إن كان المسيح هو الله فكيف يمكن لله أن يموت؟!

إن كان المسيح هو الله فكيف يمكن لله أن يموت؟!
هاني مراد
للرد على هذا السؤال يجب علينا أن نتفق على أمور أساسية ننطلق منها ونحن نتحدث عن موت المسيح:
أول الحقائق: |
أن المسيح لم يبقى فى القبر بل قام غالباً الموت . فالمسيح عملياً وتاريخياً وحرفياً قهر الموت وانتصر عليه و بالتالى نحن أمام حالة فريدة لأنه إن كان هناك الكثير من حالات القيامة من الأموات سواء فى العهد القديم أو الجديد ، إلا أن المسيح قام بنفسه من الموت محققاً نبوآته عن نفسه أنه ينبغى أن يتألم ويموت وفى اليوم الثـا لث يقوم.
|
ثانياً: |
أن هدف تجسد المسيح و إتخاذه جسماً بشرياً هو أن يقدم نفسه ذبيحة لفداء كل البشرية وهذا واضح من ( عب 10 :5 ) “لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لى جسداً” فقد اتخذ جسماً بشرياً لكى يقدم ذبيحة وقد كفرت الذبيحة بالفعل عن خطايانا وتم قبولها ، لأن دم المسيح وقيمة شخص المسيح أعظم من كل خطايانا وصارت كافية لكل الجنس البشرى.
|
ثالثاً: |
أن الموت ليس نهاية للوجود البشري فلم يذكر الكتاب المقدس أبداً الموت بإعتباره النهاية ، فالموت بالنسبة للبشر هو مجرد إنتقال من عالم إلى عالم آخر فالشمس تغيب فى جزء من الأرض و تشرق فى جزء آخر ، كذلك الذين يموتون . ولكن نفس الإنسان خالدة لا تفنى وهذا واحد من أهم الصفات التى خلق الله فيها الإنسان على صورته ومثاله .. كائناً خالداً..
|
وبناءاً عليه فإن الكتاب المقدس يدحض فى العديد من المواقع التعاليم التى تنكر حقائق راسخة مثل خلود النفس البشرية وحقيقة الجحيم وعذاب الأشرار وقيامة المؤمنين للحياة الأبدية فى عالم جديد.
وسوف نبدأ بالقصة الحقيقية التى ساقها يسوع وهو يتحدث عن الجحيم متحدثاً عن الغنى ولعازر فى لوقا 16
فعندما مات الغنى لم يفنى بل رفع عينيه فى الهاوية وهو فى العذاب فبعد أن دفن فى التراب لم تنتهى القصة .
فالموت ليس هو النهاية ، بل المسيح نفسه يعلن بكل وضوح أن هذا الغنى ذهب إلى العذاب .
وعندما دار حوار بين هذا الغنى وبين إبراهيم يطالبه فيه أن يخفف من عذابه لم يستجب له بل أكد له أنه ينال إستحقاق ما كانت عليه حياته على الأرض .. وهذا تحذير لكل من لا يضع فى حسبانه نتائج حياته على الأرض وكيف يسلك .. وكيف لا يخاف الله الذى له سلطان أن يلقى فى جهنم .. نعم أقول لكم من هذا خافوا .
لأن بدء الحكمة مخافة الله
أشار الغنى بعد ذلك على إبراهيم أن يحذر إخوته على الأرض لئلا يأتوا هم أيضاً إلى موضع العذاب هذا .
إذاً الجحيم (موضع العذاب هذا ) حقيقة وليس خيال رخيص يخيفون به الأطفال الصغار و إلا نكون نحن نحتقر كلام المسيح ونحاول أن نتلاعب به وحاشا لنا .
أما كل من يريد أن يناقض كلام المسيح فسيتحمل هو نتيجة أفعاله و الحق أمامنا واضح .
ونأتى لموضع آخر يؤكد حقيقة الحياة بعد الموت
فعندما أراد الصدوقيون الذين لا يعترفون بقيامة الأموات إحراج المسيح
أتوا له بقضية شائكة عن إمرأة تزوجت رجلاً ثم مات و بعذ ذلك تزوجت من سبعة إخوة له و فى النهاية ماتت المرأة و سألوه : فى القيامة لمن تكون المرأة من السبعة إخوة .
وجاء رد المسيح : ” تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولاقوة الله
لأن الله إله إبراهيم و إله إسحق وإله يعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء ”
ثم استطرد قائلاً : ” أبناء هذا الدهر يزوجون و يزوجون ولكن الذين حُسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر و القيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون . إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة ” ( لو 20 : 27-40 )
يقول بولس أيضاً فى ( 1 كو 15 : 32 ) ” … إن كان الأموات لايقومون فلنأكل و نشرب لأننا غداً نموت . لاتضلوا . فأقول هذا أيها الأخوة إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله ولايرث الفساد عدم الفساد .آخر عدو يبطل هو الموت . كيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة أموات . إن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام . وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم ”
وخاتمة الكلام يأتيان من سفر الرؤيا فيوضح لنا ما يصفه الوحى بالموت الثانى ، فما هو الموت الثانى ؟
الموت الجسدى هو إنفصال الروح عن الجسد والذى يعتبره البعض فناءاً و لكن بعد الموت الجسدى هناك ما يقول عنه الوحى ” رأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة و دين الأموات مما هو مكتوب فى الأسفار بحسب أعمالهم .
” وسلم البحر الأموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله . وطرح الموت و الهاوية فى بحيرة النار . هذا هو الموت الثانى وكل من لم يوجد مكتوباً فى سفر الحياة طرح فى بحيرة النار” ( رؤ 20 : 12- 15 ) .
وحتى الموت الثانى ليس فساداً بل عذاباً
كما هو واضح من (رؤ 20 :10) ” وابليس الذى كان يضلهم طرح فى بحيرة النار والكبريت حيث الوحش و النبى الكذاب و سيعذبون نهاراً وليلاً إلى ابد الأبدين .
إذاً الموت الثانى هو عذاب نهار وليل فى جحيم ابدى . فلا الموت الجسدى فناءاً ولا الموت الثانى فناءاً ولا وجود لهذا الفناء إلا فى عقول مضللة لا تعترف بسلطان كلمة الله ولا تخضع لسلطان الوحى وتحاول التلاعب بآيات الكتاب لتضل كل ما أمكنت أن تضله و تبعده عن الحق الذى هو فى المسيح وحده .. هذا هو الإله الحق و الحياة الأبدية .
و فى ( رؤ 21 : 8) يؤكد نفس المعنى أن العذاب الأبدى الذى تحدث عنه ويخص فى الأساس إبليس وسيعذب فيه نهاراً وليلاً الذى هو الموت الثانى يخص أيضاً كل الاتى ذكرهم فى :
( رؤ21: 8 ) ” وأما الخائفون و غير المؤمنين و الرجسون و القاتلون و الزناة و عبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار و كبريت الذى هو الموت الثانى “.