دراسة فى علم الحديث فى الإسلام

دراسة فى علم الحديث فى الإسلام
مجديوس السكندري
اَلْسُنَّةَ
” سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا” (سورة الاحزاب 33 : 62).
تعريف السنة:
1- السنه هى المصدر الثانى للتشريع فى الاسلام.
2- هى مفتاح لكل مبهم فى القرأن.
3- توضح المعاملات والعبادات.
4- هى كل قول أو فعل أو تقرير أو صفه إلى النبى محمد . اى الطريقه الدينيه التى كان محمد يسلكها فى سيرته.
5- اذا كان الحديث عاماً يشمل قول محمد وفعله فالسنه خاصه باعمال محمد.
أنواع السنة:
أ- السنة القولية:
وهى ما قاله محمد وثبت عنه من خلال رواة موثوق بهم عند علماء المسلمين مثل قول محمد:
“أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى “.
أنظر صحيح البخارى كتاب الايمان رقم 17 & كتاب زكاة رقم 1 & كتاب صلاة رقم 28 & كتاب استتابه رقم 3 وكتاب اعتصام 2&58.
وفى صحيح مُسلم كتاب الإيمان 33 / 22.
احمد ابن حنبل 12583.
ب – السنه الفعلية:
وهى تشكل اهم جزء من اجزاء السنه قاطبه اذ عليها تعتمد على العبادات المفروضة والتكاليف مثل الصلاة والصوم والزكاة واما الصلاة على سبيل المثال فالقرأن لا يخبرنا الا بصلاة الصبح والعشاء والصلاة الوسطى بينما الاوقات الاخرى للصلاة وطريقة ادائها تؤخذ من الاحاديث فقط فالسنه الفعليه هى ما رواه اصحاب محمد من افعله كصفة وضوئه وصلاته ونكاحه … الخ
جـــ – السنه التقريرية:
وهى ما كان موجودا قبل الإسلام واقره محمد كأقراره اللعب بالحرأب وغناء الجارتين واكل الضب . او فعله بعض الصحابه ورأهم محمد يفعلونه واقره .
ملحوظة :
اهم جزء فى السنة هو اقوال محمد او ما يطلق عليه الآحاديث واحياناً يطلق لفظ حديث على السنة جميعاً .
الآحاديث
يراد بالحديث ما رواه الصحابي من الكلام المتصل ببعضه ببعض ولو كان جملا كثيرة كحديث بدء الوحى وتحقيقه وحادثة الافك وقد يكون الحديث من جملة واحدة او اثنين او اكثر.
معان الحديث فى القران:
1- بمعنى رساله دينيه:
“اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا ” (سورة الزمر 39 : 23).
” فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ “(سورة القلم 68 : 44).
2- بمعنى قصة عامه او دنيويه:
” وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ” (سورة الانعام 6 : 68) .
3- بمعنى قصة تاريخيه:
” وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى”(سورة طه 20 : 9).
4- بمعنى حوار حار:
“وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا”(سورة التحريم 66 :3).
معان الحديث من الاحاديث المروية:
1 – بمعنى رساله دينيه:
” احسن الحديث كتب الله “ (البخارى كتاب الاداب رقم 70).
2 – بمعنى قصة عامه او دنيوية:
“ومن استمع لحديث قوم وهم له كارهون او يفرون منه صب فى اذنيه الانك”(صحيح البخارى كتاب التعبير رقم 45) .
3- بمعنى قصة تاريخية:
” حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج ” (صحيح البخارى – كتاب انبياء رقم 50).
4- بمعنى حوار جار:
“اذا حدث الرجل حديثا ثم التفت فهى امانة ” (سنن الترمذى كتاب بر رقم 39 ).
مكونات الحديث:
يتكون الحديث من عنصرين:
أ- الاسناد أو يحوى اسماء رواة الحديث.
ب- المتن : وهو عن محمد أو أحد أصحابه.
مثال :
34 وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ” .
– أنظر صحيح – مسلم مقدمة – رقم 2
– صحيح البخارى (107)
– الترمذى (2659)
ويتضح من هذا المثال ان صحة الحديث فى الاسلام تتوقف على سلسلة الوايه وامزجة الرواة فيها وعلى المحدث ان ياخذ الاسناد بالدراسه والتدقيق ليعرف ان كان الرواة يتصلون بعضهم ببعض اولا واذا كانوا معتبرين ممن يوثق بهم وتسمى المادة التى تعالج هذا الموضوع فى علم الحديث 0 الجرح والتعديل).
ملاحظات هامة:
أ – تعالج المواضيع المروية عن محمد قسم كبيراً من الاحكام والمعاملات ويفسر ما هو الحلال والحرام ويصف قواعد الوضوء (الطهارة) والصلاة والصوم والزكاة والصدقه والحج وامور البر والادب.
ب – تتناول الاحاديث ابواب كثيرة عن كل ما يخطر على بال وما لا يخطر على بال فى العلاقات بين العباد والله والعباد مثل الجهاد ومشاهد القيامة والجنة والنار والملائكة والغلمان والحور العين والوحى والانبياء والرسل السابقين … الخ
جـ – يلعب الحديث فى مجال التشريع الاسلامي دوراً هاماً جداً اذ يرى بعض العلماء جواز نسخ آيه قرآنية سابقة بحديث متأخر يناقضها.
(الزركشى فى البرهان فى علوم القرأن ج2 ص 32 طبعة القاهرة 1957).
د- قد خظيت الآحاديث فى وقت مبكر بمكانة عليا تم تدوينها بعد وفاة محمد بما يقرب من 240 سنة بعد ما تناقلت شفاهةً (التواتر) فلا يمكنا البت فى صحة ما وصل إلينا عن طريق التواتر أو التنافل الشفهي حيث يروى عن ابى حنيفة انه لم يعترف الا بصحة 17 حديثاً..
(انظر مقدمة ابن خلدون ج 111 ص 1043 تحقيق على عبد الواحد وافى الفجاله القاهرة الطبعة الثالثه بدون تاريخ).
ويقول ابو داود (888 م) صاحب السنن فى مقدمة تصنيفه انه آختار من بين نصف مليون حديث 4800 حديثاً موثوقاً به فقط ..
(انظر سنن ابو داود جـ 1 ص 33 تحقيق كمال يوسف الحوت طبعة بيروت 1988).
هـ – لا يمكن النظر إلى معظم الرويات فى كتب الحديث كأثار تاريخيه وموثوق بها عن حياة محمد وسيرته فكثيرا ما نصادف فى تلك الروايات ميول وقناعات الاجيال الناشئه بعد محمد وقد صيغت فى كلام محمد فاذا رايناه يدين بالمذهب القدرى وفى الوقت نفسه يحذر المسلمين من اتباع نهج القدرين لا يصعب علينا الحسم فى ضعف الحديث اذ لم يكن هذا الذهب معروفا فى عصر محمد.
(ابن ماجه المقدمه ص 10)
– مصنفات الحديث المعترف بها عند اهل السنة:
عدد مصنفات الحديث المعترف بها عند أهل السنة وهى ستة وكلها دونت فى القرن الثالث بعد هجرة محمد من مكة الى المدينة :
1- صحيح البخاري (780 م).
2- صحيح مُسلم (875 م).
3- سنن ابى داود (888 م).
4- سنن الترمذى (895 م).
5- سنن النسائى (915 م).
6- سنن ابن ماجه (886 م).
ملحوظة
تسمى هذه المجموعات الست أيضاً (الكتب الستة) وتعتبر من حيث الاهمية فى المرتبه الثانيه بعد القرأن.
مصنفات الحديث المعترف بها عند أهل الشيعة:
دونت الشيعة مصنفاتها الخاصة للحديث لشكها فى كل رواية فى المصادر السنية ورد فى اسنادها من لم ينتم إلى شيعة على رضى الله عنه .
1- الكافى فى اصول الدين (941 م)
2- من لا يحضره الفقيه . لابى جعفر القمى (991 م)
3- تهذيب الاحكام . لابى جعفر الطوسى (1067 م)
4- الاستبصار فى ما اختلف من الاجنار . لابى جعفر الطوسى (1067 م)
ملحوظة
يحتوى الكتابان الآخيرين على حوالي 18000 (ثمانية عشرالف) حديث.
أشهر من جمع الآحاديث لاهل السنة:
فى حوالى سنه 250 هـ (865 م) قام أول من جمع الآحاديث يشكل فعلى هو الامام البخارى وقد جمعها من نحو ستمائة ألف حديث وبعد تحقيقها انتهى ب 7398 حديثاً بدون المكرر وبعده مُسلم وهو تلميذ البخاري الذى جمع حوالى اثنى عشر الف حديث بالمكرر.
ملحوظة
يعتبر بعض العلماء ان الموطاء والمسند قد جُمعا قبل البخاري ولكننا هنا نتحدث عن اول من جمع الحديث من السته المعتمدين عند جميع المسلمين وبالذات اهل السنه واشهر الكتب عند المسلمين هما الصحيحان للبخارى ومسلم ثم سنن ابى داود وسنن ابن ماجه وسنن الترمذى والنسائى.
1 – البخاري:
محمد بن اسماعيل البخارى ولد ببخارى (سنة 194 ه – 810 م)
– بداء فى تصنيف وتقسيم ابواب كتابه “الصحيح ” بمكه لبث فى تصنيفه ست عشرة سنه بالبصرة وغيرها حتى اتمه فى بخارى موطنه ومات سنة 256 هـ (870 م).
– نسب اليه قوله انه خرج (جامعه) من ست مائة الف حديث (وفيات الاعيان ج 4 ص 190)
– رغم ما تعرض له البخارى من هجمات عنيفة ونتقادات شديدة فقد نال صحيح البخارى المرتبه الثانية بعد القرأن وذلك باجماع الامة.
ملحوظة
يقول الخطيب البغدادى بمناسبة حديث اورده البخارى موصولا فى ثلاثة مواضيع ( بان البخارى يروى جزاء من حديث الافك عن عائشه وام رومان عن طريق مسروق فهذا وهم (اى غلطه ) لان مسروقا لم يسمع عن ام رومان فهى توفيتايام النبى ومسروق فى لسادسه من عمره وخفى على البخارى اما مسلم فتفطن الى ذلك فابى نقله)..
“أنظر كتاب هدى السارى لمحمد بن الحجر العسقلانى صـــــ 371 ـــ بولاق 01301”.
2 – مُسلم:
مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, ولد بنيسابور سنة 206هـ (821م) و توفى سنة 261هـ (875م).
– فاق البخارى فى جمع طرق الرواية و حسن الترتيب.
– جاء فى مقدمة مسلم لصحيحة أنة جمع مصنفة من بين 300.000 حديثاً وروى أنة كتابة يحوى أربعة ألاف حديث دون المكرر و بالمكرر 7275 حديثاً, قال إنة ألف كتاب هذا من ثلاثمائة ألف حديث سمعها.
3 – أبو داود :
– سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي – ولد سنة 202هـ (817م) و مات بالبصرة سنة 275هـ (889م).
– يقول أنة جمع 4800 حديثاً من بين 500.000 حديثاً “كتبت عن النبى”.
أنظر سنن أبى داود حـــ 1 ــــ صــــــ 33.
4 – الترمذي :
– محمد بن عيسى بن سورة الترمذي, ولد سنة 209هــ (823م) بترمذ و توفى بها سنة 279هـ (892م).
– يتكون (جامع الصحيح) للترمذى من 3956 حديثاً و توجد فى شرح الأحوذى 4051 حديثاً.
– قال أبن الأثير: – فى سنن الترمذى ما ليس فى غيرا من ذكر المذاهب ووجود الأستدلال و تبين أنواع الحديث الصحيح و الحسن و الغريب.
– تتلمذ الترمذي على يد البخارى و أبى داود.
“أنظر – تذكرة الحفاظ حـــ 2 ــــ صـــــ 187.
5 – النسائي :
– أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بجر النسائي, ولد فى نسا من نيسابور سنة 215هــ (830م) و توفى فى مكة سنة 303هــ (910م).
– لقد قيل إن النسائى أحفظ من مسلم و إن سنتة أقل السنن ضعفاً.
أنظر أبو زهو – كتاب الحديث و المحدثون. صــــ 359ــــ القاهرة 1958 – و عبد العزيز الخولى فى كتاب مفتاح السنة صــــ 79.
قال الذهبى “سئل النسائى بدمشق عن فضائل معاوية , فقال : إلا يرضية رأساً برأس حتى نفضلة” فنفى إلى مكة و قيل الرملة.
أنظر كتاب تذكره الحفاظ حـــ 2 ــــ صــــــ 241.
6– ابن ماجه:
– أبو عبدالله محمد بن يزيد بن ماجه.
ولد سنة 209هــ (824م) و توفى أبن ماجه سنة 273 هــ (886م).
قال أبن الجوزى تعليقاً على كتاب أبن ماجه “السنن” “إن فية نحو ثلاثين حديثاً موضوعاً, و قد أشتهر بضعف رجاله”.
تتكون سنن أبن ماجه من 4341 حديثاً.
أنظر سنن أبن ماحه – جــــ 11 ـــ صـــــــ 1520 ـ و تعريف السنن تأليف محمد فؤاد عبد الباقى – القاهرة”.
7– الأمام مالك:
– هو أبو عبدالله مالك بن أنس
ولد سنة 95هــ (713م) بالمدينة و توفى سنة 179هــ (795م) بالمدينة.
يعتبر “الموطأ” من أول ما دون من مجموعات الحديث, قيل إن مالكاً روى مائة ألف حديث. جمع منها فى الموطأ عشرة ألاف. ثم أختار منها 1720 حديثاً.
كيف جمعت الأحاديث؟
– ما سبق نرى أن جمعى الآحاديث لم يبدأوا فى جمع الآحاديث إلا حوالى عام 250هــ أى بعد وفاة محمد بنحو 240 سنة و هذة الفترة هى التى حفلت بظهور الأحاديث فى فضائل بنى أمية أو ذمهم. و كذلك فضائل بنى العباس.
– و فى هذا الوقت ظهرت أكثر الطوائف الإسلامية كالخوارج و الشيعة و المرجئة وغيرهم..
– الذى يراجع كتب أهل الحديث يرى أن معظم الموجودين فى هذة الفترة الزمنية “ضعاف” عن أغلب أهل الحديث بالإضافة إلى المنافع الشخصية التى تعود على من يضع الحديث, خاصة أثناء خلافة بنى أمية.
– أبرز مثال لهذة الظاهرة هو سيرة النسائى صاحب السنن فبعدما عاد النسائي سنة 302هــ – 914 م من مصر. طلب منه الناس “فى الشام” أن يروى لهم أحاديث فى فضل معاوية على على. و لما رفض النسائى الراوية فى فضل معاوية تعرض لضرب شديد فى المسجد و توفى من جراء ذلك فى طريق مكة سنة 302هــ (915م).
أنظر كتاب أداب الحديث – لجامان صــــ 86 .
– يقول محمد بن أسحاق الأصبهانى : سمعت مشايخنا بمصر يقولون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر فى أخر عمرة و خرج إلى دمشق. فسئل عن معاوية و ما روى من فضائله فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأساً برأس حتى يفضل..
وفى راوية أخرى ما أعرف عنة فضيلة إلا “لا أشبع الله بطنك”.
– الدارس لكتب الحديث يراى أن أشهر الرواة طعنوا بالضعف أو الكذب كالسدى و قتادة و سفيان الثورى. و كذلك أشهر جامعي الحديث طعنوا بالتدليس على أختلاف مستوياته كالبخارى و مسلم و مالك بن أنس و غيرهم
أنظر أختصار علوم الحديث – أبن كثير صــــ 59 ــــ طبعة القاهرة 1951.
التدليــــس
– التدليس لغوياً هو كتمان عيب فى شىء ما حتى لا يعلمة المستفيد من هذا الشىء”.
أنظر – تاج العروس” للذييدى فصل الدال باب السين ” .
– أما عند علماء الحديث هو أن لا يسمى الراوى من حدثة أو أن يوهم أنة سمع الحديث ممن لا يسمعة منه. و قد أشتق من الدلس, و هو خلط و إختلاط الظلام بالنور.
أنظر – لسان العرب- لابن منظور باب دلس 6-86, 87 – طبعة بيروت 1990 .
أنواع التدليس
ينقسم التدليس فى أصطلاح المحدثين إلى ثلاثة أقسام:
أ – تدليس الإسناد،
ب- تدليس الشيوخ،
جـ – تدليس التسوية،
أ – تدليس الإسناد:
هو أول أنواع التدليس وهو يسقط الراوى أسم شيخة الذى سمع منه إلى من يلية بلفظ لا يقتضى الأتصال” عن فلان” كقولة “عن فلان” أو قال “فلان” أو أن يروى عمن لقية و سمع منه ما لم يسمع و لا يذكر ذلك”.
قال البزار: ” إن كان يدلس عن التقات فتدليسة مقبول عند أهل العلم.
أما شعبة و أكثر العلماء فقد بالغوا فى ذمه. فروى الشافعى عن شعبة قال: “التدليس أخو الكذب” و قال : ” أزنى أحب إلى من أن أدلس”.
أنظر كتاب الباعث الحثيث صـــ58 , وكتاب التوضيح حــ 1 ــ صــــ 366 .
– كان الشافعى يرد مطلقاً من عرف عنه التدليس فى الإسناد و لو مره واحدة.
و لكن أكثر العلماء أتفقوا على أن الراوى الذى نسب إلية التدليس قبل من روايتة ما صرح فيه بلفظ السماع و يرد ما كانت عبارته محتملة مبهمة.
أنظر أختصام علوم الحديث صـــ 111ـــ , صـــــ 112.
– أشهر من عرف عنة تدليس الإسناد الأصبهاني “حيلة الأولياء”، و يزيد بن أسلم العمرى, والدار قطني صاحب “السنن” و البخارى و أبو داود و سيفان الثورى و الإمام مسلم جامع الصحيح …
أنظر معرفة علوم الحديث – الحاكم النيسابورى – صـــ 111 , صـــ 112 ـ القاهره 1937″.
ب – تدليس الشيوخ:
– هو أن يصرح الراوى بأسم المروي عنه بإسم أو كنيه لم يعرف بها لضعفه كقول ابى بكر بن مجاهد احد ائمة القراء “حدثنا عبدالله بن ابى عبدالله “يريد به ” عبدالله بن ابى داود السجستاني “وفى هذا تضييع للمروي عنه.
– يرى ابن الصلاح ان الخطيب البغدادي كان لهجا بهذا القسم فى مصنفاته وينقل عنه بعض الامثله فى ذلك منها ان الخطيب البغدادى كان يروي فى كتبه عن ابى القاسم الازهري وعن عبيدالله بن ابى الفتح القاسمي وعن عبيدالله بن احمد بن عثمان الصيرفي والجميع شخص واحد من مشايخه.
انظر التوضيح جـ 1 ص369 “.
– من امثله من كانوا يدلسون من الشيوخ : مروان بن معاويه ومجاهد ومحمد بن اسحاق ..
انظر اختصار علوم الحديث –بن كثير ص59 –القاهره 1951.
يعلق الدكتور صبحى الصالح:
نحن فى الواقع نجل الخطيب البغدادي عن ان يكون قصده تعمية امر واحد من هؤلاء الشيوخ ولكننا لانكتم استغرابنا من ذكره هذه الاسماء التى يصعب معها معرفة الشيخ مع انها لشخص واحد وهو يعلم انها لشخص واحد وان كثيرين لا يفطنون لذلك ..
انظر كتاب علوم الحديث ص 173 .
جـ – تدليس التسوية:
– هو ان يروى المحدث حديثاً عن ثقة (اى راويه موثوق به) عن ضعف & عن ثقه. فيسقط المدلس الضعيف الذى فى السند فيجعل الحديث عن ثقه فيستوى بذلك الاسناد كله ثقات.
– هذا النوع هو اشر اقسام التدليس لان الثقة الاول لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند كذلك (بعد التسويه) قد رواه عن ثقه آخر فيحكم للحديث بالصحه.
انظر كتاب توضيح الافكار جـ 1 ص 76.
اشتهر بهذا النوع من الحديث بعض اكبر ائمة الحديث مثل مالك بن انس صاحب ” الموطأ ” وابى اسحاق والوليد بن مسلم .
