29، 30). لاحظ هنا أنها تصرفت بناءً على ما قاله يسوع وذهبت إلى بيتها؛ وعندما وصلت إلى البيت وجدت ابنتها قد شُفيت. فتصرفها لم يكن مجرد تفائلاً أو اندفاعاً وراء ما ظنت أنه يمكن أن يحدث، ولكن بناءً على كلمة السيد المعصومة من الخطأ.

 

 

فالتفاؤل المجرد ليس بديلاً للإيمان، لأنه غير مؤسس على كلمة الله. فلا يهم كم كنت تتوقع أو تأمل في تحقيق أفضل النتائج المُمكنة في مساعيك، فلن يُبدي نفعاً إن لم يُترجم رجاءك إلى إيمان. فالإيمان الحقيقي يتجاوز مجالات النظريات البشرية، والتفكير الواقعي، والدوافع والتفاؤل لأن الإيمان روحي، ويأتيك فقط من خلال كلمة الله. لذلك لكي يكون إيمانك عاملاً ويأتي بنتائج، لابد أن يكون مُستنداً على كلمة الله.

 

 

صلاة

أبويا السماوي الغالي،

أفرح اليوم بكلمتك التي تبني إيماني قوياً وتُغنيني في كل شيء! فكلمتك هي حياتي، ونور يُظهر لي كيف أسلك في طرق الغلبة، والازدهار، والنجاح، من يوم إلى يوم، ف

ي اسم الرب يسوع المسيح. آمين.

 

دراسة اخرى

 

لوقا 5:5 ؛ 2كورنثوس 13:4

 

قراءة كتابية يومية

 

خطة قراءة الكتاب المقدس لعام واحد: يوحنا  28:18-16:19؛ 1أخبار الأيام 14-16

خطة قراءة الكتاب المقدس لعامين : مرقس 1:15-14؛ تثنية 2

Aisha Ahmad

رئيس تحرير

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى