لقد لبستَ المسيح

لقد لبستَ المسيح
“لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.”
(غلاطية 27:3).
ياله من شاهد كتابي قوي! وفي الواقع الترجمة الإنجليزية تُوجز ما نقله الرسول بولس لنا هنا، بالروح القدس. فأن تلبس المسيح ليس كمن يرتدي معطف؛ فهذا لا يمد كل أجزاء جسدك بالتغطية الكافية. ولكن في المفهوم اليوناني، هي في الواقع تعني النقع أو الغوص فيه؛ مثل الغوص في حوض.
تخيل نفسك في حوض، كبير بالقدر الكافي أن يحتويك، حتى لا يمكن أن تُرى منه بعد. ولقد غوصتَ تماماً في هذا الحوض؛ بحيث لا ينكشف أي جزء من جسدك. هذا هو معنى أنك لبستَ المسيح. لقد غوصتَ، واعتمدتَ وغُلفتَ تماماً في المسيح، لدرجة أن كل ما يمكن أن يُرى منك هو المسيح.
ولا يُفترض أن يحدث هذا على مر الأيام، بل هو ما أنت عليه الآن؛ لقد لبستَ المسيح بفضل الميلاد الجديد؛ وقد اعتمدتَ في المسيح. فالمسيح هو كل ما يخصك، ويغمرك، ويُحيطك. وأنت فيه؛ مغمور تماماً فيه! ويقول في 1يوحنا 13:4 “… أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا…” ويقول أيضاً في كولوسي 3:3-4 أن حياتك مُستترة ومُخبأة مع المسيح في الله، وأن المسيح قد صار حياتك؛ ياله من إعلان!
اجعل هذا هو فهمك. فلقد غوصتَ وتغلفتَ بالكامل في المسيح! وبالتالي فلا يمكن للمرض، والسقم، والعجز، والخوف، وعدم الإيمان، وكل هذه السلبيات أن تتواجد فيه، وبالتالي فلا يجب أن تكون جزءً من حياتك. ففي المسيح، أنت محمي من التأثيرات الدُنيوية المُفسدة التي في العالم. وهذا يعني أنه يمكنك أن تواجه الحياة بجراءة، وشجاعة وعقلية غالبة.
أنت مغمور في الذي وصفته كلمة الله لنا بأنه بهاء (انعكاس) مجد الآب، ورسم جوهره (أو الصورة المُعبِّرة لشخصه والذي على شبهه تماماً). فهو المُمثل الأمثل لشخصية الله (عبرانيين 3:1). وعندما سار في هذه الأرض، غفر، وبارك، وشفى، وأقام الموتى، واحتضن الخُطاة، وغَيَّر الحياة. والآن وبما أنك منقوع ومغمور فيه؛ والآن وقد جعلك شريكاً لمجده، ونعمته وطبيعته الإلهية، فيجب أن تنعكس شخصيته وصفاته من خلالك إلى عالمك.
صلاة
أبويا الغالي،
حياتي مُستترة ومُخبأة مع المسيح في الله، ومغمورة تماماً في المسيح. وأنا أُعلن أن الحياة التي أحياها، أحياها بالإيمان بابن الله، الذي أحبني وقدم نفسه لي. وتظهر حياة المسيح فيّ ومن خلالي دائماً لكل من في عالمي،
في اسم ربنا يسوع المسيح. آمين.
دراسة أخرى
غلاطية 20:2؛ كولوسي 3:3-4