كان بعض المدلسين من ائمة الحديث يجدون فى التدليس متعة نفسيه فلا تحلو لهم العابه الا بهذا الضرب من الروايه المبهمة يخوضون فيه متساهلين ثم يندمون ويتوبون .. قيل لهيثم بن بشير : ” ما يحملك على التدليس ؟
فاجاب “انه اشهى شهي”
انظر كتاب الكفاية ص 361.
قد وقع التدليس من اشهر ائمة الحديث مثل : ابن عينيه والاعمش وقتاده والحسن البصرى وعبد الرازق والوليد بن مُسلم والغريب فى الامر وصف علماء الحديث لهيثم بن بشير وابن عينيه بالامانه والحفظ والضبط..
والاغرب انهم يبررون هذه الظاهرة بقولهم فما اقل الذين سلموا من التدليس حتى ابن عباس لم يسمع من محمد إلا آحاديث يسيرة قال بعضهم أربعة وبقية آحاديثه سمعها من الصحابة عن محمد ولكننا نجده لا يكاد يذكر احدا بينه وبين محمد فيقول : قال رسول الله “…
أنظر كتاب التوضيح جـ 1 ص 347 & ص 351.
أنواع الآحاديث
قسم أهل الحديث الآحاديث إلى أكثر من ثلاثين نوع سنورد بعضها مع التعريف:
- ·الصحيح
وهو الحديث المُسند الذى يتصل اسناده بنقل ثقة عن ثقة إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معللاً.
الاحاديث الصحيحه توجب العمل بها باتفاق الائمة.
قد اتفق أهل العلم بالحديث على ان أصح الآحاديث عن رسول الله (ص) هى ما رواه أهل المدينة ثم أهل البصرة ثم أهل الشام،
وقال الخطيب البغدادي: ” اصح طرق السنن ما يرويه اهل الحرمين مكه والمدينة فان التدليس عندهم قليل.
من عجب العجاب فى الأمر أن الخطيب البغدادي نفسه كان ممن اشتهروا بالتدليس!!
واهل الحرمين من مكة والمدينة فيكفى فيهم ما ذكرناه سلفاً عن ابن عباس وهو من كبار الائمة.
اعترف علماء الحديث بان الصحيح لا يجب ان يفيد دائما الصحه.
اذ يقول بعضهم أصح شىء فى الباب كذا فلا يلزم من هذا التعبير صحة الحديث فانهم يقولون وان كان الحديث ضعيفاً ومرادهم ارجح ما فى الباب أو أوله ضعيفاً.
- ·المسند
وهو ما أتصل اسناده إلى الرسول وقال الخطيب:
” هو ما أتصل إلى نهايته”،
وقال ابن عبد البر:
“هو المروى عن الرسول سواء كان متصلاً او منقطعاً”.
- ·الحسن
وهو الذى سنده ثقات ولكن فيه ضعف محتمل مثل قلة الضبط ويُحتج به عند أهل الحديث.
- ·الضعيف
وهو ما لم تجتمع فيه صفات الصحيح ولا صفات الحسن ويقسم الضعيف إلى انواع حسب مواطن ضعفه فمنه الموضوع والمقلوب والشاذ والمعلل والمُضطرب والمُرسل و المُعضل….
- ·المتصل أو الموصول
وهو ما أتصل سنده بسقوط أحد الرواة و لم يرسل بسقوط أكثر من راو,
- المرفوع
وهو ما أضيف للنبى من قول سواء كان متصلاً أو منقطعاً.
- ·الموقوف
وهو الذى يروى عن الصحابة من حيث قولهم وفعلهم.
- ·المقطوع
وهو الموقوف على التابعين قولاً و يكون غير منقطع الإسناد.
- ·المرسل
وهو أن يروى عن أحد التابعين لم يعاصروا محمد و لكن عاصر بعض الصحابة فيقول:
“قال النبى” مرسلاً كلامه للنبي مسقطاً من سمع منه من الصحابه.
- ·المنقطع
- ·و هو أن يسقط من الإسناد رجل أو يذكر فيه رجل مجهول و قيل هو كل مالا يتصل إسناده مثل المرسل غير أن المُرسل هو ما يطلق على ما رواه التابعي عن محمد.
- ·المُعضل
وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي .. و منه ما يرسل تابع التابعي.
- ·المدلس
وهو قسمان أحدهما:
أن يروى عمن لقيه ما لم يسمعه منه أو عمن عاصرة و لم يلقة فوهما انة سمعه منه.
كمن يقول “قال فلان” و قد زويت فى الصحيحين آحاديث سفيان الثوري و سفيان بن عيينة و الأعمش و قتادة …
والثانى ذكر إسم الشيخ أو كنيته على خلاف المشهور تعميمه لأمره و تصعيباً للوقوف على حاله.
- ·الشاذ (الغريب)
وهو أن يروى الثقة حديثاً ما رواه الناس منفرداً به و ليس له طريق آخر كحديث “إنما الأعمال بالنيات” فلم يروا إلا عن عمر بن الخطاب وعنه علقمة و عنه محمد بن إبراهيم التيمي و عنه يحيي بن سعيد الأنصارى, و هذا الحديث ليس له وجه آخر إلا هذا.
- ·المنكر
وهو مثل الشَاذ غير أنة راويته فيها ضعف فهو مُنكر مردود لا يحتج به.
- ·المتابعات والشواهد
وهو أن يروى مجموعة من الصحابة حديثاً واحداً فيصل لنا من عده طرق. بعدة أسانيد و يتغاضى فيه عن الضعيف قريب الضعف لأن تعدد الطرق يقوى بعضها بعضاً.
- ·الإفراد
وهو أن ينفرد به الراوى عن شيخة كالشاذ أو ينفرد به أهل القطر كأنفراد أهل العراق بحديث “تحليل النبيذ” فى حجة الوداع وهو ما نقله أبن عبد البر فى “العقد الفريد”.
- ·زيادة الثقة
وهو أن يزيد أحد الثقات فى نص الحديث جمله أو أكثر.
- ·المُعلل
وهو أن تجمع طرق الحديث وينظر فى رواته فيقع فى نفس العالم العارف بالحديث أن الحديث معلول فيحكم بعدم صحته .
- ·المضطرب
وهو أن يختلف الرواة فى شخص بعينة فى الإسناد أو فى جملة بعينها فى المتن مثل حديث “خدير خم”
في ولاية على بن أبى طالب وهو ما تحتج به طوائف الشيعه ومثل أحاديث زواج المتعه فى كل كتب الحديث.
- ·المدرج
وهو أن تزاد لفظة أو جملة فى نص الحديث من كلام الراوى فيحسبها السامع من نص الحديث فيرويها
كذلك. و قد وقع هذا كثيراً فى الصحاح والمسانيد وكتب السنن.
- ·المُوضوع
- ·ولذلك شواهد كثيرة منها إقرار واضعة أو ركاكة ألفاظ أو فساد معناه مخالفة لما أتى فى القرأن و السن الصحيحة و هو أن يباين المنقول أو يخالف المعقول أو يناقض الأصول.
- ·المقلوب
وهو أن يوضع إسناد حديث على نص حديث آخر وقد يكون فى الإسناد كله أو بعضه .
ملحوظة
أحياناً كثيره يتعجب السائل بسؤاله “ألم يقل سيدنا محمد كذا؟ ”
فيكون الرد أنه موضوع مختلف.
وهذا الرد على كل ما نقل عن الرسول وهو ضد العقل أوالمنطق وخلافه.
ويرجع ذلك إلى كثرة ما طعن فى رواة الحديث، أصبحت معظم الآحاديث تحتمل الصحة والغلط فى وقت واحد فالراوى الذى يكذبه البخارى يوثقه النسائي و الذى يقبله الشيعة تنكره أهل السنة و حتى وصل الأمر إلى إنكار معظم الأحاديث ..
ذكر أهل الحديث أسماء مشاهير الرواة و أتهموهم بوضع الحديث كأبي الحامد الغزالي و بعد القادر الجيلاني, وأبى طالب المكي “وهم من الصوفية”،
و السدى و أبى أسحاق و قتادة و مجاهد.
بل وصل الأمر فى عهد الصحابة إلى قيام عمر بن الخطاب بضرب أبى هريرة بدرته ليمنعه عن كثرة رواية الحديث !!!
مجديوس السكندري